عبارة

استمرارية المؤسسة

يُعدُّ انتقال مسؤولية الوحدة من قائد إلى آخر أحد أهم مظاهر الانتظام والاستمرارية في المؤسسات بصورةٍ عامة، وفي المؤسسة العسكرية بصورةٍ خاصة. تكتسب هذه الاستمرارية أهمية كبيرة خلال الظروف الاستثنائية كالتي يمر بها الوطن والجيش حاليًا، بحيث تبقى آليات العمل قائمة وفق ما ينص عليه النظام العسكري العام، وتُواصل الوحدات العملانية والثابتة القيام بواجبها الوطني، في دلالة واضحة على أن الجيش صامد في مواجهة الصعوبات، وأن عناصره مصرون على تنفيذ مهماتهم بعقيدةٍ عسكرية راسخة وانضباط تام لا تزعزعه الملمّات.

يأتي في هذا الإطار انتقال مسؤولية مديرية التوجيه من مدير إلى آخر، وهي مسؤولية كبيرة بلا شك نظرًا إلى الدور الأساسي والمتشعب الذي تضطلع به المديرية وفق توجيهات قيادة الجيش لجهة إعداد الأخبار والبيانات، وتصوير نشاطات الوحدات وتتبُّع المعطيات الإعلامية المتعلقة بالمؤسسة، وإصدار المطبوعات والمنشورات الدورية والخاصة بالمناسبات الوطنية، فضلًا عن الأمور الداخلية الدقيقة التي ينبغي متابعتها لتأمين حسن سير العمل وتناسقه بين مختلف الأقسام.

أمام هذه المسؤولية التي هي دليل ثقة يُعتَزُّ بها، لا بد من إبداء الشكر لمن سَبق إلى تولّي هذه الوظيفة وبَذَلَ طاقته ووقته في معرض الواجب، والتطلُّع بعزيمةٍ وإصرار إلى الأمام، والمُضي قُدُمًا في طريق الواجب بروحية الابتكار والإبداع والسعي الدائم إلى التحديث والتطوير. هذه هي أسس عمل المديرية، وهي أيضًا الرسالة الجوهرية التي تحرص قيادة الجيش على إبرازها أمام العسكريين من مختلف الرتب وأمام المواطنين، فهُم ينظرون إلى الجيش بعين الإكبار، ويعلّقون عليه الآمال ويعهدون إليه بالسلم الأهلي في البلاد.

وإذا كان النجاح عائدًا في جزء منه إلى الكد والتصميم الفردي، فإنه يعتمد اعتمادًا كبيرًا على عمل الفريق. بالتالي، يستند نجاح كل وحدة لزومًا إلى تضافر جهود عناصرها كافةً، كما يرتكز نجاح الجيش على الاتحاد والتعاون التام بين الوحدات، كلٌّ وفق طبيعة عملها ومهمّاتها، ويبقى العنوان الأول إعلاء شأن الجيش والوطن الذي يستحق منا كل تضحية.

العميد الإداري حسين غدار

مدير التوجيه بالوكالة