- En
- Fr
- عربي
تقديمات وخدمات
فرع الأطفال في سعيٍ مستمرّ إلى التطوّر
برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً برئيس الطبابة العسكرية العميد الإداري ميشال أبو سرحال، نظّمت الطبابة العسكرية مؤتمرًا طبيًا حول اعتماد الجيش بطاقة موحّدة خاصة بتلقيح الأطفال. عقد المؤتمر في الفندق العسكري المركزي - مونرو (22 كانون الثاني 2016)، وحضره عدد كبير من الضباط الأطباء وعناصر الكوادر الطبية العاملة في الجيش، إلى جانب أطباء متخصّصين بصحة الأطفال وصيادلة وممرّضين من مختلف المستشفيات والمؤسسات الطبية اللبنانية.
الافتتاح
استهلّ العميد الإداري أبو سرحال المؤتمر بكلمة القيادة، منوّهًا بالعلاقة المتينة بين الطبابة العسكرية والجسم الطبي المدني، وتحدّث عن أهمية هذه البطاقة، وممّا جاء في كلمته:
«في إطار برنامج المؤتمرات الطبية التي تنظّمها الطبابة العسكرية في الجيش، أو تلك التي تشارك فيها، يأتي هذا المؤتمر ليؤكّد من جديد مضي قيادة الجيش في تطوير الطبابة العسكرية على كلّ صعيد، لما لهذا القطاع الحيوي من دور محوري في تثبيت دعائم المؤسّسة على ركائز صلبة، والإسهام في دعم مهمّاتها الوطنية، لاسيّما في ظلّ الأخطار والتحديات التي تحيط بالوطن من كل جانب.
أيها الحضور الكريم،
لا شك في أنّ الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي عانتها البلاد ولا تزال، قد انعكست سلبًا على إمكانات الجيش، وبالتالي على قدرة الطبابة العسكرية على توفير الحاجات الصحية اللازمة لما يزيد عن 350 ألف فردٍ من العسكريين وعائلاتهم، الذين يشكّلون بدورهم شريحة واسعة من المجتمع اللبناني. إلاّ أن هذا الواقع الصعب، لم يثننا لحظة عن مواصلة جهودنا وابتكار الحلول الممكنة لتوفير تلك الحاجات، سواء من خلال تفعيل عمل الكوادر العسكرية الطبية، وترشيد الإنفاق وحسن الإدارة والتنظيم، وشراء الأدوية والتجهيزات الطبية بأسعار مخفّضة، أو من خلال التعاون الوثيق مع الوزارات المعنية في الدولة، والجامعات والمؤسسات الطبية اللبنانية، وقد لمسنا في هذا الإطار تجاوبًا كبيرًا، يؤكّد إرادة التعاون، وروح التضامن الوطني والإنساني بين الجميع.
أيها الحضور الكريم،
إننا نرى في هذا المؤتمر الذي يعقد اليوم تحت عنوان: اعتماد بطاقة تلقيح موحّدة في الجيش، خطوة ملحّة وحاجة أساسية، خصوصًا وأن هذه المسألة تطال صغار العمر، الذين هم الأقلّ مناعةً، وبالتالي الأكثر عرضة للأمراض والأوبئة التي تزداد انتشارًا مع ارتفاع نسبة التلوث في لبنان بشكلٍ خطير.
كما أنّه بات من الضروري وضع جدول موحّد لمواعيد اللقاحات وأنواعها، ينسجم من جهة، مع التطورات الطبية الهائلة التي يشهدها عالمنا المعاصر، ومن جهة أخرى، يكفل توحيد المبادئ والمعايير المختلفة التي يعتمدها أطباء الأطفال العاملون في المؤسسة، وذلك بسبب انتمائهم إلى مدارس طبية متنوّعة، ما يؤدّي في بعض الأحيان إلى مشاكل، أو نقص أو ثغرات في المعالجة.
ختامًا باسم العماد قائد الجيش، أرحّب بكم وأشكر لكم حضوركم ومساهمتكم الفاعلة في إقامة هذا المؤتمر.
دمتم أصدقاء للجيش، وحماةً لرسالة الطب التي ائتمنتم عليها، وكنتم لها خير مخلصين».
جديد فرع الأطفال
رئيس فرع الأطفال في المستشفى العسكري المركزي الرائد الدكتور علي اسماعيل، ألقى مداخلةً شكر في بدايتها العماد قائد الجيش لرعايته المؤتمر، مشيرًا إلى اهتمامه بالطبابة العسكرية ودعمها ورعايتها. وشدّد على أهمية هذا المؤتمر ليس فقط لمناقشة بطاقة اللقاحات الموحدة في الجيش، بل أيضًا للوقوف على آخر التطورات والتوصيات العلمية العالمية في مجال تلقيح الأطفال وإمكان تطبيقها في لبنان, سعيًا للتوصل إلى أفضل طريقة لتلقيح الأطفال في الجيش. كذلك، اعتبر المؤتمر فرصة لأطباء الأطفال المتعاقدين مع الجيش من مختلف المناطق اللبنانية، للتعارف والتواصل والمشاركة في النقاش.
ثم شرح واقع الخدمات الطبية للأطفال في الجيش، والتي تُقسَم إلى مستويَين: مركزي في المستشفى العسكري المركزي، ومناطقي في طبابات المناطق الخمس. وأشار إلى أنه تمّ إعادة تأهيل فرع الأطفال ليقدّم خدمات طبية إضافية، من حيث العديد والإنشاءات والتجهيزات والفحوصات المخبرية. كما أشار إلى النشاطات العلمية والأكاديمية في الفرع والتي من بينها إشراف أطبائه على طلاب طب الأطفال والعائلة في الجامعة الأميركية، الذين ينفّذون فترة تمرّس في المستشفى العسكري المركزي.
وفي السياق نفسه، تابع الرائد اسماعيل قائلاً: التحق ثلاثة طلاب ماجستير من كلية العلوم الصحية في الجامعة الأميركية في بيروت، للعام الدراسي 2015- 2016، بفرع الأطفال لإجراء التدريب العلمي على ثلاثة مشاريع، تتمحور حول: اعتماد بطاقة اللقاحات الموحدة في الجيش، العلاقة بين التقييم السريري ونتيجة فحص Rapid strep test أو Throat culture عند الأطفال، وطرق تحسين الخدمات الطبية للأطفال وتطويرها في الجيش.
وأضاف الرائد اسماعيل: من ضمن الأمور التي عملت الطبابة العسكرية على تطويرها في فرع الأطفال أيضًا، بطاقة اللقاحات، وقد شكّلت لهذه الغاية لجنة طبية تضمّ أطباء الأطفال العاملين في الفرع. وبنتيجة عملها اقترحت اللجنة بطاقة، استندت فيها إلى المعايير الطبية اللبنانية والعالمية الحديثة، والتي نجتمــع اليــوم لمناقشتهــا.
وفي الإطار نفسه، عملت الطبابة على تحديث أساليب حفظ بيانات التلقيح، فتمّ تأليلها وبات بالإمكان الرجوع إليها عند الحاجة. ففي شهر كانون الأول الماضي على سبيل المثال، تلقى 149 طفلاً لقاح الجدري و183 طفلاً لقاح شلل الأطفال. وفي نهاية العام 2016 سيكون لدينا معلومات وإحصاءات سنوية دقيقة حول تلقيح الأطفال في المستشفى العسكري المركزي.
مواضيع ذات صلة
تضمّن المؤتمر مداخلات لعدّة أطباء من ذوي الاختصاص في طب الأطفال، فتحدّثت الدكتورة ندى غصن (رئيسة مركز الترصّد الوبائي في وزارة الصحة العامة اللبنانية)، عن آخر الإحصاءات المتعلّقة بأمراض شلل الأطفال، والحصبة، وأبو كعب، والمكوّرات السحائية في لبنان.
بدوره، تحدّث الدكتور زياد منصور (من منظّمة الصحة العالمية)، عن الطرق المعتمدة مناطقيًا وعالميًا للّقاحات. ثم عرضت الدكتورة ريما حنا واكيم (متخصّصة في الأمراض الجرثومية عند الأطفال- المركز الطبي في الجامعة الأميركية)، الحقائق المتعلّقة باللقاحات بشكلٍ عام وما يتمّ تناقله من معلومات غير علمية بين العامة بشأنها.
وتناولت زميلتها الدكتورة راميا زخور (في الاختصاص والمركز نفسه)، آخر التطورات والتوصيات العلمية العالمية المتعلّقة باللقاحات، في حين تحدّثت اختصاصية الأمراض الجرثومية في المستشفى العسكري المركزي الدكتورة ندى ابراهيم، عن كيفية إعطاء اللقاحات خارج موعدها.
وفي القسم الأخير من المؤتمر، تحدّثت طبيبتان من المستشفى العسكري أيضًا، فتناولت الدكتورة نسرين مكّي (طبيبة أطفال متخصّصة في طب الفترة المحيطة بالولادة)، لقاحات النساء الحوامل، بينما عرضت طبيبة الأطفال (المتخصّصة في علم اللقاحات) الدكتورة دينا حلو اللقاحات عند اليافعين من عمر 12 وحتى 18 سنة في لبنان. وفي ختام المؤتمر، قامت الآنسة نور نحّاس (من الجامعة الأميركية في بيروت) التي تمحور مشروع تخرّجها في الماجستير في الصحة العامة حول بطاقة التلقيح الموحّدة، بعرض طريقة استخدامها وتفعيلها في الجيش.
واختتامًا، شكر الرائد الدكتور علي اسماعيل كل من ساهم في الإعداد لعقد هذا المؤتمر والتحضير له، ودعا الجميع إلى كوكتيل للمناسبة.
بطاقة لقاحات حديثة
تمّ اقتراح تحديث بطاقة اللقاحات بهدف تسهيل معرفة كل لقاح وأهميّته وتاريخ خضوع الطفل له والشخص الذي أعطاه اللقاح للرجوع إليه عند الحاجة.
وبالمقارنة مع البطاقة القديمة، وبطاقة اللقاحات في وزارة الصحة العامة اللبنانية (التي تسعى إلى إدراج بعض اللقاحات الضرورية)، أدرجَت الطبابة العسكرية ثلاثة لقاحات ضرورية واعتمدتها على البطاقة العسكرية وهي: المكورات الرئوية، التهاب الكبد أ، والجدري. كما تمّت إضافة لقاحات اختيارية وشرح كيفية إعطائها بالتفصيل بشكلٍ واضح.
والنسخة الورقية من البطاقة، مقرونة بنسخة إلكترونية على الكمبيوتر المخصّص لحفظ سجلّ اللقاحات التي خضع لها كل طفل، وتاريخ خضوعه لها، واسم الطبيب أو الممرّض الذي أعطاه اللقاح، إضافة إلى مواعيد اللقاحات اللاحقة وكل المعلومات ذات الصلة.