- En
- Fr
- عربي
الأمم المتحدة وعصبة الأمم
وجد العالم نفسه بعد الحرب العالمية الأولى أمام هول الدمار والضحايا وخصوصاً في أوروبا والشرق الأدنى فتقرر إنشاء عصبة الأمم كي تكون منتدى دولياً لحل النزاعات دون اللجوء إلى القوة. إلا أن الدول المنتصرة وجدت نفسها بالمقابل في حال من الزهو والتعالي وقسمت الإمبراطورية العثمانية فيما بينها ووطدت نفوذها في مختلف أنحاء العالم. كما أن الأفكار الدفينة بدأت في الانطلاق ففي أثناء الحرب الأولى حصلت الثورة البولشفية في روسيا وتصاعد التيار النازي في ألمانيا والفاشي في إيطاليا بشكل متسارع حتى وصلنا بعد نحو عشرين عاماً على انتهاء الحرب الأولى إلى مشارف تأزم جديد وضربت القوى الصاعدة عرض الحائط عصبة الأمم التي تهاوت مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939.
بعد انتهاء الحرب الثاني عام 1945 تحولت الأمم المتحدة وهي الاسم الرسمي للحلفاء إلى منظمة دولية ضمت دول العالم المستقلة في حينه وأقرت ميثاقها ورسخت مؤسساتها بحيث باتت منتدى رسمياً دولياً أسهم في حل بعض النزاعات وتخفيف وطأة البعض الآخر واستعيض عن الحرب العالمية بالحرب الباردة وتحول النظام العالمي تدريجياً إلى نظام ثنائي القطبية.
وبعدما سقط جدار برلين وتفكك الاتحاد السوفياتي أعلن الرئيس الاميركي الأسبق جورج بوش الأب قيام النظام العالمي الجديد وعدنا إلى مرحلة الزهو التي كانت بعد الحرب العالمية الأولى والتي ذهبت ضحيتها عصبة الأمم واليوم وبعدما بدأت الولايات المتحدة الأميركية، القطب الأوحد وبزهو واضح حرباً على العراق دون قرار من الشرعية الدولية أصبحنا أمام سؤال: هل نحن على مشارف نهاية الأمم المتحدة بكل ما تمثل من قوانين وشرائع دولية تنظم عمل الدول أم أن هذه الحرب ستجلب نهاية لزهو الولايات المتحدة؟
الأسابيع القادمة تقرر.