قدرنا الشهادة

الإرهاب لن يُخضع اللبنانيين ولن يُربك المؤسسة

الغدر كَمَن لهم على طريق الواجب فانضموا الى قافلة الشهداء

العماد قهوجي متفقداً الجرحى والوحدات في طرابلس
 


كانوا في طريقهم الى ساحة الواجب كما في كل يوم. أتوا من قراهم الشمالية التي ترصد معظم شبابها للمؤسسة العسكرية منذ عقود.
كان الصباح الذي سبق صباح العيد، وكانوا سيعودون الى عائلاتهم وصغارهم بأشياء تجلب الى الحياة الصعبة قليلاً من فرح نادر. امتدت اليهم يد الإرهاب الغادرة في الصباح الباكر. فعادوا محمولين على الأكف ملفوفين بالعلم. لم تكن في يد أي منهم هدية العيد الملفوفة بورق لماع، كانوا هم الهدية التي قدّمت نفسها الى الوطن.
أربعة عسكريين سقطوا شهداء في الانفجار الإرهابي الذي استهدف حافلة عسكرية في طرابلس صباح 29 أيلول الماضي، لينضموا الى رفاق كثر افتدوا الوطن وأهله بدمائهم وفرح أهلهم وأطفالهم.
الانفجار الإرهابي الذي حصل في منطقة البحصاص أدى ايضاً الى استشهاد مدنيين إثنين (أحدهما توفي بعد نقله الى المستشفى جريحاً)، والى جرح العشرات.

 

قائد الجيش تفقّد مسرح الجريمة وعاد الجرحى والعسكريين
إثر وقوع الإنفجار، ضرب على الفور طوق أمني حول المكان وبوشرت التحقيقات.
وفي حين عاشت عكار أجواء الحزن والحداد بدلاً من أجواء العيد، تفقّد قائد الجيش العماد جان قهوجي المكان وعاد الجرحى ثم قام بجولة على الوحدات العسكرية المنتشرة في طرابلس.
العماد قهوجي الذي اطلع من العسكريين الجرحى على أوضاعهم وحاجاتهم، تمنى لهم الشفاء العاجل، طالباً من الجهات المعنية بذل أقصى الجهود لتوفير العناية الصحية اللائقة بهم.
وخلال جولته على الوحدات العسكرية في طرابلس، اطلع العماد قائد الجيش على التدابير الأمنية المتخذة، واجتمع الى الضباط والعسكريين وأعطى توجيهاته اللازمة.
وقد نوّه قائد الجيش بتضحيات العسكريين الجرحى ورفاقهم الشهداء الذين بذلوا أرواحهم على مذبح الوطن في تلبية عفوية لنداء الواجب. وقال إن لا دين ولا هوية للإرهاب سوى القتل والتخريب وترويع المواطنين، مؤكداً أن هذا الإرهاب مهما تمادى في غدره وإجرامه، فهو لن يستطيع إخضاع الشعب اللبناني، ولن يتمكن من إرباك المؤسسة العسكرية أو النيل من عزيمتها، بل سيزيدها قوة ومناعة وتماسكاً وإصراراً على إكمال دورها الدفاعي والأمني، والحفاظ على رسالة لبنان مهما بلغت الصعوبات والتضحيات.
وشدّد العماد قهوجي على أن الجيش سيبذل كل طاقاته وجهوده لكشف هوية الجناة وتقديمهم الى العدالة.

 

تشييع الشهداء
شيعت قيادة الجيش وأهالي الشهداء العسكريين الأربعة في مآتم حاشدة في بلداتهم، حيث أقيمت الصلاة على أرواحهم الطاهرة. وألقى ممثلون عن العماد قائد الجيش كلمات تناولت سيرة الشهداء ونوّهت بمناقبيتهم وإخلاصهم للمؤسسة العسكرية، وتضحياتهم الكبيرة في سبيل الوطن.