- En
- Fr
- عربي
طب وصحة
يصيب سكان المدن وذوي البشرة البيضاء أكثر من سواهم
الإمعاء الإلتهابي (Inflammatory bowel Diseases) نوعان: داء كراون (Crohn's Desease) والتهاب القولون التقرحـــي (Ulcerative Colitis). فما هي أعراض كل منهما ومضاعفاته؟
في ما يلي، إضاءة على المرض وأعراضه وأبرز طرق علاجه، مع التشديد على انّه في ما يتعلّق بهذا المرض، كما في الأمراض الأخرى، مراجعة الطبيب ضرورية لتشخيص الحالة واعتماد العلاج المناسب.
داء كراون (Crohn's Desease)
يعرف هذا الداء بأنه التهاب مزمن ومتكرر قد يصيب اي جزء من القناة الهضمية بدءًا من الفم ونهاية بالشرج.
وأظهرت الدراسات الطبية ان هذا الداء قد يصيب الأمعاء الدقيقة بنسبة 30 الى 40% ، والقولون بنسبة 20%، والمنطقة التي تصل بين الأمعاء الدقيقة والغليظة بنسبة 40 الى 50%، ما يؤدي الى حدوث تليّف وأعراض انسدادية في القناة المعوية.
وأفادت دراسة حديثة ان الأشخاص الذين ترواح أعمارهم بين 15 و30 عامًا هم أكثر عرضة للإصابة بداء كراون، لكن معدل الإصابة يعود إلى الإرتفاع في المراحل العمرية المتقدمة أي لدى من تراوح أعمارهم بين 60 و70 سنة.
السبب المحدد لـ«داء كراون» غير معروف حتى اليوم، إلا ان الأبحاث الحديثة أشارت الى وجود علاقة بين الإصابة بالمرض وبين عوامل بكتيرية وأخرى مناعية أو وراثية، فضلاً عن بعض المؤثرات البيئية.
وخلال العقود الخمسة الأخيرة سجلت الإحصاءات العالمية زيادة مستمرة في الاصابة بهذا المرض. في الولايات المتحدة الأميركية سجلت 7 اصابات لكل 100.000 من السكان، وفي اوروبا من 1 الى 9 حالات لكل 100.000، وفي آسيا 4 حالات بين كل 100.000. وثبت أن المرض يصيب سكان المدن أكثر من سكان القرى، وذوي البشرة البيضاء بمعدل أعلى من ذوي البشرة السمراء والآسيويين، ويلاحظ أن معدلاته في الدول العربية آخذة في الإزدياد.
• أشكالـه:
يبدأ المرض بظهور احمرار في الجزء المصاب من الجهاز الهضمي، بعدها تتكون تقرحات سطحية على الغشاء المخاطي المبطن، ثم تأخذ هذه التقرحات في التعمق والاتساع عرضًا أو طولًا، ما يمنح الغشاء المبطن شكلًا خاصًا يشبه شكل الحجارة المرصوصة ويعرف طبيًا بـCobblestone Appearance، وتفصل مسافات من الانسجة السليمة بين الأماكن المصابة، من هنا تسمية هذه الأخيرة بـ«الآفات القافزة» (Skip lesion).
تؤدي اصابة الجدار المعوي بالكامل الى زيادة سماكته وبالتالي إلى ضيق الوعاء المعوي. وفي الحالات المتطورة من المرض تتكون تليّفات وندوب تؤدي الى ظهور اعراض الانسداد، وتؤدي التقرحات العميقة الى حدوث ثقب في الامعاء وتكوين اكياس صديدية. كما يعاني 30% من المصابين مضاعفات في الشرج والمستقيم على شكل شرخ شرجي، أو ناسور مزمن.
• أعراضه:
ابرز أعراض هذا المرض حدوث ارتفاع في درجة الحرارة، وفقدان الوزن، والشعور بالإعياء، واسهال متقطع، وألم في الجانب الأيمن من البطن ومنطقة ما حول السرة. وغالبًا ما يشعر المريض بالراحة بعد التبرز.
أما في حال إصابة القولون، فيعاني المريض المًا في البطن يصاحبه براز دموي مختلط بالمخاط والقيح وأعراض سوء التغذية وفقدان الشهية، ما يؤدي الى نقص العناصر الغذائية الهامة، والاصابة بفقر الدم الناتج عن صعوبة الهضم.
وقد يمر المصاب بمراحل من التحسن لفترات طويلة ليعود بعدها المرض إلى الظهور.
• مضاعفاته:
أبرز مضاعفات «داء كرون» ظهور اعراض الانسداد المعوي، وتتمثل بالشعور بالانتفاخ بعد تناول الوجبات وألم في البطن وتقلصات، وصدور صوت من الامعاء، والامساك، وحدوث ناسور بين الامعاء المصابة وبين المثانة، أو بينها وبين المهبل لدى الاناث، يعقب ذلك عدوى في شكل جوارب صديدية. ووفق الدراسات الحديثة ثبت ان مرضى كراون هم اكثر عرضة للاصابة بسرطان الأمعاء.
• أعراض غير معوية:
تتمثل هذه الأعراض في الحصوات المرارية نظرًا الى سوء امتصاص الاملاح الصفراوية، بالإضافة الى تكوين حصوات من «البولينا» والكالسيوم في الكلى، كما ان مرضى الامعاء الالتهابي أكثر عرضة للإصابة بالجلطات بمعدل 3 مرات، ما يعرضهم الى الوفاة التي قد تنتج عن العلاج بالمركبات الستيرودية، الى جانب طول فترة بقائهم في وضع الرقود عقب العمليات الجراحية.
• نصائح علاجـية:
يشمل العلاج الدوائي إمداد المريض بالمغذيات كالفيتامينات والمعادن والالياف وفي حال اصابة القولون بـ«داء كراون» ينصح باستخدام العقاقير الطبية بإشراف الطبيب، وفي حال وجود مضاعفات ينصح بالتدخل الجراحي.
التهاب القولون التقرحي (Ulcerative Colitis)
هو مرض التهابي مزمن ليس له سبب معروف حتى الآن, ويعتقد الاطباء أن ثمة تشابهًا بين أسباب الأصابة به وبين الإصابة بداء كراون على صعيد الخلل المناعي أو المؤثرات البيئية أو العوامل الجينية والوراثية. ويتمثل الاختلاف بين الالتهابين في اصابة المستقيم، اذ تبدأ الإصابة بالشرج والمستقيم، وقد تقتصر الإصابة على الأخير كما أنها قد تشمله والقولون السيني معًا، وقد يمتد الالتهاب ليصيب القولون بأكمله في أكثر من 20% من الحالات. وفي بعض الحالات النادرة تصاب أجزاء مجاورة من الأمعاء الدقيقة ببعض الإلتهابات السطحية.
وتشير دراسة حديثة إلى أن معدلات الإصابة بالقولون التقرحي بلغت في أميركا ما بين 10 و 12 حالة لكل 100.000 من السكان، وهي أكثر ارتفاعًا مما هي عيه في أفريقيا وآسيا.
• أشكـاله:
تتعرض الأجزاء المحيطة للإحتقان في الغشاء المخاطي المبطن لها، مما يسبب النزف بمجرد ملامستها. ويرى الأطباء ان اكثر الحالات حدوثًا هي التي تأتي في شكل نوبات متكررة من النزف عند كل مرة يتعرض فيها المريض للإسهال. ويلاحظ اختلاط الإسهال الدموي ببعض المخاط، ويفقد الالتهاب التقرحي القولون شكله الطبيعي، اذ يصير انبوبيًا. ويؤكد الأطباء أنه في المراحل المتطورة من المرض، يصاب القولون بما يعرف بـ«التوسع السام»، ويراعى في هذه المرحلة تجنب استخدام منظار القولون أو تصويره بالباريوم واستخدام حقنة الباريوم الشرجية .
• أعراضـه:
يعاني المريض بشكل عام من ارتفاع في درجة الحرارة وفقدان الوزن وفقر الدم وارتفاع في عدد كريات الدم البيضاء، وزيادة في سرعة الترسيب الناتج عن وجود التهابات مزمنة، بالإضافة إلى زيادة الشعور بالألم في الجزء السفلي من الجانب الأيمن للبطن ووجود حالات من الإسهال الدموي وزيادة في عدد مرات التبرز.
• أقسـامـه:
يقسم المرض الى 3 أنواع:
النوع البسيط (mild form) حين يحصل الإسهال بمعدل أقل من 4 مرات يوميًا. والنوع المعتدل (Moderate Form) حيث يكون المريض عرضة للإسهال من 4 إلى 6 مرات يوميًا، بينما في الحالات الشديدة (Sever Form) يتجاوز الإسهال 6 مرات يوميًا.
• أعراض لا معوية:
تظهر هذه الأعراض في عدة صور أبرزها: التهاب في المفاصل أو «الإلتهاب الزلالي», وقد تتطور الى حدوث ما يعرف بـ«التهاب الفقرات التيبسي» في نحو 30% من الحالات. كما قد يظهر التهاب في ملتحمة العين أو القزحية، أو تقيّح في الجلد والتهابات في الأوعية الدموية أو قرح قلاعية في الفم أو التهابات في الأوعية الصفراوية, ونادرًا ما يحدث تمدد شعبي بالرئة.
• المضاعفـات:
يكون المريض عادة عرضة للإصابة بسرطان القولون، ولذا ينصح بعمل منظار كل ثلاث سنوات. وفي حال اكتشاف تغيرات سرطانية ينصح باستئصال كامل القولون. ولكن يجدر تجنب منظار القولون والحقن الشرجية بالباريوم في حالة القولون المتسع السام، منعًا لحدوث ثقب أو التعرض للنزف الشديد نتيجة اصابة الأوعية الدموية.
• العـلاج:
يشمل العلاج تناول العقاقير الستيرودية أو العقاقيرالمثبطة للمناعة أو المضادات الحيوية مع الإنتباه الى التغذية وعلاج الإسهال. وقد يلجأ الطبيب الى التدخل الجراحي في حال عدم الإستجابة للعلاج الدوائي أو في حال حدوث نزيف شديد، أو حدوث مضاعفات مثل التوسع السام للقولون أو التغيرات السرطانية.
أخيرًا تنتج جملة من المشكلات المعوية والهضمية عن الاصابة بالتهابات القولون، وهذا الاخير هو الجزء السفلي من الجهاز الهضمي الذي يصل بين الامعاء الدقيقة والشرج. ووفق إحصائيات السجل الوطني للأورام في المملكة العربية السعودية، يحتل سرطان القولون المرتبة الثانية بعد سرطان الثدي بنسبة 10.7 % بصفته من بين اكثر 10 اورام انتشارًا لدى الإناث والذكور في السعودية والدول العربية.
المراجع:
• www.gastroentérologie.com
• www.Crohn's Desease.com