مناسبة

الاحتفال باليوبيل الفضّي لدورة «الانصهار الوطني»

قائد الجيش يهنّئ الضباط ويؤكّد أنّ لبنان سيبقى واحدًا بأرضه وشعبه ومؤسّساته

 

احتفلت دورة «الانصهار الوطني» (دورة الـ1994) بيوبيلها الفضّي، فأقامت حفل عشاء ساهرًا في نادي الضباط - جونيه، حضره قائد الجيش العماد جان قهوجي وعقيلته السيدة مرلين، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص، وضباط من الدورة مع عقيلاتهم.

 

كلمة القائد
بعد النشيد الوطني اللبناني، ألقى عريف الحفل الممثل يوسف الحداد كلمة رحّب فيها بالحضور، ثم توجّه العماد قهوجي بكلمة من القلب إلى ضباط الدورة التي اعتبرها مميّزة في سلسلة دورات ضباط الجيش، مؤكدًا أنها عانت كثيرًا في مراحل معيّنة بسبب الظروف الصعبة التي رافقتها.
وأكّد قائد الجيش بأن القيادة تعمل على دفع ضباط الدورة إلى الأمام، للتعويض قدر الإمكان عن الغبن الذي لحق بهم في تلك المراحل.
وأضاف: «كما تعلمون، هناك فارق زمني كبير بين دورتكم ودورة الـ1986 التي سبقتها، وهذا يعني أنّكم في وقت ما، ستتسلّمون معظم الوظائف القياديّة الكبرى في الجيش والقوى الأمنيّة، وبالتالي سيكون مستقبل هذه المؤسسات مرتبطًا بدوركم إلى حدٍّ كبير. هذا أمر طبيعي في التراتبيّة العسكريّة، فالضباط يتناوبون الوظائف القياديّة بحكم مرور الزمن وبحكم كفاءتهم طبعًا، وخروج بعضهم من الخدمة إلى التقاعد، من هنا نقول دائمًا إنّ التلامذة الضباط هم قادة الغد وحماة الوطن».
ولفت إلى أن هذه الدورة تتسلّم اليوم وظائف قياديّة في مختلف وحدات الجيش، قائلاً: «البعض منكم قادة أفواج وكتائب، والبعض الآخر لديه وظائف مهمّة في الألوية، ومديريّة المخابرات، والوحدات الإداريّة واللوجستيّة، أي أصبحتم جميعًا في موقع المسؤوليّة».
وأضاف قائد الجيش: «بالنسبة إلى الوضع العام، كلّكم تعلمون ما يجري في محيط لبنان وفي سوريا بالتحديد، من أزمات وأحداث دمويّة، وما يجري أيضًا في داخل وطننا من تجاذبات سياسيّة وإرباك في عمل مؤسّسات الدولة. لكن على الرغم من هذا الواقع الصعب، أؤكّد لكم بأن وضع لبنان هو الأفضل حاليًا قياسًا على ما يجري في سائر بلدان المنطقة، وحتّى في البلدان الأوروبيّة.
الوضع الأمني تحت السيطرة. نحن أقوياء أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وهذا يعود لأكثر من سبب: قوّة الجيش الفعليّة على الأرض المتجسّدة بقدراته العسكريّة وإرادة رجاله، وقوّته المعنويّة لكونه يمثّل الشرعيّة، وثقة اللبنانيين به على اختلاف مكوّناتهم، وأيضًا ثقة المجتمع الدولي، بعد أن أثبت كفاءة قتاليّة عالية في محاربة الإرهاب وحماية لبنان في أصعب المراحل وأكثرها خطورة».
وأردف: «من المفارقات الكبيرة، أن ينعم لبنان بالاستقرار على الصعيد الأمني، ويكون غير مستقرّ على الصعيد السياسي، ولو كان هذان الأمران متلازمين، لكان لبنان أفضل بكثير من واقعه اليوم، لا بل أفضل دول المنطقة والعالم.
صحيح أنّنا مرتاحون جدًا لوضع المؤسسة، وللوضع الأمني في البلاد، لكنّنا نبقى حذرين ومتيقّظين لما تحمله الأيام من تحديات ومخاطر، فالجرح السوري حولنا لا يزال نازفًا. وهناك مشاريع تُطرح في العلن وفي الخفاء لتجزئة المنطقة إلى دويلات، ومن غير الواضح ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل، بفعل تشابك المصالح الدوليّة والإ قليميّة، والصراعات الإثنيّة والمذهبيّة القائمة في أكثر من بلد.
إلاّ أنّني أؤكّد مرّةً أخرى، أنه مهما يحصل في المنطقة، سيبقى لبنان واحدًا بأرضه وشعبه ومؤسّساته، بفضل جهوزيّة الجيش وجهودكم وجهود كل العسكريين. هذه قناعــة راسخــة لديّ».
وتابع قائلًا: «في جولاتي إلى الخارج، سمعت كلامًا من أعلى المسؤولين، أكّدوا فيه الحرص على لبنان ودعم الجيش، وكان رأيهم واحدًا: إنّ استقرار لبنان مرتبط بقوّة الجيش اللبناني وليس بما يجري في المنطقة، وإنّ الحفاظ على الجيش وضبط الحدود هو السبيل إلى ذلك. وبقدر ما نكون أكفياء في أداء مهمّاتنا ونتمسّك بدورنا الوطني، بقدر ما نحمي الوطن ونتلقّى دعم الدول الصديقة.
في الختام، أهنّئكم على إقامة هذا الحفل بمناسبة اليوبيل الفضّي للدورة، وأحيّي عقيلاتكم الحاضرات معنا اليوم، لأنهنّ بالنسبة إلى الجيش يمثّلن الوجه الآخر للتضحية، وسند الضباط في مواجهة المصاعب والأعباء. وأنا على المستوى الشخصي طالما شجّعت الضباط على إقامة مثل هذا اللقاء، الذي يزيد اللحمة والروابط العائلية بين رفاق السلاح، ويسهم في تماسك المؤسسة العسكريّة على الصعيدين العسكري والاجتماعي».

 

كلمة الدورة
طليع الدورة العقيد الركن البحري جورج الدرزي ألقى كلمة استهلّها متوجهًا بالشكر إلى قائد الجيش لمشاركته واللواء الركن بصبوص ورفاق السلاح في إحياء هذا اللقاء العائلي.
وقال: «نلتقي معًا، بعد أكثر من 25 عامًا على انتسابنا إلى الكلّية الحربية، لا لنحتفل باليوبيل الفضّي لخدمتنا في المؤسسات العسكرية والأمنية فحسب، بل لنستعيد معًا محطات مهمة في حياتنا العسكرية منذ أن اخترنا التزام شعار الشرف، التضحية، والوفاء، ومارسنا بالفعل والقول هذا الالتزام، فسقط من بيننا سبعة شهداء ننحني اليوم أمام ذكراهم الغالية ونحيي أرواحهم ونستمد منهم القوّة والرجاء. كما غاب عنا بالجسد رفيقان لنا نستعيد دائمًا لحظات جميلة عشناها معًا وبقيت منطبعة في البال».
وأضاف: «لولا تضحيات رفاقنا الشهداء، وجميع الضباط والعسكريين في الجيش والقوى الأمنية الأخرى، لما كنّا اليوم هنا، ولما بقي لبنان على ما يحيط به من حروب ومآسٍ ودمار.
تلك هي الرسالة السامية التي حملناها، وأقسمنا اليمين أن نبقى أوفياء لها. وها نحن، كلٌ في موقعه، على العهد والوعد، نجدد كل يوم البرّ بالقسم إخلاصًا للدولة وذودًا عن الوطن. كيف لا، ونحن من أطلق على دورتنا تسمية «دورة الانصهار الوطني» لإيماننا بأن لبنان يقوى بوحدة أبنائه وبتضامنهم والتفافهم حول دولتهم ومؤسساتهم، وفي مقدّمها مؤسسة الجيش التي هي من كل لبنان ولجميع اللبنانيين».
وتوجّه ختامًا طليع الدورة بالشكر إلى رفاق الدورة على تلبيتهم الدعوة إلى هذا اللقاء، وإلى المساهمين في إنجاح الحفل، لا سيّما أعضاء اللجنة المنظّمة والأصدقاء، داعيًا الرفاق إلى البقاء يدًا واحدة وقلبًا واحدًا وإرادة متماسكة ومتجذّرة، على أمل أن نحيي معًا اليوبيل الذهبي لدورتنا، دورة «الإنصهار الوطني».
بعدها، تمّ تقديم هدايا رمزية لقائد الجيش وللمدير العام لقوى الأمن الداخلي.