نحو مجتمع أفضل

الاستعمال العشوائي للأدوية: راحة مؤقتة بثمنٍ باهظ
إعداد: غرايس البيطار منسّقة الصحة وبرنامج التعافي الخارجي في سي.دي.أل.أل
وميا روفايل مسؤولة الرصد والتقييم والمنح في سي.دي.أل.أل

قد تبدو الأدوية وسيلة سهلة وسريعة لتخفيف الألم أو معالجة الأعراض، لكن وراء هذا “الحل السريع” يمكن أن تختبئ مخاطر كبيرة. فالدواء أداة علاجية فعّالة حين يُستخدم تحت إشراف طبي، لكنه قد يتحوّل إلى مصدر أذى عند تناوله من دون وصفة طبية أو متابعة من جهة متخصصة.
يلجأ البعض إلى الاستعمال العشوائي للأدوية لعدة أسباب، أبرزها سهولة الحصول على الدواء من دون وصفةٍ طبية، الرغبة في راحةٍ فورية، أو تأثّرًا بتجارب الآخرين، وخصوصًا بين المراهقين.

 

المخاطر الصحية والنفسية
ما العواقب المحتملة لاستعمال الأدوية من دون وصفة طبية؟

  • مضاعفات صحية خطيرة مثل التسمّم الدوائي، تضرّر الكبد والكلى، أو النزيف المعوي.
  • الإدمان، خصوصًا في حالة المهدئات أو المسكّنات القوية.
  • المقاومة الدوائية مثل مقاومة المضادات الحيوية، ما يجعل علاج الالتهابات أكثر صعوبة.
  • ­آثار نفسّية تشمل القلق والاكتئاب أو ضعف التركيز، خصوصًا لدى المراهقين.

 

الأكثر شيوعًا
ما هي الأدوية الأكثر شيوعًا لجهة سوء الاستخدام، وما المخاطر المترتبة جرّاء استخدامها من دون وصفة طبية؟

  • مسكّنات الألم: قد تؤدي إلى الإدمان، كما يمكن أن تؤذي الكبد والكلى عند الإفراط في استخدامها.
  • الأدوية المضادة للالتهاب: قد تسبب نزيفًا في المعدة أو تقرّحات عند الاستخدام العشوائي.
  • الأدوية المهدئة (تُعرف بأدوية الأعصاب): تؤدي إلى التعوّد والإدمان، وتضعف القدرات الذهنية والانتباه.
  • الأدوية العشبية: على الرغم من أنها تتكوّن من مواد طبيعية، إلّا أنّ الإفراط أو سوء الاستخدام قد يسبب تفاعلات خطيرة مع أدوية أخرى.
  • المضادات الحيوية: الاستعمال غير الصحيح يؤدي إلى مقاومة البكتيريا للعلاج، ما يشكّل تهديدًا للصحة العامة.

 

أمور يجب التوقّف عندها
ما هي الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار قبل تناول الدواء؟

  • توافر الدواء في الصيدلية لا يعني أنّه آمن بلا استشارة.
  • مشاركة الدواء بين الأشخاص أمرٌ خطير.
  • الأدوية المخصصة للبالغين قد تكون مضرّة للأطفال.
  • استشارة الطبيب أو الصيدلي قبل تناول أي دواء أمر أساسي.

 

كيف نتصرف عند المرض؟
عند الشعور بأي عارض صحي، يجب:

  • استشارة الطبيب أو التوجّه إلى الصيدلي.
  • وصف الأعراض بدقةٍ وعدم إخفاء أي تفاصيل.
  • التزام الجرعة الموصوفة ومدة العلاج.
  • عدم تكرار استخدام الدواء الموصوف سابقًا من دون استشارة طبية.

 

دور الأهل أساسي
كيف يسهم الأهل في حماية أولادهم من سوء استخدام الأدوية؟

  • تثقيف الأبناء حول مخاطر الاستعمال الخاطئ للأدوية.
  • مراقبة الأدوية في المنزل ومنع الوصول إليها بسهولة.
  • التشجيع على طلب المساعدة الطبية عند أي عارض.
  • على الوالدين أن يكونا قدوةً في الاستعمال المسؤول للأدوية.

 

التوجه إلى الطوارئ
متى يجب التوقف فورًا والتوجّه للطوارئ؟
تستدعي الحالات الآتية إيقاف الدواء فورًا والتوجّه مباشرةً إلى قسم الطوارئ أو استشارة الطبيب بشكلٍ عاجل:
التورّم المفاجئ، الصعوبة في التنفس، الألم في الصدر، الإغماء، الارتباك أو التشوش في الوعي، نوبات الصرع، الطفح الجلدي الشديد، اصفرار العينين أو الجلد (يرقان)، النزيف الشديد، تقيؤ متكرر أو إسهال لا يمكن السيطرة عليه. الدواء ليس وسيلة لتجربة الحظ ولا وصفة متداولة بين الناس، بل أداة دقيقة يجب أن تُستخدم بحذرٍ وتحت إشراف متخصص. الاستعمال العشوائي قد يوفّر راحة مؤقتة، لكنه يفتح الباب أمام مشكلات صحية ونفسية تدوم طويلًا. الخيار الأذكى دائمًا هو اللجوء إلى الخبراء، فالصحة لا تحتمل المخاطرة.