عبارة

الاستقلال
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

الاستقلال إرث يتجدد، وهو يستحق الاحتفال به من خلال نشاطات متلاحقة يتشارك فيها الجميع، في القاعات والباحات، وفي الساحات أيضًا، والعيد هنا مناسبة نؤكد فيها معاني الحرية، ونتذكّر مآثر الأجداد والآباء، ونأخذ العبر من الفترات السوداء التي لم يكن فيها لأبناء بلادنا صفة المواطنية، ولم يكن لهم مؤسسات يديرونها وهيئات يتولون شؤونها، مع حرمانهم من عَلم خاص بهم ومن نشيد يتغنّون بنغماته ومعانيه. إذًا، فلتستمر الاحتفالات بهذه الحالة الاستقلالية، سواء للافتخار بها، أو لترسيخ مضامينها.
أما الاحتفال بعيد الاستقلال هذا العام، فهو بالإضافة إلى ذلك، تأكيد من الدولة والجيش على مواجهة الأخطار، والإصرار على الإنقاذ، وعدم الخضوع إلى تهديد من هنا ووعيد من هناك، ينطلقان من جحور الإرهاب والعدو الإسرائيلي والعابثين بالأمن، فنحن شعب لديه إرادة الحياة، وجيش اعتاد على مواجهة أعتى العواصف وتقديم أغلى التضحيات، وهو اليوم مستعد أكثر من أي وقت مضى، لبذل المزيد منها، دفاعًا عن وحدة الوطن وسيادته واستقلاله.
جيشنا اليوم، له القوة والمكانة على كل صعيد، فعسكريوه متطوعون محترفون، ويتفرغون لخدمة الوطن. لقد اختاروا الخدمة العسكرية بملء الإرادة، في هذه المؤسسة من دون غيرها، وهذا مصدر واضح للقوة، وسلاحه الأقوى هو ارتباطه بمواطنيه وتعاونه معهم، ومشاركتهم في كل شأن، فهو عدا عن انصرافه إلى الواجبات الدفاعية والأمنية، يوجّه الكثير من الجهد والإمكانات، إلى مهمات إنمائية واجتماعية وإنسانية، في الوقت الذي نجد مواطنيه في المقابل، يقفون إلى جانبه عند كل استحقاق، واثقين بقرارات قيادته، مطمئنين إلى أداء عناصره.
الاحتفال بذكرى الاستقلال هذه السنة، معه عبّرنا عن حالة الصمود، وأحيينا الأمل بغد نتمناه، يليق بتضحيات الأسلاف وتطلعات الأجيال.