التدريب والعمل الذهني

التدريب والعمل الذهني
إعداد: العقيد الركن الياس فرحات
مدير التوجيه

التدريب أهم نشاط في الجيش وهو مستمر ودائم ومن غير المسموح أن يتوقف، لأن في توقفه تراجعاً للكفاءات القيادية والتكتية، وتراجعاً ايضاً للمهارات في استعمال الاسلحة والتقنيات المختلفة.

وقد لفت نظري دائماً في تدريب الاركان ما اصطلح على تسميته بتمرين الملاك Exercise de cadre أو المعركة الهاتفية أو مشروع قيادة وأركان، وفي هذا النمرين يتدرب الاركان على العمل القتالي والتكتي بشكل نظري، بحيث يمارسون جميع النشاطات الذهنية في التحضير للقتال. وهذا التحضير هو الاساس، فاذا كان صحيحاً زاد احتمال كسب المعركة، واذا كان خاطئاً فإن الخسارة محتمة، لذلك يتم التشديد على هذه الانواع من التمارين.

مما تشمله هذه التمارين: دراسة المهمة الموكلة إلى وحدة كبرى، وتفهمها من جميع جوانبها، وخصوصاً الفكرة التي ترمي إليها القيادة من وراء هذه المهمة. بعد ذلك، ينتقل المتدربون الى دراسة الوضع وتقدير الموقف، حيث تتم دراسة العدو وقوامه وتمركزه ونشاطاته واحتمالات ردود فعله على أي فعل حديث، ويتم ايضاً تقدير الصديق وقوامه وامكاناته وقوى الدعم والمؤازرة ومختلف القدرات المتوافرة، وتدرس أيضاً أمور مختلفة، مثل الوضع الالكتروني والاشعاعي ووضع الارض وطبيعتها وتضاريسها ومختلف تأثيراتها على تنفيذ المهمة، كما يدرس الطقس وطول الليل ووضع الرؤية والقمر وكل ما يؤثر على المهمة بشكل عام.

هذه الدراسات هي مقدمة منطقية لإتخاذ القرار المناسب، وهي أهم عمل تدريبي نظري يقوم به القادة والاركان. ويحقق تكرار وتنوع التدريب النظري على اتخاذ القرار فائدة كبرى على مواجهة جميع الاحتمالات المتوقعة من العدو وتفادي عنصر المفاجأة، وقلبه لصالح الصديق، والتدخل في الوقت المناسب بواسطة قرار مناسب.