إنتخابات ٢٠٢٢

التغذية: التخطيط بدأ باكرًا
إعداد: باسكال معوّض بومارون

تغذية العسكريين وهم منتشرون على كافة الأراضي اللبنانية وبجهوزية 100/100 ليست بالأمر السهل، ولعل تأمين هذه التغذية طوال فترة انتشار الجيش خلال العملية الانتخابية هي من الأضخم في تاريخ الجيش. فكيف سارت الأمور خصوصًا أنّ شح الموارد ليس بخافٍ على أحد؟

 

يفيدنا مدير القوامة العميد الإداري جورج الخوري أنّ الجيش استدرك حاجات التغذية وكيفية تأمينها للعسكريين خلال العملية الانتخابية. فإثر انفجار مرفأ بيروت ولاحقًا خلال العامين المنصرمين تلقّت المؤسّسة العسكرية كميات من المواد الغذائية مقدّمة من الدول المانحة ومنها: وجبات جاهزة ميدانية أميركية MRE’S، وأخرى فرنسية RCIR، كيك، عصير، حلويات مغلّفة، وعبوات ماء من مختلف الأحجام.

 

مع اقتراب موعد استحقاق الانتخابات النيابية، وبالتخطيط والتصوّر المسبقين اللذين وضعتهما أركان الجيش للتجهيز - مديرية القوامة، تقرّر وضع خطة شاملة متكاملة لتغذية العسكريين المشاركين في عملية حفظ أمن العملية الانتخابية على مختلف مهماتهم. وقد كانت الوجبات المتوافرة لتغذية العسكريين على عدة أنواع:

 

- الوجبة الجاهزة الميدانية (أميركية وفرنسية).

- الوجبة الساخنة اليومية المعدّة في المطابخ العسكرية.

- الوجبة الناشفة الميدانية المعتمدة في الجيش التي تكفي لـ6 أيام (معلّبات تونا، جبنة، مرتديلا، ذرة، مربّى).

بعد صدور أمر العمليات من قيادة الجيش - أركان الجيش للعمليات حول كيفية تنفيذ عملية حفظ الأمن، قُسّمت القوى المشاركة في العملية الانتخابية إلى 4 مجموعات:

- القوى المشاركة في حفظ الأمن أمام مراكز الاقتراع على جميع الأراضي اللبنانية أو ما يُعرف بأجهزة المراقبة.

- القوى العملانية المتمركزة ضمن قطاعاتها كالألوية والأفواج والتي تؤمّن سلامة العملية الانتخابية من خلال دوريات راجلة أو مؤلّلة على مدار الساعة ضمن قطاع مسؤوليتها.

- القوى الموضوعة كاحتياط والجاهزة للتدخّل بناء لأمر كالأفواج الخاصة.

- بعض قوى دعم القتال ومساندته (فوج الهندسة، المكافحة، الطبابة العسكرية...).

 

تخطّينا الروتين الإداري

الخطوة الأهم والتي كانت سابقة من نوعها، هي خرق العادة التي تمثّلت بتخطّي الروتين الإداري من خلال تفويض صلاحية أركان الجيش للتجهيز لمديرية القوامة في ما خصّ السماح باستهلاك الوجبات الناشفة على أنواعها بناءً لأمرٍ مسبق، ما أدى إلى مرونة عالية واستجابة شبه فورية للمتطلّبات غير المتوقّعة لبعض القوى.

 

كذلك شكّلت المناطق الخمس (على صعيد الدائرة الكبرى) نقاط تجمّع للمواد الغذائية وإعادة توزيع لها، مع الاحتفاظ باحتياطٍ كافٍ من هذه المواد وعبوات المياه لتلبية المتطلّبات الطارئة.

التخطيط السليم والتنظيم الدقيق والالتزام الكامل من أبرز أسس النجاح، خصوصًا عندما نكون أمام مهمة ضخمة كالتي نفّذها الجيش، والتزام هذه الأسس أدّى إلى تنفيذ عملية التغذية بسلاسة ومن دون صعوبات.