تحية لها

الجندي إستيل خريش أنثى على الحدود

لكل موقع عسكري خصوصيته، تتميّز المواقع الحدودية وخصوصًا في الجنوب بروح الصمود والمقاومة التي تطبع العسكريين وأداءهم. لكن هل من مكان للعسكري الأنثى على الحدود؟

 

للجندي إستيل خريش تجربتها الخاصة في لواء المشاة الخامس وهو من الوحدات المقاتلة المنتشرة في الجنوب، بمواجهة العدو الإسرائيلي. تجربة ظهّرت لديها حسّ الاندفاع وروح المسؤولية، فجعلتها تحمل سلاحًا وتقف على الحدود من دون خوف، وتستمد من البزة التي ترتديها القوة والإصرار.
لم تستسلم للأمر الواقع الذي كان يحدّ الفتاة بالوظائف الإدارية، بل طمحت وواجهت رفض أهلها ومجتمعها ساعيةً لتوكَل إليها مهمات ميدانية، فتُبرز طاقاتها وقدراتها وتُثبت أنّ وجودهــا هو حقًا قيمة مُضافة للقطعة التي تخدم لمصلحتها خصوصًـا وللمؤسسة العسكرية عمومًا.
تحديات كثيرة تواجهها كأنثى في وحدة مقاتلة، انطلاقًا من المسؤولية المُلقاة على عاتقها خصوصًا إلى جانب زملائها الذكور. وبطبيعة الحال، تشكّل طبيعة المهمات المنفّذة والمنطقة الحدودية التي تخدم فيها تحدّيًا إضافيًا. ولكن ذلك كله يُذلّل بالتدريب المستمرّ وبمساعدة المسؤولين عنها، وبدعم رفاقها الذين باتوا يؤمنون بدور الأنثــى ويحترمـون قدراتهــا وبدأوا يتقبّلــون وجودهــا في الجيش.
وحين يُطرح عليها السؤال الشهير: كيف توفّقين بين أنوثتك ومهماتك العملانية والقتالية، تبتسم إستيل وكأنّها تسخر من هذه الفكرة، وتقول: «أنوثتي لا أفقدها في مركز عملي، وإنما فقط لا أعود أهتم لمظاهرها. أولي اهتمامًا للمهمة التي أنفّذها والتي تحتّم عليّ مسؤولية كبيرة، وألتزم تعليمات القيادة بالنسبة للشكل والهندام. وحين أعود إلى منزلي واجتماعياتي، أرجع إلى طبيعتي ولباسي واهتمامي بالمظهر الخارجي. إنّ الأنوثة قوة، مثابرة وإثبات للذات، وهذا ما علّمني الجيش أن أؤمن به وأسعى إلى إثباته».