صورتنا في الإعلام

الجيش المنتصر على الأزمات
إعداد: ندين البلعة خيرالله

في وقت خيّم اليأس على نفوس جميع اللبنانيين حتى باتوا ينظرون إلى كل الأمور بسلبية وما بيدهم حيلة سوى الانتقاد والتذمّر. وفي حين يراود الجميع التساؤل نفسه المُوجَّه لأبناء المؤسسة العسكرية: كيف ما زلتم صامدين في ظل كل هذه الأزمات وبرواتبكم الضئيلة؟ ولماذا ما زلنا نرى من يتحمّس للالتحاق بصفوف المؤسسة؟ يأتي الجواب صارخًا في الإعلام الذي شكّل هذا العام لسان حال المؤسسة وأبنائها الذين اعتادوا العضّ على الجرح والتضحية بصمت.


في عيد الجيش الـ77 ضجّت وسائل الإعلام على اختلافها بالحلقات الخاصة، والمقابلات، والريبورتاجات والمواضيع والمقدمات والصور... كلها تثمّن جهوده وتضحياته، تلقي الضوء على معاناته كما على إنجازاته، وتطمئن كل اللبنانيين إلى أنّه صامد في وجه كل العواصف والأزمات، طامح إلى مستقبل أفضل ينعم به لبنان وأبناؤه!

موضوعان أساسيان شكلا الخطوط العريضة لكل المواد الإعلامية التي رافقت في مناسبة عيد الجيش هذا العام: صمود المؤسسة العسكرية رغم كل الصعوبات التي تمر بها وأملها بغدٍ أفضل للجميع، ودورة العام 2022 وهي أول دورة تخرّج ضباطًا إناثًا في العمل العسكري الميداني. وفي ما يأتي مقتطفات من الأنشطة الإعلامية التي واكبت هذه المناسبة.


نقطة الانطلاق... توجيه الجيش
انطلقت التحضيرات لعيد الجيش من مديرية التوجيه بتحضير ملف إعلامي متكامل خاص بالإعلاميين للاستفادة منه في أثناء تغطية وقائع احتفال تخريج الضباط في ثكنة شكري غانم- الفياضية، الذي نقلته معظم المحطات التلفزيونية اللبنانية مباشرةً، عبر تلفزيون لبنان.
«77 سنة... وما مننكسر» صورة اجتاحت كل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، وقد ارتأت القيادة أن تتخذ هذا الشعار لعيد الجيش، للتأكيد على أنّه رغم كل الصعوبات التي تمر بها المؤسسة فهي كانت وستبقى صامدة. وقد وفّرت المديرية فيديوهات للمناسبة، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي والتلفزيونات ولاقت مشاركةً وتفاعلًا واسعَين: «الله يحمي الجيش... تخيل لو أنهم غابوا فماذا يحصل بالبلد... هؤلاء هم أبطال بلادي الفعليون... يعملون لقاء القليل ويقدمون الكثير... الله يعينهم ويحميهم»...
 
نهاركم سعيد من الكلية الحربية
في ربوع مدرسة الشرف والتضحية والوفاء، من ساحات الكلية الحربية، أطلّ الإعلامي مالك الشريف في حلقة مخصصة لعيد الجيش من برنامج «نهاركم سعيد» الصباحي، استضاف فيها قائد الكلية العميد الركن جورج صقر، ومدير التخطيط للتواصل الاستراتيجي العقيد الركن الياس عاد، والتلميذَين الضابطَين جويل الكلاسي وطوني روحانا، والرقيب أول المتقاعد جورج عبود قسيس.

خلاصة كبرى خرج بها الشريف ومعه كل المشاهدين من هذه الحلقة وهي أنّ «ولاء العسكريين للمؤسسة العسكرية والوطن لا تحكمه الأسعار ولا الدولار»! إنّ المؤسسة العسكرية حريصة على معنويات عسكرييها، وتعتمد خططًا في صلبها المحافظة على هذه المعنويات، من المساعدات الغذائية والمالية، وخطة النقل، إلى المشاريع الزراعية والصناعية الصغرى للتكيف والاكتفاء الذاتي... باختصار هذا الواقع يدفعنا إلى الابتكار وإيجاد الحلول المرحلية للصمود.

وقد صُدم الإعلامي حين سأل عن أخبار الفرار التي نسمع عنها، وأتاه الجواب أنّ الأرقام غير دقيقة، لا بل معظم الذين فرّوا عادوا وقدّموا طلبات استرحام للعودة إلى صفوف المؤسسة، ناهيك عن الأعداد غير المتوقعة من الراغبين بالتطوع في الجيش.

وتأتي شهادة الرقيب أول المتقاعد جورج عبود قسيس، ودعم المؤسسة له من خلال الطبابة العسكرية لمعالجة مرض ابنته المزمن والمكلف (وهو حالة من بين مئات تحظى بالدعم المطلق من عمليات وأدوية باهظة الثمن)، شهادة تطمئن أبناء المؤسسة في ظل هذا النفق الأسود الذي نمر به.
وكان للـLBCI أيضًا عدد من الريبورتاجات التي تختص بالمناسبة خلال نشرتها الإخبارية. أولها بعنوان «بتتخايلو لبنان بلا جيشو؟» سؤال طرحته على المارة الذين أجابوا: «ما في لبنان إذا ما في جيش... كانت خربة وغابة ومزرعة... لو ما الجيش اللبناني حمى أرض لبنان ما كنا بألف خير... بلا الجيش لبنان كلو ما بيسوا شي... الجيش هو سياج الوطن وحامينا... هو العمود الفقري للبنان إذا راح الجيش ما في بلد... لبنان بلا جيش أشبه بقبيلة كل واحد ياخد تارو بإيدو... هو المؤسسة الوحيدة التي ما زلنا نعتمد عليها... البلد بلا جيش يعني إرهاب وفوضى وسرقة وقتل... لبنان بلا جيش كالجسد بلا روح وكالبنيان بلا أساس»...

كذلك، عُرض ريبورتاج حول «دورة الـ2022 أول دفعة تخرج ضباطًا إناثًا، فماذا تقول طليعة الدورة ومعها الخريجات؟» تضمّن الريبورتاج مقابلة مع الملازم أنجي خوري وأخريات من زميلاتها، عبّرنَ عن فخرهنَّ بالانتماء لهذه المؤسسة، وشجّعنَ الفتيات للانتساب إليها. كما وجّهنَ رسالة إلى الشعب اللبناني بأن يصمد في أرضه ويثق بالمؤسسة العسكرية.

وريبورتاج ثالث «خمس دقائق تختصر شريط حياة عسكري في الجيش.. وللمؤسسة في عيدها ألف تحية»، رافقت خلاله الكاميرا المعاون أول باسل محمد في رحلته من منزله إلى مركز خدمته، لتلقي الضوء على الهموم والصعوبات، وفي ختامه رسالة من العسكري «باقون ليبقى الوطن»!
 
الـMTV: عيد الجيش الـ77... عيد الانتصار
عبّرت مقدمة نشرة أخبار تلفزيون الـMTV بوضوح عن تضحيات الجيش، فوصفت العيد السابع والسبعين للجيش اللبناني بـ«عيد الانتصار». وقالت في المقدمة إنّه «الانتصار الأول للجيش على أعدائه الخارجيين وهم كثر: المخلون بالأمن أوقفهم عند حدهم. المتلاعبون بحياة الناس، أنهى استباحاتهم. المخدرات، حاربها في عقر دارها وكافح أربابها بل شياطينها. والأهم شكّل الجيش ضمانة حقيقية للمحتجين كي يرفعوا صوتهم عاليًا ضمن احترام القوانين شرط ألا يجنحوا نحو الفوضى والتدمير.

والانتصار الثاني للجيش هو على التحديات الداخلية التي واجهته كمؤسسة، وكل فرد فيها. فالجيش اللبناني كان ولا يزال «منا وفينا». صحيح أنّه الحامي، الحاضن، لكن عناصره من أعلى الهرم إلى أسفله، هم جزء لا يتجزأ من هذا الشعب. يفرحون بفرحه، ويحزنون بحزنه. يرتاحون لارتياحه، ويتألمون لألمه. لذلك عانوا كثيرًا فهم كانوا دائمًا وأبدًا في قلب العاصفة.

اللبنانيون نظيفو الكف والقلب عانوا الكثير وعانى معهم الجيش لأنّه كان ولا يزال مؤسسة فوق الشبهات، وسلكًا فوق الإغراءات، وعناصر ورتباء وضباطًا فوق الفساد... لذلك يحق للجيش أن يحتفل بعيده مرفوع الرأس وعالي الجبين. ويحق لقائده أن يفخر بما أنجزه فهو، وعلى الرغم من الهجمات التي يتعرض لها بسبب قرب استحقاق الرئاسة، لم ينزل إلى مستوى الرد على اتهامات الآخرين... ففي عيد الجيش شكرًا له كل ما أنجز وينجز، وللبنانيين نقول كل عيد وانتم بخير. والوطن سيعود بخير طالما أنّ هناك حراسًا أصيلين يحرسونه، شعارهم الشرف والتضحية والوفاء، حققوا ويحققون انتصارين، ولا يعبدون إلا ربين: الله ولبنان».

وتبعت هذه المقدمة 5 ريبورتاجات عن المؤسسة العسكرية، أولها «ليش الجيش» الذي تحدث عن مسار هذه المؤسسة من الولادة وصولًا إلى المرحلة الراهنة: بعد 77 سنة ليش الجيش؟ لأنّه من الولادة: كبر بتطوير الإمكانات، دافع عن لبنان من جنوبه إلى شماله ضد العدو الإسرائيلي وضد الإرهاب، وما بينهما حماية المجتمع اللبناني من شبح المخدرات، استشهد من أجل الوطن، وقف وصمد بعزيمة العسكريين وثقة اللبنانيين ودعم المجتمع الدولي، وبقي إنسانًا لبنانيًّا مع أهله... بعدو بيجمعنا وبعدو واحد منا!

وفي الريبورتاج الثاني «عيد الجيش مؤسسة تعلّم الشرف، جنودها يعشقون التضحية والوفاء للوطن»، مقابلات مع شهداء أحياء من وحدات خاصة، أظهرت التزامهم رسالتهم السامية فهم لم يبخلوا بتقديم الدماء والتضحيات... الإصابات تختلف وتبقى العزيمة واحدة والاندفاع واحدًا، ورسالة منهم إلى اللبنانيين: الجيش يحبكم وهو منكم، هي مرحلة وستمر وسيرجع لبنان «أحلى من الأول».

أما الريبورتاج الثالث، فتناول كيفية مواجهة الجيش الأزمة الاقتصادية والمالية، وصموده في وجه التدخلات السياسية والنجاح الطبي الذي أذهل الداخل والخارج. أوضح هذا الريبورتاج كيف تواجه المؤسسة أسوأ أزمة بعد الموازنات المجحفة، باللحم الحي، متحدثًا عن الدعم الخارجي والمساعدات التي يُخصص الجزء الأكبر منها للطبابة العسكرية حتى يبقى العسكري ومن هم على العاتق محميين من غول المرض وصعوبة الاستشفاء خارج الطبابة العسكرية، مع شهادات مرضى عولجوا على نفقة هذه الطبابة... ومع كل المبادرات لتوفير الاكتفاء الذاتي، يبقى الجيش عنوان الصمود والأمل والضمانة ليبقـى لبنـان.

في الرابع، تطرّقت الـMTV إلى موضوع المرأة في الجيش التي تخطّت الصورة النمطيّة وباتت تشغل مناصب ميدانية لا إدارية وحسب. وتضمّن مقابلات مع تلامذة ضباط قُبيل تخرجهنَّ، إضافة إلى العقيد الإداري مروى سعود رئيسة قسم النوع الاجتماعي (الذي أُنشئ حديثًا)، والتي تحدّثت عن متابعة عملية دمج النساء في الجيش، ويبلغ عددهنَّ نحو 4000 امرأة أي ما يشكّل نسبة 5,5% من عديده.

وأخيرًا، عُرض ريبورتاج تناول معاناة عناصر الجيش على لسان أهلهم. ففي كل عائلة لبنانية عنصر في صفوف المؤسسة العسكرية، وهو كما معظم اللبنانيين يعاني تداعيات الأزمة الاقتصادية ولكنّه «مش قادر يطلع عالهوا ويعبّر عن وجعو وغضبو... ما فيك تعرف قصصهم غير من أهاليهم» كما تقول شقيقة أحد العسكريين. تقرير مؤثّر نسمع فيه والد العسكري، وأمّه، وزوجته، وخطيبته، وشقيقته... كلهم يجمعون على أنّه «يداوم»، ويتعب ويضحّي من أجل الوطن من دون مقابل. باختصار يعاني الجيش من الأزمة ولكنّه صامـد من أجـل الوطـن... وختـام التقرير عنـوان «مثلكـم نعانـي... معكـم وبفضلكـم باقـون»!
 
من تلفزيون لبنان أحلى صباح
كان للجيش أيضًا في عيده حصة مميزة في حلقة خاصة من البرنامج الصباحي على تلفزيون لبنان «أحلى صباح»، فقد استهلت الإعلامية باتريسيا سماحة زينون مقدمتها بتحية للجيش قائلةً: «أنت الضوء الوحيد في هذه العتمة... لن نفقد حلمنا بجيشنا وبقيادته الحكيمة الشجاعة، لن نكفر بلبنان ولن نتركه. نجدد العهد والوفاء للجيش بتنوعه وتعدده ووطنيته وعقيدته الثابتة المتينة بلبنان الحر السيد المستقل».

تضمّن البرنامج عدة مقابلات خاصة منها واحدة مع زوجة النقيب الشهيد زيان يوسف الجردي وابنه، بعد 10 سنوات على استشهاده، وكانت بمثابة تحية إلى الشهداء وتضحياتهم. وخُصص قسم آخر لموضوع تعزيز دور المرأة الريادي وانخراطها في السلك العسكري، من خلال مقابلة مع نورا ونوس إحدى المتخرجات من الكلية الحربية هذا العام، التي حققت حلم الطفولة بالانتماء إلى مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء.


العربية في قلب الحدث
الإعلامية غنوة يتيم من تلفزيون العربية زارت الكلية الحربية التي تحتفل بمئوية تأسيسها. وألقت الضوء على الإناث المتخرجات هذا العام، وكيف حوّل قائد الجيش الإنهيار إلى فرصة، وفتح باب إلحاق جنديات بالكلية في ظل قرار وقف التطويع. وتحدثت إلى إناث يتخرجن في الفنون القتالية بعد أن اقتصر دور السيدات في الجيش اللبناني لأعوام على مهمات إدارية، تختصر المتحدثات اندفاع رفيقاتهنَّ بالقول: «حين تطوّعنا في الجيش لم نفكّر براتب ولا بمناصب، بل كان دافعنا الأول والأكبر حبّنا للوطن... ومن الآن وحتى آخر نفس سنبقى نقدّم تضحيات من أجل هذا الوطن».

وتضمن الريبورتاج مشاهد من المناورة التي نفّذها التلامذة الضباط في السنة الثالثة قُبَيل تخرجهم، وحديثًا لقائد الكلية العميد الركن جورج صقر حول الإناث اللواتي برهنَّ عن اندفاع وفاعلية خلال فترة تدريبهنَّ. واختتمت الإعلامية: «مرحلة جديدة تلعب فيها الإناث دورًا أساسيًّا في الذود عن وطن يعيش تحت ثقل أزماته».
 
بعض المقتطفات
لم تقتصر التغطية الإعلامية والمساحات الخاصة بعيد الجيش على المحطات التلفزيونية، بل خصصت لها بعض المواقع العديد من المقالات أيضًا.
 
دعم أنثوي أميركي
على موقع خدمة توزيع المعلومات المرئية للدفاع (dvids- Defense Visual Information Distribution Service) الأميركي، نُشر مقال باللغة الإنجليزية عن 6 ضباط إناث أميركيات من البحرية الأمريكية وخفر السواحل والحرس الوطني والقوات الجوية، سافرنَ إلى لبنان لحضور احتفال الأول من آب وإبداء الدعم لـ 46 امرأة أتممن ثلاث سنوات تدريبية وتخرجن من الكلية الحربية في الجيش اللبناني في مجال الفنون القتالية.

وذكر المقال أنّ النساء في السابق كنَّ يتابعنَ دورة تدريبية لمدة ستة أشهر بعد إنهاء تعليمهنَّ الجامعي، ليعملنَ فقط في مجالات تخصصية كالطب والعلاقات الإنسانية والأمن. وقد تضمّن المقال مقابلة مع النقيب اللبناني نانسي حواط، وهي الأنثى الوحيدة التي تدرب في الكلية الحربية، والتي قالت إنّ التدرب في الكلية الحربية لم يكن خيارًا متاحًا حين التحقت بالمؤسسة العسكرية، لذا فإنّ تدريب هذه الدورة من الفتيات يعني لها الكثير. وتحدّثت كل من الضباط الأميركيات عن هذه «الفرصة الرائعة لدعم النساء اللواتي يكسرن الحواجز داخل جيشهن ويقدمن خبراتنا وحكمتنا وتشجيعنا، هنَّ يعكسن مثابرة النساء اللواتي يخدمن في القوات المسلحة حول العالم ويكسرن الحواجز ويتميّزنَ كل يوم، لقد أظهرنَ أنهنَّ يتمتّعن بالقدرات المميزة، ومرؤوسوهم سيكونون في أيدٍ أمينة. وقلنَ إنّه سيكون من الرائع مشاهدة الشراكة بين الولايات المتحدة ولبنان تزداد قوة مع هذه التغييرات، وقد بدأت مع تلك النساء القويات اللواتي رأيناهن يتخرجن».
 
تقدير أممي
وكدليل على التقدير الأممي لهذا الحدث المميز، أشارت UN Women Lebanon على صفحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي إلى عيد الجيش والمرة الأولى التي يتخرّج فيها عديد من النساء مساوٍ لعديد الذكور في الجيش اللبناني، مؤكدةً أنّ تعزيز انخراط المرأة في قطاعَي الأمن والدفاع هو جزء من خطة العمل الوطنية الخاصة بلبنان لتطبيق قرار مجلس الأمن 1325 حول المرأة والسلام والأمن.
كذلك، نشرت قوات اليونيفيل على تويتر تغريدة تهنّئ فيها الجيش اللبناني في عيده الـ77 وتؤكد أنّ قوات حفظ السلام التابعة لها عازمة على العمل جنبًا إلى جنب مع هذا الجيش، في جهدهما المشترك للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان. وأرفقت التغريدة بفيديو يتضمّن لقطات من احتفال الأول من آب، مع رسالة تؤكّد مضمون التغريدة، وعمل اليونيفيل مع الجيش على تعزيز القدرات لضمان الأمن والسلام المُستدامَين.
بدوره هنّأ رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام اللواء Aroldo Lázaro في تغريدة له، الجيش «شريكنا الاستراتيجي» كما أسماه، في عيده، وأكّد «أنّنا سنواصل العمل معًا في الحفاظ على الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أنّ هذا التعاون بين اليونيفيل والجيش اللبناني بموجب القرار 1701 يشكل أساس السلام في جنوب لبنان.
 
المركزية: الجيش صورة ناصعة ومثال يُحتذى
المركزية بدورها عنونَت: «الجيش: صورة ناصعة ومثال يحتذى.. هنيئا لنا به في عيده!» وحللت المواقف التي تضمنها «أمر اليوم» للمناسبة ناقلةً عن مصادر سياسية، أنّها تطمئن اللبنانيين إلى أنّ في البلاد المنهارة، مَن لا يزال مستعدًا للتضحية من أجل الخير العام، بينما اعتاد شعبنا أن تتم التضحية بمصلحته من أجل مصالح المنظومة الحاكمة وشهواتها. ولفتت إلى أنّ الجيش لم يبع يومًا الناس «كلامًا فارغًا» بل أثبت فعلًا أنّه مستعد لبذل الغالي والنفيس ولوصل الليل بالنهار للسهر على أمن اللبنانيين وأمانهم، وقد أظهر ذلك في شكل واضح في السنوات الأخيرة، أكان في مواجهة آفة كورونا أو في حربه على المخدرات أو في مواجهته التهريب أو المخلين بالأمن أو في ضمانه أمن التحركات الشعبية ومنعها من الجنوح نحو الفوضى.

ولهذه الأسباب كلّها، تتابع المصادر، يتعرّض الجيش منذ مدة، لحملة قوية. فتارة يتم تخوينه وطورًا يتم اتهامه بالتقصير أو بالفساد أو بفبركة ملفات. إلا أنّ كل ذلك لن ينفع، وقد بات صيت المؤسسة وقائدها وصورتهما ناصعين في الداخل وفي العواصم الكبرى، ومَضرب مثل في النزاهة والكفاءة والنظافة.. فهنيئًا لها ولنا بها في عيدها السابع والسبعين.
 
الشرق الأوسط: بأي حال عُدت يا عيد
وكتبت بولا أسطيح في الشرق الأوسط متحدّثةً عن الغصة التي تشوب الاحتفالات بعيد الجيش اللبناني هذا العام، نتيجة ما آلت إليه أوضاع العسكريين جراء الأزمة المالية غير المسبوقة التي يرزح تحتها البلد ككل، مما أفقد رواتبهم قيمتها وأجبرهم على طلب تسريحهم أو الفرار أو ممارسة جزء كبير منهم أعمالاً خارج دوام الخدمة العسكرية لتأمين القوت اليومي لعائلاتهم، ولسان حالهم يقول: بأي حال عدت يا عيد»؟
 
وفي الصحف أيضًا...
وكما احتل العيد الـ77 للجيش مقدمات نشرات الأخبار ومنشورات المواقع الإلكترونية، كذلك ظهر في الصفحات الأولى للصحف التي خصصت للمناسبة عدة مقالات.
 
الديار: «ما نكسرنا ولا راح ننكسر»
كتب ميشال نصر في «الديار» بعنوان 77 سنة... «ما نكسرنا ولا راح ننكسر»، في مقارنةٍ بين «شعب استسلم، ينتظر لحظة الارتطام»، و«جيش ما قصّر جنوده بواجبٍ فيما الجميع مقصّرون تجاههم... يواجهون التحديات رافضين التخاذل أمام القيام بواجباتهم، مقدّمين درسًا في التعالي فوق الصعوبات بشرفٍ، راسمين صورةً للعسكري بأبهى حللها»... وسخّف الاتهامات والادعاءات التي تطال المؤسسة، مشبّهًا إياها «بحكاية إبريق نضب زيته ولم يتعب المتطاولون، متناسين أنّ بين القيادة والجيش فرقًا كبيرًا... الأولى ترحل إلى محاكم التاريخ فيما يبقى الثاني كالأرزة شامخًا، متحدّيًا، مرفوع الجبين، تسري في عروقه دماء طاهرة... جيشٌ أكبر من الكلّ وفوق الكلّ، هو الذي يرى نفسه صغيرًا في مقياس الوطن، فكيف له أن يرضى للصغار أن يجعلوا الوطن على قياسهم»... وختم كاتبًا: «في عيدكم، معكم فقط يشعر كلّ واحد منّا.... بأنّه لبناني... ويفخر كلّ واحد منكم بأنّه «الوطن»... كي يحيا الجيش ويعيش لبنان».
 
نداء الوطن: الدعم الدولي للجيش
من جهته كتب آلان سركيس في نداء الوطن بعنوان «الجيش والغطاء الدولي... القصة أبعد من رئاسة»، متحدّثًا عن الجهود التي يبذلها قائد الجيش العماد جوزاف عون ومحاولاته وحيدًا التخفيف من المآسي التي يعانيها عسكريوه. وأشار إلى أنّ «السياسة الأميركية والغربية واضحة في دعم المؤسسة العسكرية، وخصوصًا مع العماد جوزاف عون الذي نجح إلى حدّ كبير في مكافحة الفساد داخل المؤسسة العسكرية وبات الجيش المؤسسة شبه الوحيدة المحمية من آفة الفساد».

وأكّد من جهة ثانية ما لا يريد أن يفهمه الكثيرون، «أنّ السياسة الاستراتيجية الدولية تقوم على تقوية مؤسسات الجيش، ففي حال انهارت هذه المؤسسة انهار هيكل الدولة كله وسادت الفوضى التي لن تنحصر في لبنان بل ستشعل المنطقة بأكملها». وأضاف متطرّقًا إلى الدور الإقليمي والدولي الذي يؤدّيه الجيش، والذي لا يدركه البعض، أنّ «الأوروبيين يراهنون على دور الجيش اللبناني في حماية الأمن والإستقرار، ولديهم خوف حقيقي من الفوضى في ظل وجود نحو مليوني نازح سوري، وهؤلاء سيعبرون البحر المتوسّط ليصلوا إلى الشواطئ الأوروبية». واستنتج أخيرًا «أنّ الدعم الذي يتلقّاه الجيش غير مرتبط برئاسة الجمهورية كما يحاول البعض أن يُشيع، بل هدفه الأول والأخير منع الفوضى في لبنان»...
 
النهار: «عيد الجيش عيد لبنان»
وفي النهار كتب وزير الشباب والرياضة جورج كلاس بعنوان «عيد الجيش عيد لبنان»، فلفت إلى أنّه بعد «فشلنا جميعًا على مدى عقود من التصالح والتفاخر والتحارب بالسلاح الأبيض، بوضع كتاب تاريخ تربوي يعرف التلامذة بمقومات وطنهم وأحداثه، تأتي استقطابية الاحتفال بعيد الجيش بمعنى سيادي ذي عمق شعبي ونفسي، تؤكد أنّ الإجماع فقط على حبِّ الجيش كمؤسسة دستورية جامعة وحاضنة وحامية لمعنى لبنان، هو الإيمان بروحية الجيش ودوره ولزومية وجوده في بلد كان تعدديًّا فأضحى تفتتيًّا»... ويضيف الوزير كلاس «أنّه صار لازمًا علينا جميعًا أن نعرف لماذا نتفق ونتوافق مع الجيش وتضحياته ودوره ورسالته ونؤمن بحياديته داخليًّا وبسيادة قراره وصلابة عقيدته ودفاعه عن حدوده الثلاثية الأرضية والجوية والبحرية؟

واختتم بالقول: «الجيش الذي يلتقي اللبنانيون لمعايدته يعايدون لبنان الكيان من خلاله، ويثمنون عاليًا صرخة الجيش عندما يدعو الوطن وصمته السياسية متى اصطخبت».
 
الجمهورية: «الجيش في عيده: صامدون باللحم الحي»
وعنونت «الجمهورية»: «الجيش في عيده: صامدون باللحم الحي»، وذكرت بداية شهر آب التي تجلت إلى جانب الأحداث السياسية الكثيرة، في «العيد السابع والسبعين للمؤسسة العسكرية التي تكاد تكون الرمز الوحيد المتبقّي في عتمة البلد، الذي يؤشّر إلى أنّ الدولة ما زالت موجودة». وميّزت الجمهورية عيد الجيش هذا العام، بأنّه كان «مناسبة وطنية جامعة للتأكيد على أنّ المؤسسة العسكرية مستمرّة رغم المعاناة التي أصابتها، والأعباء التي تكبدتها، وستبقى صامدة حتى ولو باللحم الحي. وللتأكيد أيضًا على أنّ قيامة لبنان لا بدّ حاصلة، وقاهرة لكل الصعاب التي ألمّت بهذا البلد الصغير»...
 
والكاميرا إن تكلّمت!
لمعت عدسات الكاميرات إشراقًا حين التقطت مشاعر فخر المتخرجين وأهاليهم في الكلية الحربية. والتقط المصور نبيل اسماعيل مئات الصور الرائعة من مشهد تخريج ضباط مئوية الكلية الحربية، وقد نشر على صفحته على فيسبوك كل هذه الصور مع التركيز على مشهد مؤثر، إذ كتب: «لفت نظر كاميرتي هذه العائلة وبخاصةٍ هذه الأم المريضة التي حضرت وبصحبتها قنينة الأوكسجين إلى ثكنة الفياضية صباح اليوم لحضور حفل تخرج ولدها الضابط الذي قلد سيفه اليوم في حفل رسمي لمناسبة عيد الجيش اللبناني».

وقد عنون ألبوم الصور الخاص بالمناسبة «وقلّد ضباط دورة «مئوية الكلية الحربية» السيوف...123 ضابطًا بينهم 46 أنثى»، وعلّق: «احتفل الجيش اللبناني بعيده الـ77 تحت عنوان «ما مننكسر»، للتأكيد على مواجهة التحديات والمخاطر المحدقة بلبنان وأهمها على مستوى الأمن الاجتماعي الذي يأخذ حيّزًا من مهمة المؤسّسة العسكرية اليوم. والأهم، وفي السياسة، تؤكّد الاحتفالية أنّ الجيش هو أساس لمن يريد قرع طبول بناء الدولة، فلا دولة من دون جيش، والرهان دائمًا يبقى على المؤسّسة العسكرية للحفاظ على الحد الأدنى من مقومات الدولة والوطن، في ظل وجود دويلات وأوطان في وطن واحد».

ربما تكون هي المرة الأولى التي نشهد فيها تغطية إعلامية بهذا الحجم لمناسبة عيد جيش الوطن... وربما يكون السبب في ذلك أنّ الجميع، دون استثناء، قد فهموا ولمسوا الدور المقدس الذي تؤدّيه هذه المؤسسة من أجل الحفاظ على وطن يقاسي ما يقاسيه من الطعنات، ويتخبط ويصارع أمواج الأزمات العاتية. أزمات تحاول النيل من صموده وشعبه الذي لم يعد يملك سوى جدار صدٍّ وحيد يحتمي خلفه، ألا وهو الجيش... هذا الجيش المترفّع عن كل الصغائر والمصالح الشخصية، الذي لا يهمه راتب ولا دولار، ولا تحكم ولاءه لا ظروف ولا محسوبيات ولا انتماءات سوى الانتماء لتراب الوطن وشعبه البطل... ربما اكتشف الجميع أخيرًا أنّه الوحيد القادر على تحويل الأزمات إلى فرص!!