- En
- Fr
- عربي
كلمة ...
تُجسّد الانتخابات وجهًا بارزًا من أوجُه الهوية اللبنانية، إذ ترتبط مباشرة بطبيعة النظام الديموقراطي وقيَمه، وفي طليعتها حرية المواطنين في التعبير والمشارَكة في عملية صنع القرار على مستوى الدولة.
لقد شهد لبنان إجراء الانتخابات البلدية والاختيارية بعد تأجيلها سابقًا نتيجة ظروف استثنائية. في الوقت نفسه، جاءت هذه الانتخابات وسط تحديات كبرى يمر بها وطننا، أبرزها تبِعات العدوان الإسرائيلي الأخير، ومواصلة العدو الإسرائيلي اعتداءاته وانتهاكاته لسيادة لبنان وأمنه، فضلًا عن الأحداث المتسارعة في المنطقة، وما تتركه من آثار على الوضع في لبنان.
رغم هذه الصعوبات، تَوجَّه اللبنانيون في مختلف المناطق إلى صناديق الاقتراع، مُـثبتين إيمانهم بلبنان وتطلُّعهم إلى مستقبل أفضل لهم ولأبنائهم. في موازاة ذلك، كان الجيش حاضرًا مع سائر المؤسسات الأمنية، مُـتابِعًا لأدق التفاصيل المتعلقة بأمن العملية الانتخابية بمراحلها الأربعة، وعلى مدى شهر كامل تقريبًا، فتم تفعيل غرف العمليات وإنشاء غرف عمليات فرعية إضافية بغية الاطّلاع الدائم من جانب القيادة على سير العمل.
كما انتشرت الوحدات العسكرية بجهوزيةٍ كاملة لتنفيذ مهماتها، وعملت على منع أي إخلال بالأمن، ما أشاع الاطمئنان في نفوس المواطنين، وأكد أن الانتخابات في أيد أمينة، وأنّ المؤسسة العسكرية هي العين الساهرة على الوطن.
نرى إذًا أن دور الجيش لا يقتصر على حفظ الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، بل يجسد جوهر وحدة لبنان وسيادته، ويساهم في الحفاظ على هويته المميزة وصيغة العيش المشترك بين أبنائه، ويضم جهوده إلى جهود بقية المؤسسات من أجل النهوض بالبلاد وإعادتها إلى موقعها السابق والمميَّز في المنطقة.
وإذ يخوض بلدنا الاستحقاقات بنجاح، يبقى الجيش محطًّا للآمال، وعاملًا أساسيًّا من عوامل الاستمرار والصمود، ومؤسسة وطنية جامعة تُثبّت وحدة اللبنانيين.