تربية وطفولة

الحوافز اللفظية جيدة لتشجيع الأولاد شرط التفسير والإيضاح
إعداد: ريما سليم ضوميط

«عافاك يا شاطر، أحسنت صنعًا يا بطل، لقد قمت بعمل رائع يا صغيرتي...»، هذه العبارات ومثيلاتها هي ما يتوجّه به الأهل الى صغارهم كردّ فعل تلقائي تجاه الأعمال الحسنة التي يقومون بها، أو لدى إنجازهم العمل المطلوب منهم بصورة جيدة. لكن هذه الحوافز التي تعتبر عنصرًا مهمًا لنمو عاطفي سليم، تظل ناقصة ما لم يفهم الطفل بالتحديد الناحية الإيجابية للعمل الذي قام به والذي استحق إطراء ذويه.

 

يشير الاختصاصيون في المجال التربوي إلى أن كلمات المديح والشكر التي توجه الى الأطفال يجب أن تقترن بتفسير واضح للنتائج الإيجابية للعمل الذي قام به الولد واستحق الإطراء بسببه، لأن ذلك يعزّز مفهومه للصح والخطأ، كما يشجعه على مزيد من التقدم والعطاء في مختلف المجالات. ويشير الخبراء إلى عدة وسائل يمكن للأهل اعتمادها بهدف تعليل المديح وجعله أكثر فعالية:
- مراقبة جهود الطفل والثناء عليها، كأن تقول له: «لاحظت أنك قمت بمجهود كبير إلى أن أصبحت قادرًا على ربط حذائك بنفسك من دون مساعدة. أحسنت على المثابرة!».
- تشجيع الولد على التحدّث عما تعلّمه أو اكتشفه خلال النهار، وحثّه على مواصلة تقدّمه من خلال الثناء على عمل محدد نجح في إنجازه، مثلًا: «آه، ما أجمل خطّك، لقد كتبت عدة كلمات على الورقة، لا بد أنك تستمتع بالكتابة. هلّا قرأت لي من فضلك ما كتبته؟».
- التطرّق الى التفاصيل عند مناقشة عمل ما قام به الطفل، كالتعليق على الخطوط والأشكال والألوان والموضوع في الرسم الذي نفّذه في المدرسة، وعندها يمكن للأهل تقديم الإطراء بموضوعية مثلًا: «لقد أضفت لمسة رائعة إلى لوحتك عندما مزجت الظلال الزرقاء والخضراء».
- تقديم كلمات الشكر عند تلقي المساعدة من الطفل، مع الإضاءة على أهمية العمل الذي قام به، مثلًا: «شكرًا لأنك فتحت لي الباب، فقد أتاح لي ذلك أن أستخدم يدي في حمل الأغراض إلى داخل المنزل».
- استخدام لغة الجسد في التعبير عن الفخر أو الامتنان، كالتربيت على الكتف أو الابتسام أو الغمز وغيرها من الحركات الجسدية التي تعزز تقدير الطفل لذاته.
- تحفيز الطفل على إحراز المزيد من التقدم، من خلال حثّه على الانطلاق من إنجاز إلى آخر، كمثل القول له: «لقد تمكنت من حفظ جداول الضرب من إثنين إلى خمسة، والآن عليك أن تظهر مهارة مماثلة في حفظ الجزء الثاني من الجداول (من 6 إلى 10)».
- إستخدام عبارات البدء الآتية: لاحظت أنك... سمعت أنك... وإلحاقها بوصف العمل الذي قام به الطفل واستحق لأجله المديح ، مثلًا: «سمعت أنك تساعد المعلمة في توزيع أوراق الامتحان على التلامذة في الصف، من المؤكد أنها تثق بك كي توكل إليك هذه المهمة».
- تحديد الهدف المرجو من الإطراء قبل تقديمه، هل المطلوب تعزيز التصرف الإيجابي، أو روح المبادرة، أو اللطف والطيبة... ومن ثم تقديم التشجيع المناسب، مثلًا: «كم كان تصرفك تجاه أخيك لطيفًا، بحيث أنك ساعدته في توضيب ألعابه بالرغم من أنك كنت مستعجلًا للذهاب مع رفاقك».
- الإضاءة على العمل المبدع الذي يقوم به الطفل، كتعليق الرسم الجميل الذي أنجزه في المدرسة على أحد جدران المنزل، أو دعوته إلى قراءة النص الأدبي الذي أبدع في كتابته أمام أحد الجيران أو الأقرباء.