لبنان يحتفل بجيشه

الدوار أهدت مهرجانها السنوي للجيش
إعداد: ندين البلعة

«الدوار عرين الأسود ومنبع الصمود» بهذه العبارة يتكلّم أهالي البلدة عن منطقتهم التي تبقى دائماً أبداً وفيّة لشهداء الجيش وخصوصاً الذين سقطوا على أرضها ورووها بدمائهم الزكية فرفعوا باستشهادهم علم لبنان عالياً.
و«لأن عيد الجيش لا يحصره يوم، بل هو عيد للبنان كل يوم» شاءت بلدية الدوار، وبالتعاون مع فعاليات البلدة، إقامة مهرجانها السنوي لعيد الجيش في «ساحة الجيش».

 

حفل الافتتاح
الجمعة 8 آب والسبت 9 آب 2008 ضجّت «ساحة الجيش» بالموسيقى والفن والشعر، في مهرجان حضره ممثل قائد الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري العقيد جورج العتل ورئيس بلدية الدوار الدكتور الياس مخّول بالاضافة الى ممثلين عن القوى الأمنية وفعاليات سياسية ودينية، وجمعٌ من أهالي المنطقة.
الإفتتاح بالنشيد الوطني اللبناني عزفته موسيقى الجيش بقيادة المقدم جورج حرّو.

 

كلمة قيادة الجيش
بعدها كان الكلام لممثل قائد الجيش بالنيابة، العقيد جورج العتل، فشدّد على أهمية عيد الجيش «فهو من بين الأعياد التي تكتسب أهمية خاصة، وتحتل مكانة رفيعة في وجدان المواطنين، انطلاقاً من قدسية رسالة الجندية ودور المؤسسة العسكرية في الدفاع عن تراب الوطن والحفاظ على سيادته واستقلاله».
وأضاف: «في الدوار التي جعلت من الإحتفال بهذه المناسبة تقليداً سنوياً تعتز به، يزهر الموعد ويطيب اللقاء، فالأرض في عرس دائم وربيع دائم. وأكد على أن هذه البلدة «مثلما شكّلت على الدوام صورة مصغّرة عن جمال طبيعة لبنان، كان أبناؤها ايضاً بجناحيهم المقيم والمغترب، القدوة والمثال في الإخلاص والعطاء. ففي أرض الآباء والأجداد، هم منغرسون متجذرون، متمسكون بولائهم الوطني، ملتصقون بالمؤسسة العسكرية، يقفون الى جانبها في كل الأوقات والظروف. أما في عالم الاغتراب، فهم النخبة أينما حلّوا، ينشرون في أصقاع الدنيا رسالة الوطن، تفوقاً وإبداعاً، حضارة ورقياً.
كما أشار العقيد العتل أن «قدَر الجيش الدائم، أن يعكس من خلال قيمه وإيمانه وأدائه، صورة لبنان الرسالة والحضارة والإنسان، ومن أجل ذلك قدّم هذا الجيش مئات الشهداء والجرحى في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب... والتضحيات التي بذلها الجيش مدعومة بثقة المواطنين والتفافهم حوله، أثمرت حفاظاً على الوحدة الوطنية على الرغم من كل التجارب القاسية التي مرّ بها الوطن. وفي الأمس القريب كان لدوره بالغ الأثر في تحقيق التوافق الوطني، الذي توّج بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية وتشكيل حكومة الإرادة الوطنية الجامعة، وبالتالي إطلاق عهد جديد في البلاد واعد بالخير والنهوض والاستقرار».
وعاهد أخيراً «أن يبقى الجيش على قدر ثقتكم وتطلعاتكم، جيشاً يبذل الغالي والنفيس في سبيل وطن قوي حرّ مزدهر».

 

رئيس البلدية
رئيس البلدية الدكتور الياس مخّول عبّر عن فخر أهالي البلدة بأن تحمل ساحتها إسم «ساحة الجيش» موجّهاً التحية الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان آملاً «أن يُنقذ لبنان من العواصف الهوجاء تضربه بشراً وحجراً، سكاناً وطبيعة وسياسة واقتصاداً واجتماعاً، حتى نصل بقيادة الرئيس القائد الى لبنان الذي نرتجيه لنا ولأولادنا من بعدنا، وطن الحلم ووطن المستقبل».
وتابع: «من مدرسة الجيش التي تعلّم الشرف، وتدرّس التضحية وتغذينا بالوفاء، من هذا الثالوث نرفع التحية الى جيشنا البطل الذي أثبت.. أنه لا يُفاجأ ولا ينعطف، عينه دائماً باتجاه لبنان ينقذه من براثن الخطر»، موجّهاً تحية لقائد هذا الجيش بالنيابة اللواء الركن شوقي المصري «الذي يقود جيش لبنان على خطى فخامة الرئيس».

 

زغيب
بعدها أعطى الدكتور الياس مخّول الكلام للشاعر هنري زغيب الذي وصف هذا اللقاء «ضوء آخر من الأضواء المشعشعة في صيف لبنان» معبّراً عن فرادة لبنان بين كل الدول «بالعقل اللبناني وبجمال لبنان، السياحة والثقافة».
ونوّه زغيب بدور الجيش في تأمين الاستقرار للمواطنين، ينامون ملء عيونهم لأن عين الجيش ساهرة أبداً.
وفي ختام اليوم الأول من المهرجان وقف الحضور باحترام متذكرين الشهداء، قبل أن تشرع موسيقى الجيش بتقديم باقة من الأناشيد والأغاني يرافقها الفنان نقولا الأسطا بصوته الجميل.
أمّا اليوم الثاني من المهرجان فكان أمسية موسيقية وشعرية بامتياز أحيتها موسيقى قوى الأمن الداخلي وجوقة مار أنطونيوس - الدوار. وعدد من الشعراء منهم: هنري زغيب، هدى خوري، أكرم فواز، بشارة لبّس، ونعيم أبو كرّوم. وقد كانت هذه الأمسية برعاية وزير الثقافة الأستاذ تمّام سلام.