- En
- Fr
- عربي
موضوع الغلاف
الدولة تقدّر تضحيات العسكريين وتقرّ بتقصيرها في تلبية حاجاتهم
على متن طوافة أقلّته ووزير الدفاع الوطني فايز غصن وقائد الجيش العماد جان قهوجي وأمين عام المجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن عدنان مرعي، توجّه دولة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى الجنوب غداة نيل حكومته الثقة، حيث تفقّد وحدات الجيش اللبناني المنتشرة على الحدود اللبنانية، وزار مقر قيادة قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان.
الرئيس ميقاتي الذي أكّد خلال جولته أن الإرادات الثلاث التي تعمل برعاية الدولة اللبنانية حققت النصر... أكّد أيضًا أن الدولة التي تقدّر تضحيات العسكريين تقرّ بأنها مقصرة في تلبية حاجاتهم، واعدًا بالسهر على تلبيتها وحماية الجيش كما كل المؤسسات الأمنية.
في ثكنة مرجعيون
جولة الرئيس ميقاتي بدأت من ثكنة مرجعيون حيث كان في استقباله قادة الوحدات المنتشرة في المنطقة. بداية استمع من قائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن صادق طليس إلى ايجاز عن انتشار القوى العسكرية ومهماتها العملانية. ثم كانت كلمة للعماد قهوجي، وكلمة لرئيس الحكومة قبل أن ينطلق والوفد المرافق في جولة شملت مراكز الجيش اللبناني المتقدمة في بوابة فاطمة والنبي عويضة ومحطة الوزاني، ومنطقة كفركلا التي شهدت مواجهات بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال الإسرائيلية. ثم انتقلوا في مروحية عسكرية إلى المقر العام لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان في بلدة الناقورة، حيث كان في استقبالهم القائد العام لهذه القوات اللواء ألبيرتو أسارتا، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان مايكل ويليامز وكبار ضباط القيادة.
هذه المحطة تخللها أيضًا كلمة للرئيس ميقاتي وأخرى للجنرال أسارتا.
الرئيس ميقاتي
في ثكنة مرجعيون قال رئيس الحكومة: «أردت أن تكون زيارتي الاولى بعد نيل الحكومة الثقة الى الجنوب من ضمن سلسلة زيارات إلى المناطق اللبنانية. وهي تتزامن مع حدثين متلازمين وهما حرب تموز وقرب التجديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب».
واعتبر انتشار الجيش وصولاً حتى الحدود نصرًا، مضيفًا ان النصر الثاني هو توسيع انتشار القوات الدولية وتبديل مهماتها بموجب القرار 1701 الذي صدر عن مجلس الأمن الدولي ليوفّر الشراكة الدولية في حماية سيادة لبنان على ارضه، بالتعاون مع الجيش. وقال: «صحيح ان الفرحة لم تكتمل بعد بسبب استمرار احتلال مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من بلدة الغجر، لكن استطيع التأكيد أن الحكومة عازمة على العمل لإنهاء الاحتلال الاسرائيلي لهذه الاراضي اللبنانية ووقف الممارسات العدوانية، بكل الوسائل المشروعة والمتاحة».
وحيّا ميقاتي أرواح الشهداء العسكريين، الذين سقطوا في عدوان تموز وفي غيره من الاعتداءات، مؤكدًا «إننا نرى في تضحيات عسكريينا وصمود شعبنا المقاوم، الحافز الاساسي للاستمرار في المطالبة بحقنا، ولن ترهبنا كل التهديدات والمناورات التي تستهدف إرباكنا او دفعنا إلى تبديل قناعاتنا وخياراتنا الوطنية».
وتوجّه الى العسكريين بالقول:
«هذه الارض ارضكم فاستحقوا شرف الدفاع عنها مهما كان الثمن. هذا الشعب هو اهلكم، عليكم واجب حمايته والسهر على سلامته كما يحمي كل فرد افراد عائلته. دولتكم التي تقدّر تضحياتكم، تقرّ بأنها مقصّرة في تلبية حاجاتكم، عديدًا وعدة، لكن أعدكم بأن حكومتنا ستسهر على تلبية حاجاتكم وفق الخطة التي تضعها قيادتكم الحكيمة، التي أثبتت أنها تتحمل مسؤولية كبيرة بكثير من الحرفية والانضباط والمناقبية. دولتكم ستحمي الجيش، كما كل المؤسسات الامنية، من اي تدخل من اي جهة اتى، لتبقى مؤسستكم الوطنية مصونة ومحصنة ومسيجة بمحبة جميع اللبنانيين لأنها من كل لبنان ولكل لبنان».
وفي مقر اليونيفيل، أكد رئيس الحكومة اللبنانية «أن الاستقرار في جنوب لبنان هو مفتاح الاستقرار في منطقة الشرق الاوسط التي لن يعـود اليها الأمن والأمان إلا من خلال سـلام عادل ودائم وشامل».
كما شدد على «أن الحكومة التي أكدت التزامها تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، ستواصل مطالبة الامم المتحدة بوضع حد للانتهاكات الاسرائيلية الدائمة سيادة لبنان، وتطبيق القرار تطبيقًا كاملاً والانتقال من مرحلة وقف الأعمال العدائية إلى وقف دائم لإطلاق النار».
وأضاف أن «لبنان الذي يحترم القرارات الدولية، يتطلع إلى استمرار التعاون مع الدول المشاركة في القوات الدولية، ويثمّن عاليًا رغبة هذه الدول في المضي قدمًا في دورها تعزيزًا للاستقرار في الجنوب وحماية لأهله ولتوفير الاطمئنان لهم».
ونوّه «بالتعاون والتنسيق الكاملين القائمين بين الجيش اللبناني قيادة وضباطًا وافرادًا والقوات الدولية، مؤكدًا أن الحكومة اللبنانية تتطلع الى مزيد من هذا التنسيق».
وأكد أن «لبنـان لن يتراجع عن دعمه تنفيذ القرارات الدوليــة، إلا أن ذلــك لا يكفي من اجل تأمين الاستقرار والسلام، بل على المجتمع الدولي أن يواجه اسرائيل ويرغمها على التقيد بقراراته ويمنعها من المضي في سياسة الاستعلاء والمكابرة وتجاهل الارادة الدولية».
قائد الجيش: الجيش يعمل في سبيل كل لبنان
قائد الجيش العماد جان قهوجي شكر للرئيس ميقاتي زيارته، وقال: «إنها المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس حكومة بزيارة الجيش اللبناني في الجنوب، وأشكر دولة رئيس الحكومة ومعالي وزير الدفاع على مبادرتهما المميزة بزيارة مواقع الجيش الأمامية المواجهة للعدو الاسرائيلي».
وأشار الى أن «الجيش يعمل في سبيل كل لبنان وهو ذراع الدولة، ويلتزم تنفيذ قرارات السلطة السياسية بصرف النظر عن تبدل الأوضاع والظروف».
قيادة اليونيفيل: دعم الحكومة اللبنانية مهم جدًا لنجاحنا
الجنرال أسارتا ألقى كلمة أكد فيها أن زيارة رئيس الحكومة اللبنانية، بعد وقت قصير من توليه منصب رئاسة الحكومة، تشكل في حد ذاتها شهادة دعم قوية لمهمات اليونيفيل. وأضاف أن ذلك «سوف يشجع كثيرًا قوات حفظ السلام في اليونيفيل، وكذلك شركاءنا الاستراتيجيين في القوات المسلحة اللبنانية، على مواصلة البناء على المكاسب الثابتة التي تحققت لجهة الوضع الأمني، على مدى يقارب الخمس سنوات منذ دخل قرار وقف الأعمال العدائية حيز التنفيذ».
وأشار الى أن «دعم حكومة لبنان مهم جدًا لنجاح مهمتنا، وأنتم أول رئيس حكومة لبناني يزور مقرنا في الجنوب».