- En
- Fr
- عربي
هو وهي
كيف نتفادى الأسوأ؟
الخلافات الزوجيّة حول الشؤون الماليّة هي أحد أبرز الأسباب التي تؤدّي إلى الطلاق. وتنشأ هذه الخلافات عادةً نتيجة عدم وجود خطّةٍ ماليّةٍ تنظّم عملية الإنفاق، وتحدّد الأولويات في المصاريف المنزلية.
تضيىء الاختصاصية في علم النفس السيدة إنغريد سعادة على عددٍ من العوامل التي تساهم في نشوء خلافات ماديّة، وتقدّم الإرشادات حول كيفيّة حلّها.
سرّية المداخيل
- إن احتفاظ كل من الزوجين العاملين بخصوصيته الماديّة، وعدم تصريحهما عن مداخيلهما، إضافة إلى عدم تحديد المساهمة الماليّة المطلوبة من كل طرف، هي عوامل ضغطٍ تجعل الزوجين يرزحان تحت وطأة الأعباء المادية التي تفرضها الحياة اليوميّة، فيشعر كل منهما بأنه يقدّم أكثر من الآخر، ويرى نفسه بالتالي عرضة للاستغلال والاستنزاف.
- الحل هو أن يضع الزوجان منذ بداية زواجهما خطّة مالية واضحة، تشمل ضم الراتبين، مع احتفاظ كل منهما بمصروف شخصي،.حيث يتم تسديد مختلف المستحقّات من الأموال المشتركة، في حين يحتفظ كل منهما بحريّة إنفاق مصروفه الخاص بالطريقة التي تناسبه. ومن فوائد هذه الطريقة أنها تتيح لكل من الشريكين إنفاق قدر ما يشاء من مصروفه على هواياته الشخصيّة، من دون الحاجة الى التبرير أو الشعور بالذنب.
إختلاف الأهداف
- من أسباب الخلافات الماليّة عدم وجود رؤية مشتركة حول كيفية صرف الأموال. فقد يكون أحد الزوجين مبذّرًا والآخر اقتصاديًا، أو ربما يريد أحدهما تعليم الأولاد في مدرسة أقساطها مرتفعة، بينما يفضّل الآخر استثمار أموالهما في شراء منزل أكبر، إلى ما هنالك من مشاكل تنتج عن عدم التوافق حول كيفية صرف الأموال.
- الحلّ هو أن يتم وضع مخطّط مالي للمشاريع التي يرغب كل منهما في المضي بها، على أن يتم تحديد الأولويات بعد دراسة جدوى كل منها والخير الذي تجنيه العائلة من تحقيقها، وما إذا كانت تتوافق مع القدرات الماديّة للزوجين. كذلك، ننصح الأزواج وخصوصًا الموظفين منهم، بوضع برنامج للإدخار لمختلف الاستحقاقات الماديّة، الصغيرة منها والكبيرة، وذلك عن طريق الاقتطاع الشهري من الراتب ولو بكميّات قليلة كي يتفادوا الوقوع في الدين لإيفاء الإستحقاق.
مصروف يفوق المدخول
- من مساوىء المجتمعات الحديثة، أن المرء أصبح يقاس بما يملك، ما قد يوقع الزوجين في فخ الإنفاق الزائد وتبذير أموالٍ طائلة على الكماليات من هدايا ثمينة أو ملبوسات غالية الثمن، أو حفلات خارج المنازل، وغيرها من المصاريف غير الضروريّة، التي تفوق مداخيلهما وقدراتهما الماديّة. كل ذلك بهدف مجاراة الأصدقاء والأجواء المحيطة، فيقعان في نهاية المطاف تحت وطأة الديون وما يرافقها من ضغوطات نفسية، ومشاكل ماليّة قد لا تنتهي أبدًا.
- الحل: يقول المثل «على قد بساطك مد رجليك». وهذا يعني أن ينظر الزوجان إلى ما يحتاجانه في الحياة، لا إلى ما يملكه الجيران والأصدقاء، فالتقليد الأعمى للآخرين لا يصبّ في مصلحة زواجهما. ولا مانع من أن يحاولا إدخال بعض عناصر الرفاهية إلى حياتهما شرط أن يختارا منها ما يتوافق مع مدخولهما، كي لا يقعا في مشاكل هما في الغنى عنها.
لعبة المال والسلطة
- صاحب رأس المال هو صاحب القرار في المنزل. معادلة «المال والسلطة» هذه، تظهر في عدة أوجه، مثلًا: هو لديه وظيفة أمّا هي فلا، أو هي تعمل بمدخول أكبر، أو عائلته أغنى من عائلتها أو العكس، إلخ.. من الطبيعي في أي من هذه الحالات أن يكون الطرف «الأقوى» ماديًّا هو صاحب السلطــة، وهو من يحدّد أولويات صرف الأموال، ما يخلق شعورًا بالدونيّة أو بالغبن لدى الطرف الآخر، ويؤدّي بالتالي إلى نفور بين الزوجين.
- الحل في أن يفهم الطرف الأقوى أن العائلة تعني التعاون ضمن فريق واحد، وأن يقبل بصدرٍ رحب مشاركة الطرف الآخر في القرارات المتعلّقة بصرف الأموال، من دون أن يلمّح في أي مناسبة عن الفوارق في المداخيل بينهما.
المصارحة أولًا وأخيرًا
- مساعدة الأهل، هي من الأمور التي يمكن أن تخلق جدلًا بين الزوجين. فالطرف الذي يقدّم دعمًا ماديًّا دوريًّا أو مساعدة ظرفيّة لوالديه أو لأحد إخوته، قد يجد نفسه في مواجهة مع الطرف الآخر بتهمة تبذير الأموال التي هي من حق الشريك والأولاد!
- الحل هو في التصريح في بداية الحياة الزوجيّة أو حتى ما قبل الزواج، عن الدعم المادي الذي ينوي أحد الطرفين تقديمه للأهل، بحيث لا يفاجأ الآخر لاحقًا ويشعر بأنه يعامل معاملة الضيف لا الشريك. أما في حال وجود طارىء يستدعي تقديم مساعدة فوريّة لفرد من عائلة أحد الزوجين، فمن الضروري أن يتشاور الطرفان في تحديد المبلغ الذي يمكن الاستغناء عنه من دون أن يؤدّي ذلك إلى الإخلال بميزانيّة البيت.