من الجمعية الثقافية

الصالونات الأدبية في لبنان (4)
إعداد: الدكتور جورج هارون

صالون عصبة العشرة

 

ولادة الصالون

في ردهات مكاتب مجلة «المعرض» وُلد صالون «عصبة العشرة» الشهيرة على يد الصحافي فؤاد حبيش.
صالون هذه العصبة ضم عدداً من الأدباء وكتّاب مجلة «المعرض» ومن بينهم:
- ميشال أبو شهلا: أحد صاحبي مجلة «المعرض» الأسبوعية، الذي كان يوقّع مقالاته في المجلة باسم «أبو فريد» أو م.ا.ش أو م. ابو شهلا.
- الياس أبو شبكة: الشاعر صاحب «أفاعي الفردوس» و«القيثارة» و«غلواء» و«الى الأبد» و«الألحان».
- خليل تقي الدين: صاحب «عشر قصص من صميم الحياة» و«الاعدام» (مجموعة قصصية) و«ولادة استقلال» و«الجلاء».
- فؤاد حبيش: الصحافي، ومنشئ الصالون الأدبي لهذه المجلة، والذي كان وراء نهضة أدبية عارمة بما نشره لأدباء عصره من مقالات في «المكشوف» وما أصدره لهم من كتب ومؤلفات كانت رائدة في الأدب العربي الحديث.
- ميشال زكور: أحد صاحبي مجلة «المعرض»، الصحافي والسياسي والوزير في عهد الرئيس الشيخ بشارة خليل الخوري، وصاحب مسرحيتي «زينب» و«مصرع الزباء».
- عمر فاخوري: أديب واسع الاطلاع على الآداب العربية والفرنسية، مناضل في سبيل التحرير من نير الدولة العثمانية، مارس المحاماة وانتسب إلى «المجمع العلمي» في دمشق. له: «آراء غربية في مسائل شرقية»، «كيف ينهض العرب؟»، «الباب المرصود»، «الحقيقة اللبنانية»، «الفصول الأربعة»، و«لا هوادة».

 

العصبة تتّسع

انضم في ما بعد إلى هذا الصالون عدد من الأدباء والكتّاب منهم:
- كرم ملحم كرم: الروائي الذائع الصيت في القرن العشرين، المحرّر في «البرق» للأخطل الصغير وصحف «الأحوال» و«العهد» و«الأحرار»، ومنشئ مجلة «ألف ليلة وليلة» الشهيرة التي سهر على قراءتها اللبنانيون طويلاً، ومجلة «العاصفة» السياسية الأسبوعية، وصاحب أكثر من عشرين رواية وقصة اجتماعية وتراثية وتاريخية وفكاهية.
- يوسف ابراهيم يزبك: المؤرخ وصاحب مجلة «أوراق لبنانية» التاريخية التي سعت وراء الأحداث الماضية في زوايا التاريخ المجهول وكشفت عن حقائق كانت مجهولة.
- تقي الدين الصلح: السياسي، المناضل في سبيل لبنان والعرب وصاحب محاضرة «النداء القومي عقيدة ونضال».
- توفيق يوسف عوّاد: القاص المعروف، منشئ مجلة «الجديد» الأدبية الأسبوعية، صاحب «قميص الصوف»، «الصبي الأعرج وقصص أخرى»، «الرغيف»، «العذارى» و«السائح والترجمان» (مسرحية).
- عبد الله لحود: الناقد الأدبي والمحامي الضليع وابن عمشيت وصاحب «الملكية الأدبية والفنية».
- ميشال أسمر: مؤسس «الندوة اللبنانية» في بيروت التي حاضر في ردهاتها مئات المفكرين والأدباء والسياسيين والإداريين وكانت وراء نهضة فكرية أدبية في لبنان.

 

تحوّلات جدّية

مع صالون «عصبة العشرة» حدثت تحوّلات جدّية في النهضة الأدبية. فقد شهدت جلسات هذا الصالون نقد اعلام الكتّاب والشعراء، ونشرت المناقشات والنقدات في مجلة «المعرض».
وقيل ان ذلك العهد كان عهد «العصبة». ولقد خشي الساسة الكبار والأدباء المخضرمون اعضاءها، فراحوا يخطبون ودّهم وغدا الكثيرون يتودّدون إليهم متحاشين اثارة نقمتهم، حتى ان الرئيس شارل دباس أقدم على تعطيل مجلة «المعرض». وبذلك أفل نجم الصالون الأدبي لهذه المجلة.

 

أحمد شوقي زائراً «العصبة»

الحرب التي شهدها صالون العصبة ضد محتكري الأدب والفكر وبعض الساسة، شملت لبنان ووادي النيل. فالشعراء شوقي ومطران وحافظ خشوا النقد الجديد الذي طلع به صالون «عصبة العشرة» وتحمله مجلة «المعرض». فسارع شوقي في العام 1931، وهو مصطاف في لبنان، إلى زيارة لعصبة العشرة في مجلة «المعرض» تداركاً لحملة على شعره. فكان تبادل الأحاديث الودية بينه وبين أعضاء الصالون وكتّاب المجلة. وراح الشاعر المصري يتردّد الى صالون العصبة يومياً، حيث يجتمع بأعضائه فؤاد حبيش والياس ابي شبكة وخليل تقي الدين وميشال أبي شهلا. وقد أعجب بأبي شبكة لما رأى فيه من معرفة واسعة للأدب الفرنسي. لقد كان صالون «عصبة العشرة» من خلال مساجلات أعضائه ومقالاتهم، حرباً على الأدب القديم والفكر البالي وترسيخاً لأدب الشباب والفكر الجديد.

 

المراجع

- الفيكونت فيليب دي طرازي - تاريخ الصحافة العربية، الجزء 3، المطبعة الأدبية - بيروت، 1914 ص 22، عدد 179.
- يوسف أسعد داغر، الأصول العربية للدراسات اللبنانية - بيروت، 1972، ص 293، رقم 22387.
- «مصــادر الدراســة الأدبيــة» ج3، 1972، ص 71، وج4، 1983، ص 326.