خدمات وتقديمات

الصيدلية العسكرية أفضل أنواع الأدوية والتطوّر مستمرّ
إعداد: ندين البلعة خيرالله

لطالما سعت المؤسسة العسكرية إلى تأمين الخدمات الأساسيّة، وخصوصًا الطبية منها للعسكريين وعائلاتهم، وعملت على تطويرها وتحسينها. وفي هذا السياق تؤمّن الصيدلية العسكرية المركزية يوميًّا صرف نحو 2000 وصفة طبية تشمل مختلف أنواع الأدوية.
في ما يلي إضاءة على عمل الصيدلية والتطوّر الذي شهدته في لقاء جمعنا برئيسها العقيد الصيدلي جمال مكرزل.

 

تأمين الأدوية وتدريب الصيادلة
تتولى الصيدلية العسكرية المركزية تأمين الأدوية، للعسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين وعائلاتهم، وللموظفين المدنيين الحاليين والمتقاعدين، ولعائلات الشهداء. كما تؤمّن الأدوية لمصابي الحرب، وتوفّر بشكل مستمرّ أدوية الأمراض المستعصية (سرطان، زرع وغسل كِلى، أمراض عصبية نادرة...) وأدوية العلاج الدائم (سكري، ضغط...).
تضع الصيدلية العسكرية المركزية تعليمات صرف الأدوية وشروط تسليمها، والتي تعتمد في جميع صيدليات المناطق، ومن مهماتها استقبال ضباط اختصاصيين في الصيدلة وطلاب جامعيين يتابعون فترة تمرّس في الاختصاص. كما أنها تنظّم سنويًا حوالى 6 دورات محاسب صيدلي يتابعها عسكريون من مختلف قطع الجيش، وتؤهّلهم للعمل في الصيدليات العسكرية.
إلى ذلك، يلقي ضباط الصيدلية محاضرات توعية صحية في مختلف قطع الجيش حول عدّة مواضيع (أمراض جلدية، إيدز، إنفلوانزا، مخدرات...).

 

آلية العمل
• ما هي الآلية التي يحصل من خلالها المريض أو المستفيد على الدواء؟
- استُحدِث منذ سنوات برنامج تأليل يصل بين جميع الصيدليات العسكرية، ويتضمّن معلومات من بينها سجل صحي إلكتروني لكل مريض. هذا السجل مطابق للسجل الورقي الذي ما زال معتمدًا، ونستطيع من خلاله معرفة الأدوية التي حصل عليها وكميتها وتاريخ استلامها.
يقصد المستفيد الصيدلية العسكرية ومعه سجلّه الصحي والوصفة الطبية العسكرية. يتأكد الصيدلي من مطابقة الأدوية المُدرَجة فيها لمحتويات السجل الرقمي.
يقوم الصيدلي بتخريج الأدوية على نظام التأليل، ويتولّى عنصر تقني (عسكري أو موظف مدني)، تحضير الأدوية وتمريرها إلى عنصر ثالث هو عنصر المراقبة Control الذي يتأكّد من الكمية والنوع. وأخيرًا ينادي عنصر التسليم المستفيد، يتأكّد من سجلّه ويسلّمه الأدوية شارحًا له طريقة استعمالها.
لا ينتهي العمل هنا، إذ يتولّى فريق مؤلّف من 3 أو 4 عناصر تجميع الوصفات للتأكد من دقّة المعلومات المتعلّقة بتخريج الدواء وتسليمه، وعند الشك بأي خطأ يُعاد الاتصال بالمستفيد لتصحيحه.

 

• ماذا يفعل المستفيد في حال نفاذ دواء معيّن؟
- معظم الأدوية متوافرة، ولكن عند نفاذ أحدها من المخزن، نوجّه المريض مباشرةً إلى صيدلية الفرع الأول (المعروفة بصيدلية الشراء)، فهناك، وبفضل لجنة خاصة، يتمّ استدراج عروض سنوية وتوقيع اتفاقيات مع شركات الأدوية نحصل بموجبها على حسومات تتخطّى الـ50%. وشراء الدواء من هذه الصيدلية لا يوفّر في الكلفة على المستفيد فحسب، بل يوفّر أيضًا على المؤسسة العسكرية التي تسدّد للمستفيد قيمة المساعدات المرضية، وهو إضافة إلى ذلك يضمن تأمين الدواء الأساسي والأصلي.
ويؤكّد العقيد مكرزل أن لا مشكلة في تأمين الأدوية، فالنواقص تُطلب فورًا من جهاز التموين الذي يملك مخزونًا يكفي لعدّة أشهر. كما أنّ حسن الاختيار في تلزيم الأدوية مع مراعاة النوعية والكلفة، جعل الكمية المتوافرة أكبر.

 

2000 وصفة يوميًا
• معلوم أن الصيدلية تشهد ضغطًا كبيرًا نظرًا إلى عدد المستفيدين، فكيف تتعاملون مع هذا الأمر؟
- يصل عدد الوصفات التي نسلّمها أحيانًا إلى حوالى 2000 وصفة في اليوم، ما يعني أن ألفَي مريض استلموا أدويتهم خلال دوام عمل يبدأ عند الساعة السابعة صباحًا وينتهي عند الثامنة ليلًا، لذلك لدينا فريق عمل كبير يتميّز بالكفاءة والخبرة، ويضمّ: 22 صيدليًا يتسلّمون الوصفات ويسلّمون الأدوية، 18 تقنيًا وهؤلاء موظفون مدنيون حائزون على شهادة في الكيمياء الحيوية أو علم الأحياء، و40 عسكريًا تابعوا دورات تقني صيدلي أو محاسب صيدلي (تفتتح في الطبابة العسكرية). يتولى هذا الفريق العمل في الصيدلية العسكرية المركزية وصيدلية الفرع الأوّل، ويشرف على عملهم 3 ضباط صيادلة.
يشير العقيد مكرزل إلى أن العاملين في الصيدلية يتمتعون بخبرة عالية، والعمل الذي يؤدونه، يوازي العمل في 10 صيدليات، من حيث الحجم. كما أنّهم لا يعملون فقط في مجال الأدوية الرائجة، بل يتعرّفون أيضًا إلى أنواعٍ أخرى أكثر تخصّصًا، لا نجدها سوى في مراكز العلاج المتخصّصة (اللقاحات وأدوية السرطان والعقم...). إلى ذلك يتابع العاملون في الصيدلية مؤتمرات طبية وورش عمل ومحاضرات داخل لبنان وخارجه، ما يبقيهم على اطّلاع بكل المستجدات في هذا القطاع. وأضاف قائلًا: تتوافر لدينا أدوية الأمراض المستعصية ذات الجودة العالية، وكذلك سائر الأدوية الأخرى، أو ما يشكّل بديلاً لها وبنوعية ممتازة. مع ذلك، نسعى إلى الأفضل إذ نتوق إلى تأمين الأدوية بنسبة 100%.
وعن المعايير التي يجب أن تتوافر في الدواء لاعتماده، قال: تتبع الصيدلية العسكرية معايير وشروطًا إضافية إلزامية، وخصوصًا في الأدوية الحسّاسة والمهمّة التي يجب أن تكون حائزة على شهادة من EMA- European Medicines Agency والـ FDA- American Food & Drugs Association.

 

في تطوّر دائم
• تمركزت الصيدلية العسكرية بدايةً حيث يقع مكتب الدخول في المستشفى العسكري المركزي حاليًا، وكانت عبارةً عن 4 شبابيك للتسلم والتسليم، وفريق عمل صغير يعمل يدويًا. بعدها انتقلت إلى ثكنة الطرابلسي وشهدت الكثير من التحسينات، لكن ما هو واقعها اليوم؟
- من يقصد الصيدلية يلاحظ فورًا أن المشهد تغير كثيرًا. فمشهد طوابير المستفيدين الذين ينتظرون أمامها في العراء لم يعد موجودًا، تقلّصت فترة الانتظار بحيث أضحت لا تتعدى دقائق قليلة، وذلك بعد سلسلة من الإجراءات، أبرزها ما يأتي:
- باتت الصيدلية تضمّ 16 شباكًا، من ضمنها 8 لتسلّم الوصفات و4 لتسليم الدواء مع فصل المنطقتَين، وصالون انتظار مكيّف بالإضافة إلى 3 شبابيك مع صالون انتظار للضباط، وشباك الاستعلامات.
- استُحدث الشباك رقم 13 (للاستعلامات)، المخصّص للإجابة عن استفسارات الناس وتلقّي شكواهم وتوجيههم. والعاملون فيه يبقون على تواصل دائم مع ضباط الصيدلية لمراجعتهم في مختلف الأمور. على هذا الشباك أيضًا، شاشة كمبيوتر تخوّل العامل تحويل الوصفات والاطّلاع على السجل الإلكتروني للمريض.
- تمّ اختيار العناصر ذوي الخبرة والكفاءة والأكثر سرعة في إنجاز العمل، وأوكلت إليهم المهمّات على الشبابيك المخصصة لتسلم الوصفات وتسليم الأدوية، الأمر الذي سرّع وتيرة العمل.
- تمّ تقسيم العمل والتشديد على التدقيق بكمية الدواء ونوعيته وتطابقه مع الوصفة، ممّا قلّص نسبة الأخطاء في تسليم الأدوية. كما خُصِّصَت غرفة داخل الصيدلية يعمل فيها عناصر المراقبة بعد تسليم الوصفات والأدوية.
- رتبت الأدوية في الخزائن وعلى الرفوف، وخصّصت لبعضها برادات حديثة ومتطورة مزوّدة بجهاز إنذار يعمل لدى تغيّر درجة الحرارة فيها.
- وُضِع أمام الصيدلية صندوق لتلقي شكاوى المستفيدين وملاحظاتهم، ويتابع رئيس الصيدلية هذه الشكاوى شخصيًا.
إلى ما سبق ذكره، يراقب رئيس الصيدلية سير العمل فيها عبر شاشة في مكتبه تنقل مباشرة كل ما يحدث داخلها وفي أرجائها.

 

مشاريع مستقبلية
تعمل رئاسة الصيدلية على تطوير عملها أكثر مجاراةً لمتطلبات العصر ولحاجات المستفيدين. وأهم مشاريعها المستقبلية:
- تحسين وضع صيدليات المناطق وتدعيمها بضباط في الاختصاص (تخرّج منذ فترة 7 ضباط صيادلة سيلتحقون بهذه الصيدليات).
- تخصيص لجنة لاستحداث موقع إلكتروني خاص بالصيدلية ضمن الموقع الرسمي للجيش اللبناني، يستطيع المستخدم من خلاله الإطّلاع على المعلومات التي يرغب بمعرفتها عن الصيدلية، وسيتمّ تطوير هذا الموقع للوصول إلى إمكان القيام بعملية تحويل للدواء واستلامه من دون تكبّد عناء الانتظار والروتين الإداري. وسيمكن من خلال الموقع طرح الأسئلة والحصول على معلومات من رئاسة الصيدلية في فترة وجيزة.
- ضبط المساعدات المرضية من خلال تخصيص بطاقة مصرفية لشراء الأدوية غير المتوافرة في الصيدلية المركزية من الفروع، وتحويل المساعدات المرضية مباشرة إلى حساب البطاقة المذكورة.
 
 

هل الدواء البديل أقلّ جودة؟
أحيانًا لا يتوافر دواء معين، فيصار إلى تسليم المستفيد دواء آخر مماثل له في التركيب والخصائص، البعض يعتقد أن البديل أقل جودة. في الواقع تعتمد الصيدلية العسكرية أفضل معايير الدواء، لذلك فالبديل ليس بأقل جودة من الأصلي.