- En
- Fr
- عربي
الأول من آب
يتزامن عيد الجيشَين اللبناني والصيني اللذين تقوم بينهما علاقة تعاون وصداقة تتجلى خصوصًا من خلال قوة حفظ السلام الصينية التي تعمل ضمن قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، بالإضافة إلى المساعدات التي تمد بها لبنان، ومن بينها تلك التي قدمتها له مع انتشار وباء كورونا، وعقب انفجار مرفأ بيروت.
في مناسبة الأول من آب الذي يصادف الذكرى الـ95 لتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني والذكرى ال 77 لتأسيس الجيش اللبناني، أحب العميد تشنغ يوتشونغ، ملحق الدفاع في سفارة جمهورية الصين الشعبية في لبنان أن يكتب عن العلاقة بين جيشَي البلدين، ومما كتبه تحت عنوان «حماية السلام العالمي وتعزيز التعاون في العلاقات بين القوات المسلحة الصينية والجيش اللبناني»، الآتي:
في 1 تموز من هذا العام، حضرت مع سعادة سفير الصين المعتمد لدى لبنان تشيان مينجيان حفل تقديم الميداليات لقوة حفظ السلام الصينية الدفعة الـ 20 لدى اليونيفيل. في هذا الحفل، تم منح جميع أعضاء قوة حفظ السلام الصينية الـ 410 في اليونيفيل، الذين قدموا مساهمات بارزة للسلام والاستقرار في جنوب لبنان، ميداليات الأمم المتحدة لحفظ السلام.
وقد أشاد قائد اليونيفيل اللواء أرولدو لاثارو ساينز، بالقوات المسلحة الصينية قائلًا:
«أنتم سفراء عظماء لبلدكم وللقوات المسلحة الصينية» وأكد أن قوة حفظ السلام الصينية التابعة لليونيفيل قد أكملت بنجاح مهمات مثل إزالة الألغام والبناء الهندسي والمساعدة الطبية، وأدت دورًا رئيسيًا في الحفاظ على السلام والاستقرار في جنوب لبنان وحياة السكان المحليين، مع أداء ممتاز.
وتفيد التقارير بأنّه منذ نشر قوة حفظ السلام الصينية الدفعة 20 من قوات حفظ السلام الصينية في لبنان، تم تطهير ما مجموعه أكثر من 7000 متر مربع من حقول الألغام، وتفجير أكثر من 2000 لغم مضاد للأفراد، وصيانة 28 برميلًا على الخط الأزرق، وعلاج أكثر من 4000 مريض، والتبرع بالإمدادات الطبية التي تكلّف أكثر من 40000 دولار، وتم إنجاز أكثر من 60 مهمة بناء هندسية. كل ما سبق أشاد به السكان المحليون على نطاق واسع.
وفي 25 تموز 2006، أدى دو جاويو، وهو مراقب عسكري صيني مرسل إلى هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في جنوب لبنان واجبه، وقدم التضحية القصوى من أجل السلام. وبعد الانفجار المأسوي في مرفأ بيروت في لبنان عام 2020، توجهت قوة حفظ السلام الصينية التابعة لليونيفيل إلى مكان الحادث لتنفيذ عمليات إنقاذ في إطار قوات الأمم المتحدة.
تُعتبر العلاقة بين القوات المسلحة الصينية والجيش اللبناني عنصرًا حاسمًا في تطوير العلاقة بين البلدين. ويُعتقد أنّه بفضل الجهود المشتركة للجانبين، ستستمر عملية التبادل والتعاون بين الجيشَين في تحقيق نتائج وتقديم مساهمات لتعزيز التقدم الجديد في العلاقات الصينية -اللبنانية.
في المعركة غير المسبوقة ضد كوفيد-19، تدعم الصين ولبنان بعضهما البعض، ويعملان معا لتعزيز التعاون الدولي ضد الوباء للمساهمة في بناء مجتمع صحي مشترك للجميع.
وقد قدمت الحكومة الصينية للحكومة اللبنانية والجيش اللبناني دفعات عديدة من المساعدات الطبية ودفعتين من اللقاحات الصينية، بلغ مجموعها 390 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19، ما يدل على الصداقة العميقة بين الصين ولبنان حكومة وجيشًا وشعبًا. وتبرعت قوة حفظ السلام الصينية العشرون التابعة لليونيفيل بالإمدادات الطبية والحاجات الضرورية اليومية واللوازم المدرسية للمجتمعات المحلية والمدارس أكثر من 10 مرات، ونفّذت أكثر من 20 نشاطًا للمساعدة، مثل إصلاح الإمدادات الكهربائية وصيانة الطرق، وقدّمت استشارات طبية مجانية لأكثر من 500 من السكان المحليين، وشاركت بنشاط في أنشطة الرفاه العام مثل العناية بالبيئة، ومحاضرات الثقافة التقليدية الصينية ومحاضرات الطب الصيني.
ستواصل الصين المشاركة بنشاط في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان وتقديم مساهمات أكبر للحفاظ على السلام في لبنان والمنطقة الإقليمية. ونحن على استعداد لتعزيز التبادلات والتعاون بين البلدين والجيشَين في مختلف المجالات لتعزيز المزيد من تطوير العلاقات الثنائية.
إن العالم يمرّ بتغيرات عميقة لم يسبق لها مثيل منذ قرن من الزمان، ويواجه أمن البشرية وتنميتها أيضًا تهديدات وتحديات. وفقط من خلال الاتحاد الوثيق يمكن للناس من جميع البلدان اغتنام الفرص ونزع فتيل المخاطر وبناء مجتمع سلام ذي مصير مشترك للبشرية. والصين مستعدة لزيادة تعميق التبادلات الودية والتعاون بين الجيشَين ودفع العلاقات العسكرية إلى مستوى جديد. وأخيرًا، أود أيضًا أن أغتنم هذه الفرصة لأعرب عن خالص شكري للأصدقاء اللبنانيين الذين يدعمون الصين وتطوير علاقة التعاون بين الجيشَين وأتمنى للتعاون بين الجيشَين تحقيق إنجازات أكبر.