- En
- Fr
- عربي
الطائرات بلا طيّار كوسيلة حرب (ملاحظات أوليّة عسكريّة - قانونيّة)
مقدّمة
صارت الطائرات بلا طيّار (Unmanned Aerial Vehicle - UAV)[1]، منذ نحو عقد من الزمن، على كل شفة ولسان بعد أن أصبحت الوسيلة المُفضَّلة للولايات المتحدة و«إسرائل»[2] ودول أخرى[3] لضرب مواقع حيويّة أو اغتيال مَنْ يوصفون (أو يوصَمون) بـ«الإرهابيّين» (أي ما يُعرف بالقتل المُسْتَهْدَف Targeted killing) أنّى كانوا.
ولهذا السبب جهَدت وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة (CIA) لنشر هذا النوع من الطائرات في أفغانستان وباكستان والصومال والعراق واليمن[4] لقصف مواقع حيويّة فيها من الجو ومُلاحقة أفراد تنظيم القاعدةعلى أراضيها. ومن المُرجَّح أن تَشرع واشنطن في تشييد قواعد جديدة لهذه الطائرات في شبه الجزيرة العربيّة والقرن الإفريقي[5].
وتستخدم «إسرائيل»[6] هذا النوع من الطائرات، التي يُطلق عليها الفلسطينيّون إسم «الزنّانة»[7] واللبنانيّون «أم كامل»[8]، لضرب «مواقع مشبوهة» أو استهداف أفراد حركات المقاومة وكوادرها في الضفة الغربيّة وقطاع غزّة ولبنان. واستخدمت هذه الطائرات على نطاق واسع في حربيْ «إسرائيل» على لبنان العام [9]2006 وقطاع غزّة العاميْ 2008 و[10]2009.
وهناك مُحاولات حثيثة لتطوير طائرة بلا طيّار تستطيع التعرُّف على العناصر أو الأفراد المُستهدفين، من خلال ملامحهم الشخصيّة أو البَيومِتْرِيَّة (Biometrics)، والمُبادرة إلى قتلهم على الفور إعتمادًا على برامج حاسوبيّة تلقائيَّة القرار[11]، وليس اعتمادًا على أوامر المُشغِّلين الجالسين خلف شاشات الحواسيب في أماكن تبعد عشرات آلاف الكيلومترات عن مسرح الاغتيال[12]. ومن المُتوقَّع أن يستمرّ استخدام الطائرات بلا طيّار[13] في مجال الإغتيال ويتوسَّع في المستقبل القريب إلى ضرب المواقع الإستراتيجيّة[14] في أيٍِ من الحروب القادمة، المُعلنة أو غير المُعلنة (أي الحرب الناعمة).
وتُشكِّل الطائرات بلا طيّار نوعًا جديدًا من الأسلحة. وترتبط هذه التقنيّة ارتباطًا عضويًّا بمسألة تطوّر وسائل الحرب الحاليّة والمستقبليّة[15]. ولهذه التقنيّة أبعاد وجوانب وانعكاسات مُتعدِّدة يصعب علينا، في بحث واحد، الإلمام بها جميعًا. سنكتفي بالتركيز، بشكل أساسي، على الجانب القانوني منها. ولكنّنا سنُلقي، أولاً، نظرة سريعة على المراحل والتطوّرات التي مرّت بها تقنيّة الطائرات بلا طيّار[16]. ونقول كلمة موجزة، ثانيًا، في مميِّزاتها[17] واستخدامها في مجال الاغتيال. ونستعرض، ثالثًا، قواعد القانون الدولي المُتعلِّقة باستعمال هذه الطائرات. ونطرح، رابعًا، تساؤلات حول استخدام الطائرات بلا طيّار، أو كيف غيَّرت وجه الحرب، وما هي آثارها القانونيّة. ونورد، خامسًا، بعض الملاحظات المُقترحة لمُواجهة خطر الطائرات بلا طيّار القادم بخطوات مُتسارعة لا محالة.
أولاً: الطائرات بلا طيّار وأنواعها
الطائرة بلا طيّار هي طائرة يُمكن برمجتها مُسبقًا أو توجيهها لاسلكيًّافي أثناء تحليقها (أيّ التحكُّم بها، أو السيطرة عليها، عن بعد). ويوجد إذًا نوعان من حيث التوجيه، الطائرات المُوجَّهة لاسلكيّا والطائرات الذاتيّة التحكُّم (أو التلقائيّة التوجيه) التي تتمتّع باستقلاليّة نسبيّة في مُعالجة المعلومات أو البيانات المُجمَّعة لديها واتخاذ القرارات المُناسبة في ضوئها[18].
وتُستخدم هذه الطائرة في الأغراض المدنيّة، كما يتمّ استخدامها في المجالات العسكريّة لتوفير معلومات دقيقة، نسبيًا، عن الأهداف المُراد ضربها من خلال مراقبتها والإنقضاض عليها لاحقًا.
وشهدت إنكلترا أولى التجارب العمليّة للطائرة بلا طيّارالعام [19]1915. كما استخدمت هذه الطائرات العام 1935 لتدريب سلاح المدفعيّة المضاد للطائرات على استهداف طائرات العدوّ وإسقاطها[20].
والعام 1953، تحوّلت الفكرة إلى الولايات المتحدة الأميركية بعد مقتل عدد كبير من الطيَّارين الأميركيّين خلال الحرب العالمية الثانية[21]. وانتقلت الفكرة إلى الحيِّز العملي بعد إسقاط طائرة التجسُّس الأميركيّة «يو توU2» فوق أراضي الاتحاد السوفياتي العام [22]1960. وبعد أربع سنوات، إستخدمت الطائرة بلا طيّار لأوّل مرّة خلال حرب فيتنام[23]. ولم تعترف الإدارة الأميركية بهذا الاستخدام إلاّ العام [24]1973، وهو العام الذي استُخدمت فيه الطائرات بلا طيّار في حرب تشرين الأول/أكتوبر [25]1973، إلاّ أنها لم تُحقِّق المرجوّ منها لضعف الإمكانات التقنيّة والإلكترونيّة حينذاك.
أمّا إسرائيل فبدأت تصنيع الطائرات بلا طيّار بعد العام [26]1973. ويَعتقد البعض أنها لجأت إليها خلال اجتياحها لبنان العام [27]1982.
أمّا الآن، وبعد تطوّر التكنولوجيا (أو التّقانة، كما عُرِّبت الكلمة)، فقد أصبحت الطائرات بلا طيّار عنصرًا رئيسًا في أهم جيوش العالم وأكثرها تقدمًا، وفي طليعتها الولايات المتحدة الأميركية[28] التي عدّتها سبيلاً إلى «الحرب الشاملة على الإرهاب»[29].
وقد برهنت الطائرة بلاطيار أنها محوريّة في القيادة والسيطرة والاستطلاع خلال حربيْ أفغانستان والعراق والتدخّل في ليبيا[30]. فقد أمَّنت مسحًا متواصلاً لساحات الحرب من خلال النقل المُباشر لما يجري فيها إلى مراكز القيادة والسيطرة وإلى طائرات الدعم الجوّي القريبة منها. وعمد الجيش الأميركي إلى الإفادة من المعلومات والمعطيات المُتحصِّلة من أجهزة استشعار الطائرات بلا طيار وتنفيذ عمليات مشتركة بينها والمروحيات.
ونظرًا إلى تحوّل الطائرة بلا طيّار من منصَّة استعلام ومسح واستطلاع إلى طائرة مُتعدِّدة المهمة في العمليات العسكرية الحاليّة والمستقبليّة (قنابل تُلقى أو صواريخ ذكيّة تُطلق من ارتفاعات شاهقة، وطائرات بلا طيّار يُمكنها الطيران المُتواصل لأسابيع وحمل صواريخ يتجاوز وزنها آلاف الكيلوغرامات، والطائرات بلا طيّار المُبرمجة لاصطياد شخص بعينه، مثلاً) فقد قام مهندسو وفنيّوه الطيران بأبحاث متواصلة لتطوير تقنيّة الطائرات بلا طيّار[31].
وأدّى الاهتمام العسكري بالطائرات بلا طيّار إلى تطوير تشكيلة واسعة منها، فتمّ تصنيفها بحسب إمكاناتها المُتعاظمة والمهمات العسكريّة المُنوطة بها إلى أنواع عديدة[32]، منها:
أ –طائرات تكتية[33]: صُمِّمت للتحليق على ارتفاع 200 كلم فوق سطح الأرض[34]، وتوفير معلومات استخباراتيّة فوريّة[35] لكبار القادة العسكريّين لمُساعدتهم على تخطيط سير الأعمال الحربيّة.
ب- طائرات مُضادة للصواريخ الباليستيّة[36]: يمتلك سلاح الجو الإسرائيلي طائرة مُتطوِّرة إسمها «إيتان/هيرون ت ب Eitan/Heron TP»[37] لديها القدرة على إصابة أهدافٍ على الأرض أو في الجو.ويبلغ طولها 35 مترًا وعرضها حوالى 35 مترًا على مستوى الجناحين. وتُشكِّل جزءًا من منظومة إسرائيل المُضادّة للصواريخ الباليستيّة البعيدة المدى، ويُمكنها المكوث في الجو عدّة ساعات، كما باستطاعتها التحليق فوق منصّات إطلاق الصواريخ لإسقاطها مُباشرة بعد إطلاقها (لأنها تكون بطيئة في هذه المرحلة، وبالتالي مُعرَّضة لإصابة مُؤكَّدة). وهي مُجهَّزة بكاميرات مُتطوِّرة للتصوير الليلي والنهاري، وأشعَّة ليزِر لتوجيه الصواريخ الدقيقة، ومنظومة إتصالات مُتطوّرة مع الأقمار الصناعيّة. ويُمكن لجهاز الرادار فيها أن يوفِّر لمُشغِّليها، في كل الظروف المناخيّة، صورًا دقيقة عن مسرح العمليّات العسكريّة. ويُمكن لـ «إيتان» أيضًا أن تحمل عدّة أطنان من المُتفجِّرات أو المعدّات أو الأجهزة الإلكترونيّة.
ج - طائرات تُطلق من الجو: يُمكن للطائرات العاديّة أن تُطلق الطائرات بلا طيّار[38]، كما يُمكن لصاروخ مُجنَّح إطلاقها لتقييم أضرار عمليات القصف أو الضرب[39].
د- طائرات العلو المُرتفع[40]: لا تزال في طور التصميم. وسوف تعمل على «طاقة خلايا وقود هيدروجين»[41]، ويبلغ طولها 30 مترًا، وتعمل على ارتفاع يراوح بين 18 و32 كلم وتحمل أجهزة مراقبة أو تعمل كمركز إتصالات. وستتمكّن من التحليق المُتواصل بين أسبوعين وستة أشهر بعد تزويدها خلايا طاقة شمسيّة. وقد كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية[42] أن الصناعات الجويّة الإسرائيليّة تبذل جهودًا مُضنية في الآونة الأخيرة لتطوير طائرة تعمل على الطاقة الشمسيةلا تستطيع الطيران لفترات طويلة جدًا. وهناك عدّة نماذج واعدة لدى الصناعات الجوية الإسرائيلية يجري العمل على تطويرها بمساعدة شركات أجنبيّة[43]. وأشارت الصحيفة إلى أن عددًا منها تحطَّم خلال التجارب الأوليّة[44]. وتبذل إسرائيل قصارى جهدها لتمكين الطائرة من الطيران ثلاث ساعات.وسيُعمل لاحقًا على تطويرها لتطير 24 ساعة مُتواصلة، بعد تطوير تكنولوجيا الخلايا الشمسيّة.
هـ- طائرات العلو المُتوسِّط[45]: تُحلِّق على علو يراوح بين 4600و7700 متر، ولكن يستطيع بعضها الوصول إلى ارتفاعات أعلى والطيران نحو 30 ساعة مُتواصلة ونقل أحمال ثقيلة نسبيًا (640 كلغ، مثلاً)[46].
و- طائرات الإقلاع والهبوط العموديّتان[47]: يُطوِّر البعض طائرات تُقلع وتهبط عموديًا[48] من أجل عمليات الدعم الأرضي التكتيكي والمهمات المُنطلقة من علىمتن السفن والبوارج[49]. وتقوم تجارب حاليّة على طائرة بلا طيار يكون مداها 2500 ميل بحري، ويُمكنها التحليق نحو 40 ساعة مُتواصلة مع حمولة زنتها 140 كلغ[50].
ز- طائرات نقل الجرحى والتموين[51]: شرَعت شركة إسرائيليّة مُتخصِّصة بالصناعات الحربيّة بتطوير طائرة بلا طيار لإخلاء الجرحى وتموين الوحدات القتاليّة في المناطق الشديدة الوعورة[52]. ويأتي تطوير الجيش الإسرائيلي هذه الطائرة بعد فشله في إخلاء جرحاه وقتلاه خلال المعارك الضارية التي دارت العام 2006 على أرض لبنان. وطول الطائرة خمسة أمتار وتصل سرعتها إلى 150 كم في الساعة، وهي قادرة على التحليق بين ساعتين وأربع ساعات مُتواصلة على علو أقصاه 2500 متر.وتصل حمولتها إلى 230 كلغ، وهي مُصمَّمة لنقل جريحين[53] (أو قتيلين).
ح- طائرات يدويّة الإطلاق[54]: تُعتبر هذه الطائرات التي يطلقها الأفراد يدويًا قطاعًا واعدًا جدًا في المستقبل القريب[55]. وللشركات الفرنسية ريادة في هذا المجال. ويُتوقَّع أن يكون لهذه الطائرات، إضافة إلى تجهيزها الإلكتروني المتطوِّر، كاميرات مُنمنمة للتصوير النهاري/الليلي (بصريّة/حراريّة) وأجهزة ليزر لتعيين الهدف[56].
ط- طائرات مُصغَّرة: ستُصبح طائرات الاستطلاع بحجم الكفّ في القريب العاجل حالما يُحلّ بعض معضلاتها (قصر مدى أو نطاق عملها وفترة تحليقها المُتواصل، مثلاً)[57]. وهناك من يُفكِّر في طائرات استطلاع على شكل قنبلة تُطلق من فوّهة المدفع فتُصوِّر كل شيء خلال تحليقها إلى أن تصل إلى نهاية مسارها فتسقط على الأرض وتنفجر[58]. وستؤدّي أنظمة كهذه إلى تطوّر مخيف فيرصد حركة القوات العسكريّة ومُلاحقتها لضربها. وصَمَّمت إسرائيل البعوضة (Mosquito)[59] التي تقوم بالمهمات التكتيكية القريبة المدى. ويُمكنها أن تطير مسافة 3 كلم لمدة 30 دقيقة مُتواصلة، ويبلغ ارتفاعها الأقصى في الجو بين 50 و300 قدم، بسرعة تراوح بين 20 و40 عقدة، وهي مُزوَّدة أنظمة تصوير بالغة الدقّةومِجسَّات غاية في التطوّر[60]. كما يقوم الإسرائيليّون بتصميم الدبّور التجسسي الذي يُمكنه التسلُّل إلى الشوارع والأزقة الضيّقة لفترة تصل إلى 40 دقيقة[61]. ويُمكنه الطيران مسافة 3 كلم على ارتفاع يراوح بين 50 و300 قدم، ويقوم بمهمة التشويش على رادارات العدو وأجهزة اتصاله، ويستطيع أيضًا البحث والتفتيش لإنقاذ الوحدات العسكريّة[62]. ويَستخدمه رجال البحريّة والقوّات الخاصة في المناطق الوعرة أو الكثيفة الغابات أو المليئة بالكهوف حيث يُزوِّدها، في الحال، معلومات لاغنى عنها لحُسن سير العمليّات العسكريّة.
ك- طائرات مُنَمْنَمَة: ستُصبح الطائرات بلا طيّار بحجم الذبابة في مستقبل غير بعيد، بعد حلّ عدد من المشاكل التقنيّة الكأداء[63]. وستُحاكي طيران الطيور والحشرات الطائرة.ويُمكن أن تكون إستطلاعيّة، كما يُمكن أن تحمل شحنة شديدة الإنفجار قادرة على إلحاق أكبر الخسائر وأعظمها بالأشخاص المُستهدفين (سواء جنود المشاة في ساحة المعركة أم الأفراد المُدرجين على لائحة الاغتيال).
ويُمكن، إذًا، تقسيم الطائرات بلا طيّار بحسب المهمّات التي تضطلع بها إلى ثلاثة أنواع أساسيّة: أولاً، الطائرات بلا طيّار المُتخصِّصة في مجال المراقبة والتي تُشكِّل الجزء الأكبر من هذه الطائرات؛ ثانيًا، الطائرات بلا طيّار المُزوَّدة صواريخ[64]؛ وثالثًا، الطائرات بلا طيّار مُزدوجة الإستخدام، أي التي يُمكن استعمالها للغرضين المذكورين آنفًا في آن معًا.
فما هي مُميِّزات الطائرات بلا طيّار؟ ولماذا استخدِمت في تنفيذ «القتل المُسْتَهْدَف»؟
ثانياً: مُميِّزات الطائرات بلا طيّار واستخدامها في مجال الاغتيال
يُعادل ثمن ألف طائرة بلا طيّار ثمن طائرة واحدة من نوع «إيغل أف – 15 / Eagle F – 15»[65]. وتستهلك 200 رحلة من رحلات طائرة بلا طيّار وقود رحلة واحدة لطائرة «فانتوم أف – 4 / Phantom F – 4»، لتحقيق ذات المهمة، على طول المسافة عينها[66]. وتفوق كلفة تدريب طيّار واحد على طائرة «تورنادو Tornado» أربعة ملايين دولار[67]، في حين أنّ الطائرات بلا طيّار لا تحتاج إلاّ إلى مبالغ زهيدة جدًا، كما لا يحتاج المُتدرِّب إلاّ إلى نحو ثلاثة أشهر ليُصبح مُشغِّلاً لها باحتراف[68].
وتنوَّعت، في الوقت ذاته، عمليّات الاستخدام المدني والعسكري للطائرات بلا طيّار، فهي تطوف في الأجواء، وتُراقب ما يجري في ساحات العالم، وتتنصَّت على الإتصالات السلكيّة واللاسلكيّة، وتتجسَّس على التكنولوجيا الحديثة للمعلومات (New Information Technologies)، وتتعرَّف إلى كلّ ما يمخر عباب البحر أو ينتشر في الأرض، وتُسجِّل تطوّرات الأحوال الجويّة، وتجمع المعلومات عن الأهداف المُحتملة.
وتتميَّز الطائرات بلا طيّار العسكريّة بعدّة خصائص، منها[69]: وضع تقارير متواصلة عن الأحوال الجويّة فوق مسرح العمليّات العسكريّة، وتخفيف التشويش المعادي لأجهزة استقبال بيانات نُظم تحديد الموقع الجغرافيّ (GPS)، والتشويش على منصّات إطلاق الصواريخ (نشر رقائق معدنيّة، مثلاً) وبطاريات الدفاع الجوّي، والتحكم الجوي الأمامي الذي يُمكِّن الطائرة بلا طيّار من القيام بثلاث مهمّات أساسيّة (العزل الجوي، والدعم الجوي القريب، والبحث والإنقاذ خلال القتال)، إضافة إلى تعقُّب الأهداف وتعليمها أو إضاءتها ليلاً لمُعاونة الطائرات الهجوميّة التي تستخدم منظار الرؤية الليلية، وكشف الأهداف المُعادية، وتقوية بمحطات الإرسال، والتحوُّل إلى صاروخ مُوجَّه عند فشل المهمة أو وجود هدف حيوي يجب تدميره، واكتشاف الأهداف الجوية، علىمُختلف الارتفاعات، وإنذار القوات العسكريّة بشكل مُسبق للتعامل معها، وقيادة عمليات المقاتلات الاعتراضيّة وتوجيهها، وتوفير المعلومات اللازمة لتوجيه الصواريخ أرض/جو، ومُتابعة القاذفات والطائرات الصديقة أو الحليفة وتوجيهها، وعمليات الإنقاذ والإستطلاع البحري، وتوفير المعلومات اللازمة لمراكز العمليات العسكريّة والقوات البريّة، وتنظيم حركة الملاحة الجويّة، ورصد أفراد الحركات أو التنظيمات المُعادية وعناصرها وتعقُّبهم ومن ثمّ اغتيالهم.
وحظيت الطائرات بلا طيّار، في الآونة الأخيرة، بتغطية إعلاميّة واسعة بعد أن أصبحت الوسيلة الفُضلى للولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل[70] لتنفيذ عمليات الإغتيال، سواء من خلال الطائرات المُوجَّهة لاسلكيًا أو الطائرات التلقائيّة القرار، ضدّ من يوصفون بالإرهابيّين.
وتستخدم الولايات المتحدة الأميركيّة هذه الطائرات لاصطياد أو اقتناص أو تصفيةزعماء تنظيم القاعدة[71] والمنظمّات المُصنَّفة إرهابيّة في المنطقة القبلية الأفغانيّة – الباكستانيّة[72] واليمن[73] والصومال وأقاصي أفريقيا. وتلجأ إسرائيل إليها لتصفية عناصر المقاومة وكوادرها، أو مُريديها، في إيران والسودان وفلسطين المحتلة ولبنان.
وهذا النشاط الذي كان حكرًا على الولايات المتحدة الأميركيّة وإسرائيل أصبح، بعد فترة وجيزة، في متناول دولٍ أو مجموعات دوليّة عديدة، كما سبق بيانه. وبما أنّه غدا قطاعًا مُتميِّزًا ومُستمرًا من النشاط البشري والاجتماعي، فقد اشتدَّت الحاجة إلى قانون يحكمه ويُنظِّمه. وبما أنّ دولاً عديدة باتت تتعاطى هذا النشاط الذي يتجاوز حدودها الاقليميّة ويمتدّ إلى حدود الدول الأخرى، فقد أصبح من المنطقي أن يكون هذا القانون قانونًا دوليًا.
فما هي المرجعيّة القانونيّة لاستخدام الطائرات بلا طيّار؟
ثالثًا: قواعد القانون الدولي العام واستخدام الطائرات بلا طيّار في الاغتيالات
إعتبر مُقرِّر الأمم المتحدة الخاص بِـ «حالات الإعدام خارج نطاق القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفًا»، كريستوف هاينز (1 آب/أغسطس 2010 - اليوم)، خلال مؤتمر عقد في جنيف مُنتصف العام 2012، أنّ سياسة الإدارة الأميركية في استخدام الطائرات بلا طيّار لتنفيذ «قتل مُسْتهْدَف» تُهدِّد أسس القانون الدولي[74]. فـ «الإعدامات خارج نطاق القضاء» التي تُنفِّذها وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة (CIA) في باكستان واليمن وغيرها من الدول، بتوصية من إدارة أوباما، قد تُغري أو تُشجِّع دولاً أخرى على الاستخفاف بمعايير حقوق الإنسان وضماناته[75]. وألمح إلىأنّ بعضها قد يرقى إلى «جرائم حرب» (War crimes)[76].
ويأتي تصريح مُقرِّر الأمم المتحدةبعد تململٍ وشجبٍ دوليين عارمينلارتفاع وتيرة «القتل المُسْتهْدَف» من خلال طائرات بلا طيّار.
وأعلن المحامي بن إميرسون، خلال المؤتمر ذاته، أنّه سيضع التحقيق في هجمات الطائرات بلا طيّارعلى سلَّم أولوياته[77].وقال إن القضية فرضت نفسها على الأجندة الدولية بعد أن دبَّجت كلاً من روسيا والصين بيانًا مشتركًا، بدعم دول أخرى، يدين تلك الهجمات في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة[78].وأشار إلى أنه إذا لم تقم الولايات المتحدة، والدول الأخرى الضالعة معها، بتحقيقات مستقلّة في كل عملية قتل، «فيجب على الأمم المتحدة أن تدرس تشكيل هيئة تحقيق»[79].
ودعا مندوب الباكستان في الأمم المتحدة، زمير أكرم إلى موقف قانوني دولي لوقف هجمات الولايات المتحدة التي «تؤتي نتائج عكسيّة»[80].
وسخر مُقرِّر الأمم المتحدة مما تُردِّده الولايات المتحدة من أنّ هجمات الطائرات بلا طيّار على تنظيم القاعدة أو الجماعات المتحالفة معه هو ردّ مشروع على هجمات 11 سبتمبر/أيلول[81]، مشيرًا إلى أنه «من الصعب تبرير العمليّات التي نُفِّذت العام 2012 بأنها ردّ على (الأحداث التي حصلت"العام 2001»[82]. وقال «إن بعض الدول يسعى كما يبدو إلى ابتداع قوانين جديدة لتبرير ممارسات جديدة»)[83]. وقال هاينز للصحيفة عقب المؤتمر إن تحقيقاته المستقبلية قد تلتفت إلى قيام بعض الدول (المملكة المتحدة، مثلاً) بتزويد الولايات المتحدة معلومات إستخباراتيّة قد تستخدمها الإدارة الأميركيّة لاستهداف أفراد بعينهم[84]. وأضاف أنّ الوقت حان لإنهاء «مؤامرة الصمت»[85] وإطلاق تحقيق مستقل[86] بشأن الطائرات بلا طيّار، مشيرًا إلى أنّ تلك الهجمات لا تستهدف الأفراد فحسب، بل القانون الدولي ذاته[87].
وقُدِّر عدد الذين قتلوا في الباكستان والصومال واليمن بسبب الطائرات بلا طيّار بأربعة آلاف شخص، جلّهم من المدنيين منذ العام [88]2002. وقد ارتفع عدد الضحايا الأبرياء بشكل لافت منذ تولّي الرئيس باراك أوباما السلطة في الولايات المتحدة الأميركيّة[89].
إنّنا نلمس، إذًا، بعد الاطّلاع على جهود الأمم المتحدة في مجال قمع الإعدام غير القضائي Extrajudicial Execution (أي القتل من دون حُكم سابق صادر عن محكمة)، توجّهًا دوليًا بارزًا نحو إدانة «القتل المُسْتَهْدَف»[90]. فحجَّة الإرهاب لم تعُد سدًّا يحمي الدول من الإدانة عند اللجوء إلى قتل كهذا. والتذرُّع بالخطأ التقني، الحاصل للطائرة بلا طيّار عند تنفيذ مهماتها (أي قيامها بالاغتيال)، لم يعُد وسيلةً للتهرُّب من المسؤوليّة الدوليّة. وعالم اليوم لم يعد بإمكانه السكوت أكثر عمّا يجري من عمليات قتل فرديّة أو جماعيّة. ومسألة مُحاسبة من ارتكب مثل هذه الفظائع، وإنزال العقوبات المُناسبة به، صارت في مقدِّم اهتمام منظمات حقوق الإنسان وهيئات المجتمع المدني[91].
قبل أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 كانت مشروعيّة استعمال الطائرات بلا طيّار تُثير مناقشات عديدة بين الفقهاء، وكان بعضهم يمقتها ويدعو إلى تحريمها لأنها تُنزل بالسكّان الآمنين الأبرياء أضرارًا لا قِبَل لهم على دفعها. غير أنّ كثرة استعمال الطائرات بلا طيّار، وتقدُّم هذا السلاح بعد العام 2001، واعتماد الدول اعتمادًا كبيرًا عليه، كل ذلك جعل من المُناقشات الفقهيّة حول مشروعيّة هذا السلاح مناقشات بيزنطيّة، وأهاب بالبعض إلى التسليم بالأمر الواقع والانصراف إلى البحث عن قواعد لتنظيم استعماله[92].
ولم تتمكَّن الدول حتى الآن من الاتفاق على وضع قانون خاص لهذا السلاح الرهيب. والدول كانت دائمًا تنفر من قضيّة التنظيم لأنها تُريد، كما يبدو، أن تبقى طليقة من كلّ قيد لتتصرَّف في حروبها المُقبلة بكلّ حريّة وتستعمل أنواع الطائرات بلا طيّار التي تختارها.
إلاّ أنّ عدم تنظيم استعمال الطائرات بلا طيّار لا يعني تركها لمشيئة المُحاربين، فهناك أحكام عامّة تفرضها قواعد الأخلاق الإنسانيّة ومبادؤها وتُطبَّق على أيِّ عمليّة حربيّة، جويَّةً كانت أم بريَّةً أم بحريَّةً. وهناك أيضًا نصوص مُدوّنة بشأن الحرب الجويّة والبريّة والبحريّة[93] تُلائم طبيعة حرب الطائرات بلا طيّار ويُمكن أن تُطبَّق عليها. واستنادًا إلى هذه الأحكام والنصوص نستطيع أن نتحدَّث عن القواعد المهمّة لحرب الطائرات بلا طيّار. فاللجوء إلى مثل هذه لا بدّ، إذًا، أن يكون مُتوافقًا، بدايةً، مع حق اللجوء إلى الحرب (أي الحالة التي يُسمح فيها للدولة باستعمال القوّة Jus ad bellum)[94]، كما يجب أن يكون استعمالها، بعد ذلك، مُستندًا إلى حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني[95] (أي القانون الذي يُنظِّم حالة الحرب Jus in bello)[96].
أ- فما هي قوّات حرب الطائرات بلا طيّار وما هو قوامها؟تُشكِّل هذه الطائرة، كما هو معلوم، وسيلة حرب لضرب العدو من دون تعريض حياة الجنود لأي خطر يُذكر، أيّ أنّ استخدام هذا النوع من السلاح يكون نيابة عن الزجّ بالجنود.فمُشغِّل الطائرة، عندما لا تكون تلقائيّة التوجيه، هو شخص جالس خلف شاشة الحاسوب في مكان يبعد آلاف الكيلومترات عن أرض المعركة. ولكن هل تُطبَّق صفة المُحاربين على الأشخاص الذين يُبرمجون الطائرات بلا طيّار أو يُحلِّلون معلوماتها أو يعملون على التحكُّم بها؟
ب- ما هي الآثار الخاصّة للحرب فيما يتعلَّق بالأشخاص؟ فرعايا الدولة المُحاربة، بشكل عام، فريقان: فريق المُحاربين (القوّات العسكريّة بمُختلف مظاهرها)، وفريق المدنيّين. والفريق الأوّل هو الذي يتَّصف فحسب بصفة العدو. ولكن هل يُعتبر مشغّلو الطائرات بلا طيّار مُحاربين لدى القوّات العسكريّة؟ ماذا يحلّ بالمدنيّين منهم والمُقيمين خارج أراضي دولة مُحاربة؟ هل يُعاملون، عند إلقاء القبض عليهم، كأسرى حرب؟ هل يجوز الاعتداء على الأشخاص المُلحقين بخدمة الطائرات بلا طيّار (موظفي التموين، واللاسلكي، والصيانة)؟ لقد مال البعض[97] إلى اعتبارهم فئة لا يحميها القانون الدولي الإنساني على الرغم من انخراطهم في نشاط الطائرات بلا طيّار، ولا يُمكن اعتبار من يقع منهم في الأسر، أسير حرب. وجلّ ما يُمكن القيام به هو مُلاحقتهم أمام محاكمهم الوطنيّة. إلاّ أنّ الأمر لم يُحسم بعد[98]، وهذا ما سنراه لاحقًا.
ج- ما هي حقوق المُحاربين بالنسبة إلى طائرات العدو بلا طيّار؟ تستطيع الدولة المُحاربة أن تُدمِّرها (مهاجمتها وإطلاق النار عليها وإسقاطها أو مصادرتها)، ولا فرق في ذلك بين طائرة مُحلِّقة أو راسية في المطار. وإلى جانب التدمير تستطيع الدولة إذا تمكَّنت من ذلك مصادرة أي واحدة منها وإنزالها في أرضها.
وجرى «العرف الحديث»[99] على جواز اعتراض الطائرات بلا طيّار التي يملكها العدو ومصادرة ما فيها من أجهزة إلكترونيّة[100].
د- ما هي وسائل الحرب؟ إنّ الغرض من الحرب، بشكل عام، هو قهر قوّات العدو وإجبارها على التسليم، ولذلك فإنّ الوسائل المُستعملة يجب ألاّ تتعدّى هذا الغرض فتصل إلى الأعمال الوحشيّة. وقد حدَّدت الاتفاقات الدوليّة، بشكل عام، وسائل العنف المشروعة وغير المشروعة. فالوسائل غير المشروعة هي: استعمال أسلحة أو مقذوفات تزيد من دون فائدة في آلام المُصابين وفي خطورة إصاباتهم، وإلقاء قذائف تنشر الغازات السامّة أو المُضرَّة بالصحة، واستعمال السموم بأيّ طريقة كانت. فإطلاق صواريخ الطائرات بلا طيّار عشوائيًا، مثلاً، واللجوء إلى القسوة غير الضروريّة عند تنفيذ «القتل المُستهدف»، هي من القيود التي يتحتَّم تجنّبها[101].
والطائرة بلا طيّار هي وسيلة حرب أكيدة، تتكوّن من مجموع الطائرات بلا طيّار على اختلاف أنواعها (إستطلاع أرض المعركة، وتموين الجنود، وتشويش الإتصالات السلكيّة واللاسلكيّة، وتوفير المعلومات اللازمة لتوجيه الصواريخ: أرض/أرض، وأرض/جوّ، وأرض/بحر، واعتراض صواريخ العدو، وتوجيه العمليّات العسكريّة، وتعقُّب الأهداف المُتنوِّعة، واغتيال الأفراد، والبحث عن الجنود). ولكن هل تُعدّ بمنزلة جندي نصف آلي عندما تكون مُوجَّهة لاسلكيًا؟ وبعبارة أوضح: هل أصبحت تُعتبر، بهذه الصفة «الفرديّة»، شخصًا من أشخاص القانون الدولي؟ أوهل تُعدّ الطائرات بلا طيّار ذخائر فقط أطلقها أحد الجنود؟[102] أخيرًا، وبسؤال موجز: ماذا سيكون حُكم الطائرات بلا طيّار التلقائيّة التوجيه؟
هـ- هل هناك نظام للضرب من الجو؟ إنّ الدولة المُحاربة تُرسل، عادةً، قوّاتها المُحاربة لضرب مواقع العدو وإضعاف قوّاته الماديّة والمعنويّة وحمله على التسليم، وتستطيع أن تُدمِّر كل ما من شأنه أن يُعجِّل بتحقيق انتصارها عليه. ويصعب عمليًا إيجاد معيار للتفرقة بين المواقع التي ينبغي أن تُضرب. وبحث الفقهاء طويلاً هذا الأمر. وبعد جهود مُضنية توصّلوا إلى فكرة الأهداف العسكريّة. والضرب من الجو لا يكون مشروعًا إلاّ إذا كان مُوجَّهًا ضدّ هدف عسكري، أي ضدّ هدف يكون، في إتلافه الكلّي أو الجزئي، مصلحةٌ حربيّة ظاهرة لأحد المُتحاربين.
ولا يقتصر اهتمام القانون الدولي على مُعالجة القضايا التي تدخل في نطاق العلاقات الدوليّة، بل يمتدّ كذلك إلى العناية بحقوق الإنسان، مُعتبرًا الفردَ في المجتمع الدولي غايةً تعمل الدول من أجلها وهدفًا نهائيًا تتَّجه إليه وترعاه كلّ قاعدة قانونيّة. والحقوق الفرديّة التي يتعرَّض لها القانون الدولي العام هي الحقوق الأساسيّة التي تتَّصل بشخص الإنسان. وقد جاء الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، الذي أقرَّته الأمم المتحدة العام 1948، دليلاً واضحًا على المركز المهمّ الذي يتبوَّأه الفرد في الأحكام الوضعيّة للقانون الدولي العام.
ولتنظيم هذه الحماية تضمَّن القانون الدولي بعض النصوص التي تُلزم الدول احترامَ بعض الحقوق الفرديّة أو تُلزم الأفراد مُراعاةَ بعض الواجبات تجاه الدول.
ويحصر القانون الدولي اهتمامه بالحقوق الطبيعيّة والأساسيّة التي يتمتَّع بها الفرد باعتباره كائنًا إنسانيًا. ولكن هل بإمكاننا القول إنّ هذه الحقوق الطبيعيّة قد أصبحت مكفولة دوليًا بواسطة القانون الدولي؟
لو اطلعنا على القانون الدولي العام المُعاصر لوجدنا أنه يتضمَّن قواعد ومبادئ تُطبَّق مباشرةً على الفرد بهدف حماية حياته وكيانه وحريّته وأخلاقه، أو بهدف مُعاقبته لارتكابه جرائم ضدّ الإنسانيّة أو ضدّ السلام العالمي، أو بهدف السماح له، بصفته هذه، بمراجعة المحاكم الدوليّة والمثول أمامها والادّعاء ضدّ الدول.
ولدينا اليوم قواعد قانونيّة دوليّة عديدة خاصّة بالفرد، إمّا لحمايته في حياته (إتفاقيّة جنيف الرابعة الخاصة بحماية الأشخاص المدنيين في زمن الحرب، مثلاً) وإمّا لحماية فئات مُعيَّنة من البشر (الإتفاقيات الخاصة بالنساء والأطفال، مثلاً)[103].
واقترنت كلّ من اتفاقيّات جنيف الأربع[104] «بوسيلة تنفيذٍ جديدةٍ تجسَّدت في نظام إلزامي لقمع المُخالفات الخطيرة المُحدَّدة في الاتفاقيّات. فالأطراف في هذه الوثائق مُلزمون إحالة المُخالفين، مهما تكن جنسيّاتهم، إلى محاكمهم وبإنزال العقوبة بهم، أو تسليمهم إلى الآخرين في حال إدانتهم»[105].
والتجديد الآخر الذي أتحفتنا به الاتفاقيّات الأربع نجده في المادة الثالثة التي تُعدِّد الأعمال المحظورة بسبب صبغتها الإنسانيّة، وهي:
- الإعتداء على الحياة وسلامة الجسد، وعلى الأخص القتل بكلّ أنواعه، وبتر الأعضاء، والمعاملات الوحشيّة، والتعذيب.
- أخذ الرهائن.
- الإعتداء على كرامة الأشخاص، وعلى الأخص المعاملات المُهينة أو المُزرية.
- إصدار أحكام وتنفيذ عقوبات من دون حكم سابق صادر عن محكمة مُشكَّلة بصورة قانونيّة، يشتمل على جميع الضمانات القانونيّة التي تُعتبر ضروريّة في نظر الشعوب المُتمدِّنة.
وتصطبغ هذه الوثائق الأربع بصبغة إنسانيّة رفيعة وتُشكِّل ما يُمكن أن يُسمّى «لُبّ القانون الدولي الإنساني» في عصرنا الحاضر.
إلاّ أنّ هذه الوثائق والقوانين ليست مؤهَّلة للتكيُّف مع التقنيّات المُتسارعة للطائرات بلا طيّار.
ولو اعتبرنا أنّ القواعد العامّة للقانون الدولي تُطبَّق (أو يجب أن تُطبَّق) على الطائرات بلا طيّار، لأنها قواعد عالميّة، فإنّ التطوّرات والإنجازات العلميّة الحديثة باتت تفرض إمّا إجراء عمليّة تحديث لهذه القواعد، وإمّا وضع نظام قانوني جديد، كفيل بمُواجهة المُستجدّات والتكيُّف مع التقدُّم العلمي المُرتقب وتحديد الحقوق والالتزامات للدول التي تستخدم الطائرات بلا طيّار وإيجاد الحلول للمُشكلات الخاصّة المُعقَّدة التي تطرحها ظاهرة «القتل المُسْتَهْدَف» وضرب مواقع العدوّ الحسَّاسة من الجو بشكل مُباغت من دون معرفة هويّة الدولة المُعتدية.
وعندما انكبّ الفقهاء على دراسة هذا الموضوع اختلفوا حول عددٍ من الأفكار[106]. فما هي آراؤهم في هذا الصدد؟ وما هي التساؤلات المطروحة أو المُحتملة؟
رابعًا: تساؤلات يطرحها استخدام الطائرات بلا طيّار في الأعمال الحربيّة: تغيُّر وجه الحرب وآثارهاالقانونيّة المُحتملة
أضاف التطوّر العلمي المذهل الذي شهده العصر الحديث عوامل مهمّة جديدة كان لها، وسيكون، أثر عميق في تطوير قواعد القانون الدولي وتغيير معالمها. إنّها العوامل التكنولوجيّة[107].
وهذه العوامل أُهملت لفترة طويلة، على الرغم من الاعتراف بأهميّتها وتأثيرها. فـ«ليس الفلاسفة بنظريّاتهم، ولا الحقوقيّون بصيغهم، بل المهندسون بابتكاراتهم، هم الذين يصنعون القانون، وخصوصًا تقدّم القانون»[108].
وإذا كان تأثير الاكتشافات العلميّة في حياة المجتمع البشري أمرًا مُسلّمًا به، فإنّ ما يشغل بال فقهاء القانون اليوم هو مدى تأثيرها في التغيّرات والتوجّهات التي طرأت على تطوّر القانون الدولي العام.
لقد كان للتكنولوجيا تأثير بالغ ودور كبير، أولاً في تطوّر العلاقات الدوليّة[109]، وثانيًا في تقييد بعض القواعد الدوليّة[110]، وثالثًا في تطوير هذه القواعد[111].
وهكذا نرى أنّ العوامل التكنولوجيّة المُتلاحقة وتطوّراتها قد أحدثت تغييرًا مُهمًّا في كثير من المفاهيم والأسس والمبادئ التي قام عليها القانون الدولي منذ قرون[112]. فهل امتدّ هذا التغيير إلى تكنولوجيا الطائرات بلا طيّار؟
يتجلّى تأثير الطائرات بلا طيّار في خمسة أمور مهمّة: إضعاف المفهوم التقليدي للدولة العسكريّة، تغيير في مضمون الجندي (أو المُقاتل أو المُحارب) ومدلول الدولة الصغيرة، وتقييد مبدأ سيادة الدولة، وتشتُّت المسؤوليّة الدوليّة، وتغييب مبدأي الضرورة والإنسانيّة.
أ - إضعاف المفهوم التقليدي للدولة العسكريّة.
فوضع الدولة التي كانت المُدافع الأوحد عن حياض الوطن بدأ يتغيَّر بعد تسعينيات القرن الماضي بفعل تطوّر تقنيّة الطائرات بلا طيّار.
ومردّ ذلك إلى سلسلةٍ من التحدِّيات التي واجهت هذه الدولة بفعل التقدّم التقني في مجال الطائرات بلا طيّار.
- التحدي الأول اقتصادي- سياسي. فظهور الطائرات بلا طيّار عمَّم أسلوب الإعتماد المُتبادل بين الدول وشركات الصناعات الحربيّة المُتعدِّدة الجنسيّة الذي يعني أنّه لم يعد في مقدور أيّ دولة الإعتماد على الذات فحسب والإكتفاء بما تُنتج من أسلحة[113]. وهذا الوضع حتَّم على الدولة الاستعانة بغيرها من شركات الصناعات الحربيّة، أو الإعتماد على غيرها، لسدّ حاجاتها العسكريّة. فتقدُّم صناعة الطائرات بلا طيّار فرض على الدولة توسيع دائرة اتصالاتها الخارجيّة والدخول في أنماط جديدة من الشراكة مع القطاع الخاص.
وكانت الدولة في الماضي القريب تتحكَّم وحدها في آلة صنع القرار السياسي. وهذا الأمر كان مُمكنًا قبل ظهور تكنولوجيا الطائرات بلا طيّار المعاصرة التي أصبحت تتطلَّب قدرًا كبيرًا من الاختصاص والمهارة والخبرة والتفرّغ، وإلمامًا واسعًا بالأجهزة الإلكترونيّة المُتطوِّرة، ومعرفة عميقة بالمعلوماتيّة وثورة الاتصالات. ولهذا فإنّه يصعب اليوم على أجهزة الدولة وهيئاتها إدراك مختلف أبعاد صناعة الطائرات بلا طيّار واستيعاب جميع ظروفها وتطوّراتها. وبذلك أصبح لزامًا عليها اللجوء إلى المُتخصِّصين والمؤهَّلين من شركات الصناعات الحربيّة. فالتطوّر العلمي في مجال صناعة الطائرات بلا طيّار أفضى، بفعل التعقيدات التي أفرزها، إلى تراجع دور الدولة التقليدي في المجال العسكري وتصاعد دور شركات الصناعات الحربيّة[114].
- إلى جانب التحدي الاقتصادي- السياسي هناك تحدي السيطرة على ثورة الاتصالات وموجاتها المُختلفة (أو التحدي الرقمي). وكانت الدولة، قبل انتشار الطائرات بلا طيّار، قادرة على تحديد مسار قذائفها أو صواريخها، بشكل نسبي مقبول. غير أنّها أصبحت، بعد انتشار تلك الطائرات، عاجزة عن التحكُّم الكامل بمسارها. فكيف باستطاعة الدولة مالكة الطائرة بلا طيّار منع اختطافها وتحويل مسارها وإعادتها إلى حيث انطلقت وتفجيرها؟ وهل بإمكانها عمليًا منع الخاطفين أو القراصنة (Hackers) المُحتملين من التقاط ما تنقله الطائرات بلا طيّار من معلومات ومشاهد؟ وهل بإمكانها عمليًا منع التنصّت أو استراق السمع، أو انتهاك سريّة المُراسلات والاتصالات، أو اعتراض أو اختراق ما تبثُّه الطائرات بلا طيّار من معلومات ومشاهد؟
إنّ تطوّر وسائل الاتصالات ووسائطها أسهم في زعزعة الوظيفة التوجيهيّة للدولة في كل ما يتعلّق بالتحكُّم اللاسلكي بالطائرات بلا طيّار بحيث أضحى مفهوم الحدود السياسيّة والجغرافيّة، وكذلك مفهوم السيادة ومفهوم الاستقلال عن الآخرين، من المفاهيم الغابرة التي لا يُمكن الاعتداد بها.
- بعد التحدّي الاقتصادي والتحدّي الرقمي يُطالعنا التحدّي الأمني. فالتطوّر التكنولوجي قلب مفهوم الأمن الوطني التقليدي رأسًا على عقب، لأنّ وجود الطائرات بلا طيّار غيَّر أنماط العلاقات الدولية وقواعد الحرب. وبنتيجة ذلك لم يعد للحدود حرمة أو أهميّة[115]، ولم يعد خطر التدمير محليًّا يقتصر على أطراف النزاع بل يُمكن أن يمتدّ إلى دول عبرت أجواءها الطائرات بلا طيّار، كما سنرى لاحقًا.
ب –تغيير في مضمون الجندي (أو المُقاتل أو المُحارب) ومدلول الدولة الصغيرة
لقد أسفر التطوّر في مجال الطائرات بلا طيّار عن تغيير شامل في مضمون القوّات النظاميّة، أي الجيوش بمُختلف أشكالها وتشكيلاتها (الجيش العامل، والجيش الاحتياطي، والحرس الوطني، والكتائب المُكوَّنة من أجانب كالفرقة الأجنبيّة في فرنسا)، والقوّات المُتطوِّعة التي تتكوَّن من أفراد يعملون بدافع وطنيّتهم مع الجيوش النظاميّة. صحيح أنّ الفرق الجوهري بين القوّات العسكريّة التقليديّة ومُشغلي الطائرات بلا طيّار لم يتغيَّر من حيث الأغراض والأهداف، إلاّ أنّ البنية والروابط مع الدولة قد تغيَّرت جذريًا في عصر الطائرات بلا طيّار. ففي الماضي كان نقص عديد القوّات العسكريّة يُحدث خللاً أمنيًا ويُهدّد أمن الدولة بالتفكُّك. أمّا اليوم فلم يعد لعديد القوّات العسكريّة أيّ قيمة استراتيجيّة تُذكر، لأنّ الطائرات بلا طيّار أَوْهَت مفعول الترابط بين قدرة الجيش وعديده وعزَّزت قدرة الدولة الواحدة[116]، المالكة لهذا السلاح أو القابضة عليه، على ضمان أمنها والدفاع عن نفسها بمفردها.
وصار بإمكان دولة صغيرة مُستضعفة أن تُواجه مُنفردة دولة مُتفوِّقة عسكريًا بعد قيامها ببناء أسطول من الطائرات بلا طيّار المُتعدّدة الغايات والأغراض (إستطلاع أرض المعركة، وتموين الجنود، وتشويش الإتصالات السلكيّة واللاسلكيّة، وتوفير المعلومات اللازمة لتوجيه الصواريخ: أرض/أرض، وأرض/جوّ، وأرض/بحر، واعتراض صواريخ العدو، وتوجيه العمليّات العسكريّة، وتعقُّب الأهداف المُتنوِّعة، واغتيال الأفراد، والبحث عن الجنود، ونقل الجرحى). وستُحرِّر، إذًا، تكنولوجيا الطائرات بلا طيّار الدول الصغيرة، الحَسَنة التنظيم والتدبير نسبيًّا، من الاعتماد على حلفائها الإقليميّين.
ج –تقييد مبدأ سيادة الدولة
أصبحت المجالات الأساسيّة للسيادة الإقليميّة مفتوحة ومُستباحة بفضل التقدّم التكنولوجي، وأصبح الأقوى تكنولوجيًا يتمتّع بقدرة فائقة على اكتشاف ما يجري عند الآخرين ومعرفة أدقّ أسرارهم من دون استئذانهم. ونذكر على سبيل المثال عمليات التنصّت أو استراق السمع والتجسُّس والتقاط الصور بواسطة الأقمار الصناعيّة. والخطورة في مثل هذه التصرفات لا تكمن في إفراغ السيادة من مضمونها أو فاعليّتها فحسب، بل تكمن أيضًا وأساسًا في أنها لا تُعدّ خرقًا لقواعد القانون الدولي العام.
وتمتدّ الحرب إلى إقليم كل دولة مُحاربة. ويُمكن أن تمتدّ إلى أي إقليم آخر يُسهم في النشاط الحربي أو تستخدمه الدولة المُحاربة كنقطة تجمُّع واستعداد لطائراتها بلا طيّار. فنطاق الحرب يشمل، بشكل أساسي، المجال الجوي، الذي يستوعب كلّ ما يُمكن أن يصل إليه الإنسان أو يُدركه.
فالتطوّرات العلميّة التي تسمح للطائرات بلا طيّار بالارتفاع مسافات بعيدة في الجو، وبعبور أجواء الدول بسرعة هائلة أحيانًا، تجعل من الصعب، عمليًا، مُمارسة السيادة الوطنيّة على هذا المجال الجوي، وإخضاعه أو إخضاع أيّ جزء منه للتشريعات أو المُراقبة المحليّة. ونظرًا إلى صعوبة الرقابة أو استحالة تحديد أماكن الأجسام التي تسير في الجو وتدور حول الأرض بسرعة هائلة، فإنّ الدول لم تُبْدِ، منذ أن غزت الطائرات بلا طيّار المجال الجوي، أيَّ اعتراضٍ أو احتجاجٍ على تحليق هذه الأجسام فوق إقليمها. ولهذا تخلّت مُعظم الدول عن التشبُّث بفكرة السيادة.
د –تشتُّت المسؤوليّة الدوليّة
إنّ هناك شروطًا ثلاثة لقيام المسؤوليّة الدوليّة: وجود ضرر، ناجم عن عمل غير مشروع، إرتكبته دولة مُعيّنة. وتنتفي المسؤوليّة إذا كان الضرر نتيجة قوّة قاهرة، أو خطأ ارتكبته الدولة التي أصابها الضرر[117].
والنشاط الناجم عن استخدام الطائرات بلا طيّار المُتطوِّرة، والمُسبِّب للضرر، قد يكون مشروعًا. ويُعتبر استخدام هذه الطائرات عملاً مشروعًا، إنّما بشروط. ولا يُنكر أحد مشروعيّة إستعمال الطائرات العملاقة بلا طيّار[118]. وقد تتسبَّب هذه الطائرات، عند استعمالها، في إحداث ضرر للبشر.
وهناك إتفاقيات دولية مهمّة إستندت إلى نظريّة المخاطر «ونصَّت بوضوح على قيام المسؤوليّة بمجرّد وقوع الضرر، ومن دون الحاجة إلى إثبات وجود فعل غير مشروع. ونذكر، على سبيل المثال، إتفاقيّة العام 1969، المُتعلِّقة بالتلوُّث الناتج عن استغلال الموارد المعدنيّة في قاع البحار، واتفافيّة العام 1972، المُتعلِّقة بالمسؤوليّة عن الأضرار التي تُسبِّبها أجسام تدور في الفضاء»[119].
وفي عصر الطائرات بلا طيّار وما أفرزته من أضرار جسيمة تجاوزت حدود الدولة التي تستخدمها، تضاعفت أهميّة تلك المسؤوليّة، فراح رجال القانون يُطالبون بتطوير قواعدها حتى لا تقف القواعد التقليديّة عقبة في سبيل حصول من تُصيبهم هذه الأضرار على التعويض العادل. فالمفهوم التقليدي للمسؤوليّة لم يعد قادرًا على التلاؤم مع الآثار والأضرار التي تُسبِّبها الثورة العلميّة الحديثة، لأنّ الأضرار أصبحت خطيرة وشاملة، وإثبات الضرر أصبح صعبًا[120]، واستخدام التكنولوجيا أصبح مشروعًا.
إنّ أضرار الطائرات بلا طيّار قد تحدث من دون أن يكون بالإمكان نسبة أي خطأ إلى الدولة المسؤولة عن الطائرة، فمن الصعب بمكان أن يكون للطائرات بلا طيّار مظهر خارجي يدلّ على صفاتها وجنسيّتها ما يُعقِّد عمليّة الإثبات (خاصّة تلك التي تكون الدولة قد اشترتها من الشركات المُصنِّعة). فهل تتحمَّل كلّ دولةٍ طرف تُطلق أو تسمح بإطلاق أي طائرة بلا طيّار في الجو، أو يُستخدم إقليمها أو منشآتها لعمليّة إطلاقٍ من هذا النوع، مسؤوليّةً دوليّةً عن الأضرار التي تُسبِّبها هذه الطائرة أو أيّ من شظاياها، على الأرض أو في الجو، لأيّ دولة طرف أو لأي شخص من أشخاصها الطبيعيّين أو المعنويّين؟ وهل تحتفظ الدولة الطرف، التي أطلقت الطائرة بلا طيّار في الجو، بالولاية والرقابة عليها خارج حدود الولاية الوطنيّة للدولة؟ وبعبارة أوضح: هل تتحمَّل الدولة الطرف، التي أطلقت أو سمحت بإطلاق الطائرة بلا طيّار من أرضها أو سمحت بعبور أجوائها، المسؤوليّة الدوليّة عن جميع الأضرار التي تنزل بالغير؟ وهل تبقى للشركة المُصنِّعة ملكيّة مثل هذه الأجسام؟ وبسؤال موجز: من يتحمَّل المسؤوليّة في هذه الحالة؟ وما هو أساس هذه المسؤوليّة؟
هـ - تغييب مبدأي الضرورة والإنسانيّة
لا يتخلّى القانون الدولي عن مهمّاته الإنسانيّة خلال الحروب. وهي تتجلّى في القواعد والضوابط التي يضعها للتخفيف من ويلات الحروب والمُنازعات المُسلّحة وآثارها، والحفاظ على مصالح الدول المُحايدة، وحماية المدنيّين والأبرياء.
ويستند القانون الدولي الإنساني[121] إلى مبدأين أساسيّين[122]: مبدأ الإنسانيّة، ومبدأ الضرورة (Necessity). ويُمكن أن نُضيف إليهما مبدأً ثالثًا قد يبدو بدهيًا، وهو مبدأ التوازن أو التناسب (Proportionality).
يُحتِّم مبدأ الإنسانيّة حماية غير المُحاربين من أهوال الحرب. و«يدعو هذا المبدأ إلى تجنُّب أعمال القسوة والوحشيّة في القتال طالما أنّ استعمال هذه الأساليب لا يؤدّي إلى تحقيق الهدف من الحرب، وهو إحراز النصر»[123]. فقتل الجرحى أو الأسرى، أو الاعتداء على النساء والأطفال، تُعدّ أعمالاً غير إنسانيّة وتخرج عن إطار أهداف الضرب من الجو.
ويقضي مبدأ الضرورة باستعمال وسائل العنف والقسوة بالقدر اللاّزم لتحقيق الغرض من الحرب، أي إرهاق العدو وإضعاف مقاومته وحمله على التسليم في أقرب وقتٍ مُمكن[124]. ولكن مبدأ الضرورة يخضع لقيود إنسانيّة تتجلّى في وجوب مُراعاة القواعد الإنسانيّة في أساليب القتال، كالإقلاع عن الأساليب التي تزيد في آلام المُصابين، أو تُنزل أضرارًا فادحة بغير المُقاتلين. فحالة الضرورة لا تُبيح، مثلاً، لأيّ طرف استخدام الأسلحة المحظورة دوليًا، كالغازات السامة (الخانقة) والأسلحة النوويّة والبيولوجيّة، أو الإعتداء على المدنيين، أو مُهاجمة الأهداف المدنية، أو الإجهاز على الجرحى.
ويكون مبدأ التوازن أو التناسب مُتوافرًا عندما يُوازن العمل العسكري بين نتائجه والضرر المُحدث، أي أن يكون حجم العمل العسكري بحجم الضرر.
وشكَّك خبير مكافحة الإرهاب، دايفيد كيلْكولَنْ، في مدى توافر شرطيْ الضرورة والتناسب في عمليات الطائرات بلا طيّار[125]. فالتناسب مفقود لأنّ عدد ضحايا هذه الطائرات أكبر بكثير من الأشخاص المُستهدفين[126]. وقدَّر أنّه مُقابل كل شخص مُستهدف يسقط حوالى 6 إلى 7 أشخاص[127] لا ذنب لهم سوى وجودهم بجوار الشخص المُستهدف لحظة تنفيذ الاغتيال[128].
إنّ الركيزة الأولى للقانون الدولي الإنساني هي ضرورة التمييز، في كل وقت، بين المدنيّين والعسكريّين، حيث يحظر القانون على المُتحاربين قتل المدنيّين عمدًا، أو التسبُّب بمعاناة لا طائل منها لغير أسباب الضرورة العسكريّة، وإلاّ عُدّ هذا العمل جريمة حرب وانتهاكًا جسيمًا يستوجب المُعاقبة. ومثال ذلك اغتيال أو قتل المدنيّين.
وعلى هذا الأساس، لا يحقّ للمُتحاربين استهداف المدنيّين لأنهم من فئات الأشخاص المحميّين[129]. ويُشكِّل استهدافهم عمدًا جريمة حرب يُعاقب عليها.
ويُعرِّف البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقيات جنيف الأربع، الصادر العام 1977، المدني بأنه كلّ من هو ليس بمُقاتل. «أمّا إذا ثار الشكّ حول ما إذا كان شخص ما مدنيًا أم غير مدني، فإنّ ذلك الشخص يُعدّ مدنيًا»[130]. فالقاعدة في هذه الحالة هي تفسير الشك لمصلحة الشخص المحمي إلى أن يثبت العكس.
والإعتبارات التي تُبرِّر قتل المدنيّين هي فحسب مبدأ «الضرورة العسكريّة» وأن يكون نشاطهم غير المُعتاد قد «أسهم مساهمة فعّالة في العمل العسكري».
ولا تؤدِّي المُشاركة «غير المُباشرة» التي تُساهم في المجهود الحربي لأحد المُتحاربين، من دون أن تُسبِّب ضررًا مُباشرًا، إلى فقدان هذه الحماية. فالمبدأ هو استمرار الحماية المُقرَّرة للفئات المحميّة إلى أن يزول سبب منحها. وهذه الحماية تتوقَّف إذا قام الأشخاص المحميّون بأعمالٍ تُلحق ضررًا بالعدو، بشرط عدم استجابتهم للإنذارات المُوجَّهة إليهم. فيفقد الشخص حماية القانون الدولي الإنساني إذا شارك «مُباشرةً في الأعمال العدائيّة».
ونستنتج من كلّ ما تقدّم أنّ الاستهداف المُتعمَّد للمدنيّين يُعدّ جريمة حرب في القانون الدولي الانساني. أمّا ادعاء بعض الدول بأنّ ما تقوم به هو لمُحاربة الإرهاب، فهو لا يُبرِّر قتل العدد الكبير من المدنيّين الأبرياء، كما سبق بيانه.
لقد حاولت المؤتمرات والمنظمات الدولية في العصر الحديث أن تضع قانونًا لتنظيم نشاط الطائرات بلا طيّار وعمليّاتها، ولكن من دون أن تُكلَّل جهودها بالنجاح.
وهذا يعني أنّ المبادئ حول استخدام الطائرات بلا طيّار كوسيلة حرب لم تَرْقَ بعد إلى مرتبة القواعد القانونيّة المُلزمة. وانتقالها إلى هذا الصعيد لا يتمّ إلاّ عند تحوُّلها إلى عرفٍ متواترٍ ومُستقرٍ، أو عند تدوينها في اتفاقية دوليّة. وبما أنّ سرعة تطوير الطائرات بلا طيّار لا تحتمل انتظار تبلور القواعد العرفيّة[131]، فلا بدّ للبنان من اللَّحاق بركب هذه التكنولوجيا الواعدة.
فما هي خطّة العمل اللبنانيّة المُمكنة لمواجهة خطر الطائرات بلا طيّار، القادم حتمًا؟
خامسًا: بعض الملاحظات المُقترحة لمُواجهة أخطار الطائرات بلا طيّار
كل ما نستطيع أن نُقدِّمه، في هذا القسم الأخير من بحثنا، إلى المُدافعين عن لبنان، وبعد الاطِّلاع على الدراسات الجادّة والموضوعيّة عن الطائرات بلا طيّار، هو بعض الملاحظات السريعة، منها:
- إنّ العمل على تصنيع أو تجميع الطائرات بلا طيّار أو شرائها لا يُكلِّف كثيرًا من المال، ففي الوقت الذي يُكلِّف شراء طائرة حربيّة تقليديّة عشرات الملايين من الدولارات، فإنّ لبنان[132] لا يُضطرّ إلاّ إلى إنفاق القليل لتصنيعها أو تجميعها لبنانيًا أو شرائها من الأسواق الدوليّة.
- إنّ بقاء الطائرة الحربيّة التقليديّة في الجو لا يتجاوز الساعات في اليوم الواحد، في حين يتخطّى بقاء الطائرة بلا طيّار أيّامًا أو حتى أسابيع.
- إنّ اضطلاع الطائرة بلا طيّار بمهمات مُتعدِّدة يتجاوز، بشكلٍ ملحوظ، ما يُمكن أن تقوم به الطائرة الحربيّة التقليديّة.
- إنّ تحليق الطائرة بلا طيّار على ارتفاعات عالية جدًا يُشكلّ تحديًا أكيدًا للطائرة الحربيّة التقليديّة، فهي لا تقوى عليه.
- إنّ إسرائيل من أوائل الدول في مجال أبحاث الطائرات بلا طيّار وتصنيعها، وهي صارت تبيع طائراتها إلى عدد من دول العالم، ومنها تركيا وبعض دول أوروبا (ألمانيا وفرنسا، مثلاً).
- إنّ الطائرات بلا طيّار هي سلاح المستقبل الأكيد، ومن يملك ناصية هذه التقنية فلا شكّ أنه سيكون هو المُسيطر على أجواء المعركة ومسار الحرب[133].
وبعد أن أوردنا هذه المعلومات المُبسَّطة عن أوضاع الطائرات بلا طيّار، نتساءل: هل أحسن لبنان الإستفادة من هذه التقنيّة التي تُشكِّل اليوم، وستبقى تُشكِّل لفترة طويلة، ميزة واعدة للدفاع عن حياض الوطن؟
الحقيقة أنّنا لم نولِ حتى الآن هذه التقنيّة الأهميّة التي تستحقّ. ولو طُلب منّا تقديمُ الدليل، مُجدّدًا، على أهميّة الطائرات بلا طيّار ودورها في إدارة حروب المستقبل في العالم أجمع لاكتفينا بالإشارة إلى وضعها، أولاً، كأداةٍ ضروريّةٍ لا غنى عنها اليوم للحفاظ على الأمن الوطني، وإلى وضعها، ثانيًا، كسلاح أساسي فعّال لحسم أي حربٍ (أو على أقلّ تقدير، معركة)، محليّةٍ أو عالميّةٍ، أو للدفاع عن النفس ضدّ أي خطر خارجي أو داخلي[134].
وحينما نتأمّل مليًا نتائج هذه الأهميّة نخرج بالحقيقة المهمّة التالية، التي نوجزها بكلمات لأنها لا تحتاج إلى شرح، وهي أنّ القوّة، إذا ما اقترنت بالحق، إجترحت المعجزات، وانتزعت التقدير، وشغَلت الأذهان، وحافظت على شرف لبنان وتلاحمه. وعلينا أنْ نعي هذا الدرس أو هذه الحكمة جيدًا فلا نُفرِّط فيها، سواء أسفرت الطائرات بلا طيّار عن إعادة حقوقنا أم استوجبت عودتنا إلى حمل ما لم يكن من الحكمة إلقاؤه.
ولا بدّ للبنان من أن يتَّبع، في المستقبل القريب، خارطة الطريق الآتية:
- إعداد ندوة لبنانيّة عن الطائرات بلا طيّار يُشارك فيها كبار الخبراء والاختصاصيّين اللبنانيّين والعرب وتُحدِّد، بالأرقام والوقائع والمُقارنات العلميّة المُقنعة، مدى التقصير أو الإهمال أو التخاذل اللبناني والعربي في استخدام الطائرات بلا طيّار كسلاح بتّار لمواجهة الهجمات العدوانيّة والأطماع الإسرائيليّة في لبنان، وللتغلُّب على آفة الضعف وتحقيق «توازن رعب جديد» أو خلق «توازن ردع نسبي»[135] بين قدرات لبنان المُتواضعة (عُدَّة وعديدًا) وقدرات العدو الإسرائيلي المُتعاظمة (المُتفوِّق في العديد ونوعيّة العُدَّة)[136].
- إنّ التطوّرات المُتسارعة في تقنيّة الطائرات بلا طيّار تفرض قيام شراكة بين القطاعين العام والخاص (المعاهد الفنيّة المُتخصِّصة وكليات الهندسة، مثلاً) في مجالات الأبحاث والتصنيع والتطوير. وقد أثبتت التجارب أنّ عمليّات تصنيع الطائرات بلا طيّار وتطويرها تحتاج إلى وجود شركات لبنانيّة وعربيّة وأجنبيّة وتدخّل خبراء من القطاع الخاص. إنّ لبنان بإمكاناته الراهنة، وبما عنده من مهندسين واختصاصيّين، مُقيمين أو مُغتربين، قادر على القيام بهذا العمل على أحسن وجه.
- إقامة نوع من الشراكة بين شركات القطاع العام والقطاع الخاص للتقليل من الاستثمارات اللازمة[137] لإنتاج الطائرات بلا طيّار، مع الإبقاء على شكلٍ من أشكال الإشراف الحكومي على هذه المصانع.
- إقامة المعارض الدوليّة على أرض لبنان، والمشاركة الفاعلة في المعارض الدوليّة خارج لبنان، ففي هذه المعارض يُمكن للبنان التبصُّر بالتقنيّات المعروضة واقتناصها وتطوير ما لديه منها.
إلاّ أنّ خارطة الطريق المُقترحة لن تأتي أُكُلها إلاّ إذا توافر لها بعض الشروط أو المناخات، منها: إقتناعٌ بالأخطار المُحدقة، وجديّةُ العمل وسرعته (أو على أقلّ تقدير، عدم تباطوئه)، وصدقُ التعامل بين مُكوِّنات الشعب اللبناني وتعاونها (أو شبه تعاونها)، وتغليبُ الجدارة والكفاءة على ما عداها من ميزات (المُحاباة، والإنتماء الديني والطائفي والمناطقي، مثلاً).
وممّا تقدَّم نستنتج أنّه لا بدّ من اعتبار أسطول الطائرات بلا طيّارفي لبنان جزءًا من استراتيجيّته الدفاعيّة.
خاتمة
والخلاصة أنّه لمواجهة خطر الطائرات بلا طيّار لا بدّ للبنان من أنْ يُطوِّر طائراته لفرض «توازن رعب جديد»، أو على أقلّ تقدير، خلق «توازن ردع نسبي»[138] يستفيد إلى أقصى حدّ مُمكن من هذه التكنولوجيا الواعدة، ويؤدّي إلى كبح جماح إسرائيل عن اللجوء إلى «الإغتيالات المُسْتَهْدَفة»، القادمة حتمًا.
وعلينا أن نتذكّر أنّ التقدّم المُذهل في مجال الأسلحة التدميريّة أفرز وضعًا دوليًا جديدًا يُعرف بإسم «توازن الرعب» أو «السلام بواسطة الردع»[139].
والنظام الدولي مُعرَّض للتغيُّر. وعوامل التغيُّر كثيرة، يأتي التطوّر التكنولوجي في مقدّمها. فالإختراعات في المجال العسكري كانت دائمًا العامل الأهم في تغيير مواقع الدول في سلَّم القوى الدوليّة.
ومستوى التطوّر التكنولوجي في المجال العسكري سيُستخدم في المستقبل المنظور كمعيار لتحديد حجم القوّة العسكريّة التي تملكها الدولة. ومن هذه الناحية فإنّ التمييز بين الدول لن يتمّ على أساس عديد أفراد الجيش، بل على أساس مدى التقدّم أو التخلّف في تصنيع نوع جديد من الأسلحة التي من ضمنها الطائرات بلا طيّار.
فالتكنولوجيا الحديثة إستطاعت أن تُفرز عاملاً جديدًا في تغيير مواقع الدول في سلّم القوى الدوليّة، هو عامل الطائرات بلا طيّار الذي من شأنه قلب الآية والسماح لدولة مزدهرة فيها صناعة الطائرات بلا طيّار باحتلال مركز دولي مرموق والتأثير في النظام الدولي من دون أن تكون مُتفوِّقة عسكريًا بمعايير الدول الكُبرى أو مصافِها. وإسرائيل وإيران مثلان يؤكِّدان ذلك.
وصيانة الحياة والحرية والسيادة والاستقلال والمُستقبل تُحتِّم علينا في المرحلة الراهنة أن نسعى جاهدين إلى تحويل المجتمع اللبناني المُتخلِّف بحثيًا[140] إلى مجتمع علمي[141]، لأنّ التخلُّف، مدنيًا كان أم عسكريًا، لا يُمكن التغلُّب عليه – حتى ولو لم يكن هناك صراع مع إسرائيل – إلاّ بالثورة العلميّة الصادقة[142].
[1]- من التسميات الإنكليزيّة الأخرى، مثلاً: Drone; Drone Aircraft; Unmanned Drone.
واستُوحي اسم Drone (أي الطائرة أو السفينة بلا رُبّان – تُوجَّه بإشارات لاسلكيّة -) من دَنْدَنَة النحل أو الأزيز. وتأتي كلمة Drone بمعنيين: فهي إمّا «يعسوب. ذكر النحل أو ذكر النمل أحادي الصِّبغيّة. وينتمي إلى إحدى الفرق الثلاث في المستعمرة»، وإمّا «طائرة موجَّهة. طائرة من دون قائد تخضع عادة لتأثيرات التحكُّم الصادرة عن محطة تحكُّمٍ بعيدة، وقد تكون هذه التأثيرات مُبرمجة.» (معجم مصطلحات العلم والتكنولوجيا (إنكليزي-عربي)، معهد الإنماء العربي، بيروت، 1982، ص 919).
[2]- إعتبرنا إسرائيل، في هذا البحث، تجاوزًا، دولة من دول العالم التي انضمّت إلى عضويّة الأمم المتحدة في 11 أيّار/مايو 1949، وصدَّقت، منذ ذلك التاريخ، على بعض المواثيق والمعاهدات والاتفاقيات الدوليّة، وذلك على الرغم من إيماننا بأنّ ليس لإنشاء إسرائيل أي أساس أو سند قانوني، لا في صكّ الانتداب، الذي صدّق علبه مجلس عصبة الأمم في 24/07/1922 ووُضِع موضع التنفيذ في 29/09/1923، ولا في قرار التقسيم 181 (II) تاريخ 29/11/1947. لمزيد من المعلومات حول كيفيّة قبول إسرائيل في عضويّة الأمم المتحدة، راجع كتاب: د. محمد المجذوب، «التنظيم الدولي: النظريّة العامّة والمنظمّات العالميّة والإقليميّة والمُتخصِّصة»، الطبعة الثامنة، منشورات الحلبي الحقوقيّة، بيروت، 2006، ص 220-225.
[3]- يُعتقد أنّ أكثر من 40 دولة أو كيان أو مجموعة لا تُعتبر دولة خاض غمار تصنيع الطائرات بلا طيّار (روسيا والصين وإيران وحركة حماس، مثلاً)، راجع ما قالته Mary Ellen O’Connell في:
Chatham House, Meeting Summary, International Law and the Use of Drones, Summary of the International Law Discussion Group meeting held at Chatham House on Thursday, 21 October 2010, p. 2.
على الموقع الإلكتروني الآتي: www.chathamhouse.org (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[4]- راجع ما قالته Mary Ellen O’Connell ، المرجع ذاته.
[6]- لا بدّ من الإشارة إلى أنّ سلاح الجو الإسرائيلي يُعدّ من أقوى أسلحة العدو وأكثرها حداثة. «وتمتلك إسرائيل أكثر من أربعماية طائرة قاذفة ومُقاتلة وقاذفة – مُقاتلة (414 طائرة) تجتمع في 14 سربًا، كما تمتلك طائرات استطلاع (13 طائرة) وطائرتي إنذار مبكر وطائرات حرب إلكترونيّة (31 طائرة) وطائرات بحريّة للإستكشاف (3 طائرات) وطائرات تموّن وقودًا في الجو (5 طائرات) وطائرات نقل (16 طائرة) وطائرات اتصال (32 طائرة) وطائرات تدريب من مُختلف الأنواع (260 طائرة)، وطائرات استطلاع من دون طيّار (494 طائرة)» (راجع كُتيِّب اللواء د. ياسين سويد: إستراتيجيّة دفاعيّة مُقترحة للبنان، طبعة ثانية مُنقَّحة، من دون دار نشر، بيروت، 2008، ص 6).
[7]- سُميِّت كذلك نظرًا إلى الضجيج الذي تُحدثه أنواع الطائرات الإسرائيليّة بلا طيّار المُحلِّقة في أجواء الضفة الغربيّة وقطاع غزّة المُحتلّين.
[8]- إنّ أولى الطائرات الإسرائيليّة بلا طيّار التي استخدمت في لبنان كانت من نوع MK ، فما كان من الجنوبيّين إلاّ أن أعادوا تسميتها بـ «أم كامل».
[9]- إعترفت إسرائيل بتنفيذ 1502 طلعة بواسطة طائرات بلا طيّار، بلغت مدّة تحليقها 16418 ساعة (صحيفة معاريف الإسرائيلية في 18/09/2006). ولمزيد من المعلومات المُفيدة والمهمّة حول الموضوع راجع مقالة: علي دربج، «إسرائيل تُطوّر أجيالاً جديدة ذات قدرات تجسّسيّة وقتاليّة عالية: طائرات من دون طيّار غطّت سماء لبنان في حرب تمّوز ولم تُسكت صواريخ المقاومة»، صحيفة السفير اللبنانية في 28/08/2007.
[10]- راجع حول اعتراف إسرائيل باستخدام طائرات بلا طيّار لاغتيال فلسطينيّين، الموقع الإلكتروني التالي:
http: //www.arabs48.com/?mod=articles&ID=84795
وكذلك موقع: Human Rights Watch : http: //www.hrw.org/ar/news/2011/04/05-7 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[11]- هي الطائرة بلا طيّار المُسيَّرة من قبل الحاسوب: “Automatically operated by computer”
ويُطلق البعض على هذا النوع من الطائرات صفة الذكيّة (Smart). شبَّه بيتِرْ غاوُ Peter Gao الطائرات التلقائيّة التوجيه بالألغام ضدّ الأفراد. ففي معظم الأوقات يقوم الشخص بتفجير اللغم تلقائيًا عند دوسه، كما أنّ تعرُّف حاسوب الطائرة على المُستهدف يؤدِّي إلى إطلاق برنامج الضرب التلقائي من الجو. راجع بحثه:
.Law and technology: The changing face of war and its legal ramifications», 29th January 2011»
على الموقع الإلكتروني التالي:
http: //triplehelixblog.com
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[12]- إنّ العديد من الطائرات بلا طيّار المُستخدمة من وكالة الاستخبارات المركزيّة الأميركيّة يُشغِّلها أفراد مدنيّون يُقيمون في لانغْلي (Langley) - ولاية فرجينيا (Virginia)، راجع بحث Peter Gao ، المرجع السابق.
[13]- المرجع ذاته.
[14]- تعمَد إسرائيل، بين الفينة والأخرى، إلى ضرب ورشات الحديد وبعض مواقع حركات المقاومة في قطاع غزّة من خلال استخدام مُكثَّف للطائرات بلا طيّار.
[15]- راجع، مثلاً، ما قاله سينْغَرْ PW Singer عن الجنود الآليّين ومُستقبل الحرب:
على الموقع الإلكتروني التالي: http: //www.ted.com (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[16]- إعتمدنا بشكل رئيس على ما كتبه العقيد أنطوان نجيم: «الطائرات من دون طيّار: دور مُتزايد في العمليات العسكريّة»، في مجلة الجيش، العدد المُزدوج 257/258، تشرين الثاني/كانون الأول 2006، ص 83-87.
[17]- المرجع ذاته، ص 83-85.
[18]- راجع، مثلاً، بحث: M. Streich, “Drone Warfare in the 21st Century”,12 March 2010
على الموقع الإلكتروني التالي: http: //www.suite101.com
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[19]- راجع الموقع الإلكتروني التالي: http: //www.aljazeera.net/news/pages/44a7c369-7c52-40bb-ace5-cf31f353f89f
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[20]- الموقع ذاته.
[21]- الموقع ذاته.
[22]- الموقع ذاته.
[23]- الموقع ذاته.
[24]- الموقع ذاته.
[25]- الموقع ذاته.
[26]- الموقع ذاته.
[27]- راجع مقالة: علي دربج، «إسرائيل تُطوّر أجيالاً جديدة ذات قدرات تجسّسيّة وقتاليّة عالية: طائرات من دون طيّار غطّت سماء لبنان في حرب تموز ولم تُسكت صواريخ المقاومة»، المرجع السابق.
[28]- وضعت الولايات المتحدة الأميركيّة في الخدمة نوعين مُسلَّحين من الطائرات بلا طيّار، هما: «MQ-1B Predator» و«MQ-9A Reaper» والنوع الأول هو الأكثر استخدامًا، وهو مُزوَّد بصاروخيْ «AGM-114 Hellfire». راجع بحث:
Michael N. Schmitt, «Unmanned combat aircraft systems and international humanitarian law: Simplifying the oft benighted debate», Boston University International Law Journal, Vol. 30, 2012, p. 598
لمزيد من المعلومات عن النوع الأول، راجع الموقع الإلكتروني التالي: http: //www.af.mil
ولمزيد من المعلومات عن النوع الثاني، راجع الموقع الإلكتروني التالي:
http: //www.af.mil (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[29]- إستعملت إدارة بوش الإبن هذه العبارة (“Global war on terror”) لتبرير أعمالها العسكريّة اللاحقة على اعتداءات الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001. وعلى النقيض من ذلك فقد لطَّفت إدارة أوباما هذه العبارة، واعتبرت أنّه بعد الحادي عشر من أيلول/سبتمبر 2001 أصبحت الولايات المتحدة الأميركيّة في حالة حرب مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان وحلفائهما، وكل ردّ تقوم به في هذا الخصوص هو ترجمة لممارسة حقها الطبيعي في الدفاع المشروع عن النفس الملحوظ في القانون الدولي العام:
«Armed conflict with Al-Qaeda, Taliban and associated forces, in response to the 9/11 attacks, exercising its inherent right to self-defense under international law».
لمزيد من المعلومات عن حق الدفاع المشروع عن النفس في القانون الدولي المُعاصر، راجع: د. محمد المجذوب، «دراسات قوميّة ودوليّة»، مؤسَّسة ناصر للثقافة، بيروت، 1981، ص 269-309.
[30]- راجع، مثلاً، ما جرى في ليبيا، على الموقع الإلكتروني الآتي:
http: //www.europarl.europa.eu/
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[31]- راجع مقالة علي دربج: «إسرائيل تُطوّر أجيالاً جديدة ذات قدرات تجسّسيّة وقتاليّة عالية: طائرات من دون طيّار غطّت سماء لبنان في حرب تموز ولم تُسكت صواريخ المقاومة»، المرجع السابق.
[32]- راجع العقيد أنطوان نجيم، «الطائرات من دون طيّار: دور مُتزايد في العمليات العسكريّة»، المرجع السابق، ص 85-86. ولمزيد من المعلومات حول تقنية الطائرات بدون طيّار، راجع الموقع الإلكتروني التالي: http: //www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4658
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[33]- راجع العقيد أنطوان نجيم، «الطائرات من دون طيّار: دور مُتزايد في العمليات العسكريّة»، المرجع السابق، ص 85.
[34]- المرجع ذاته.
[35]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني التالي: http: //www.youtube.com/watch?v=iWhDmv74e9M
وكذلك راجع الموقع الإلكتروني لشركة الصناعات الجوية الإسرائيليّة في مجال الطائرات بلا طيّار:
http: //www.iai.co.il/18892
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[36]- راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4658 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[37]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الطائرة الإسرائيليّة بلا طيّار (Heron TP)، راجع الموقع الإلكتروني الآتي:
http: //www.iai.co.il/18900-37204
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[38]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.youtube.com/watch?v=2d1ORgVjZto
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[39]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.youtube.com/watch?v=RN2EarVP1rQ
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[40]- راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4658 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[41]- راجع العقيد أنطوان نجيم، «الطائرات من دون طيّار: دور مُتزايد في العمليات العسكريّة»، المرجع السابق، ص 85.
[42]- راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4658 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[43]- الموقع ذاته.
[44]- الموقع ذاته.
[45]- راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4658 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[46]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.youtube.com/watch?v=IfCM2DtnIk0
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[47]- راجع العقيد أنطوان نجيم، «الطائرات من دون طيّار: دور مُتزايد في العمليات العسكريّة»، المرجع السابق، ص 85.
[48]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني الآتي:
http: //www.iai.co.il/35673-41636
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[49]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني الآتي:
http: //www.iai.co.il/34759-38709
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[50]- راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4658 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[51]- الموقع ذاته.
[52]- الموقع ذاته.
[53]- الموقع ذاته.
[54]- راجع العقيد أنطوان نجيم، «الطائرات من دون طيّار: دور مُتزايد في العمليات العسكريّة»، المرجع السابق، ص 85-86.
[55]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.youtube.com/watch?v=dRr4AVZgr0Q
وكذلك: http: //www.youtube.com/watch?v=rIN2z_GE1qw (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[56]- راجع العقيد أنطوان نجيم، «الطائرات من دون طيّار: دور مُتزايد في العمليات العسكريّة»، المرجع السابق، ص 85-86.
[57]- المرجع ذاته، ص 86.
[58]- المرجع ذاته.
[59]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني الآتي:
http: //www.iai.co.il/33848-36275 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[60]- راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4658 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[61]- الموقع ذاته.
[62]- الموقع ذاته.
[63]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن بعض الطائرة المُنمنمة بلا طيّار، راجع الموقع الإلكتروني الآتي:
http: //www.youtube.com/watch?v=KMI7HIhKdIo (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[64]- إستعملت الولايات المتحدة هذه الطائرات، بدءًا من العام 2001، في العمليات العسكريّة على المسرح الأفغاني، راجع ما قالته Mary Ellen O’Connell ، المرجع ذاته.
[65]- راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.aljazeera.net/-ace5-cf31f353f89f
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[66]- الموقع ذاته.
[67]- الموقع ذاته.
[68]- الموقع ذاته.
[69]- راجع العقيد أنطوان نجيم: «الطائرات من دون طيّار: دور مُتزايد في العمليات العسكريّة»، المرجع السابق، ص 83-85. ولمزيد من المعلومات، راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.albasalh.com/vb/showthread.php?t=4658 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[70]- لمزيد من المعلومات حول الموضوع، راجع الموقع الإلكتروني الآتي:
http: //www.aljazeera.net/mob/f6451603
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[71]- أول عملية معلومة من هذا القبيل كانت في تشرين الثاني/نوفمبر 2001 ضدّ محمد عاطف على الأرض الأفغانيّة، راجع ما قالته Mary Ellen O’Connell ، المرجع السابق، ص 2.
[72]- بدأت العام 2004 هجمات الطائرات بلا طيّار في الباكستان، راجع ما قالته Mary Ellen O’Connell ، المرجع ذاته.
[73]- قامت وكالة الإستخبارات الأميركيّة CIA في تشرين الثاني/نوفمبر 2002 بقتل أحد المُشتبه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة مع خمسة أشخاص آخرين، راجع ما قالته Mary Ellen O’Connell ، المرجع ذاته.
[74]- راجع مقالة:
Owen Bowcott, «Drone strikes threaten 50 years of international, says UN rapporteur», The Guardian, 21/06/2012.
[75]- المرجع ذاته. وبلور فكرته وطوَّرها بالعبارات الأتية:
“Are we to accept major changes to the international legal system which has been in existence since world war two and survived nuclear threats? (Some states) find targeted killings immensely attractive. Others may do so in future. Current targeting practices weaken the rule of law. Killings may be lawful in an armed conflict (such as Afghanistan) but many targeted killings take place far from areas where it's recognised as being an armed conflict”.
[76]- المرجع ذاته. وبلور فكرته بالعبارات الآتية:
“(If it is true, he said, that) there have been secondary drone strikes on rescuers who are helping (the injured) after an initial drone attack, those further attacks are a war crime”.
[77]- المرجع ذاته.
[78]- المرجع ذاته.
[79]- هذا ثبت بالجملة الإنكليزيّة: «The UN itself should consider establishing an investigatory body». المرجع ذاته.
[80]- هذا ثبت بالعبارة الإنكليزيّة: «Totally counterproductive attacks». وبلور فكرته بالعبارات الآتية:
“We find the use of drones to be totally counterproductive in terms of succeeding in the war against terror. It leads to greater levels of terror rather than reducing them”.
المرجع ذاته.
[81]- المرجع ذاته.
[82]- هذا ثبت بالجملة الإنكليزيّة:
«It's difficult to see how any killings carried out in 2012 can be justified as in response to [events] in 2001».
المرجع ذاته.
[83]- هذا ثبت بالجملة الإنكليزيّة: «Some states seem to want to invent new laws to justify new practices».
وبلور فكرته بالعبارات التالية:
«The targeting is often operated by intelligence agencies which fall outside the scope of accountability. The term 'targeted killing' is wrong because it suggests little violence has occurred. The collateral damage may be less than aerial bombardment, but because they eliminate the risk to soldiers they can be used more often».
المرجع ذاته.
[84]- المرجع ذاته.
[85]- هذا ثبت بالعبارة الإنكليزيّة: «Conspiracy of silence».
[86]- هذا ثبت بالعبارة الإنكليزيّة: «Shine the light of independent investigation» المرجع ذاته.
[87]- هذا ثبت بالجملة الإنكليزيّة: «The UN itself should consider establishing an investigatory body» المرجع ذاته.
[88]- المرجع ذاته.
[89]- ذكرت صحيفة The Guardian اللندنيّة، في 26/04/2012، أنّ عدد المدنيّين الذي قتلوا منذ تولّي أوباما سدّة الرئاسة هو 535، بينهم 60 طفلًا.
[90]- راجع، مثلًا، تقرير المُقرِّر الخاص فيليب أَلْسْتونْ Philip G. Alston (آب/أغسطس 2004- تموز/يوليو 2010):
«Report of the Special Rapporteur on extrajudicial, summary or arbitrary executions», 28 May 2010.
[91]- راجع، مثلًا، رسالة
«Human Rights Watch: Letter to Obama on targeted killings and drones», 7th December 2010
[92]- راجع، مثلًا، بحث: Robert P. Barnidge, «A defense of drone attacks in Pakistan under humanitarian law», 30th May 2012
[93]- لمزيد من المعلومات عن موضوع قواعد الحرب، راجع: د. محمد المجذوب، «القانون الدولي العام»، الطبعة السادسة، منشورات الحلبي الحقوقيّة، بيروت، 2007، ص 843-864.
[94]- هو مجموعة قواعد القانون الدولي التي تُحرِّم استعمال القوّة لتسوية المُنازعات الدوليّة، باستثناء حالة الدفاع المشروع عن النفس وواجب تقديم المساعدة للأمم المتحدة لتحقيق الأمن الجماعي. لمزيد من المعلومات عن الموضوع، راجع: د. محمد المجذوب، القانون الدولي العام، المرجع السابق، ص 287، و299-303.
[95]- راجع ما قالته Mary Ellen O’Connell ، المرجع السابق، ص 3.
[96]- هو القانون الذي يُنظِّم كيفيّة استعمال القوّة عند قيام حالة الحرب (أي عند البدء بالأعمال الحربيّة وانطلاقها فيما بعد). لمزيد من المعلومات عن الموضوع، راجع: د. محمد المجذوب، «القانون الدولي العام»، المرجع السابق، ص 846-848، و850-864.
[97]- راجع بحث Michael N. Schmitt ، المرجع السابق، ص 618.
[98]- راجع بحث Peter Gao، المرجع السابق.
[99]- لمُشاهدة شريط مُصوَّر عن الطائرة الأميركيّة بلا طيّار (RQ-170) التي اعترضتها إيران، راجع الموقع الإلكتروني الآتي:
http: //www.youtube.com/watch?v=-LcuQAnZ4Uw (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[100]- رفضت إيران تسليم الطائرة من دون طيّار التي أسقطتها أو استولت عليها في 4/12/2011 إلى الولايات المتحدة الأميركية. لمزيد من المعلومات حول الموضوع راجع الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.almasryalyoum.com/node/546031 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[101]- راجع، مثلًا، بحث:
Susan Breau, Marie Aronsson, and Rachel Joyce, «Discussion paper 2: Drone attacks, international law, and the recording of civilian casualties of armed conflict», June 2011
[102]- راجع بحث Peter Gao ، المرجع السابق.
[103]- لمزيد من المعلومات حول أثر القتل المُسْتَهْدف في القانون الدولي الإنساني، راجع بحث:
«Targeting operations with drone technology: Humanitarian law implications», Background note for the American Society of international law annual meeting, Human Rights Institute, Columbia Law School, 25th March 2011
[104]- والإتفاقيّات هي: الإتفاقيّة الأولى خاصة بتحسين أوضاع الجرحى والمرضى من أفراد القوّات المُسلَّحة في الميدان (أي في البرّ)، والإتفاقيّة الثانية خاصة بتحسين أوضاع الجرحى والمرضى والغرقى من أفراد القوّات المُسلَّحة في البحر، والإتفاقيّة الثالثة خاصّة بمُعاملة أسرى الحرب، والإتفاقيّة الرابعة خاصة بحماية الأشخاص المدنيين في زمن الحرب.
[105]- د. محمد المجذوب، القانون الدولي العام، المرجع السابق، ص 888-889.
[106]- راجع مُلخَّص النقاش الذي دار بين Mary Ellen O’Connell وMichael N. Schmitt حول استخدام الطائرات بلا طيّار في القانون الدولي، في:
Chatham House, Meeting Summary, «International Law and the Use of Drones», Summary of the International Law Discussion Group meeting held at Chatham House on Thursday, 21 October 2010, pp. 9-10.
على الموقع الإلكتروني التالي: www.chathamhouse.org
(تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[107]- حول موضوع أثر التكنولوجيا في تطوير القانون الدولي، راجع: د. محمد المجذوب، «القانون الدولي العام»، المرجع السابق، ص 79-110. ولا بدّ أيضًا من مراجعة كتاب د. مصطفى سلامة حسين، «التأثير المُتبادل بين التقدم العلمي والتكنولوجي والقانون الدولي العام»، دار النهضة العربية، القاهرة، 1990.
[108]- راجع ما كتبه: A. de La Pradelle, in Revue des deux mondes, no 46, 1908, p. 708
[109]- راجع ما كتبه: د. محمد المجذوب، «القانون الدولي العام»، المرجع السابق، ص 82-91.
[110]- المرجع ذاته، ص 91-104.
[111]- المرجع ذاته، ص 104-110.
[112]- لمزيد من المعلومات عن تأثير التقدُّم التكنولوجي في القواعد المُنظِّمة للحرب، راجع بحث Peter Gao ، المرجع السابق.
[113]- المرجع ذاته.
[114]- راجع، مثلًا، ما قاله إيزنهاور Eisenhower حول خطورة دور تكتُّل الصناعات العسكريّة في الولايات المتحدة الأميركيّة:
على الموقع الإلكتروني الآتي: http: //www.youtube.com/watch?v=8y06NSBBRtY (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[115]- راجع بحث Peter Gao ، المرجع السابق.
[116]- المرجع ذاته.
[117]- راجع ما كتبه: د. محمد المجذوب، «القانون الدولي العام»، المرجع السابق، ص 106-107، و317-337.
[118]- يبلغ باعُ الجناح (أي المسافة بين أقصى جناح الطائرة الأيمن وأقصى جناحها الأيسر) لطائرة الـ Global Hawk الأميركيّةنحو 131 قدمًا (40 م)، وتزن أكثر من سبعة أطنان، ويتجاوز مداها 8500 ميل بحري (15742 كلم).
[119]- د. محمد المجذوب، «القانون الدولي العام»، المرجع السابق، ص 107.
[120]- راجع ÈÍËPeter Gao ، المرجع السابق.
[121]- لمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع: راجع كتاب د. محمد المجذوب ود. طارق المجذوب، المرجع السابق.
[122]- المرجع ذاته، ص 37-39.
[123]- المرجع ذاته، ص 37.
[124]- د. محمد المجذوب، «القانون الدولي العام»، المرجع السابق، ص 846.
[125]- راجع ما قالته Mary Ellen O’Connell ، المرجع السابق، ص 4-5.
[126]- المرجع ذاته.
[127]- المرجع ذاته.
[128]- إعتبر مايْكِلْ ن. شْميتْ أنّ معظم حالات شنّ الولايات المتحدة هجومًا بالطائرات بلا طيّار في أفغانستان غير مُستند إلى دراسة مُتأنِّية (Deliberate)، وإنّما يرتبط الهجوم إمّا بالتوقيت المُناسب (Time sensitive) وإمّا بفرصة النيل من المُسْتَهْدف (Target opportunity)، المرجع السابق، ص 601.
[129]- من الصعب الإحاطة بكلّ أنواع فئات الأشخاص المحميّين، لكن أهمّها: الجرحى والمرضى في ميدان القتال، والجرحى والمرضى والغرقى في البحار، وأسرى الحرب، والمدنيّون، والفئات التي يُقرِّر لها القانون الدولي الإنساني حمايةً مُحدَّدةً : النساء، والأطفال، والمظلِّيون، والمناضلون من أجل التحرّر من الاحتلال أو الإستعمار، واللاجئون وعديمو الجنسيّة، والأشخاص الذين يُرافقون القوّات المُسلّحة من دون أن يكونوا من أفرادها، وأفراد الأطقم الطبيّة، والأُسرة، والقوّات العسكريّة التابعة للمنظمات الدولية، ورجال الدين، والأجانب المُقيمون في إقليم أحد الأطراف المُتنازعة،). راجع: د. محمد المجذوب ود. طارق المجذوب، «القانون الدولي العام»، المرجع السابق، ص 88-96.
[130]- الفقرة الأولى من المادة 50.
[131]- راجع بحث Peter Gao، المرجع السابق.
[132]- قدَّر اللواء د. ياسين سويد ما يمتلكه لبنان من طائرات بِـ 6 طائرات هوكر هنتر مُقاتلة قاذفة، و8 طائرات تدريب (راجع ما كتبه في كُتيِّبه: إستراتيجيّة دفاعيّة مُقترحة للبنان، المرجع السابق، ص 12).
[133]- قدَّر اللواء د. ياسين سويد عدد طائرات الاستطلاع بلا طيّار التي تملكها إسرائيل بنحو 494، المرجع ذاته، ص 6.
[134]- راجع حول موضوع إستراتيجيّة إسرائيل إزاء لبنان: كتاب العميد المتقاعد نزار عبد القادر، «الإستراتيجيّة الإسرائيليّة لتدمير لبنان: المُواجهة المصيريّة»، من دون دار نشر، 2011.
[135]- إعتبر بيتِرْ غاوُ Peter Gao أنّ من شأن الطائرات بلا طيّار تغيير التوازن الدولي، المرجع السابق.
[136]- إعتبر البعض أنه يُمكن للبنان تفخيخ طائرات صغيرة بلا طيّار بمُتفجِّرات واستخدامها ضدّ أهداف حيويّة في العمق الإسرائيلي. راجع، مثلًا، ما كتبه: شارل جبور، «ماذا يعني امتلاك «حزب الله» طائرات بلا طيّار؟» في صحيفة الجمهورية اللبنانية في 30/04/2012، على الموقع الالكتروني التالي: http: //www.new-lebanese.com/?p=92600
والخبر على الموقع الالكتروني الآتي: http: //mtv.com.lb/News/84327 (تصفُّح بتاريخ 23/07/2012).
[137]- راجع ما كتبه اللواء د. ياسين سويد في كُتيِّبه: «إستراتيجيّة دفاعيّة مُقترحة للبنان»، المرجع السابق، ص 20.
[138]- راجع حول فكرة التوازن الدولي: د. محمد المجذوب، «القانون الدولي العام»، المرجع السابق، ص 119-120.
[139]- راجع الفصلين السادس والسابع من كتاب دانييل كولار Daniel Colard عن العلاقات الدوليّة، ترجمة خضر خضر، الطبعة الثانية، دار الطليعة، بيروت، 1985.
[140]- راجع ما كتبته رشا أبو زكي حول «لبنان بلا عقل: تهميش البحث العلمي وتشجيع هجرة الأدمغة يُدمِّران المستقبل»، في صحيفة الأخبار اللبنانيّة في 25/06/2012.
[141]- أزاحت جامعة هايكازيان الستار عن مُجسَّم صاروخ «أرز 4» في 22/02/2011. ففي مطلع ستينيات القرن الماضي قام عدد من طلابها وبإشراف أستاذ الرياضيّات، مانوغ مانوغيان، بتصميم عدد من الصواريخ وإطلاقها. وشكَّل صاروخ «أرز 4» الذي أُطلق في 21/11/1963 رمز هذه المُغامرة العلميّة الفريدة في الشرق الأوسط. وكان الصاروخ مؤلّفًا من ثلاثة طوابق (أو ثلاث مراحل)، وارتفع في الجو إلى نحو 200 كلم، وتخطّى مداه 600 كلم قبل أن يسقط في البحر المتوسط. راجع: هيام طوق، «مُجسَّم صاروخ «أرز 4» يستقرّ في هايكازيان»، في صحيفة المستقبل اللبنانيّة في 23/02/2011.
[142]- راجع ما كتبه د. محمد المجذوب حول «عشر حقائق كشفتها معركة تشرين المجيدة» في كتاب «دراسات قوميّة ودوليّة»، المرجع السابق، ص 131-148، لا سيّما ص 136-137 و145.
Unmanned Aircraft as Mean for War
(Preliminary Military – Legal Notes)
An unmanned aerial vehicle (UAV), commonly known as a drone, is an aircraft without a human pilot on board. Its flight is either controlled autonomously by computers in the vehicle, or under the remote control of a navigator, or pilot (in military UAVs called a Combat Systems Officer on UCAVs) on the ground or in another vehicle. There are a wide variety of drone shapes, sizes, configurations, and characteristics. Historically, UAVs were simple remotely piloted aircraft, but autonomous control is increasingly being employed.
They are predominantly deployed for military applications, but also used in a small but growing number of civil applications, such as firefighting and nonmilitary security work, such as surveillance of pipelines. UAVs are often preferred for missions that are too ‘dull, dirty, or dangerous’ for manned aircraft.
UAS, or unmanned aircraft system, is the official United States Federal Aviation Administration (FAA) term for an unmanned aerial vehicle. The inclusion of the term aircraft emphasizes that regardless of the location of the pilot and flight crew, the operations must comply with the same regulations and procedures as do those aircraft with the pilot and flight crew on board. However in military and covert operations there are yet a number of legal issues to be settled especially when it comes to the international law of aviation and the international public law specifically the part related to accountability and group and individual rights emanating from harm or grievances caused by the UAS. The official acronym ‘UAS’ is also used by the International Civil Aviation Organization (ICAO) and other government aviation regulatory organizations.
The military role of unmanned aircraft systems is growing at unprecedented rates. Tactical- and theater-level unmanned aircraft alone had flown hundreds of thousands flight hours in support of Operation Enduring Freedom and Operation Iraqi Freedom, in which they are organized under Task Force Liberty in Afghanistan and Task Force ODIN in Iraq. Rapid advances in technology are enabling more and more capability to be placed on smaller airframes which is spurring a large increase in the number of Small Unmanned Aircraft Systems (SUAS) being deployed on the battlefield. The use of SUAS in combat is so new that no formal DOD wide reporting procedures have been established to track SUAS flight hours. As the capabilities grow for all types of UAS, nations continue to subsidize their research and development leading to further advances enabling them to perform a multitude of missions. UAS no longer only perform intelligence, surveillance, and reconnaissance missions, although this still remains their predominant type. Their roles have expanded to areas including electronic attack, strike missions, suppression and/or destruction of enemy air defense, network node or communications relay, combat search and rescue, and derivations of these themes. These UAS are not yet fully legally regulated because technology is far more rapid than regulations in the international law system.
Les avions sans pilote comme moyen de guerre
(Préliminaires militaires - Notes légales)
Un véhicule aérien sans pilote (UAV), communément connu comme un drone, est un aéronef sans pilote humain à bord. Son vol est soit contrôlé de manière autonome par les ordinateurs dans le véhicule, ou sous le contrôle à distance d’un navigateur, ou le pilote au sol ou dans un autre véhicule. Il existe une grande variété de formes, tailles, drones, les configurations et caractéristiques.
Historiquement, les drones étaient de simples avions pilotés à distance, mais le contrôle autonome est de plus en plus utilisé.
Ils sont principalement utilisés pour des applications militaires, mais également utilisé dans un nombre restreint mais croissant d’applications civiles, comme la lutte contre les incendies et la sécurité du travail non militaires, telles que la surveillance des pipelines. Les UAV sont souvent préférés pour des missions qui sont trop «ternes, avalissantes ou dangereuses» pour les aéronefs pilotés.
SAMU, ou le système de drones, est la langue officielle des États-Unis et celle de la Federal Aviation Administration (FAA) qui est le terme donné pour un véhicule aérien sans pilote. L’inclusion du terme aéronef souligne que, indépendamment de l’emplacement du pilote en équipage et au vol, les opérations doivent se conformer aux mêmes règlements et procédures de même que les aéronefs dont le pilote et l’équipage sont à bord.
Toutefois, dans les opérations militaires et secrètes, il y a encore un certain nombre de questions juridiques à régler en particulier quand il s’agit de la loi internationale de l’aviation et du droit international public en particulier la partie relative à la reddition de comptes et de groupe et les droits individuels émanant de dommages ou réclamations causés par l’UAS. Le sigle officiel de l’UAS est également utilisé par l’Organisation internationale de l’aviation civile (OACI) et d’autres organisations de l’aviation réglementaires du gouvernement.
Le rôle militaire des systèmes de drones se développe à un rythme sans précédent. Les progrès rapides de la technologie permettant l’ajout de plus en plus sur les petites cellules qui stimulent une forte augmentation du nombre de petites Unmanned Aircraft Systems (SUAS) étant déployée sur le champ de bataille. L’utilisation de SUAS au combat est si nouvelle que des procédures formelles DOD ont été mises en place pour le suivi des heures de vol SUAS. Comme les capacités de se développer sur tous types de HES, les nations continuent à subventionner leurs travaux de recherche et de développement menant à de nouvelles avancées leur permettant d’effectuer une multitude de missions. UAS ne permet pas uniquement d’effectuer des renseignements, la surveillance et la reconnaissance des missions, bien que cela reste leur type prédominant. Leurs rôles se sont étendues à des domaines tels que l’attaque électronique, les missions de frappe, suppression et / ou la destruction de la défense aérienne ennemie, noeud de réseau ou de relais de communications, de recherche et sauvetage de combat, et les dérivations de ces thèmes. Ces UAS ne sont pas encore entièrement régis par la loi parce que la technologie est beaucoup plus rapide que la réglementation dans le système de droit international.