- En
- Fr
- عربي
أخبار ونشاطات
أقامت الطبابة العسكرية في فندق مونرو، حفل العشاء السنوي للضباط، احتفاءً بالنصر الكبير الذي حققه الجيش خلال معارك مخيم نهر البارد، ترأسه رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري، وحضره الى رئيس الطبابة العميد الطبيب نديم العاكوم وضباطها، نائب رئيس الأركان للتخطيط العميد الركن بانوس منجيان، نائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن محمد علي قعفراني، مدير التوجيه العميد الركن صالح حاج سليمان، مدير العمليات العميد الركن فرنسوا الحاج، أمين الأركان العميد الركن مرسال فرحات، مدير الأفراد العميد الركن أرمان طبشي، مدير القضايا الإدارية والمالية العميد الركن محمد الصيداني، مساعد مدير المخابرات العقيد غسان بلعة، رئيس فرع الأمن العسكري العقيد الركن عصام عبدالله، مدير الدفاع المدني العميد الطيار المتقاعد درويش حبيقة، رئيس الصليب الأحمر السيد سامي دحداح، مدير العمليات في الصليب الأحمر السيد جورج كتانة.
تخلل الحفل كلمة للعميد الطبيب العاكوم رحّب فيها بالحضور وأشاد بحكمة قائد الجيش العماد ميشال سليمان وبتضحيات العسكريين الشهداء الأبرار خلال معارك مخيم نهر البارد والقضاء على ظاهرة الإرهاب.
وجاء في كلمة العميد الطبيب نديم العاكوم:
«كعادتها في كل عام، تجمع الطبابة العسكرية أفراد عائلتها ليودعوا عاماً مضى، يقيّمون فيه ما أنجزت سواعدهم وما حققت أعمالهم، ويتهيأون لاستقبال عام جديد يتوسمون فيه الخير والفلاح ويأملون أن يكون أكثر بهجة وبحبوحة وسلاماً من سابقه وأن تتبدد بقدومه الغيوم السوداء لتنقشع زرقة سمائنا الصافية السامية.
لكن دورة الزمن قد تغيرت بحد السيف هذه السنة، كون عامنا هذا سيبقى سيرة ومنارة للأجيال المتعاقبة، لأنه دخل تاريخ الوطن الحديث وخطّ صفحاته بحروف من ذهب، وما لقاؤنا الليلة إلا للاحتفال به. نحتفل بكم أولاً أيها الضيوف الكرام ونشكركم على تلبيتكم دعوتنا لنحتفل وإياكم بذلك النصر العظيم الذي تضرّج بدماء زكية أسست ووطدت كيان الدولة وقيامة الوطن.
هذا النصر خفقت له القلوب وانحنت له الرؤوس لتقبّل الأرض تحت أقدام أبطاله، هؤلاء الذين آمنوا بلبنان بعد معركة اليأس الطويل وآمنوا بأن صانعيه هم حقاً حماة هذا الوطن وشعبه والساهرين على سيادته وحريته واستقراره.
نصرٌ توّج تلك الجباه العالية، والهامات الفارعة. نصرٌ صنعه رجل في جيش وصنعه جيش في وطن، فمن قال إن الشعوب تصنع الرجال؟ إن الرجال تصنع الأوطان وإن القادة تصنع التاريخ، وما كان لهذا النصر أن يتحقق لولا التحلي بحكمة سليمان وقرار حازم حاسم وإرادة صلبة وعزيمة خارقة، صفات تحلى بها قائد عرف كيف يزرع في نفوس رفاقه العزة والكرامة والعنفوان، وكيف يعزز إيمانهم بوحدة الموقف والانتماء الوطني الصادق، هذا الرجل الذي قاتل بشراسة وهادن بدهاء ونال إعجاب الداخل والخارج لن يكون سوى العماد سليمان قائد الجيش.
إننا وإذ نحتفل بالنصر المبين، لا بد من توجيه تحية الى رفاق ساهموا في صناعة هذا النصر. إن قتل عدو في معركة قد يكون صعباً، ولكن الأصعب منه هو إنقاذ حياة إنسان. فهنيئاً لكم أيها الزملاء، لقد قدّمتم عملاً محترفاً رائعاً، وهنيئاً لكم أيها الرفاق ضباطاً، أطباء، صيادلة وإداريين، رتباء، جنوداً ومجندين لقد أعطيتم كل ما تختزنون من معرفة واندفاع وإبداع وإنسانية، هدفكم رفع معنويات رفاقكم المقاتلين وهمكم تضميد جراحهم ومواساتهم والمحافظة على حياتهم برموش العيون وحنان المهج. إن عطاءكم هذا كان يد من الأيادي التي رفعت رايات النصر خفاقة في العلى. فبوركتم أيها الزملاء وبورك لكم نصركم في عملكم الذي هو عزاء الجميع.
في الختام، لا بد من توجيه تحية إكبار وإجلال الى أرواح الشهداء الأبرار الذين رسموا بدمائهم شعلة الحرية والفداء، ورووا بها أرض الوطن ليثبّتوا دعائم استقلاله وسيادته وليؤسسوا لغد مشرق واعد.
تحية الى الشهداء الأحياء الذين تحدوا الموت ليقصّوا علىمسامع أبنائهم أروع ملاحم البطولة والعزة والكرامة.
تحية الى جميع العسكريين الذين أصبحوا رمزاً من رموز الشجاعة والتضحية والوفاء.
تحية شكر وتقدير الى رفاقنا في الصليب الأحمر اللبناني والدفاع المدني أفراداً ومسؤولين على التعاون والتنسيق والتواصل الدائم مع الطبابة العسكرية، وعلى العمل الإنساني الكبير الذي قاموا به، إنهم حقاً رفاق الجهاد.
تحية تبجيل وتعظيم الى جيشنا الباسل وقيادته، حماه الله وحما لبنان».
وألقى العقيد وسيم سمعان كلمة قال فيها:
«يصمت الرعد بهتافكم للوطن، وتندحر الزلازل تحت وطأة أقدامكم، وتصفق صفحات التاريخ لتضحياتكم، وتلهث خلفكم الأساطير للّحاق بركبكم، وتنوء بعبء بطولاتكم ملاحم التاريخ، كيف لا؟ وأنتم أبناء الأرز جيش لبنان الأبي.
من حناجركم ترتفع أهازيج النصر، وبزنودكم السمراء ترسمون أكاليل الغار، فإذا بانضباطكم وإيمانكم ووفائكم تسطرون عنواناً جديداً للتضحية ولبناء المؤسسات وكيفية تماسكها في وطننا.
هكذا كنتم وهكذا ستستمرون في نهر البارد وفي أي مكان يطل منه العدو.
إن بناء المؤسسات يتطلب الوعي والإيمان وهذا ما دأبت عليه قيادتنا وعلى رأسها العماد القائد ميشال سليمان، وسارت على الدرب نفسه وحدات الجيش كافة من ضباط ورتباء أفراد. وإن كنا في هذه المناسبة لا بد لنا من وقفة إجلال واحترام لشهدائنا الأبرار فلا بد من أن نخص، وبالتقدير الكبير، الطبابة العسكرية التي عاشت جراح الأخوة، فراحت تضمدها بحبها ودمعها قبل إبرتها ودوائها. فكان لها الدور الكبير في رفع المعنويات، وإمداد الجبهة بالعنفوان والكبرياء والصمود.
هذه الطبابة التي برهنت أنها خط دعم، لا تلين لها عزيمة ولا تنال من قدرتها الأوجاع مهما تفاقمت، هذه الطبابة لها منا تحية إكبار، بسواعد قدّت من صخور صنين.
هذا قدرنا نحن العسكريين أن نكون القدوة في كل مرة ينحرف فيها الولاء للوطن، أن نكون الأساس عندما تهتز أركانه، أن نكون المنقذ، عندما تغوص وحدتنا في الرمال المتحركة. وأن يكون كل ساعد من سواعدنا مشروع أرزة. إذ لا خوف على وطن يحميه جيش شعاره: شرف وتضحية ووفاء».
المقدم الطبيب خالد صعب كانت له بالمناسبة قصيدة استهلها بالقول:
عندك يا وطن للجيش قائد
قائد شهم للآمال واعد
الكرامي باسمها مبيّض سجلّو
ودم الجيش ما غيّر عوايد
وسجل السيف لولا السيف سلّو
وسجل الحرب جبار مارد
وسجل السلم للسلم بمحلو
وبين الكل صوت الحق سايد
يا ربي بموطني لبنان حلّو
يصفى الجو من عَصف الشدايد
واللي تهدم نعمر محلو
وكل الناس بالورشي تساعد
وجيش اللي حَضَن لبنان كلو
يضل بإلفتو موحّد معزز
متل الأرز بالميدان صامد...!
وفي عودة الى معارك نهر البارد قال:
وبنهر بارد نصرنا غيّر مسار
روحو اكتبو لوحات من دم الجنود
بلكي وطنا الخالد بيصبح مزار
حتى ضريح العسكري يفرّخ ورود
وتسقي عيون الأمهات دموع نار
بتصير تكبر مع أناشيد الخلود
ولبنانا بيصير عزّ وافتخار
بيشرق فجرْ لبلادنا منشود
نخب التحدي، نخب جيش الانتصار
نخب الوطن، نخب الطبابي الباسلي
نخب الصمود بأرض خلقت للصمود!.