- En
- Fr
- عربي
العرض العسكري
ويبقى الوطن محروسًا بشجاعة رجاله وتضحياتهم
«وبقي الوطن»... بهمّة رجاله وشجاعتهم وعزمهم، بقي الوطن. بقي محروسًا بالوفاء والشرف، مسيّجًا بالتضحيات...
«وبقي الوطن»، الشعار الذي ظلّل احتفالات قيادة الجيش بالاستقلال هذه السنة، وأبرزها العرض العسكري الذي غيّبه لسنتَين متتاليتَين الشغور الرئاسي والظروف الأمنية التي عصفَت بالبلاد.
ففي حضور رمز وحدة الوطن واستقلاله، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، استعادت جادة شفيق الوزّان وقع خطوات العسكريين في عرض الاستقلال، واستعاد الوطن الأمل والثقة بغدٍ أفضل.
زُيِّنَت الساحات، رُفِعَت الرايات، وكذلك الجباه، عاليًا. يكفي العسكريين فخرًا أنّ تضحياتهم حفظَت الأمانة طوال فترة الشغور، وحقّقت النصر بانتصارهم على الإرهاب، وحفظت السلم الأهلي وحمت المؤسسات...
في العيد الـ73 لاستقلال لبنان، قدّم جيشنا عرضًا تميّز بدقّة التنظيم والأداء، وبدفق من مشاعر الوفاء والأمل.
الحضور
حضر الاحتفال إلى جانب رئيس الجمهورية، كل من: رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة سعد الحريري، الرئيس أمين الجميّل، الرئيس العماد ميشال سليمان، الرئيس حسين الحسيني، عقيلة الرئيس الشهيد رينيه معوّض السيدة نايلة معوض، الرئيس نجيب ميقاتي، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، قائد الجيش العماد جان قهوجــي، رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملّاك، إضافــة إلى وزراء ونواب حاليين وسابقــين وممثلــين عــن المقامــات الدينيــة والبعثــات الدبلوماسيــة المعتمــدة في لبنــان. كذلــك، حضــر ممثلــو الجسم القضائــي، والإعـلام المرئــي والمسمــوع والمكتــوب، والهيئــات الاقتصاديــة والاجتماعيــة والنقابيــة والأهليــة، وقادة الأجهــزة الأمنيــة وكبــار الضبــاط ومدعوّون.
تحضيرات تليق بالمناسبة
هيبة ووقار، وتحضيرات تليق بالمناسبة: تدابير مشدّدة فُرِضَت في مكان الاحتفال ومحيطه، زينة مميّزة وزهور بألوان العلم اللبناني أحاطت بمنصّة الرئيس وبالنصب التذكاري لضريح الجندي المجهول، شاشات العرض رُكِّزَت أمام منصّة الحضور، في حين رسَت السفن الحربية في المرفأ مقابل ساحة الاحتفال وتزيّنت بالأعلام اللبنانية وأعلام الجيش.
سبقت يوم الاحتفال، أيام من التحضيرات والتدريبات: الجميع في مكانه... موسيقى الجيش وقوى الأمن الداخلي تقوم بالبروفات وتدوزن آلاتها، كورال الجامعة اللبنانية بقيادة الدكتورة لور عبس يتحضّر بتمارين للصوت وبإعادة الأغاني الوطنية التي سيؤدّيها في المناسبة. مهندسو الصوت والتقنيون يتأكّدون من جهوزية المكبّرات الصوتية والشاشات وغيرها من الأمور التقنية... باختصار الجميع في حركة لا تهدأ حتى يكون كل شيء جاهزًا في يوم الاحتفال الوطني الكبير. وصبيحة يوم العيد كان كل شيء وفق ما خطط له. القوى تمركزت منذ ساعات الصباح الأولى، وقبل الساعة الثامنة، كان قائد العرض العميد الركن جورج نمور (قائد لواء المشاة السابع بالوكالة) ومساعده العميد الركن رامز خميس (قائد فوج التدخل الخامس)، قد وصلا إلى مكان الاحتفال.
وصول المدعوّين
سرعان ما غصّت المنصّة بالمدعوّين الرسميّين، وقف الجميع في أماكنهم لاستقبال علم الجيش. تأهّبت القوى وقدّمت سلاحها على وقع موسيقى الجيش وأمر قائد العرض «إلى العلم» على ألحان معزوفة العلم ولازمة النشيد الوطني اللبناني.
ثمّ وصل على التوالي: رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملاّك، قائد الجيش العماد جان قهوجي، وزير الدفاع الوطني سمير مقبل، الرئيسان سعد الحريري وتمام سلام، والرئيس نبيه برّي. أدّت موسيقى الجيش المعزوفة المخصّصة لكل منهم، وبدورهم أدّوا التحية لعلم الجيش قبل أن يتوجّهوا إلى أماكنهم على المنصّة.
عند الساعة التاسعة وصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكان في استقباله وزير الدفاع وقائد الجيش ورئيس الأركان. عزف له لحن التعظيم والنشيد الوطني اللبناني، وأطلقت المدفعية 21 طلقة في حين أطلقت البواخر العسكرية أبواقها لمدّة نصف دقيقة ترحيبًا. ثمّ توجّه الرئيس إلى النصب التذكاري حيث وضع إكليلاً من الزهر وعزفت الموسيقى معزوفة تكريم الموتى ولازمتَي النشيد الوطني ونشيد الشهداء. حيّا الرئيس العلم ثمّ صعد ووزير الدفاع في سيارة جيب عسكري مكشوف، وخلفهما قائد الجيش ورئيس الأركان في سيارة ثانية، استعرض الوحدات المشاركة بالتزامن مع مرور تشكيل من طوافات القوات الجويّة فوق منطقة العرض حاملة العلم اللبناني وشعار الجيش، وتشكيل جوّي آخر اتّخذ شكل الأرزة اللبنانية.
بعدها حيّا الرئيس العماد عون الحضور والمدعوّين ثم أخذ مكانه على المنصّة، حيث تقدّم منه قائد العرض وطلب الإذن ببدء العرض العسكري، وأمر القوى بالانتقال إلى نقطة الانطلاق.
لحظات مؤثّرة
بانتظار بدء العرض، عُرِضَت أغنية مصوّرة بعنوان «تعلى وتتعمّر يا دار» للمطربة الراحلة صباح وأخرى بعنوان «بيبقى الوطن» للموسيقار الراحل ملحم بركات، تخليدًا لذكراهما. وقد تأثّر الحضور وعلى رأسهم الرئيس، وعلا التصفيق لهذين الفنّانَين اللذَين غنّيا لبنان وجيشه وأغنيا الذاكرة الفنّية بالأغاني الوطنيّة الجميلة.
ثمّ عُرِض فيلم إعلاني قصير من إنتاج مديرية التوجيه، حمل عنوان الحملة الإعلانية للاستقلال هذا العام «...وبقي الوطن». تضمّن الفيلم مشاهد حيّة من المهمات التي نفّذها الجيش والتي أحبط خلالها مخطّطات التنظيمات الإرهابية في معركة عرسال وما تلاها من مواجهات، إضافة إلى مشاهد من العمليات النوعيّة والخاطفة ضدّ هذه المجموعات، وتوقيف إرهابيين.
كذلك، تضمّن الفيلم مشاهد من المهمة الأساسية التي ينفّذها الجيش على الحدود في مواجهة العدو الإسرائيلي، وأخرى تتعلّق بدوريه الأمني والإنمائي في الداخل، إضافة إلى التعاون العسكري- المدني CIMIC وما حقّقته المؤسّسة العسكرية في مجال تطوير قدراتها العسكرية من خلال تسلّمها الأسلحة والأعتدة الحديثة من الدول الصديقة، وتفعيل ورش التدريب والتعليم بالتعاون مع هذه الدول.
...بقي الوطن، وبقي الاستقلال بفضل دماء الشهداء والجرحى وتضحيات الشجعان، وسيبقى بفضل توحّد اللبنانيين والتفافهم حول المؤسّسة العسكرية ودعمهم لها.
أعقب الفيلم كورال الجامعة اللبنانية ترافقه فرقة من موسيقى الجيش في مجموعة من الأغاني الوطنية، وأُطلِقَت البالونات بالألوان الحمراء والبيضاء والخضراء، ثمّ أعطى العميد الركن نمّور الأمر ببدء العرض.
... بالخطى الموقّعة
كانت أعيُن الجميع شاخصة إلى الطريق حيث ستمرّ الوحدات بتنظيمها المُتقَن وصفوفها المتراصّة وخطاها الموحّدة... وقف رئيس الجمهورية والمدعوّون احترامًا للتحيّة التي ستؤدّيها هذه الوحدات عند مرورها أمام المنصّة، وبدأ عرض الوحدات الراجلة بالخطى الموقّعة، وهي على التوالي:
الأعلام (علم الجيش، المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، المديرية العامة للأمن العام، المديرية العام لأمن الدولة، ومديرية الجمارك العامة)، البيارق الخفيفة، قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، الكلية الحربية، مدرسة الرتباء، القوات البحرية، القوات الجوية، معهد التعليم، لواء الحرس الجمهوري، الألوية: 1-2-3-5-6-7-8-10-11-12 واللوجستي، فوجا الحدود البرية الأول والثالث، سرية مكافحة الشغب (من فوج التدخل الثالث)، موسيقى قوى الأمن الداخلي، سريتا مشاة (إناث وذكور) من قوى الأمن الداخلي، ومثلهما من الأمن العام، أمن الدولة، الجمارك، الطبابة العسكرية، المركز العالي للرياضة العسكرية، مدرسة التزلّج، فوج الإطفاء، حرس بلدية مدينة بيروت، رابطة قدماء القوى المسلّحة اللبنانية، فصيلة نقّابين ومفرزة كلاب من فوج الهندسة، اللجنة الأولمبية، اتحاد كشاف لبنان، الاتحاد اللبناني للمرشدات والدليلات، لبنان المستقبل- المتفوّقون في جامعات لبنان، وخيّالة من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي.
... بالخطى الرياضيّة
بعدها عزفَت الموسيقى معزوفة الخطى الرياضية، فسارَت الوحدات كالآتي: مجموعة أولى مؤلّفة من سرايا أفواج التدخل (1-3-4-5-6)، سرية من الفهود وأخرى من شعبة المعلومات- فرع الحماية والتدخل. ثمّ مرّت مجموعة ثانية مؤلّفة من سرايا: فوج المغاوير، فرع مكافحة الإرهاب والتجسّس، الفوج المجوقل، وفوج مغاوير البحر...
بعدها عزفَت الموسيقى معزوفة الخطى الرياضية، فسارَت الوحدات كالآتي: مجموعة أولى مؤلّفة من سرايا أفواج التدخل (1-3-4-5-6)، سرية من الفهود وأخرى من شعبة المعلومات- فرع الحماية والتدخل. ثمّ مرّت مجموعة ثانية مؤلّفة من سرايا: فوج المغاوير، فرع مكافحة الإرهاب والتجسّس، الفوج المجوقل، وفوج مغاوير البحر...
... والوحدات المؤلّلة
أخيرًا، الوحدات المؤلّلة، وهي على التوالي: سرية إشارة، سرية م/د، الشرطة العسكرية، فوج المغاوير، فوج التدخل الرابع، لواء المشاة الحادي عشر، فوج المدرعات الأول، فوجا المدفعية الأول والثاني، الدفاع المدني، فوج الإطفاء والصليب الأحمر اللبناني. اختتم الاحتفال بمغادرة علم الجيش، ومن ثم غادر رئيس الجمهورية إلى القصر الجمهوري، حيث استقبل وفود المهنّئين بالعيد يحيط به الرؤساء بري وسلام والحريري.