متقاعد يتذكر

العريف المتقاعد جورج أبو عتمة
إعداد: باسكال معوض

المؤسسة العسكرية طبعت حياته بطابع النظام والإلتزام والاستقامة

في مؤسسة الجيش يلتقي الرجال فتجمعهم رفقة السلاح ووحدة الهدف. وعندما يخرجون منها تكون قد ترسخت في نفوسهم القيم والمبادئ التي التزموها سنوات طويلة, وعملوا بوحي منها في مختلف أوجه حياتهم لترافقهم مدى الحياة...
هذه السطور تختصر وجهة نظر العريف المتقاعد جورج أبو عتمة الذي نتعرف في ما يلي الى محطات في خدمته الطويلة. فهو أمضى في المؤسسة ثلاثون عاماً, وعندما خرج منها متقاعداً لم يلبث أن عاد إليها موظفاً مدنياً, وبهذه الصفة عمل في صفوفها عشر سنوات...

العريف المتقاعد جورج أبو عتمة من مواليد العام 1929. تطوّع في الجيش عند بلوغه العشرين من عمره, وكانت ثكنة الطرابلسي المحطة التي منها بدأ حياته العسكرية.
خدمته هناك لم تطل فقد تم اختياره مع اثنين من رفاقه للالتحاق بالحرس الجمهوري حيث خدم حتى العام 1958.
من الحرس الجمهوري تم تشكيله الى المدرسة الحربية, وفيها عمل كحلاق حتى تم تسريحه في العام 1979.
يقول العريف المتقاعد أبو عتمة, إن الانضباط كان العنوان الأول لحياته كعسكري ولعلاقاته برؤسائه ورفاقه على السواء. وخلال خدمته كما بعدها, تمتع دوماً برصيد كبير من محبة رفاقه وصداقتهم.
وهكذا فهو ما كاد يخرج من الجيش الى التقاعد حتى تم التعاقد معه ليتابع عمله من جديد كحلاّق في المدرسة الحربية, الى أن تقاعد نهائياً في العام 1991.
لكل عسكري من سنوات خدمته ذكريات تبقى أكثر حضوراً من سواها. ومما يذكره أبو عتمة في هذا المجال عقوبة ربما كانت فيما بعد من أسباب حرصه على هندامه العسكري في أحسن حال... في بدايات حياته العسكرية كان يوماً يسير في الشارع, ولم تكن أزرار بزته على ما يجب أن تكون... لحق به أحد أفراد الشرطة العسكرية من ساحة البرج الى الجميزة, ونظم بحقه عقوبة مدتها خمسة عشر يوماً...
وفي مجال آخر, تحضر في باله على الدوام بشكل خاص الأيام التي كانت تسبق تخرّج التلامذة الضباط في الأول من آب, حيث كانوا يمضون معظم شهر تموز في مخيم. تلك الفترة كانت أجمل أيام السنة بما يتخللها من سهرات حول نار المخيم وحكايات وأخبار وتقارب وإلفة بين الرفاق.
أخيراً, يقـول أبو عتـمة إن المؤسسة العسكريـة طبعت حياته العامـة والخاصة بطابـع النظـام والإلتـزام والدقـة والاستقامة... وهـذه السـمات يجسـدها سلوكـه وتعكسـها عائـلته...