قائد وقيادة

العماد قهوجي في «أمر اليوم» وحدتكم مرتكز أدائكم وميزان نجاحكم

في «أمر اليوم» الرقم واحد الذي أصدره العماد جان قهوجي قائد الجيش عقب تسلّمه مهام القيادة، عاهد العسكريين بأن لا يدخر جهداً في سبيل تعزيز قدرات الجيش، ودعاهم الى الثقة بأن وحدتهم هي مرتكز أدائهم وميزان نجاحهم، وهي الضمانة الأكيدة للحفاظ على الوحدة الوطنية.
هنا نص «أمر اليوم» الرقم 1.

 

أيها العسكريون
بالأمس القريب، حظيت مؤسستكم برفيع الشرف، حين قضت إرادة ممثلي الأمة بانتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية اللبنانية، في ظل إجماع وطني عارم وترحيب إقليمي ودولي قلّ نظيره، واليوم وبعد أن أوليت شرف تسلّم الأمانة في موقع قيادة الجيش، أشعر بالفخر والاعتزاز بهذه الفرصة، التي أتاحت لي أن أكون خلفاً لفخامته في مؤسسة تستند في أدائها إلى أسمى المبادئ الإنسانية والقيم الوطنية، ويتطلع إليها اللبنانيون بكثير من الاحترام والتقدير، انطلاقاً من رسالتها الجامعة، ودورها الكبير في الدفاع عن لبنان، والذود عن وحدته وسيادته واستقلاله.
إن أنظار اللبنانيين شاخصة إليكم في هذه المرحلة المثقلة بالتحديات، فهناك عدو على الحدود ما انفك يستهدف الوطن بأسره، وهناك إرهاب في أكثر من منطقة يزرع الرعب والخوف في النفوس، لذا يجب ألا نسمح بأن تمتد أيادي الغدر والعمالة إلى جسم الوطن، الذي لا يزال ينزف، وعلينا مضاعفة الجهود لوقف هذا النزف.


أيها العسكريون
أراني اليوم أجدّد القسم الذي آمنا به جميعاً والتزمناه منذ بداية الطريق، وفي يقيني أن الوفاء لهذا القسم وتجسيده إلى حقائق وأفعال مثمرة، يكون بالحفاظ على إرث المؤسسة الذي صنع بفضل دماء رفاقكم الشهداء وتضحياتكم الجسام، كما بالإخلاص للنهج القويم الذي أرسى دعائمه وحدد معالمه فخامة الرئيس، ويأتي في مقدمته، الولاء المطلق للمؤسسة والوطن، والبقاء على مسافة واحدة من الجميع، والتزام القوانين ومعايير العمل المؤسساتي، والتحلي بالمناقبية العسكرية والانضباط، والتصدي بكل قوة للعدو الإسرائيلي والإرهاب، والتمسك بروح المقاومة في وجه كل من يحاول التطاول على أرض لبنان وسلامة شعبه، وإلى جانب ذلك علينا مواصلة البناء على ما تحقق من إنجازات، متطلعين نحو المستقبل بكثير من الأمل والتصميم على دفع مسيرة تطوير المؤسسة قدماً نحو الأمام، لتبقى هذه المؤسسة مثالاً رائداً يحتذى. ومن موقعي أعاهدكم اليوم، بأن لا أدخر جهداً في سبيل تعزيز قدرات الجيش عديداً وعتاداً وتدريباً، إضافة إلى استثمار مكامن القوة لدى الشعب اللبناني، وصولاً إلى المستوى المنشود الذي يلبي طموحاتكم، ويؤهلكم للقيام بواجباتكم الدفاعية والأمنية على أكمل وجه.


أيها العسكريون
أنتم ذراع الشرعية وحماة مؤسساتها، وفي التفاف المواطنين حولكم أبلغ تعبير عن الثقة بدوركم المستمد من الإرادة الوطنية الجامعة، فلا تنحنوا أمام الصعاب مهما اشتد وزرها، ولا تجعلوا أي انقسام سياسي ينعكس على مؤسستكم. تشبثوا بوحدتكم التي تعمدت بدماء الشهداء، شهداء الجيش ولبنان.
تحية لكم أينما كنتم، رجالاً تذودون عن الوطن إلى جانب رفاقكم في سائر القوى الأمنية، فهذا الوطن هو لجميع أبنائه، إلى أي عائلة روحية أو منطقة انتموا، وفخر لكم أن تكونوا حماته وحماة شعبه الذي أثبت أنه شعب جدير بالحياة، يتماسك في وجه العواصف ولا يهون أمام المخاطر.


أيها العسكريون
ثقوا بأن وحدتكم تشكل مرتكز أدائكم وميزان نجاحكم، وهي الضمانة الأكيدة للحفاظ على الوحدة الوطنية، فلتبق عيونكم شاخصة إلى الجنوب لاستعادة الأرض التي لا تزال قيد الاحتلال، وإلى الداخل لترسيخ الأمن والاستقرار وتوفير المناخ الملائم لممارسة الديمقراطية والحريات العامة التي كفلها الدستور والقانون، بما يحمي مسيرة التوافق والبناء والنهوض التي أطلقها العهد الجديد وحكومة الوحدة الوطنية، وبما يحصن إرادة العيش المشترك التي أجمع عليها اللبنانيون.
اعلموا أن توفير الأمن يضمن الحفاظ على هيبة الدولة، وتذكروا دائماً أن هناك أصدقاء لكم أتوا من أنحاء العالم شتى لمؤازرتكم في تطبيق القرارات الدولية وحماية الجنوب، فتعاونوا معهم بروح الامتنان والمسؤولية العالية.
كونوا عضداً لمواطنيكم، وتعاملوا معهم بصدر رحب يتسع للجميع، ويد بيضاء تعطي بلا منّة ولا حساب، إذ ذاك تصونوا أمانة الشهداء وإرث مؤسستكم الغالي، وتبقوا ملاذ الشعب وسياج الوطن.