- En
- Fr
- عربي
كلمة ...
مع إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب العماد جوزاف عون رئيسًا للجمهورية، ينطلق لبنان نحو مرحلة جديدة حافلة بالتحديات، لكنها أيضًا مليئة بالأمل في أن تُحدِث تحوُّلًا تاريخيًّا نحو الأفضل، عقب سنوات من المعاناة والأزمات التي عصفت بالوطن وأنهكت أبناءه، وآخرها العدوان الإسرائيلي وما نتج عنه من وقوع آلاف الشهداء والجرحى وتدمير ممنهج واسع النطاق في مختلف المناطق.
يتضمن انتخاب العماد جوزاف عون جملة من العناوين التي ينبغي التوقف عندها، لا سيما أنه أنهى فترة طويلة من الفراغ الرئاسي، تخللها تراجُع واضح في عمل المؤسسات. هذه اللحظة التاريخية التي تداعى فيها نواب الأمة لاختيار قائد الجيش رمزًا للبلاد وحارسًا لنظامها ودستورها وأمينًا على استقلالها ووحدة أراضيها، هي خير دليل على الثقة الممنوحة للجيش بشخص قائده، ليس فقط كحامٍ للسيادة الوطنية وحافظ للأمن والاستقرار، إنما كركيزة للوحدة ومفتاح للخلاص في أوقات الأزمات.
وإذ يواجه لبنان صعوبات غير مسبوقة، متمثلة بالوضع الاقتصادي والمعيشي، وتباطؤ عمل المؤسسات، والتردّي العام في البنى التحتية والخدمات، بالتزامن مع التغيُّرات الإقليمية والدولية التي تنعكس على بلدنا، يواصل الجيش صموده مجسّدًا التضحية والالتزام الراسخ بأداء الواجب، مثبتًا أنه كان على الدوام الخيار الصحيح لحماية لبنان. وهو يتحمل اليوم مسؤولية شديدة الحساسية من خلال متابعة مراحل اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب العدو الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.
يحمل العماد عون إذًا تطلعات شعب يتوق إلى الطمأنينة والتقدم والازدهار، والأمل كبير في أن يكون عهده امتدادًا لسنوات طويلة قضاها ضابطًا حريصًا على خدمة وطنه. ولا يسعُنا في هذه اللحظة إلا تأكيد تفاني الجيش المطلق لأداء مهمته المقدسة سيرًا على نهج فخامة الرئيس. ولا بد هنا من التوقف عند تضحيات شهدائنا وجرحانا، فدماؤهم هي إرثنا الأغلى الشاهد على إخلاصهم وشجاعتهم، ولولا تضحياتهم لما بقي الوطن.
وفيما نتطلع إلى المستقبل بأمل متجدد بقيادة فخامة الرئيس العماد جوزاف عون، نؤكد تمسكنا بمسيرة الشرف والتضحية والوفاء، متفائلين بعهد من الأمان والاستقرار والتقدم، يستعيد فيه لبنان مكانته ودوره الحقيقي.
العميد حسين غدار
مدير التوجيه