وفاءً لهم

أكّد الرئيس عون أنّ «لا شيء يعوّض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن الذي حلم به شهداؤنا واستشهدوا من أجله»، مشيرًا إلى أنّ وعده لهم حين كان في المنفى، أن لا يترك النضال إلّا كي يعود إلى الوطن ويؤمّن لأبنائهم حياة كريمة يسودها الأمان في لبنان حرّ، سيّد ومستقل.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله، مجموعة من أبناء العسكريين الشهداء في حضور اللبنانية الأولى السيدة ناديا الشامي عون، ومدير عام رئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير.

الرئيس عون
رحّب الرئيس عون بالوفد في قصر بعبدا، وعبّر عن سعادته واللبنانية الأولى باستقباله وقال: ألتقي بكم اليوم وقد عادت بي الذاكرة إلى مكان آخر، حيث أستذكر والد كل واحد منكم كان قد استشهد خلال القتال أو خلال القيام بعمليات ومهمّات أمنية في الداخل أو على الحدود، وأؤكد أنّ هذا الدم سقط كي يُحفظ الوطن.
وأضاف: لقد سُئلت عندما كنت في المنفى عن سبب استمراري بممارسة العمل السياسي، فيما نسي الناس نداء «يا شعب لبنان العظيم»، فأكّدت حينها ردًا على السؤال أنّ شعب لبنان عظيم، ولكن ظروفه أصبحت سيّئة، وأنا كنت وقّعت عقدًا لا أستطيع إلغاءه من طرف واحد، لأنّ الشريك الثاني قد رحل. وهذا الشريك هو شهداؤنا، وقد كان وعدي لهم أنّني لن أترك النضال إلّا كي أعود إلى الوطن، وأؤمّن لأبنائهم حياة كريمة، يسودها الأمان، في لبنان حرّ، سيّد ومستقل، حتى لو تركني العالم كلّه سأبقى أناضل منفردًا. وهذا كان قسمًا بالنسبة لي، وقد واصلت النضال إلى حين عودتي إلى لبنان.
وتابع قائلًا: لا شيء يعوّض خسارة الاستشهاد سوى متابعة النضال في سبيل الوطن الذي حلم به شهداؤنا واستشهدوا من أجله. فهؤلاء هم الأبطال.
وختم الرئيس عون متوجّهًا إلى أبناء الشهداء بالقول: «نحبّكم، والمحبة هي أهم ما يمكن أن نقدّمه لكم، واعتبروني بمثابة والدكم».
 
النائب معلوف
النائب إدغار معلوف نجل العميد الطيّار الشهيد بول معلوف ألقى باسم الوفد كلمة شكر فيها رئيس الجمهورية وعقيلته على استقبالهما لمجموعة من أبناء شهداء الجيش عشيّة الأول من آب، وتوجّه إليهما بالتهنئة مؤكّدًا أنّ الجميع يعلم مدى حرص الرئيس عون، كقائد أعلى للقوّات المسلّحة، على أبناء شهداء الجيش. وممّا قال: نحن نشعر بالأمان، لأنّنا نعرف حرصكم الكبير على المؤسسة العسكرية، وعلى أولاد الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم فداء للوطن.

السيدة صدقة
وألقت السيدة حياة صدقة (زوجة الرائد الشهيد الطيّار جورج صدقة، ووالدة الملازم أول الطيّار الشهيد هادي صدقة) كلمة قالت فيها: نحن عائلات العسكريين الذين استشهدوا كي يبقى لبنان سيّدًا حرًّا مستقلًا، نفتخر بكلّ واحد منهم، وندرك جيدًا أنّ دمهم لم يذهب سدى، وأنّ فخامتكم تحملونهم في قلبكم وفكركم ووجدانكم.
إنّ العهد الذي يربطكم بشهدائنا، ووعدكم بتحقيق لبنان القوي، ووجودكم على رأس الدولة اللبنانية، عزّز فينا الأمل بأنّنا وأولادنا سنعيش في بلد ترسمون مستقبله، قوي على قدر تطلّعاتنا وطموحاتنا...
لدينا ملء الثقة بجيشنا القوي، وبقائده الذي وضع في سلّم أولوياته الشهداء وعائلاتهم والحرص على المؤسسة العسكرية ورعايته كل عناصرها.
 
كلمة أبناء الشهداء
كريس سلّوم (نجل المقدم الشهيد إبراهيم سلّوم) تحدّث باسم أبناء الشهداء فقال:» إنّ لبنان يذكر اليوم شهداء الجيش، يذكر آباءنا الذين فقدناهم وهم يرتدون البزّة العسكرية، ويقول عنهم اللبنانيون أنّهم أبطال كونهم قدّموا دماءهم من أجل أن نعيش بأمان.
«فخامة الرئيس، كنتم قائدًا للجيش، لذلك أنتم أكثر من تفهمون ما نشعر به...
أنتم باعتراف الجميع «بيّ الكلّ»، ونحن نفتخر بكم ونعلم مقدار محبّتكم للجيش ومحبّتكم لنا، ونحن بدورنا نبادلكم المحبة».

جولة في القصر
في ختام اللقاء، تمّ التقاط الصور التذكارية، ثمّ صافح الرئيس عون وعقيلته أبناء الشهداء الذين قاموا برفقة السيّدة عون بجولة في أرجاء القصر الجمهوري، رافعين علمي لبنان والجيش. وخلال الجولة التي شملت قاعتي الإعلام ومجلس الوزراء، استمع الوفد إلى شروحات عنهما. وقد عبّر الأولاد عن سعادتهم لزيارتهم القصر الجمهوري، مقدّمين التهنئة للّبنانية الأولى بعيد الجيش. مؤكّدين تعلّقهم بالوطن وثقتهم بالمؤسسة العسكرية.