ذكرى وتكريم

القوات الجوية كرّمت خمسة شهداء
إعداد: ندين البلعة

في احتفال مهيب حضره رئيس الأركان ممثلاً العماد قائد الجيش

 

كرّمت القوات الجوية شهداءها في قاعدة رياق الجوية نهار الجمعة في 11 أيار 2007. حضر حفل التكريم رئيس الأركان اللواء الركن شوقي المصري ممثلاً قائد الجيش العماد ميشال سليمان، والعميد الركن الطيّار نهاد ذبيان قائد القوات الجوية، وجمع من الضباط والعسكريين وأهالي الشهداء الخمسة: الملازم الأول الطيار الشهيد هادي صدقة، الملازم الأول الطيار الشهيد ألبير مسلّم، المؤهل الأول الشهيد نزار عبيد، المعاون الأول الشهيد ريمون عزيز والمعاون الشهيد حسين كبار.

وعلى وقع نشيد الشهداء ولازمة النشيد الوطني اللبناني تقدّم رئيس الأركان لوضع إكليل زهر أمام اللوحة التي أُزيح عنها الستار، وقد حُفرت عليها أسماء الشهداء.

تبع ذلك عرض جوّي للطائرات المروحية الخاصة بالقاعدة الجوية.

ثم ألقى اللواء الركن شوقي المصري كلمة قائد الجيش تحت عنوان «أرواح الشهداء تحلّق الى أبعد من الفضاء، الى عالم المجد والخلود» وجاء فيها:

«بالأمس القريب، كان الجيش على موعد مع تكريم قافلة من شهدائه الأبرار، سقطوا في إبان العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان، دفاعاً عن تراب الوطن وكرامة أبنائه.

واليوم نكرّم بكل فخر واعتزاز كوكبة من شهداء القوات الجوية، انضموا الى مَن سبقهم على طريق الشهادة، ليصنعوا بدمائهم الزكية إرثاً مشرقاً، يُضاف الى إرث جيشهم الزاخر أمجاداً وبطولات.

نسور الجو عندنا، روّاد بطولة وتضحية، كبرياؤهم من شموخ الأرز الخالد، وشُمّ الجبال، وتواضعهم من سكينة الوهاد المترقبة مطلع الشمس والنجوم. وحدها مساحات الفضاء الرحبة تتسع لطموحاتهم وعزائمهم، ينظرون من علٍ الى أرضهم المعطاء، وملء عيونهم وطن معافى، وشعب هانئ مطمئن الى الغد والمصير.

زادُهم موهبة محصنة بالعلم والمعرفة، وشجاعة من غير حدود، ومسؤولية منيعة الأسوار، وقبل كل ذلك، إيمان مطلق بالرسالة واستعداد دائم للبذل والتضحية حتى الشهادة.

يتآلفون مع السهر والتعب، ويتعايشون مع الخطر، دماؤهم على الأكف، تسقط نقطة نقطة، وجرعة جرعة، ونصب أعينهم دائماً أجساد تلتحف تراب الوطن، وأرواح تحلّق الى أبعد من الفضاء، الى عالم المجد والخلود...

تعلّموا في مدرسة الشرف والتضحية والوفاء أن الأوطان لا تحيا إلاّ بالدماء، وأن مستقبل الأجيال تخطه تضحيات الأسلاف، ومن أجل ذلك لا تتوقف دورة العطاء في أزمنتهم، فهم في الحرب حماة لرفاقهم في البر والبحر، وفي السلم ينفذون مهاماً متواصلة، من التدريب الى إطفاء الحرائق، الى إغاثة منكوبين وإنقاذ مواطنين خلال الكوارث الطبيعية، وغيرها الكثير الكثير من المهام الطارئة.

لا مجال لتسلّل الخوف أو الشك الى نفوسهم، أو التردّد إزاء ضيق ذات اليد، فهم يؤمنون بأن لا مستحيل أمام إرادة الرجال المتسلّحين بقوة الحق والإيمان.

هذا قبسٌ من مسيرة القوات الجوية، التي لم يتوانَ أبناؤها يوماً الى جانب إخوتهم في سائر أسلحة الجيش، عن تقديم الغالي والنفيس التزاماً بالواجب العسكري الذي نذروا حياتهم في سبيله وأقسموا عليه يمين الولاء.

إن الوفاء لدماء شهدائنا الأبرار هو أمانة في الأعناق، نحفظها بالتزام ما آمنوا به، وبذلوا في سبيله، وأيضاً من خلال تأمين كل ما يليق بتضحياتهم التي لا تقاس بأي ثمن.

عهداً ووعداً نقطعه لهم، أن نجعل من مآثرهم الحية أغراس إيمان تنبت في محراب الجيش، ليظل الوطن عنوان كل تضحية وفداء. وطنٌ يملأ ساحاته الأبطال، وتضج سماؤه بأحلام النسور».

بعد الكلمة، تمّ تسليم درع القوات الجوية لأهالي الشهداء الخمسة. ثم اختُتم الحفل بأداء التحية مع عرض أخير للمروحيات. 

 

كتيّب في المناسبة: نسور الجو روّاد بطولة وتضحية

تحت عنوان «نسور الجو روّاد بطولة وتضحية» أصدرت قيادة القوات الجوية كتيّباً وزّع على المشاركين في الاحتفال، تضمن كلمة قائد الجيـش العمـاد ميشـال سليمـان التي ألقيـت في الاحتفال، وكلمة قائد القوات الجوية العميد الركن الطيار نهاد ذبيان ونبذة عن حياة كل من الشهداء الخمسة، الى قصيدة بعنوان «الأبطال».