عبارة

الكلمة سلاح آخر
إعداد: العميد علي قانصو
مدير التوجيه

ليس احتفاء القيادة بالجسم الإعلامي بين الحين والحين، مجرّد تكريم رمزي شكلي، بقدر ما هو تأكيد على الدّور الإيجابي الفعّال الذي يؤدّيه الإعلام في الحفاظ على الوطن، وإظهار حقوقه، ودعم قضاياه على كلّ صعيد، وفي كلّ مكان، خصوصًا مع القفزة الطّويلة الشّاسعة التي أدركتها وسائل الاتّصال، بحيث باتت المعلومة تبلغ أي محطة في العالم بالتزامن الدقيق مع بلوغها الأسماع المحليّة القريبة.
وتتكامل الرسالة الوطنية في صون البلاد، بين الجيش والإعلام، خصوصًا على صعيد الإعلاميين اللبنانيين، سواء عملوا في وسائل لبنانية أو أجنبية، مكتوبة ومسموعة ومرئية، نظرًا إلى أنّ القضية تعني كلّ مواطن، في أمنه ورزقه وطموحه، وقدرته على الاستمرار في خدمة نفسه وعائلته، وبالتالي بلاده. إلاّ أنّ ذلك يشمل أيضًا الإعلاميين الأجانب، لأنّ لبنان ليس منفصلاً عن العالم، ولا عن قضاياه الإنسانية، وهو عضو مؤسس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وما مواجهته للإرهاب إلا إسهام واضح في خدمة السلم أنّى يكن، وفي ترسيخ التعاون بين البشر، ورفض العنصرية والفئوية والتمييز بين الناس، دينًا وفكرًا ولونًا ولغة...
والجيش في ظلّ الحريّة، والحرية الإعلاميّة على وجه الخصوص، التي يعتمدها ويرعاها ويحافظ عليها، مستمر في التأكيد على أنّ الأمر لا بدّ أن يكون مرتبطًا بالحسّ الإعلامي الرّصين، والمصداقية والموضوعية، بعيداً من التّسابق الذي قد يؤدّي إلى التهوّر والسقوط والفوضى، ساعة لا ينفع التّصويب المتأخر ولا التّعديل ولا الاعتذار.
نقول ذلك مع التذكير بأنّ القيادة لا تحبس معلوماتها عن وسائل الإعلام، وهي ترفدهم ببياناتها وتوضيحاتها بشكلٍ مستمر، وفي كلّ مناسبة، وتتشاطر معهم شرف الحفاظ على الوطن وحماية قيمه الاجتماعية، فالكلمة سلاح كما البندقيّة، وكم من مرّة ردّد فيها قائد الجيش: إن كان بإمكاني أن أربح معركة من دون حرب، أكون أشدّ رضًا وأهدأ بالًا وأوفر نجاحًا.