يدًا بيد

اللقاء البرلماني الثاني لمصابي الألغام في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
إعداد: نينا عقل خليل

برعاية رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه برّي، وبدعوة من الأمانة العامة لمجلس النواب والمركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام واللجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام، نظّم مجلس النواب في اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، «اللقاء البرلماني الثاني لمصابي الألغام مناصرة للقانون 220/2000»، وذلك في القاعة العامة للمجلس.
حضر اللقاء رئيسة الجمعية اللبنانية لرعاية المعوّقين رنده عاصي برّي ممثّلة الرئيس برّي، ووزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال بيار بو عاصي، وعدد من النواب، ورئيس المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام العميد الركن زياد نصر ممثلًا قائد الجيش، وممثّل الاتحاد الأوروبي راي ميلين، وشخصيات.

 

كلمة ممثّل القيادة
بعد النشيد الوطني وكلمة الدكتورة حبوبة عون ممثّلة اللجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام، ألقى العميد الركن نصر كلمة قال فيها: «يصادف الثالث من كانون الأول من كل عام اليوم العالمي لذوي الحاجات الخاصة، وهو اليوم الذي خصّصته لهم الأمم المتحدة منذ العام 1992. يهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم لقضايا الإعاقة ودعم ذوي الحاجات الخاصة في مختلف المجالات، والتي تضمن الاندماج الكلّي لهؤلاء في المجتمع الذي ينتمون إليه.
نحتفل اليوم وللسنة الثانية على التوالي هنا في مجلس النواب برعايةٍ كريمة من دولة رئيس المجلس الأستاذ نبيه برّي، حيث يوجد بيننا عدد من مصابي الألغام والقنابل العنقودية في لبنان، آملين من سعادتكم العمل الجاد على وضع المراسيم التطبيقية للقانون 220 /2000 الخاص بالمعوّقين في لبنان بمن فيهم ضحايا الألغام والقنابل العنقودية والصادر عن مجلسكم الكريم منذ العام 2000».
وأضاف: «نعمل في المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام في الجيش اللبناني، ضمن المرتكزات الأساسية للأعمال المتعلّقة بالألغام، في مجالات تنظيف الأراضي اللبنانية من الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجرة التي خلّفتها الحرب الأهلية والحروب الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان، والجماعات الإرهابية في جرود عرسال ورأس بعلبك، بالإضافة إلى التوعية على أخطار الألغام والقنابل العنقودية. كما نسعى باستمرار إلى التواصل مع الجهات المانحة ضمن الإمكانات المتاحة لمساعدة مصابي الألغام والقنابل العنقودية بالتعاون مع اللجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام لتأمين المستلزمات الأساسية للعناية الصحّية».
وتابع: «إنّ هؤلاء المصابين يستحقّون منا الكثير لتمكينهم من الاندماج في مجتمعاتهم كجزء لا يتجزأ من أهداف التنمية المستدامة ليتمكّن الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة من الاضطلاع بدورٍ فاعل في المجتمع وبخاصة في سباق العمل الإنساني، وللتنمية وإزالة الحواجز التي تعترض حياتهم الطبيعية، وضمان حقوقهم في المجالات التي تمكّنهم من الاندماج في الحياة المجتمعية وتذليل الصعاب التي تواجههم»...

 

السيدة برّي
كذلك، كانت كلمة لكلّ من ممثّل الاتحاد الأوروبي وممثّلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. بدورها، ألقت السيّدة برّي كلمة راعي الاحتفال، ومما قالت: اسمحوا لي، ونحن في رحاب اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة، أن أتوجّه بالتحية إلى هذه الفئة الإنسانية... المجبولة بفائضٍ إنساني لا يُقاس وبحبٍ لا ينضب وإخلاصٍ لا حدود له... وأضافت: «بين اللقاء البرلماني الأول الذي عالج موضوع التوعية على أخطار الألغام وعنوان اللقاء اليوم عُرى وروابط من الصعوبة بمكان فصل أحدهما عن الآخر.
فعلى الرغم من الإنجازات المتواصلة التي حقّقتها وما زالت تحقّقها فرق الهندسة في الجيش من خلال المركز اللبناني للأعمال المتعلّقة بالألغام، وكذلك قوات الطوارئ الدولية والشركاء الدوليون ونجاحهم في تقليص المساحات الملوّثة بالألغام والقنابل العنقودية، إلى ما نسبته 69 في المئة من إجمالي المساحة المنوي تنظيفها كلّيًا، لكنّ النزف البشري الناجم عن هذا الاحتلال المقنّع لمساحات شاسعة من لبنان في مختلف المحافظات، ولا سيّما في الجنوب جرّاء ما خلّفته العدوانية الإسرائيلية من قنابل عنقودية وعند الحدود الشرقية جرّاء وجود الجماعات الإرهابية، لا يزال متواصلًا ومستمرًا بحيث بلغ إجمالي الضحايا 3797 ضحية، و2879 جريحًا معظمهم أُصيب بإعاقات دائمة، 918 شهيدًا وليس آخرهم ابن بلدة راميا الحدودية المرحوم الحاج شبلي عيسى.
فقصة الشهيد شبلي عيسى تختصر كل الحكايات بفصولها المأسوية الدامية، والمفتوحة في آنٍ على صفحات الصمود والبطولة والتعلّق بالأرض والوطن ولقمة العيش المغمّسة بالدم في كثيرٍ من الأحيان. شبلي عيسى الحاج الجليل الذي لم يكد يخلع ثياب الحداد على ابنه علي الذي قضى شهيدًا بفعل انفجار لغمٍ أرضي خلال اعتنائه بمحصول التبغ وجمعه له، وبعد سنوات قليلة وفي الحقل نفسه، وفوق التراب الذي جُبل بدم نجله، يلاقي مصير ابنه نفسه... وليطرح بدمه ودم ابنه ودماء العشرات من الأطفال والمدنيين جملة من الأسئلة: متى يلتئم هذا الجرح؟ وكيف السبيل إلى الخروج من هذه الدوامة القاتلة؟ وما هي الأدوار المَنوطة بالدولة حيال هذا الملف النازف شهداء وجرحى معظمهم مدنيون وأطفال وجلّهم من ذوي احتياجات خاصة ؟ وما هي الحقوق المترتبة على السلطات المعنية حيالهم عمومًا ومنهم الناجون من الألغام؟».
وقالت: «اسمحوا لي الآن من موقعي كرئيسة للجمعية اللبنانية لرعاية المعوّقين أنّ أُقارب الأجوبة على هذه التساؤلات وأن أعود إلى العنوان الرئيسي الذي نلتقي من أجله اليوم «مناصرة القانون 220 /2000» والتضامن مع مصابي الألغام. انطلاقًا ممّا تقدّم نطالب الحكومة والوزارات المعنية إلى المبادرة باتجاه سلسلة من الخطوات... وكما كنّا في الجمعيّة اللبنانية لرعاية المعوّقين في طليعة من تبنّى قضية ذوي الحاجات الخاصة بكلّ عناوينها تأهيلًا ورعايةً واحتضانًا، سنكون أيضًا في طليعة المناضلين من أجل تبنّي حقوقهم كاملة من دون أي انتقاص»...

 

مداخلات
بعد الكلمات، قدم عدد من مصابي الألغام والقنابل العنقودية مداخلات، فتحدث أحمد خالد (من جمعية «الرؤيا للتنمية والتأهيل والرعاية») مشددًا على «حق كلّ شخص معوّق في الإفادة من الخدمات الاجتماعية وفق القانون 220 /2000 وعلى نفقة الدولة. كما تحدّث عماد خشان (من «مؤسسة جرحى الحرب ومصابيها في لبنان والهيئة الصحّية الإسلامية») عن «حق العمل»، وتناول علي خليل (من «الجمعية اللبنانية للرعاية الصحّية والاجتماعية» وجمعية «كشافة الرسالة الإسلامية») عن «الحق في التربية والتعليم»، بينما تحدث نزيه صعب (من «الجمعية اللبنانية لرعاية المعوقين») عن «الحق في الدمج المجتمعي»...
 

الوزير بو عاصي
وكانت كلمة للوزير بو عاصي الذي تحدث عن «القانون 220 /2000» مؤكّدًا حق المعوّقين في العمل، متمنيًا الانطلاق بورشٍ جديدة تسمح بانطلاق المسار يجعل مجتمعنا حاضنًا للأشخاص ذوي الاحتياجات.
كذلك تحدث النائب بكر الحجيري وممثّلو عدة وزارات قبل إعلان التوصيات.

 

التوصيات
ختامًا، تلا النائب ميشال موسى التوصيات وقد جاء فيها:
• الطلب من مجلس النواب إعادة تأكيد أهمية القانون 220 /2000 وأهمية تنفيذه، والطلب من الحكومة اللبنانية الإسراع في تنفيذه وإصدار المراسيم الخاصة به.
• تفعيل الهيئات والمؤسسات التي تُعنى بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وإعطائها الصلاحيات التي تخوّلها اتخاذ القرارات المناسبة لمصلحتهم.
• اهتمام الحكومة جدّيًا بتأمين حق الاستشفاء والرعاية الاجتماعية وضمان حق التوظيف والعمل للأشخاص ذوي الإعاقة...
• مطالبة الحكومة بزيادة دعمها ومساهمتها في البرامج والجهود الوطنية التي تُعنى برفع الأضرار الناجمة عن الألغام والقنابل العنقودية والذخائر غير المنفجـرة، علـى الصُعـد الفنيـة والإداريـة والتوعويـة والاقتصاديـة والاجتماعيــة....