الجيش والمجتمع

المؤسسة العسكريّة ونشر ثقافة القانون الإنساني
إعداد: ليال صقر الفحل

بحضور العميد الركن علي مكّه ممثّلاً قائد الجيش العماد جان قهوجي، إلى جانب عددٍ من الضباط، وعمداء كلّيّات الحقوق في الجامعات اللبنانيّة، وعددٍ من الأساتذة الجامعيين، وممثّلين عن اللجنة الدوليّة للصّليب الأحمر اللبناني والمنظّمات الإنسانيّة، أقيم في كلّيّة فؤاد شهاب للقيادة والأركان، حفل تخريج ثلاثين طالبًا جامعيًّا سبق أن تابعوا دورة في القانون الدولي الإنساني.
وتنفيذًا لهذه الخطوة النوعيّة في تحقيق التفاعل المباشر بين المؤسسة العسكريّة والمجتمع اللبناني عمومًا والجيل الثقافي الصاعد على وجه الخصوص، تولّى فريق من الضباط تدريب الطلاب لمدّة أسبـوع كامل.

30 طالبًا جامعيًّا يتدرّبون ويتسلّمون شهاداتهم
في كلّية فؤاد شهاب للقيادة والأركان


لقاء السيف والقلم
بمناسبة التخريج، ألقى ممثل قائد الجيش كلمة هنّأ فيها الطلاب وأثنى على جهودهم التي بذلوها في أثناء فترة التدريب.
كما شرح الهدف الذي سعت إليه قيادة الجيش من خلال هذا التعاون وهو تعزيز التفاعل المباشر بين المؤسسة العسكريّة الضامنة لسيادة الوطن واستقلاله من جهة، والشباب اللبناني ذخيرة الوطن ومستقبله من جهة ثانية، وذلك عبر نشر التوعية في ما يتعلّق بحقوق الإنسان والمساهمة في نشر ثقافة السلام. وقد أمِل العميد الركن في كلمته أيضًا أن تتبع هذه التجربة خطوات لاحقة في سلوك درب التطوير ونبذ الأطُر البالية في الأيام المقبلة، نظرًا إلى أنّ الشباب اللبناني المثقّف هو معقد الأمل والرجاء ولأنّ المسؤوليّة التي سوف تلقى على كاهله في مقبل الأيام جسيمة ودقيقة من اجل الإنتقال به من حاله الراهنة إلى مستقبلٍ أكثر استقرارًا وازدهارًا.
بدوره، ألقى مدير الدورة رئيس مكتب القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في أركان الجيش للعديد العميد الركن نعيم زيادة كلمةً، شكر فيها اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر اللبناني على مساهمتها في إنجاح هذه الدورة من خلال تزويد الطلاب بكتبٍ عن اتفاقيات جنيف.
كما تلت الناطقة باسم المتخرّجين بيرت أبي خليل كلمة الطلاب، التي شكرت فيها قيادة الجيش على استضافة الشباب اللبناني الجامعي، وإعطائه فرصة الغوص في عمق القانون الدولي الإنساني.
وفي الختام، جرى تسليم الشهادات إلى المتخرّجين وهم من: مختلف فروع الجامعات اللبنانيّة، جامعة القديس يوسف، جامعة الروح القدس- الكسليك، جامعة الحكمة، جامعة بيروت العربيّة، الجامعة الإسلاميّة وجامعة الجنان – طرابلس. كما أقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

 

أضواء على الدورة
العميد الركن نعيم زيادة شرح لمجلّة «الجيش» الهدف من هذه الدورة، مؤكدًا أنّ طلاب الحقوق الذين شاركوا فيها بنوا قاعدة متينة حول القانون الدولي الإنساني ستساعدهم في المستقبل إذا ما أرادوا التخصّص في هذا المجال، وستفتح لهم الأفق ليكونوا مستشارين قانونيّين في ما بعد.
وأضاف: إنطلاقًا من فكرة أنّ الشباب اللبناني المثقّف يطمح دائمًا إلى المعرفة الموثّقة والشاملة، فتحت قيادة الجيش الباب واسعًا أمام هؤلاء من خلال دعوتها الجامعات اللبنانية المختلفة إلى مشاركة طلاب الحقوق- السنة الرابعة وما فوق في هذه الدورة لاكتساب المهارات. وأضاف العميد الركن زيادة أنّ المعرفة إذا ما اقترنت لدى شبابنا المثقّف الذي يمثّل الغد الواعد بإرادة العمل، سيشقّ النجاح له طريقًا في مستقبلهم المهني، مشيرًا إلى أنّ المنظور العسكري للقانون الدولي الإنساني لا يمكن مقاربته في الجامعات حتى على يد أصحاب الخبرة في مجال الحقوق. فالمهارات والمعارف المكتسبة، هي جزء من العلوم العسكرية ومن بعض القوانين التي تكوّن الإطار الشامل للمنحى القانوني للنزاعات المسلّحة الدولية وغير الدولية.
وأكّد العميـد الركن زيـادة أنّ الغـرض العسكري للقانون الدولي الإنساني، يتبع في منهجيّته الهيكليّة الطبيعية للقيـادة العسكرية وعملية صنع القرار، إنطلاقًا من المستوى الاستراتيجي إلى مستـوى بقعة المعركة، حيث تؤخذ القرارات التكتيّة بصورة فوريّة.
وفي الإطار عينه، لفت إلى أنّ الدورة التي استمرّت لنحو أسبوع، والتي تابع خلالها المتخرجون عددًا من المحاضرات ألقاها عليهم نخبة من كبار ضباط الجيش، تخلّلتها دراسات تطبيقيّة تناولت حالات معيّنة منها النزاعات الحديثة، وقد عمل الطلاّب على حلّها ومعالجتها ومناقشتها ضمن مجموعات عمل، كما أخضع الضباط الطلاب لاختبار خطّي في نهاية الدورة.

 

خطوة فريدة من نوعها
أما الطلاّب المشاركون، فقد أجمعوا على اعتبار الدورة فريدة من نوعها وجديدة على صعيد التعامل بين المؤسسة العسكرية والفئة الشبابية الجامعية، وهي خطوة فاعلة في تفعيل هذا التعاون، وفي تكوين فكرة عامة حول معاهدات القانون الدولي الإنساني.
غريس عيسى (دراسات عليا) من الجامعة اللبنانية، ستيفاني جلوان (جامعة الروح القدس الكسليك)، ردينة أورفلي (جامعة بيروت العربية)، حسين مرتضى (الجامعة اللبنانية) وجورج سابا (جامعة الحكمة)، (جميعهم طلاب حقوق في السنة الرابعة)، يجمعون على أنّهم اطّلعوا من الضباط ومن الممثلين عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر اللبناني والمنظمات الإنسانية، على المسؤولية التي يرتّبها القانون الدولي الإنساني ومسؤولية الدولة في تطبيق بنوده. كما أشاروا إلى اكتسابهم معلومات وافرة أدّت إلى بناء أسس صالحة يمكن أن يبنوا عليها قاعدة إذا رغبوا في التخصّص لاحقًا في مجال القانون الدولي. وهم شدّدوا على اكتسابهم معرفة شاملة في ما يخصّ الأوضاع الاستراتيجية في حال النزاعات المسلّحة، مشيرين إلى تزوّدهم مهارات ومعارف تمكّنهم من معالجة معضلات القانون الدولي الإنساني لاحقًا.
وقد لفت معظمهم إلى نقطة أساسية، تمثّلت في إتاحة هذه الدورة لهم مجال القراءة القانونية لأخبار النزاعات المسلّحة في الجرائد من جهة، وأخبار المحطات التلفزيونية من جهةٍ ثانية، خصوصًا مع اتجاه هذه المحطات إلى نشر الأخبار أحيانًا من دون مراعاة معايير الموضوعية وبطريقة تتناسب مع اتجاهاتها السياسيّة.


فريق التدريب
ضمّ فريق التدريب كلاًّ من: مدير الدورة رئيس مكتب القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان في أركان الجيش للعديد العميد الركن نعيم زيادة، والعقيد الركن فادي بو خزعا من معهد التعليم- مدرسة الرتباء، والعقيد الركن مروان عازار من كليّة فؤاد شهاب للقيادة والأركان، والعقيد الركن وسيم الحلبي من أركان الجيش للعمليّات- مديريّة العمليّات، والعقيد الركن بطرس لبه جيان من الكليّة الحربيّة، والرائد ميشال عبدو من مقرّ عام الجيش.