- En
- Fr
- عربي
متقاعد يتذكر
صفحة الذكريات هذه يكتبها كل عدد فرد متقاعد من المؤسسة العسكرية، لم يتقاعد حبه المخزون للوطن وللبذلة المرقطة. صفحة تحاول اختزال حياة من الشرف والتضحية والوفاء، وضغطها في مقابلة اهم ما فيها انها صورة مضيئة لرتباء وافراد رهنوا حياتهم وعرقهم ودمهم للجيش، وكسبوا الرهان.
«... لم أفكر بأي وظيفة أو عمل آخر، كان الجيش قد «أخذ عقلي». فبعد أن حصلت على شهادة البكالوريا - القسم الثاني، توجهت الى ثكنة شكري غانم في الفياضية صباح 16 أيار العام 1980. وفي هذه الثكنة قدمت أوراقي وخضعت لامتحانات صحية ورياضية لإثبات أهليتي للانخراط في هذه المؤسسة».
هكذا يبدأ المؤهل الأول حسن حسن حديثه عن نحو ربع قرن من الزمن خدم خلالها في صفوف الجيش، قبل أن يُحال على التقاعد.
يقول المؤهل الاول حسن:
بعد أن أنهيت دورة الاغرار شكلت الى الكتيبة 64 في فوج المدرعات. بعدها انتسبت الى مدرسة الرتباء وكانت يومها في حمانا، لأتخرّج منها بعد سنتين برتبة رقيب.
شكّلت الى الكتيبة 74 في اللواء السابع الذي كان متمركزاً في ثكنة المدينة الكشفية في البترون، وعملت بداية كمساعد أمين سر اللواء وبعدها كأمين للسر وبقيت في مركزي حوالى 6 سنوات.
في بداية التسعينيات انتقلت الى مديرية الشؤون الجغرافية في الفياضية ومن بعدها في عاريا، حيث بقيت حتى تقاعدي في الأول من أيار العام 2006، بعد أن خدمت 26 سنة في الجيش وخرجت برتبة مؤهل اول.
يحمل المؤهل الأول حسن حسن من سني خدمته في الجيش، ذكريات وعلامات. في سياق المكافآت يفتخر بتنويه من العماد قائد الجيش، وبوسام الجرحى الذي ناله إثر تعرضه للاصابة مع رفاق له مطلع الثمانينيات.
أما أكثر العلامات رسوخاً في نفسه، فتلك المبادئ والقيم التي تطبع الحياة العسكرية، ويجسدها العسكريون سلوكاً يومياً إبان خدمتهم، من دون أن تفارقهم اذا تقاعدوا.
اليوم وبعد مرور نحو احد عشر عاماً على تقاعده، ما زال المؤهل الاول حسن يشعر بالغربة بعيداً عن حياة الثكنة والعسكر. يشعر بالحنين الى اجواء طبعتها الإلفة والنزاهة والانضباط والتعاون والتفاني في خدمة الآخرين، ويشتاق الى رفاق جمعته بهم ساحات خطر وواجب وقضية.