- En
- Fr
- عربي
مناورات
شدّد قائد الجيش على أهمية الإحتراف والجهوزية والدقة والإنضباط... في الأفواج الخاصة، معتبراً أنها «قبضة الجيش».
كلام العماد قهوجي جاء بعد حضوره التمرين التكتي الذي نفّذه الفوج المجوقل بالذخيرة الحيّة في منطقة وطى الجوز.
قائد الجيش عبّر عن حنينه الى الفوج المجوقل الذي كان هو مؤسسه وقائده، داعياً العسكريين الى البقاء «يداً واحدة في وجه كل التحديات، للحفاظ على الوطن والدولة لنا ولأولادنا».
حضر المناورة كبار ضباط القيادة والملحقون العسكريون المعتمدون في لبنان ومدعوون مدنيون، إضافة الى ضباط من ألوية الجيش وقطعه ووحداته.
إيجاز وسيناريو المناورة
النشيد الوطني افتتاحاً، ثم كانت الكلمة للعميد الركن مارون الحتي، مدير العمليات، الذي عرض لمهمات الجيش في الدفاع عن الوطن ضد العدو الإسرائيلي والحفاظ على السلم الأهلي ومكافحة الإرهاب.
ثم انتقل ليشرح تفاصيل الخطة العملانية لهذه العملية المجوقلة، التي «هي عملية مسبقة التصميم، دقيقة التخطيط، عنيفة التنفيذ تسمح بتوجيه ضربة للعدو من مسافة بعيدة، متخطية العوائق الطبيعية، من خلال دمج القوى الجوية ووحدات المشاة مع أصناف متنوعة من الأسلحة البرية».
وعرض مدير العمليات السيناريو على النحو الآتي:
بتواريخ مختلفة، تلاحقت التقارير عن إمكان قيام عملاء العدو الإسرائيلي أو خلايا من تنظيم فتح الإسلام أو منظمات إرهابية داعمة لها، بأعمال إرهابية في مناطق لبنانية مختلفة. هذه الأعمال من شأنها إرباك الوضع وإحداث الذعر والخوف في صفوف المواطنين، ما دفع مجلس الوزراء الى تكليف قيادة الجيش بمواجهة أي عمل إرهابي ومنع التعديات على المواطنين.
ينتشر الجيش على الأراضي اللبنانية كافة للتصدي للعدو الإسرائيلي ومنع الأعمال الإرهابية وحفظ الأمن. ويتمركز الفوج المجوقل في ثكنتي غوسطا وعيون السيمان ضمن قطاع اللواء الثامن حيث يشكّل الفوج احتياط القيادة.
في هذا الإطار شدّد العميد الركن الحتي على ضرورة جهوزية الوحدات والأسلحة كافة، والتمكّن من الإنتقال بالطوافات وتنفيذ عمليات مجوقلة عندما يُطلب منها ذلك. هذه العمليات المجوقلة تتم على خمس مراحل في التخطيط والتنفيذ: ففي التخطيط تكون المرحلة الأولى خطة العمليات التكتية الجوية، ومن ثم الإهباط، فالتحرك الجوي، فالتحميل ليكون التجميع المرحلة الأخيرة. أما لدى التنفيذ فما يحصل هو العكس، إذ يكون التجميع أولى المراحل التي تنتهي بالعمليات التكتية الجوية.
البيانة التنظيمية والاستطلاع
العميد الركن جورج نادر أوضح طبيعة المهمة، وعلى أساسها شرح البيانة التنظيمية للفوج المجوقل: سرايا القتال المجوقلة، سرية الدعم وسرية القيادة والخدمة.
الوضع العام، حرب معلنة مع الإرهاب والعدو. «تلقينا اتصالاً هاتفياً الساعة 16.30 تاريخ 15/4/2010 من مدير العمليات بوجوب تدمير مجموعة إرهابية متمركزة بشكل متخفٍ في منطقة وطى الجوز - الكسارات وذلك قبل تاريخ 16/4/2010 الساعة 11.30.
أعطينا الأمر لفصيلة الإستطلاع بوجوب استطلاع منطقة الهدف والإفادة فوراً عن أي تحرّك وكيفية تمركز عناصر المجموعة الإرهابية».
وباشر كل ضابط شرح مهمته ودور المجموعة المسؤول عنها.
الملازم الأول المغوار ايلي كيروز آمر فصيلة الإستطلاع في الفوج المجوقل يوضح: «انطلقت الفصيلة من عيون السيمان لاستطلاع بقعة العدو وترك قناصين للحفاظ على التماس بالنظر مع العدو، والذي سينتقل الى تماس بالنار عند سماع صوت الطوافات».
وقد حصل المستطلعون على صور واضحة عن كيفية تمركز عناصر المجموعة الإرهابية وعديدهم التقريبي وبقعة الأرض، حيث أعطيت المعلومات الكاملة لقيادة الفوج لتحليلها وبناء أمر العمليات على هذا الأساس.
تقييم العدو ونشاطه
يشرح الرائد المغوار محمد المصطفى، رئيس الفرع الثاني وضابط الأمن في الفوج «طبيعة الأرض جبلية تسمح للصديق بالوصول سيراً وآلياً وتسمح باختباء العدو. الطقس جيد نهاراً يسوء ليلاً بسبب الضباب».
وتابع تقييم العدو ونشاطه: «حوالى 20 الى 25 عنصراً يتزوّدون أنواعاً مختلفة من الأسلحة الرشاشة والرمانات والمتفجرات. بالإضافة الى قناصات وأجهزة رؤية ومراقبة. لديهم القدرة على إقامة نسفيات وتفخيخات وتنفيذ عمليات إنتحارية، وعلى التحرك ليلاً حتى مع الرؤية المحدودة.
يحتفظ العدو بخلايا نائمة للقيام بأعمال إرهابية متزامنة لتخفيف الضغط وتشتيت قدرات وحدات الجيش ومحاولة إرباكها، بالإضافة الى قيامها بعمليات إستطلاع ومراقبة سرية لمراكز وحدات الجيش وقوافلها.
أما معنويات العدو فتُقدّر على الشكل الآتي: القتال حتى آخر رَمَق واحتمال عدم الاستسلام، القيام بأعمال إنتحارية ولديهم خبرة قتالية سابقة (أفغانستان - العراق - نهر البارد...)
أما نقاط الضعف لدى هذا العدو فهي، عدم معرفة طبيعة الأرض، وسكان غير موالين.
فكرة المناورة
يتابع الرائد المغوار جان نهرا رئيس الفرع الثالث في الفوج إيضاح فكرة المناورة التي ترتكز على عزل البقعة وإحكام الطوق، وفقاً لثلاث مراحل.
- المرحلة الأولى: الإنتقال بواسطة الطوافات بسريتي قتال من بقعة التحميل الى بقع الإهباط، والسيطرة على المرتفعات الحاكمة لبقعة العمليات.
- المرحلة الثانية: مهاجمة الهدف بسرية القتال المجوقلة الثانية.
- المرحلة الثالثة: ملاحقة المسلحين الفارين ومطاردتهم، مع الإحتفاط بسرية القتال المجوقلة الثالثة كاحتياط وتركيز الجهد الرئيس لجهة الشرق.
دور الطوافات
العقيد الركن الطيار فادي لبكي ضابط الإرتباط الجوي، شرح من ناحيته دور القوة الجوية بعد إعلان حالة إستنفار في قاعدة بيروت الجوية: «تمّ الإتصال بالفوج المجوقل لأخذ المعلومات وتحضير غرفة العمليات، حيث حُدّدت نقاط إهباط للطوافات لتطويق بقعة وجود الإرهابيين.
بالإضافة الى توزيع الطوافات بعد الإهباط، الإخلاء الصحي للجرحى الى مستشفى أوتيل ديو، طوافة مجهزة لملاحقة الهاربين، طوافة للإخلاء السريع لعناصر الفوج المجوقل وطوافتين لنقل فصيلة الإستطلاع».
الى ذلك، قام كل من النقيب المجوقل زياد رحال آمر سرية القتال المجوقلة الخامسة، والنقيب بهاء الدين حمود آمر سرية القتال المجوقلة الثانية بشرح دور كل من السريتين في هذه العملية.
مهمة الأولى إحكام الطوق على المجموعة الإرهابية ومنعها من الإفلات ومساندة سرية القتال المجوقلة الثانية بالنار.
وشرح النقيب حمود بالتفصيل فكرة مناورته لاحتلال البقعة وتدمير العدو، وحدد مهمات فصائل القتال بإمرته وفصيلة الدعم الناري مركزاً على تنسيق النيران بين سرية القتال المجوقلة الخامسة وفصيلة الاستطلاع وفصائل القتال الراجلة، والتي هي عملية دقيقة ومهمة جداً بغية تلافي الخسائر من النيران الصديقة، والرماية على العدو بدقة وفعالية.
متابعة ميدانية
الحاضرون تابعوا العرض على شاشة كبيرة باللغتين العربية والإنكليزية لتمكين الملحقين العسكريين من فهم موضوع التمرين وكيفية سيره.
الشرح كان مدعماً بالخرائط والصور الفوتوغرافية التي حصلت عليها فصيلة الاستطلاع لشرح مواقع الهدف والإنتشار وأماكن المواجهة، والسلاح المستخدم ضد العدو، بالإضافة الى الإستنتاجات والإقتراحات.
بعدها انتقل الجميع من الشرح النظري الى منطقة تنفيذ المناورة في وطى الجوز - الكسارات، حيث حضر قائد الجيش. هناك تمّ تطبيق التعليمات بحذافيرها.
سير العمليات
الأوامر تُعطى بواسطة الأجهزة اللاسلكية، رمايات الدعم القريبة من وحدات المشاة وحرف نيران الدعم تمّت بدقة واحتراف وفي جو من المخاطرة المدروسة، حيث عمد أحد عناصر هندسة القتال الى وضع عبوة ناسفة لتفجير حائط مبنى يحتله الإرهابيون. لم تنفجر العبوة بسبب عطل تقني وكان من المتوجب من الناحية العملية، انتظار ما لا يقل عن دقيقتين لمعالجة العبوة وإصلاح الخلل، ولكن جرأة هذا العنصر واندفاعه دفعاه الى إشعال الفتيل الصاعق مرة ثانية بسرعة وشجاعة فانفجرت العبوة ودُمّر الهدف وسط ذهول الحاضرين من المستوى التقني الذي وصلت اليه وحدات الفوج.
تمّ القضاء على المجموعة الإرهابية مع وقوع بعض الجرحى في صفوف الفوج المجوقل (إفتراضياً)، وتولت الطوافة إخلاء المجموعات العسكرية وفق أسلوب يعتمد للمرة الأولى على صعيد الجيش اللبناني (Extraction Rope).
انتهت العملية بنجاح، فرمى أحد القناصين نحو هدف كان عبارة عن خيط يحمل العلم اللبناني ملفوفاً، وأصاب الخيط فانفتح العلم اللبناني، علامة الإنتصار. كان الرمي عن بعد 150 متراً، مما قدّم دليلاً إضافياً على حرفية العناصر المجوقلين.
مناورة ناجحة، أدهشت الحضور الذين دعاهم قائد الفوج الى غداء في ثكنة الفوج.
القائد والعسكريون
قبل العودة الى ثكنة الفوج في غوسطا، اجتمع قائد الجيش بالعسكريين عقب خروجهم من المناورة مع أسلحتهم. تحدث اليهم ولمس عزمهم وتصميمهم على إعطاء أفضل ما لديهم. وكان بينهم عسكريون خدموا بإمرته يوم كان قائداً للفوج، تعرف اليهم وأثنى على عطاءات الفوج.
وقد افتتح القائد في ثكنة الفوج حقل رماية وجولة المقاتل وغرفة عمليات مدوناً كلمة في سجل الشرف.
أصداء
ترك هذا التمرين أصداءً مميزة لدى المدنيين الذين يقدّم قسم كبير منهم دعماً مادياً ومعنوياً للجيش. ومن ناحيتهم، أبدى الملحقون العسكريون دهشتهم بالقول: «For the 1st time in Lebanon, we see the real war» (للمرة الأولى نرى الحرب الحقيقية في لبنان من خلال تمرين).
واعتبر قائد كلية فؤاد شهاب للقيادة والأركان العميد الركن علي الحاج سليمان أنه عمل محترف وجدّي وهو نتيجة التواصل والمثابرة (Non stop training) منذ نهر البارد، وهذا ما سيوفّر الدماء إذا حصلت معارك.
الى ذلك اجتمع قائد الفوج المجوقل بضباطه في غرفة العمليات لإجراء نقد للمهمة وتقييم الأداء، وقد عبّر عن افتخاره بالمستوى الذي «وصلنا اليه وسنبقى نخبة الجيش».
في سجل الفوج
من الطبيعي أن يستمر الفوج المجوقل في تدريباته التخصّصية الإحترافية التي تسهم في تعزيز قدراته القتالية، وتمكّنه من أداء مختلف المهمات الموكلة اليه بصورة سريعة وحاسمة، وتبقيه في استعداد دائم لتقديم التضحيات الجسام على مذبح الوطن كلما دعا الواجب.
أحييكم في الفوج المجوقل، قيادة وضباطاً وعسكريين، وأثني على جهودكم المميزة وتضحياتكم الكبيرة، المبذولة في سبيل صون الأمن والاستقرار، والحفاظ على كرامة الوطن وأبنائه، وأدعوكم الى مزيد من اليقظة والجهوزية للبقاء دائماً موضع ثقة مواطنيكم وتقديرهم.
في 16/4/2010
قائد الجيش
العماد جان قهوجي
مهارات وأسلحة
قامت مجموعات القتال الجبلي بتسلّق مناطق وجبال صعبة لمطاردة الإرهابيين مستخدمة تقنيات جبلية خاصة. وقد انتقلت المجموعات المشاركة الى مكان المهمة قبل التنفيذ بـ48 ساعة فاستطلعت المنطقة وعاينت أماكن إهباط الطوافات والتلال المحيطة.
وضع تحت السيطرة التكتية للفوج سرب طوافات نوع UH - 1H كلفت بمهمة نقل تكتي من مطار بيروت الى مهبط الدقار، ومنه الى رام - مشمش.
أما الأسلحة التي استعملت فكانت مشبه للدبابات (مدرعات)، 106 ملم، هاون 120 ملم، و81 و61 ملم، الى أسلحة خفيفة وقناصة ورشاشات 12.7 ملم وقاذف لانشر وملالات.
مطرقة وسندان
نفّذ فوج المغاوير تمريناً تكتياً على مستوى لفيف فرعي (نهاري وليلي) شاركت فيه القوات الجوية ووحدات من الفوج المجوقل في منطقة العاقورة، اللقلوق، جاج. حضر المناورة العميد فادي غريّب من مديرية التعليم، وقائد فوج المغاوير العميد الركن شامل روكز وأركان الفوج.
تضمّن سيناريو التمرين القضاء على مجموعة إرهابية واستعادة سلطة الدولة على البقعة التي يوجدون فيها، والى جانب فوج المغاوير المكلف بالمهمة، تولت وحدات من لواءي المشاة الثاني والثامن توفير الدعم.
ووفقاً للخطة التي وضعها الفوج لتنفيذ المهمة طوّقت فصيلة مجوقلة المنطقة وتولى لفيف فرعي من المغاوير مهاجمة الإرهابيين، الذين هربت مجموعة منهم باتجاه أرز جاج.
فصيلة الاستطلاع في الفوج نفّذت إنزالاً بواسطة طوافة لتطويق الهاربين وملاحقتهم حيث نفّذت عملية «مطرقة وسندان» أدت الى الإطباق على العدو.
استمرت العملية من السادسة صباحاً وحتى الحادية عشرة ليلاً وشاركت فيها من المغاوير الى قيادة الفوج واللفيف التكتي المجموعات الأولى والثانية والرابعة والخامسة.