- En
- Fr
- عربي
صيف و مخيمات
استقطب مزيداً من المشاركين ورفع رصيده من النجاح
بعد نجاح متتال لسنوات عدة, بات مخيّم حمانا محطة سنوية ينتظرها المئات من أبناء الجيش للقاء رفاق لهم, وقضاء أوقات ممتعة ومفيدة في أحضان الطبيعة.
لقاء هذا العام كان مميزاً, كمثل كل عام, وأبرز ما فيه كان مشاركة عدد من أبناء العسكريين في الخدمة الفعلية, وهي خطوة جديدة قامت بها قيادة الجيش للمرة الأولى في تاريخ مخيم أبناء الشهداء.\
الهيكلية والبرنامج
إفتتح المخيم في تموز الماضي بإشراف لجنة من الضباط يرأسها العميد الركن بسام أبو الحسن بعد أن سبق الإعداد له وفقاً للأهداف المرسومة منذ تأسيسه, ألا وهي رعاية أبناء الشهداء وتوطيد الصلة والمودة في ما بينهم ضمن أجواء تثقيفية ترفيهية.
عن هيكلية المخيم وبرنامجه, حدّثنا العميد الركن أبو الحسن, فأشار الى أن دور اللجنة العسكرية الإشراف على المخيم وتأمين جميع مستلزمات نجاحه وضروريات الحياة اليومية فيه من تغذية ونقليات وطبابة, إضافة الى التنسيق مع المؤسسات بما فيها المدارس والجمعيات في كل ما يتعلق بنشاطات الأولاد خارج المخيم. وأضاف أنه الى جانب اللجنة العسكرية, تشارك في المخيم المرشدة الإجتماعية السيدة حياة صدقة أرملة الرائد الطيار جورج صدقة, ومهمتها إدارة النشاطات كافة والقيام بدور صلة الوصل بين أبناء الشهداء واللجنة المنظمة, مشيراً الى أنها تسيّر أعمالها بواسطة منسقين وأربعين منشطاً من أبناء الشهداء والعسكريين في الخدمة الفعلية.
أما عن برنامج المخيم, فأشار العميد الركن أبو الحسن الى أنه يشمل محاضرات تثقيفية وألعاباً رياضية ونزهات الى أماكن مختلفة, إضافة الى مسابقات ونشاطات فكرية وترفيهية وسهرات فنية ومسرحيات.
من جهة أخرى, تحدث العميد أبو الحسن عن تجهيز المخيم, فأكد أن اللجنة قد عملت هذا العام على تجهيز مبنى إضافي لاستيعاب العدد الكافي من الأولاد بما يتوافق مع مبدأ تأمين الراحة والرفاهية لهم, مشيراً الى أنها تسعى حالياً الى إنشاء ملاعب رياضية خاصة بالمخيم.
وختم مؤكداً إهتمام قيادة الجيش بأولاد العسكريين لا سيما أبناء الشهداء والمعوقين, وسعيها الدائم الى مساندتهم في مختلف المجالات وإحاطتهم برعايتها الدائمة.
تحضيرات منوعة
عن التحضيرات التي سبقت إفتتاح المخيم تحدث الملازم المجند أمين أنطونيوس عضو اللجنة العسكرية المشرفة على المخيم, فأشار الى أن عملية التحضير بدأت قبل أسبوعين من التحاق المشاركين, حيث تم تنظيف الأراضي المحيطة بالمخيم من الحشائش البرية والأشواك, كما جرى تأمين المياه والكهرباء, إضافة الى أعمال الإصلاح والصيانة وتجهيز غرف المنامة ونصب الخيم في محيط المبنى.
أما عن عدد الذين إنضموا الى المخيم هذا العام وكيفية توزيعهم, فقد حدثتنا السيدة حياة صدقة مشيرة الى أنه تم تقسيم المشاركين الى دفعتين, ضمت الأولى حوالى المئة والعشرين مشاركاً, إضافة الى أربعين منشطاً, في حين تجاوز عدد المشاركين في الدفعة الثانية, المئتي شخص. وأكدت أن دورة المنشطين التي تخرجت من المخيم هذا العام كانت الأنجح بين الدورات التسع التي سبقتها, وردّت السبب في ذلك الى ارتفاع نسبة الجامعيين بين صفوفها مما سهّل عملية التفاعل ودفع المدربين الى مزيد من العطاء.
من جهة أخرى, تحدثت السيدة صدقة عن جديد المخيم لهذا العام, وهو مشاركة عدد من أبناء العسكريين في الخدمة الفعلية, مؤكدة أنه حدث مميز ساهم في إضفاء نفحة جديدة على أجواء المخيم وأدى الى نشوء صداقات وعلاقات إنسانية بين أبناء العسكريين من مختلف المناطق والطوائف.
أجواء ونشاطات ولقاءات
مجلة “الجيش” التي زارت مخيم أبناء الشهداء في حمانا, كان لها جولة في أرجائه بدأت في الباحة الخارجية حيث كان عدد من المشاركين ينشد الأغاني الوطنية والكشفية, في حين كان قسم آخر يتحضر للمباراة الشعرية. المحطة الثانية كانت في غرف المنامة حيث رافقنا الملازم المجند شربل رحّال في جولة “تفتيش” للتأكد من نظافة الغرف وحسن ترتيبها, فتبين لنا أن النظافة ليست العنصر الوحيد الطاغي على المكان وإنما هناك أيضاً اللمسة الفنية التي أضفاها المنشطون والأطفال على القاعات والغرف, من خلال الرسومات الجميلة والأشغال اليدوية المميزة. كذلك توقفنا خلال جولتنا في مستوصف المخيم, حيث كان الطبيب فؤاد سيّور يعاين أحد الأطفال, وقد علمنا منه أنه يتواجد في المخيم ساعتين يومياً لمعاينة المرضى ووصف الأدوية اللازمة يعاونه في ذلك ممرض موجود بصورة دائمة في المخيم.
في ختام الجولة, كان لنا لقاء مع عدد من المنشطين والأطفال المشاركين الذين أبدوا رأيهم في المخيم:
- أيمن نعماني منشّط (18 سنة):
لعل أبرز ما يميز مخيم حمانا ويساهم في إنجاحه هو أنه يجمع ما بين الترفيه والثقافة والتربية. فمن خلاله يشارك الأولاد في نشاطات وألعاب مسلية, ويتعلمون في الوقت نفسه أسس النظام والإنضباط وكيفية مواجهة الحياة, كما يكتسبون معلومات قيّمة في مجال الصحة والبيئة وغيرها...
- محمد صالح منشّط (20 سنة):
أشارك في المخيم منذ العام 1994, ولطالما تعلمت منه الكثير. الآن وقد أصبحت منشطاً حان الوقت لكي أبادل بدوري العطاء من خلال مد يد العون لأبناء المخيم وبث روح الفرح في ما بينهم.
- رين غيث منشطة (23 سنة):
أشارك كمنشطة منذ العام 1996, وما يدفعني الى المشاركة بإستمرار حب العطاء لأولاد فقدوا آباءهم, ورغبتي في الوقوف الى جانبهم ضمن المؤسسة العسكرية التي جمعتهم بين أحضانها.
- محمد ضاهر منشط (مرجعيون):
لقد أصبحت منشطاً في العام الماضي, وأصبح هذا المخيم منزلي الثاني, والزملاء أصبحوا أخوة لي؛ نحن نتعب نوعاً ما إلاّ أن كل المحبة والإلفة والتضامن الذي بيننا يسهّل عملنا ونحصد في النهاية ثمرة إنتاجنا السعيد.
- ندى درويش مساعدة منشط (18 سنة صور):
إنها تجربة مفيدة جداً, فنحن نتحمّل مسؤولية الأولاد, ونحرص دوماً على الإهتمام بغيرنا ما يعطي دورنا نوعاً من المثالية, حيث نعطي الأولوية دوماً للغير ونحرص بشكل خاص على راحة الأولاد, وذلك يعطينا شعوراً بالإكتفاء والرضى.
- أحمد الشعار منسق (23 سنة):
أنا واحد من أطفال المخيم, شاركت فيه للمرة الأولى منذ تسع سنوات. ومن خلال مشاركتي في السنوات السابقة تابعت دورات عدة الى أن أصبحت الآن منسقاً. صحيح أن دوري هو تعليم الأطفال, إلا أنني في المقابل تعلمت منهم “البسمة” والتفاؤل بالمستقبل.
- رامي صدقة منسق (16 سنة):
أشارك منذ العام 1994, وأذكر أننا إستعنا في البداية بفريق كشفي, أما الآن فقد أصبح لدينا عدد كبير من المنشطين (هذا العام تخرّج أربعون منشطاً). ما يميز المخيم هذا العام مشاركة أبناء عسكريين في الخدمة الفعلية وهو أمر لاقى تشجيعاً وإستحساناً من قبل الجميع.
- عماد سلامة (13 عاماً):
من خلال المشاركة في مخيم حمانا لمدة خمس سنوات, تمكنت من جمع عدد من الأصدقاء, وتعلمت أن التعاون والنظام من ضروريات النجاح في أي عمل يقوم به المرء.
- سارا علّو (15 سنة):
إنها المرّة الأولى التي أشترك فيها بالمخيم, لقد أحببت الأجواء كثيراً فنحن نتسلّى ونمضي وقتاً رائعاً مع الأصدقاء الذين تعرّفنا عليهم في المخيم. وأتمنى أن أشارك في العام المقبل.
- جورج مخّول (10 سنوات):
نحن نلعب ونتسلّى ونتعلّم الكثير, وقد أحببت خصوصاً النزهات الى المناطق.
- نيكولا فريجي (10 سنوات):
المخيم مسلٍ جداً, وأنا أهوى النشاطات الرياضية التي حضرنا الكثير منها في المخيم, إنه وقت رائع نقضيه معاً.
- شانتال شمّاس (9 سنوات):
الطعـام لذيـذ هنا كما في المنزل, ونقوم بأعمـال يدوية كثيرة لم أكن أظن أنها سهلة, كما تعلمنـا أغـانٍ ورقصـات جميلـة جداً.