تربية وتعليم

المركز اللبناني للتعليم المختص
إعداد: ريما سليم ضوميط

أمل لذوي الصعوبات التعلّمية


يعاني الآلاف من التلامذة في لبنان صعوبات تعلّمية تعوق قدرتهم على التقدّم الأكاديمي وتحول دون نجاحهم في الدراسة، ما لم يتم تشخيصها ومعالجتها. وفي أحيانٍ كثيرة، لا تعالَج هذه الصعوبات إمّا لجهل الأهل بها أو لعدم قدرتهم على تغطية تكاليف العلاج الباهظة.
لهؤلاء الأطفال أسّست السيدة كارمن شاهين دبّانة المركز اللبناني للتعليم المختصّ - كليس - C.L.E.S الذي باشر منذ نحو سنتين التعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي.


المركز ومهمّته
المركز اللبناني للتعليم المختصّ - كليس، هو مؤسّسة غير حكوميّة، لا تتوخّى الربح، ومستقلّة عن أيّة حركة سياسيّة أو دينيّة. يعمل على مساعدة أطفال لبنان المنسيّين كما تسمّيهم السيّدة دبّانة، وهم الأولاد الذين يعانون صعوبات تعلّمية محدّدة تمنعهم من التحصيل الجيّد على الرغم من تمتّعهم بالذكاء.
تمّ تأسيس أول مركز في بيروت العام 1999، لتتبعه خمسة مراكز حتى الآن في طرابلس، صيدا، زحله، ذوق مكايل والنبطية. تتمحور مهمة المركز الرئيسة حول مساعدة الأولاد الذين تراوح أعمارهم بين 3 و12 سنة عملًا بمبدأ حقّ التعلّم للجميع، حيث يقدّم للأولاد ذوي الصعوبات التعلميّة المحدّدة، مساعدة فردية متخصّصة مجانيّة، ما يحول دون تكوينهم صورة سلبيّة عن أنفسهم، وبالتالي الدخول في دوّامة من الفشل، والتعرّض للتهميش التدريجي في حال لم يتلقّوا هذه المساعدة في عمر مبكر.


التشخيص والعلاج
تشمل الصعوبات التعلّمية المحدّدة التي يعالجها المركز ما يلي:
- عسر القراءة وهي الصعوبة في القراءة أو في التعرّف إلى اللغة المكتوبة وكتابتها.
• عسر الإملاء، أي الصعوبة في اكتساب مصطلحات اللغة المكتوبة والتمكّن منها.
• عسر الحساب، أو الصعوبة في اكتساب المهارات الأساسيّة لتعلّم الحساب.
• الفرط الحركي والنقص في التركيز.
• عسر الذاكرة، أي الصعوبة في القدرة على تخزين المعلومات واستعادتها.
• عسر الكلام وعسر اللغة الشفهيّة.
بداية، يخضع الأولاد في المركز لتقييم من قبل فريق اختصاصيين في علـم النفـس، والعـلاج اللغـوي، والعـلاج النفسـي-الحركي، وذلك للتأكّد من أن الصعوبات التعلّمية التي يعانونها لا تعود الى مستوى ذكاء متدنٍ، أو انحراف سلوكي حاد أو اضطراب في الشخصيّة أو في الجهاز العصبي، أو ضعف سمعي أو بصري. وعند تشخيص الصعوبة، يتلقّى الأولاد متابعة فرديّة في المركز، ما بعد الدوام المدرسي، بهدف مساعدتهم على البقاء ضمن النظام الدراسي العادي. ويتم التنسيق بين الإختصاصيين في المركز من خلال اجتماعات أسبوعية يقيّمون خلالها تجاوب الأولاد المعنيّين على الصعيدين التعلّمي والنفسي، ويضعون، بناءً على نتيجة التقييم، برنامج عمل خاص بكل حالة.
في هذا الإطار تؤكّد السيّدة دبّانة، أن دماغ الإنسان يتمتّع بمرونة كبيرة تسمح بعلاج الأولاد ذوي الصعوبات التعلّمية المحدّدة مهما كانت أعمارهم شرط أن يتلقّوا المساعدة المتخصصة اللازمة، ولكنها تضيف في الوقت نفسه، أن الكشف المبكر يساهم في الوصول الى نتيجة أفضل.


غرف الدعم الدراسي
في مشروع هادف إلى الحدّ من الرسوب والتسرّب المدرسي، تمّ توقيع اتفاق تعاون بين وزارة التربية والتعليم العالي والمركز اللبناني للتعليم المختص «كليس» في العام 2013. يقضي الاتفاق بإنشاء 200 غرفة دعم دراسي في 200 مدرسة رسمية في مختلف أنحاء لبنان. الهدف منها
متابعة الأولاد الذين يعانون صعوبات تعلّميّة محدّدة برنامجًا خاصًا يساعدهم على الاندماج، ليعودوا بعدها إلى صفوفهم ويتابعوا البرنامج العادي. وفي حال مواجهة صعوبات أكبر، يتمّ توجيه الولد الى أحد مراكز «كليس» للتشخيص والمعالجة.
تمّ حتى الآن، انشاء 58 غرفة دعم في المدارس الرسمية في مختلف المناطق اللبنانية وتجهيزها بالمفروشات والمعدات اللازمة والتكنولوجيا المسانِدة والبرامج التصحيحية. كما تم تدريب معلمَين من كل مدرسة لتقديم الدعم الأكاديمي والتربوي للتلامذة في الغرف المذكورة. كذلك، جرى العمل على تطوير قدرات الموجّهين التربويين في المديرية العامة للتربية بغية تأهيلهم للقيام بمتابعة تطبيق المشروع في هذه المدارس.
وقد باشرت المدارس التي تم تأهليها تطبيق البرنامج، ويجري العمل حاليًّا على تجهيز خمسين غرفة دعم، في موازاة تدريب مستمر للأساتذة خلال العام الدراسي الحالي، على أمل تحقيق العدد الكامل في العام 2018.