­كلمة ...

المسؤولية في زمن الأخطار
إعداد: العميد حسين غدار
مدير التوجيه

”المسؤولية الوطنية تبقى مسؤوليةً شاملةً تتشارك فيها مؤسسات الدولة كافة، فضلاً عن الواجب الذي يتحمّله الأفراد تجاه وطنهم"

 

تُعتبر الأخطار التي تتعرض لها البلاد محطةً مفصليةً تستدعي تضافر الجهود بين جميع قطاعات الدولة ومؤسساتها، فحين يتعرض الوطن الأم لخطرٍ داهم، تتحوّل البنية الاجتماعية والإدارية والسياسية والاقتصادية والعسكرية برمّــتها إلى منظومةٍ لمواجهة التحديات. بالتالي، تصبح كلّ وظيفة مهما كان نطاقها ومستواها جزءًا من الجهد الوطني الهادف إلى حماية الدولة ومواطنيها.

أصبح جليًّا أنّ بلدنا يتعرض في المرحلة الحالية لإحدى أشدّ العمليات العدائية الإسرائيلية وأكثرها دموية، بعدما أودت آلة الحرب المعادية بحياة الآلاف من الشهداء وأوقعت عشرات الآلاف من الجرحى وأتت على قرى وبلداتٍ بأجمعها وسبّبت دمارًا غير مسبوق في مختلف المناطق. في هذه الأثناء، تبذل وحدات الجيش ما في وسعها لحماية لبنان بتكليف من السلطة السياسية، إضافة إلى حماية السلم الأهلي والحفاظ على الوحدة الوطنية. لكنّ المسؤولية الوطنية تبقى مسؤوليةً شاملةً تتشارك فيها مؤسسات الدولة كافة، فضلًا عن الواجب الذي يتحمّله الأفراد تجاه وطنهم.

لقد رأينا في خضم هذه الحرب أنّ المؤسسات تسخّر إمكاناتها للتخفيف من معاناة اللبنانيين، وكان موقف الأهالي الذين استقبلوا النازحين بكلّ حفاوة في أنحاء وطننا، أنموذجًا لامعًا ومشرّفًا في الوحدة الوطنية، وتأكيدًا على أن ما يجمع اللبنانيين أكثر مما يفرّقهم، وأنهم في ساعة الاختبار أهل للحفاظ على هذا الوطن حتى يتجاوز أزمته.

إنّ هذه المواقف، بالتوازي مع تكاتف مؤسسات الدولة، تُبقي الأمل حيًّا في نهضة وطننا وعودته إلى سابق عهده من التألق والازدهار. وينبغي أن يجسّد اللبنانيون اتحادهم حول المصلحة الوطنية من خلال التِفافهم حول الجيش بوصفه الأنموذج الجامع لكل لبنان، وذلك في موازاة الثقة التي يحظى بها من الدول الشقيقة والصديقة الداعمة لدوره في ضمان الأمن والاستقرار.