من الميدان

المناطق المحررة في عهدة القوة الأمنية المشتركة
إعداد: باسكال معوض

أوفر ربوع الوطن أمنـاً واستقـراراً

شكلت منذ ما يقارب الأربع سنوات لمهمة محددة: حفظ الأمن والنظام في المناطق المحررة. القوة الأمنية المشتركة، اسمها يدل على طبيعتها كقوة قوامها عناصر من الجيش والأمن الداخلي، وعلى عملها المرتكز الى التعاون والتنسيق بين مختلف الأجهزة العسكرية. ومع أن عديدها لا يتجاوز الألف، فقد برهنت هذه القوة عن كفاءة عالية في ممارسة مهامها. وبفضل جهودها وسهرها الدائم باتت عنوان الطمأنينة والاستقرار في مناطق طالما راهن العدو على إشعال الفتن فيها.

 "الجيش" قصدت قيادة القوة المشتركة في ثكنة مرجعيون وهناك تحدثت الى قائدها العميد الركن جان عقل من قوى الأمن الداخلي، ومساعده العميد الركن يوسف جرمانوس من الجيش، فكان هذا التحقيق حول القوة ومهامها.

 في السادس عشر من حزيران العام 2000 واثر انسحاب العدو الإسرائيلي من معظم الأراضي اللبنانية التي كان يحتلها، صدر عن مجلس الوزراء قرار يقضي بتشكيل قوة أمنية لحفظ الأمن والنظام في المناطق المحررة.

 بعد نحو شهرين، وبالتحديد في الرابع من آب صدر قرار عن وزير الداخلية والبلديات الياس المر يتعلق بآلية تشكيل القوة الأمنية المشتركة وعملها، وتبعاً للقرار تألفت القوة من ألف عنصر، نصفهم من فرقة المكافحة والشرطة العسكرية في الجيش اللبناني ونصفهم الآخر من الوحدات الميدانية في قوى الأمن الداخلي. وضعت هذه القوة بقيادة عميد من قوى الأمن الداخلي يعاونه ضابطان من الجيش اللبناني وضابطان من قوى الأمن الداخلي، وهي مرتبطة بوزارة الداخلية حيث أقيمت غرفة عمليات مشتركة لهذه الغاية. المهمة الأساسية الرسمية لهذه القوة هي المحافظة على الأمن في المناطق المحررة وذلك من خلال تنفيذ دوريات وإقامة حواجز مشتركة فيها. كذلك تقضي مهمتها بمؤازرة السرايا والفصائل والمراكز الإقليمية التابعة لقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة عندما تدعو الحاجة. ويتم التنسيق بين هذه القوة والقوات الدولية في الجنوب عبر جهاز الإرتباط الحالي التابع للجيش اللبناني في ما يتعلق بالأمور الميدانية وعبر ضابط الإتصال مع قيادة قوات الطوارئ في ما يتعلق بالأمور الأخرى.


 توزع القوى على الأرض

 ■ كيف تتوزع القوات على الأرض؟

تتمركز قيادة القوة الأمنية المشتركة في ثكنة أنور محمد عثمان في مرجعيون مع مجموعات أمنية مشتركة للقيام بالمهمات، إضافة الى غرفة عمليات مركزية ورهط إخلاء ومساعفة آليات. يشمل نطاق عمل مجموعة مرجعيون القطاع (أ)

ويمتد من شبعا شرقاً وأرنون غرباً وكفرحونة شمالاً وحولا جنوباً بموازاة الخط الأزرق. ويشمل نطاق عمل مجموعة بنت جبيل القطاع (ب) المناطق الواقعة بين ميس الجبل وخط برعشيت، حداثا، ياطر، مجدل زون والبياضة شمالاً، والناقورة غرباً، وذلك أيضاً على امتداد الخط الأزرق.


 آلية العمل

 ■ ما هي المهمة العملانية للقوة، وما هي الآلية المتبعة لتنفيذها؟

­ هدف القوة المشتركة الحفاظ على الأمن والنظام واستقرار الأوضاع الأمنية في المناطق المحررة. عملياً يتم تسيير دوريات وتقام حواجز متحركة لضبط مداخل القطاع. وثمة دوريات متجولة على مدار الساعة الى الحواجز الظرفية حينما وحيثما تدعو الحاجة، والدوريات الليلية.

 ■ كيف يتم العمل على الأرض في ظل وجود القوى الأخرى، وما هي النتائج الأمنية الملموسة؟

­ تقوم القوة المشتركة بعملها بالتنسيق مع قوات الطوارئ الدولية في مختلف المهمات المختصة بعملها على طول الخط الأزرق، وحول ثكناتها. كما نعمل جنباً الى جنب مع باقي القطع في الجيش وخصوصاً مديرية المخابرات التي نسلمها المشتبه بهم الذين يتم القبض عليهم. كذلك نحن نعمل مع مختلف الجهات المسؤولة عن نزع الألغام ومنها قوات الطوارئ وفوج الهندسة في الجيش والشركات الأجنبية العاملة في الأراضي المحررة. هذا العمل المتكامل جعل من المناطق المحررة الأكثر أماناً وسلاماً في الوطن كله؛ والجدير ذكره أنه يمنع دخول أي غريب أو أجنبي إليها ­ الا بتصريح من الجهات الأمنية المختصة، لذا فالأمن فيها مضبوط بشكل كامل وتام، ما ينعكس ارتياحاً كبيراً لدى مواطني وأهالي هذه المنطقة، حيث لم تسجّل منذ أن استلمنا مهمة الأمن أي حوادث مهمة تذكر.

 تصوير:  المعاون المجند الياس معوّض