ملف العدد

المنتدى السابع: أبرز ما تحقق وما ينبغي تحقيقه
إعداد: ريما سليم

في إطار التقييم السنوي لبرنامج الأعمال المتعلقة بالألغام في لبنان وإطلاق خطة عمل جديدة للمرحلة المقبلة، أقام المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام المنتدى السابع في فندق Kempinski Summerland - بيروت، بدعم من المملكة الهولندية الممثلة بسفيرها في لبنان هانس بيتر فاندروود H.E. Hanes Peter Van Der Woude، وبالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP ممثلًا بالسيدة ميلاني هاونشتاين Melanie Hauenstein الممثلة المقيمة للبرنامج في لبنان. شارك في المنتدى إلى جانب رئيس المركز اللبناني العميد الركن جهاد بشعلاني وضباط المركز، عدد من سفراء الدول وممثلون عن المنظمات غير الحكومية والجهات الداعمة للبرنامج.

تناول المنتدى أبرز ما تحقق على صعيد تنظيف الأراضي اللبنانية من الألغام ومخلفات الحروب غير المنفجرة ومن ضمنه إعلان محافظة لبنان الشمالي خالية من الألغام. كما لحظ النجاح المتعلق بالتطوير في منهجية عمل البرنامج وفعاليته، ما أدى إلى تصنيفه من الأفضل في مجاله عالميًا. في المقابل، عرض المشاركون أبرز التحديات التي تواجه المرحلة المقبلة، وأخطرها نقص التمويل الذي يمكن أن يؤدي إلى عرقلة التنفيذ وخسارة فرق التنظيف وبالتالي ارتفاع عدد ضحايا الألغام.

قسّم المنتدى إلى جلسة افتتاحية، وثلاث حلقات حوار، واختُتم بورقة عمل تضمنت أعمال المرحلة المقبلة.

 

تحديات جديدة لكنّ برنامجنا من الأفضل عالميًا

تحدث العميد الركن بشعلاني في الجلسة الافتتاحية فأشار إلى أنّ المنتدى يقدّم مساحة حرة للمناقشات التي تشكل أساسًا لعمل المرحلة المقبلة. ثم عرض حجم التحديات التي يواجهها لبنان، وبشكلٍ خاص الوضع الاقتصادي الضاغط الذي يدفع المواطنين إلى ممارسات غير سليمة في ما خص البقع الخطرة، كالبحث فيها عن الأعشاب أو الحطب أو حتى جمع الخردة لبيعها وتأمين مدخول لمعيشتهم، مشيرًا إلى أن هذا الأمر انعكس ازديادًا في عدد الإصابات منذ العام ٢٠٢٠.

كما تطرّق إلى الإنجازات التي تمكّن المركز اللبناني من تحقيقها بدعمٍ مطلق من قيادة الجيش على الرغم من الظروف الضاغطة، وفي مقدمها إعلان محافظة لبنان الشمالي خالية من الألغام، إذ بات بإمكان أهلها استثمار أراضيهم بثقةٍ وأمان. وأضاف أنّ البرنامج اللبناني نجح في متابعة التطوير في منهجية العمل بشكلٍ يرفع الفعالية والكفاءة، مؤكدًا اعتزازه «بأنّ برنامجنا يصنف من الأفضل عالميًا»، ومشيرًا في الوقت نفسه إلى أنّ هذا الإنجاز «لنا جميعنا، الشركاء في البرنامج، وهو يعكس مدى المثابرة والجهد الدائم الذي يبذله المركز اللبناني مع الوكالات المنفّذة من جهة، والتماسك في الإدارة والثبات بفضل دعم الجهات المانحة من جهة أخرى».

 

انخفاض حاد في التمويل

في الإطار ذاته، أوضح أنّه على الرغم من انخفاض التمويل، تمكّن المركز وبمجهودٍ جبار بذلته الوكالات المنفّذة، من إلتزام الخطة الموضوعة للتمديد في ما خص اتفاقية القنابل العنقودية. إلى ذلك، فإنّ المركز وبفضل الدعم الكامل من مركز جنيف الدولي لنزع الألغام للأغراض الإنسانية GICHD، أصبح يستخدم النسخة الجديدة من نظام إدارة المعلومات Information Management System for Mine Action IMSMA Core الذي نقل إدارة المعلومات إلى مستوى مختلف من الدقة والسرعة في اتخاذ القرارات، كما أتاح للجهات المانحة القدرة على الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالنشاطات الممولة من قبلهم عبر الإنترنت.

ولفت العميد الركن بشعلاني إلى انخفاض التمويل المخصص لأعمال تحرير الأراضي في لبنان بما يعادل ٣٩٪ في العام ٢٠٢٣ عما كان عليه في العام ٢٠١٩، حين تم وضع الاستراتيجية الجديدة وخطة التمديد المتعلقة بالقنابل العنقودية، مشيرًا إلى أنّه لا يمكن لأي خطة مهما كانت مُحكمة أن تنجح من دون تأمين المُدخَلات المطلوبة لها، كما لا يمكن لتحسين الفعالية والكفاءة أن يعوض عن الانخفاض الحاد في التمويل.

من هنا، أوضح العميد الركن بشعلاني أنه يقوم وبدعمٍ من شركاء البرنامج اللبناني، بالتواصل مع جميع الجهات المانحة، وبخاصةٍ تلك التي ما زالت غير داعمة حتى الآن، لشرح نجاح البرنامج وإمكان الانتهاء من التلوث الموجود بحسب الخطة في الاستراتيجية الوطنية، وتحفيزهم على الدخول كشركاء جدد في العمل.

 

نهنئكم ونطالب بدعمكم

في كلمتها، هنأت السيدة Hauenstein البرنامج اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام والسفارة الهولندية على المنتدى الملهم، وعلى الإنجازات التي تحققت لجهة تنظيف الأراضي اللبنانية من الألغام، مشيدة بأداء الجيش اللبناني والمركز اللبناني اللذَين، وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها البلاد، أظهرا التزامهما وإرادتهما القوية التي قادت إلى الاعتراف بالمركز كواحدٍ من الأفضل في العالم بين الدول الأطراف وفق نشرة الأعمال المتعلقة بالألغام للعام ٢٠٢٢.

وأشارت Hauenstein إلى دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الكامل للاستراتيجية الجديدة للأعمال المتعلقة بالألغام ومساهمته في تطبيقها، بما في ذلك تقديم الخدمات المناسبة للضحايا وتعزيز حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة. كما جددت إلتزام البرنامج دعم المركز اللبناني سواء من خلال المساهمة في بناء القدرات، أو تعزيز العمل المؤسساتي والتواصل الفعال بين السلطات المحلية والشركاء والمانحين، إضافة إلى حشد الموارد والدعم الفني لمساعدة المركز اللبناني في جهوده لجعل لبنان خاليًا من الألغام والذخائر العنقودية ومخلفات الحروب غير المنفجرة.

وفي ختام كلمتها، توجهت بالشكر لمملكة هولندا على دعمها المستمر للبرنامج اللبناني، وناشدت الدول المانحة تقديم دعمها الكامل، مؤكدة أنّ لبنان يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى كل دعم ومساعدة من المانحين الدوليين لتأمين الموارد الضرورية كي يتمكن من تحقيق أهداف المركز على صعيد نزع الألغام عبر تنفيذ إستراتيجية ٢٠٢٠ -٢٠٢٥.

 

سنواصل دعمنا لكم

من جهته، أشار السفير Van Der Woude إلى أنّ لبنان ما زال يعاني بسبب مخلّفات الحرب المنتشرة في عدد كبير من الأراضي في البقاع والجنوب وجبل لبنان، وهي ملوثة بالألغام والذخائر العنقودية والمتفجرات الأخرى. وأكد أنّ ضرورة إزالة الألغام تنبع من خطورتها، إذ يسبب كل لغم خسارة بشرية كبيرة، إضافة إلى حرمان المزارعين استغلال أراضيهم، في وقت هم في أمسّ الحاجة إليها في ظل تراجع الأمن الغذائي.

وتابع السفير Van Der Woude أنّه على الرغم من الأزمات المتعددة التي يواجهها لبنان، إلا أنّ المركز اللبناني لم يقف مكتوف اليدين، بل حقّق نتائج مهمة في مجال نزع الألغام، وقد أعلن محافظة لبنان الشمالي أولى المحافظات اللبنانية الخالية من الألغام.

وأشار السفير الهولندي إلى أنّ طرق إزالة الألغام باتت أكثر ابتكارًا وفعالية، إذ يتم تحديث قاعدة بيانات خاصة بنظام إدارة المعلومات الوطنية للأعمال المتعلقة بالألغام IMSMA core.

ولفت إلى أنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يدعم المركز اللبناني من خلال بناء القدرات ونقل المعرفة، كي يتمكن في النهاية من إدارة العملية بنفسه. لكنّه أوضح أنّ هذا الأمر يتطلب أولًا التغلّب على بعض العقبات، وأبرزها فجوة التمويل، وتحقيق الاكتفاء الذاتي قريبًا. علاوة على ذلك، سيكون من الجيد إعادة تنشيط المناقشات حول انضمام لبنان إلى معاهدة أوتاوا لحظر الألغام المضادة للأشخاص، وجعله بلدًا خاليًا من الألغام والذخائر العنقودية. وأشار إلى أنّ هذا الأمر يتطلب دعمًا مستمرًا من المجتمع الدولي، مؤكدًا أنّ بلاده ستواصل الدعم في هذا المجال، ومبديًا تفاؤلًا كبيرًا في إزالة الألغام من لبنان في القريب العاجل.

 

التقيّد بالالتزامات

في ختام الجلسة الافتتاحية، تحدث السفير ستيفانو توسكانو Stefano Toscano مدير مركز جنيف الدولي لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية Geneva International Centre For Humanitarian Demining

- GICHD عن الإنجازات التي تحققت بناء على ورقة العمل التي تم الاتفاق عليها في المنتدى السادس، ومن بينها تعزيز إستخدام المسح التقني، ومواصلة تحديث المسح غير التقني في منطقتي الشمال وعاليه، وإتمام مشروع العام ٢٠٢١ لمساعدة ضحايا الألغام، بالإضافة إلى إنهاء تشييد مبنى المدرسة الإقليمية لإزالة الألغام للأغراض الإنسانية، وغيرها من الإنجازات المهمة وعلى رأسها إعلان محافظة لبنان الشمالي خالية من الألغام (يشير مصطلح «المسح غير التقني» إلى جمع البيانات وتحليلها، من دون استخدام الوسائل التقنية بغية تحديد المناطق الملوثة بالذخائر المتفجرة ونوعها... لتحديد الأولويات وعمليات اتخاذ القرار لتحرير الأرض. أما مصطلح «المسح التقني» فيشير إلى استخدام الوسائل التقنية لجمع هذه البيانات وتحليلها، للأهداف المذكورة سابقًا).

 

النقاش الاستراتيجي

حمل المحور الثاني عنوان «النقاش الاستراتيجي» وتخلله كلمة لرئيس قسم العمليات في المركز اللبناني المقدم فادي وازن، تحدث فيها عن التحديات التي تواجه عمل برنامج نزع الألغام وأبرزها ارتفاع عدد الضحايا في العام ٢٠٢١ وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي دفعت المواطنين إلى دخول الأراضي الملوثة بحثًا عن الأعشاب أو الحطب أو القطع المعدنية بهدف بيعها. أما السبب الثاني، فهو عبور الحدود والسيول التي تجرف الألغام والأجسام غير المنفجرة من المناطق الحدودية المقابلة للبنان. وأشار إلى ضرورة إطلاق حملات توعية للمواطنين حول أخطار الأراضي الملوثة. كما تطرق إلى التحدي الكبير المتمثل بنقص التمويل للمشروع لعدة عوامل، من بينها توقف الدولة اللبنانية عن المشاركة في حصتها من التمويل إثر الأزمة الاقتصادية في العام ٢٠١٩، وتوقف بعض الدول المانحة عن تقديم الدعم بشكلٍ مفاجئ نتيجة تبدل في الأولويات، الأمر الذي يستدعي توحيد الهدف، بالإضافة إلى خفض الدعم من بعض الدول بسبب الحروب والأزمات الاقتصادية والمناخية العالمية. وأوضح أنّ خفض التمويل يعني عدم القدرة على التزام الموعد المحدد في العام ٢٠٢٥ لإنهاء العمل في نزع القنابل العنقودية، كما يمكن أن يؤدي إلى خسارة أشخاص مؤهلين لوظائفهم تم تدريبهم لعدة سنوات ويمكنهم تحقيق الكثير من الإنجازات.

 

تجربة لبنان

كذلك، تحدّث رئيس قسم الجودة والنوعية في المركز اللبناني الرائد حسام شكر عن تجربة لبنان في مجال المسح غير التقني في مجال نزع الألغام، وعن المنهجية المتبعة لناحية تطهير الأراضي الخطرة، وكيفية الاعتماد على المسح غير التقني كوسيلةٍ أقل كلفة وجهدًا.

ثم تحدّث عن مراحل سير العملية بدءًا من التخطيط بين المركز والشركات العاملة تحت إشرافه، وكيفية تسليم الحقول والمعلومات عبر نظام إدارة المعلومات IMSMA Core وصولًا إلى مرحلة إعداد التقارير والتدقيق فيها. وأخيرًا عرض الرائد شكر جدولًا يُظهر نتائج المسح غير التقني التي تحقّقت في العامَين ٢٠٢١- ٢٠٢٢، مبيّنًا جدوى الأسلوب المتبع وفعاليته.

 

شفافية مطلقة

وتناول رئيس قسم التأليل في المركز اللبناني الرائد أحمد لمع في مداخلته أهمية اعتماد نظام إدارة المعلومات للأعمال المتعلقة بالألغام، IMSMA Core وهو عبارة عن نظام تُخزّن فيه المعلومات المتعلقة بنشاطات نزع الألغام. يتميّز بخدمة الاتصال المباشر بين الميدان وقاعدة البيانات في المركز.

وأشار إلى أنّ هذا النظام يتيح أمام الشركاء في برنامج نزع الألغام، وكذلك الدول المانحة، مجال الاطلاع على جميع مراحل العمل وحجم الأموال المصروفة. وهو يهدف إلى تعزيز الشفافية من قبل السلطة تجاه المنظمات غير الحكومية والجهات الداعمة.

وأوضح الرائد لمع أنّ العمل بنظام IMSMA Core قد بدأ رسميًا في آذار ٢٠٢٢ إذ انطلق وفُتح أمام المنظمات غير الحكومية، وسوف يُمنح الإذن بالدخول Access للدول المانحة اعتبارًا من أوائل العام ٢٠٢٣.

في ختام المحور الثاني، قدم مدير عمليات المجموعة الاستشارية الدولية للألغام Mine Advisory Group في لبنان جون سترايدون Johan Strydom عرضًا حول الوسائل اليدوية والميكانيكية المعتمدة في نزع الألغام، مشيرًا إلى تقنيات حديثة تستعمل في لبنان كانت قد أظهرت نتائج فعالة في أثناء تجربتها في حقول ملوثة في العراق.

 

التحديث والابتكار

افتُتح المحور الثالث الذي يحمل عنوان «التحديث والابتكار» بكلمةٍ لمنسق النوع الاجتماعي للبرنامج اللبناني العقيد الركن أحمد اللبابيدي تناولت موضوع الجندرة أو النوع الاجتماعي والتنوع وهما مفهومان جديدان أدخلا إلى برنامج المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، وذلك لعدة أسباب أولها أنّ مخاطر الألغام تطال جميع الأجناس والأعمار، وثانيها أنها تتماشى مع سياسة عدم التمييز المتبعة في جميع الدول المانحة، بالإضافة إلى اعتماد هذين المفهومَين في مركز جنيف الدولي. وعليه فقد تم إدخال الفئات العمرية والجنس بالإضافة إلى مفاهيم التنوع بما فيها اللغة والثقافة والعادات والتقاليد والمستوى العلمي في عمل المركز، لأنّ الجميع معرّض للإصابة، رجالًا ونساءً وفتيانًا وفتيات، ويطال الخطر المواطنين اللبنانيين وغير اللبنانيين المقيمين أيضًا. وقد أشار العقيد الركن اللبابيدي إلى أنه منذ العام ٢٠١٩، أُدخل برنامج النوع الاجتماعي والتنوع في إستراتيجية عمل المركز اللبناني بعد تقييمه من قبل مركز جنيف الدولي، وتم تعيين «منسق النوع الاجتماعي للأعمال المتعلقة بالألغام» الذي خضع لتدريبٍ في المركز، إذ يكتسب النوع الاجتماعي والتنوع أهمية خاصة في الأعمال المتعلقة بالألغام.

 

نظام المعلومات IMSMA Core

تتخلل هذا المحور أيضًا كلمة للسفير توسكانو تحدث فيها عن نظام المعلومات IMSMA Core المستخدم في برنامج نزع الألغام، وهو عبارة عن نظام من الأدوات والإجراءات التي يمكن إعدادها لتلائم المتطلبات المحددة للبرامج الوطنية، والتي توفّر الوصول إلى المعلومات لمجموعةٍ واسعة من المعنيين بهذه البرامج، وتعزز مشاركة المعلومات وتوفّر خرائط وتقارير آنية حول مدى التلوث. وقد أشار إلى التحديث الذي طال هذا النظام حيث بات بإمكان الدول المانحة الوصول إلى مختلف المعلومات الخاصة بالأعمال المتعلقة بالألغام بشكلٍ آني عبر الإنترنت من خلال إدخال اسم المستخدم وكلمة السر.

يتابع المركز اللبناني جهوده مصرًا على بلوغ الهدف النهائي وهو تطهير جميع الأراضي اللبنانية من خطر الألغام والقنابل وسواها من الذخائر غير المنفجرة. وإذا كانت التحديات التي تواجهه كثيرة، فقد أثبت جيشنا أنّه لا يتراجع أمامها، وأنّه يبتكر في كل مرة حلولًا يستطيع من خلالها الوصول إلى هدفه. وما كلام السفير الهولندي الذي اعتبر أنّه في بلد كلبنان ليس هناك من مستحيل، سوى واحد من دلائل كثيرة تؤكد أنّنا سنصل إلى النتيجة المرجوة.

 

تطهير ٨٠٪ من المساحات الملوّثة

بلغ حجم المساحات الملوثة بالألغام في لبنان ١٥١ مليون متر مربع، وقد تم تنظيف ٨٠ في المئة منها. أما المساحات المتبقية فهي ٣٠ مليون متر مربع، معظمها في محافظتي الجنوب والنبطية، والباقي موزع بين محافظات جبل لبنان والبقاع والشمال.

 

أول الغيث من كوريا

في استجابة سريعة للدعوات التي أُطلقت خلال المنتدى، أعلنت جمهورية كوريا الجنوبية عبر سفيرها في لبنان السيد IL Park عن استعدادها لدعم العمليات الإنسانية لنزع الألغام في لبنان، وذلك بعد ما لمسته من جدية وحرفية لدى الجانب اللبناني في التعامل مع ملف الألغام والتخلص من الذخائر غير المنفجرة.

 

منتديات المركز وأهدافها

يندرج المنتدى السابع في إطار سلسلة المنتديات التي يعدها المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام سنويًا، والتي تهدف إلى تقييم خطة عمله السنوية ووضع ورقة عمل تتماشى مع أهدافه الآتية.

•تطبيق البرنامج الوطني اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام، وذلك وفق الأولويات الوطنية الاستراتيجية التي تضعها اللجنة الاستشارية القائمة بين الوزارات.

•إدارة النشاطات التي ستقام في إطار الأعمال المتعلقة بالألغام، والمساعدة على تأمين الدعم اللوجستي والإداري لتسهيل عمل المنظمات العاملة في لبنان كافة، وذلك وفق استراتيجية المرحلة النهائية والمعايير الوطنية للأعمال المتعلقة بالألغام.

•توكيل كل الأعمال المتعلقة بالألغام وفق المعايير الوطنية وتنسيقها وترخيصها.

•وضع أولويات لعملية التوعية من مخاطر الألغام.

•تنظيم المعايير الوطنية وفق المعايير الدولية للأعمال المتعلقة بالألغام.

•تدريب عسكريين ومدنيين لبنانيين ومن مختلف الجنسيات وتنشئتهم، للعمل في مجال الأعمال المتعلقة في الألغام لأهدافٍ إنسانية.

 

ورقة العمل

اختُتم المنتدى بوضع ورقة عمل حول المشاريع المستقبلية للمركز اللبناني إلى أن يحين موعد المنتدى القادم، ومن أبرز ما جاء فيها:

• مراجعة استراتيجية عمل المركز (٢٠٢٠-٢٠٢٥).

• إنهاء عمليات التنظيف في جرود عرسال ورأس بعلبك خلال العام ٢٠٢٣.

• استخدام مكثف للوسائل الميكانيكية والكاسحات في التنظيف.

• تنظيم حملات توعية خاصة في القرى والبلدات بهدف إرشاد المواطنين والمزارعين.

• مراجعة المعايير الوطنية انسجامًا مع متطلبات النوع الاجتماعي والتنوع.

• السعي لإيجاد مصادر تمويل جديدة.

 

هذا ما قالوه عن جيشنا...

على هامش المنتدى السابع للأعمال المتعلقة بالألغام، التقى فريق عمل «مجلة الجيش» الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان السيدة ميلاني هاونشتاين، وعددًا من سفراء الدول المانحة وممثليها الذين تحدثوا عن دعمهم لمشروع نزع الألغام في لبنان، وأبدوا رأيهم في دور الجيش اللبناني في معالجة هذه المشكلة.

 

الأرقام تتحدث عن نفسها

أشارت ميلاني هاونشتاين إلى أنّ المنتدى لا يهدف إلى إلقاء الضوء على إنجازات المركز اللبناني فقط، وإنما أيضًا على التحديات التي تواجه التنفيذ وأبرزها عملية تمويل المشروع الأخيرة. وأكدت في هذا الإطار دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي التام لعمل الجيش اللبناني ضمن خطة نزع الألغام، إن بشكلٍ مباشر من خلال التقديمات والمساعدات، أو من خلال إطلاق النداء للتعاون عبر المنصات الدولية، وعبر التواصل مع الجهات المانحة لتوضيح أهمية المشروع على الصعيدين الإنساني والاقتصادي. وأشارت إلى أنّ الألغام تهدد حياة المواطنين وتؤثر سلبًا على سبل عيشهم، إضافةً إلى أنّها تقوض الاستقرار والتقدم على صعيد التنمية البشرية، فضلًا عن كون وجود أراضٍ ملوثة في مناطق مأهولة بالسكان يشكل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني.

من جهةٍ أخرى، أشادت هاونشتاين بالجهد الكبير الذي يبذله الجيش اللبناني من خلال المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام على صعيد نزع الألغام في لبنان، مؤكدةً أنّ الأرقام تتحدث عن نفسها، إن لجهة حجم الأراضي التي تم تنظيفها أو لجهة التقدم الملحوظ في عمل المركز اللبناني لنزع الألغام، الذي تمكن من تطوير قدراته الذاتية ومضاعفة فعاليته بحيث بات قادرًا على تنظيف عددٍ أكبر من الأراضي بموازنةٍ أقل.

 

في بلد كلبنان ليس هناك من مستحيل!

أكّد السفير الهولندي هانس بيتر فاندروود دعم بلاده للجيش اللبناني ومشروع نزع الألغام في لبنان وذلك من خلال خطة تمويل تهدف إلى تحقيق نتائج على المديين المتوسط والبعيد، مشيرًا إلى أنّ هولندا جددت دعمها المادي لمدة ثلاث سنوات بدءًا من العام ٢٠٢١، الأمر الذي يساعد المركز اللبناني على التخطيط المسبق للسنوات اللاحقة. وأشار إلى أنّه يعمل على تشجيع الدول المانحة على مواصلة تمويلها للبنان مع محاولة إيجاد دول مانحة جديدة على الرغم من صعوبة الأمر في ظل الأزمات الاقتصادية التي يعانيها العالم بأسره.

وفيما أبدى تفهمه للظروف الصعبة التي يمر بها لبنان، عبّر في الوقت ذاته عن أمله في أن تساهم الحكومة اللبنانية ولو بدعمٍ بسيط للمشروع، لا سيما وأنه يخصها بالدرجة الأولى.

من جهة أخرى، أشاد السفير الهولندي بقدرات المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام مثنيًا على الجهود المثمرة التي بذلها لسنوات، وأضاف أنّه على الرغم من أنّ النقص في التمويل هو عائق فعلي، إلّا أنّ التزام العاملين في المشروع ومناقبيتهم واندفاعهم، هي عوامل تسهم في التقدم رغم الصعوبات. وختم قائلًا إنّه في بلدٍ كلبنان ليس هناك من مستحيل، وعلينا دائمًا توقع المفاجآت!

 

دور ممتاز

من جهته اعتبر مدير مركز جنيف الدولي لنزع الألغام لأغراض إنسانية السفير ستيفانو توسكانو أنّ الدور الذي لعبه الجيش اللبناني في مجال نزع الألغام خلال الخمس والعشرين سنة الماضية كان ممتازًا.

وأوضح بالنسبة لدعم المركز اللبناني في السنوات القادمة، أنّهم يدرسون المشاريع المطروحة في هذا المجال. وقال إنّه من المشاريع التي ستستثمر برنامج IMSMA Core المتعلّق بجمع بالمعلومات وتوفيرها أمام الدول المانحة وأمام كل من يرغب في الاطلاع عليها من المعنيين. واعتبر أنّ عملية نزع الألغام مهمة جدًا على أكثر من صعيد إنسانيًا، أمنيًا واقتصاديًا، خصوصًا وأنّ ٦٠ مليون نسمة حول العالم ما زالوا معرّضين لخطر الألغام المسبّبة للموت أو للإعاقة.

 

إدارة ملفتة تشجّع الدول المانحة

بدوره أشاد السفير الألماني في لبنان أندرياس كيندل بدور الجيش المميّز على جميع الصعد، واعتبر أنّ هذا المنتدى حول الألغام مهم جدًا بالنسبة للبنان لأنّه قطع شوطًا كبيرًا في مجال إزلة الألغام من مساحات شاسعة من الأراضي. ولقد لاحظنا الحرفية والتقنية العالية التي تمتع بها عناصر المركز اللبناني أثناء تنفّيذهم مشاريع نزع الألغام في السنوات الأخيرة، وكان ملفتًا إدارة تنفيذ هذه المشاريع، وهذه خطوة مشجّعة بالنسبة للدول المانحة.

وأكد أنّ لبنان من بين الدول المهمة المستهدفة في التمويل الألماني، وسوف يتمّ التنفيذ خلال الأسابيع القليلة المقبلة لبعض المشاريع المتعلقة بنزع الألغام.

 

نثني على ما تحقق

أشادت الملحق الاقتصادي الياباني السيدة تشي ناكامورا بأداء المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالألغام مثنيةً على الإنجازات التي تحققت حتى الآن، خصوصًا بالنسبة إلى محافظة الشمال. وإذ أكدت دعم بلادها للبرنامج، أوضحت أن عملية استقطاب ممولين جدد مرهونة بالأوضاع الاقتصادية عالميًا وبالاستقرار الدولي.