تحية لها

النائب عناية عز الدين: للمرأة مقاربات جديدة في السياسة

درست في الجامعة الأميركية الطب المخبري وعلوم الأمراض، وتابعت دورات تدريبية في جامعات لندن والولايات المتحدة الأميركية، لكنّها لم تكن بعيدة عن العمل السياسي، فقد انخرطت في العمل الحزبي وهي على مقاعد الدراسة. الدكتورة عناية عز الدين كانت المرأة الوحيدة في الحكومة الثلاثينية التي ألّفها الرئيس سعد الحريري في العام 2016، والتي تسلمت فيها منصب وزيرة الدولة لشؤون التنمية الإدارية، لتنتقل في ما بعد إلى المجلس النيابي. فماذا تقول في موضوع دخول المرأة معترك السياسة؟

 

ترى النائب عز الدين أنّ «مشاركة المرأة في السياسة هي ربح للمجتمع الذي لا تستوي أموره وتنتظم إلا من خلال مشاركة كل مكوّناته في المجالات كافة، بما فيها المجال السياسي». وهي تلفت إلى وجود قناعة تترسخ يومًا بعد آخر في العالم، بأنّ «المساواة أو العدالة بين الجنسين ضرورية لتحقيق التنمية والنمو، وأنّ عدم تكافؤ الفرص بين النساء والرجال يؤدي إلى خسائر كبيرة اجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا».
وهي تؤكد أنّ «المشاركة السياسية للنساء وصولًا إلى الحضور في مواقع القرار تسهم في صياغة سياسات أكثر توازنًا على المستويات كافة، وتسهم في إرساء قوانين وتشريعات وسياسات عامة أكثر عدالة، وتثري العمل السياسي بأفكـار ومهـارات ومقاربـات جديـدة ومختلفـة».


أكثر من ذلك تعتقد الدكتورة عز الدين أنّ مراعاة التنوع بين الرجل والمرأة في مراكز القرار يعزّز صدقية الحكومات والبرلمانات.
وبالتالي، «فإنّ ما تربحه المرأة من ممارستها السياسية، يتمثل في قيام مجتمع أكثر توازنًا وإنصافًا وعدالة تستطيع فيه تعزيز قدراتها واستثمار إمكاناتها في مختلف المجالات».

 

مكاسب وطنية
وكما هو معلوم «فإنّ دولة المواطنة التي ينشدها اللبنانيون هي دولة القانون وتكافؤ الفرص والعدالة الاجتماعية. وتولّي النساء للمواقع السياسية سيؤدي إلى مكاسب وطنية كبيرة قد تفوق ما نتوقعه، وبخاصة على مستوى إرساء منظومة الحقوق والواجبات بين مختلف المكونات الوطنية. وأنا على قناعة بأنّ تقدم المجتمعات ونموها وتحقيق التنمية فيها مرهون بتمكين النساء على مختلف المستويات وبخاصة المستوى السياسي».
 في معرض الردّ على سؤال تشير النائب عز الدين إلى أنّ «لبنان عرف منذ عقود طويلة وما زال، ظاهرة التوريث السياسي للأبناء وأيضًا للزوجات والأخوات، وهذا الأمر أساء إلى فكرة وصول النساء إلى مواقع القرار. ولكن في ما يتعلق بها كان وصولها إلى الموقع الوزاري ومن ثم النيابي تتويجًا لمسيرة طويلة في العمل الحزبي بدأت منذ كانت طالبة. وهي ترى أنّنا نشهد اليوم مع الحكومة الحالية حالة جديدة للوزراء والوزيرات على حد سواء، وهو ما يعرف بحكومة التكنوقراط، وهذه تجربة جديدة في لبنان، وعلينا أن ننتظر لتقييمها».


كامرأة وحيدة في الحكومة كيف تعامل معها الزملاء الرجال؟ ترد قائلة: الحق يقال أنّ التعاطي كان راقيًا ولائقًا. كنت الوزيرة الوحيدة في حكومة ثلاثينية وقد لاقيت من الوزراء الزملاء كل الاحترام والتقدير بعيدًا من أي نوع من أنواع التمييز.

 

وحيدة في حكومة ثلاثينية
التعاطي الحزبي مع عناية عز الدين بعدما أصبحت وزيرة لم يتغيّر، وهي تقول في هذا الإطار: «أنا أنتمي إلى حزب سياسي يحمل في مبادئه قيم احترام المرأة وتمكينها. هذه الأفكار نادى بها سماحة الإمام المغيّب السيد موسى الصدر قبل عقود طويلة، كما أنّ دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري كان سبّاقًا بين رؤساء الأحزاب في تشجيع النساء على العمل السياسي. وقد تُرجم هذا الأمر في الانتخابات البلدية بفوز عدد كبير من النساء المنتسبات إلى حركة أمل، وبوجود عدد من النساء في المكتب السياسي للحركة، وثم من خلال وفاء الرئيس بري بوعده بتوزير امرأة، وبعد ذلك بترشيحي للانتخابات النيابية.
لذلك، فإنّ التعاطي الحزبي معي لم يتغير، وهو لا ينفصل عن رؤية حركة أمل للدور النسائي».