النار الإسرائيلية

النار الإسرائيلية
إعداد: العميد الركن صالح حاج سليمان
مدير التوجيه


تطلق إسرائيل النار في كل الاتجاهات، فلا تحترم أصول المفاوضات على الرغم من أنها تحاول إقناع الآخرين بأنها هي التي تطلب تلك المفاوضات وتسعى إليها، كما أنها توهم بأن لا حل إلا عبر التفاوض من دون أي وسيلة أخرى، ولا هي تلتزم أحكام الشريعة الدولية، ولا تطبق قراراتها وأحكامها، وتوحي بالمقابل عن طريق دعايتها المنتشرة في معظم الأصقاع والأنحاء، أنها هي التي تحتكم إلى منظمة الأمم المتحدة، وتطلب تدخل هيئاتها ومؤسساتها لفض أي نزاع أو خلاف، في المبدأ وفي التفصيل. وتطلق إسرائيل النار في كل الاتجاهات، فتوسّع أعمال الاستيطان التي تقوم بها، وتواصل التعدي على أملاك الفلسطينيين، وعلى مزروعاتهم وسبل عيشهم، وصولاً إلى مصانعهم ومستشفياتهم ومدارسهم وملاعب أطفالهم، ضاربة عرض الحائط بكل الدعوات والاقتراحات والتدخلات والوساطات التي ترد من دول العالم، والتي كان آخرها ما صدر عن اجتماع الرباعية الدولية في موسكو ( روسيا، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة، الولايات المتحدة) ، من دعوة واضحة إلى وقف بناء المستوطنات، والتي تخللتها أيضاً دعوات خجولة من بعض أصدقاء إسرائيل لتأجيل بناء تلك المستوطنات، على الأقل، ريثما يتم الاهتداء إلى حل ما بشكل أو بأخر، لكن الدولة الصهيونية لا تعير ذلك أي انتباه، وتعود وتطلق نارها في كل الاتجاهات، فتعمل على ضم مدينة القدس إليها كاملة، وعلى إلغاء وجهها الإنساني كزهرة للحدائق، ومركز عالمي لجميع الأديان السماوية، وموقع حضاري تتجلى فيه ظلال التاريخ ومعالم الآثار، العدوان الإسرائيلي على القدس أرض الصلاة والسلام والمحبة في الصميم، ويعمل على أن تحل غرائز الشر مكان بشائر السلام، وأن يطيح التميز العنصري كل محاولات التواصل بين الشعوب، وأن تبسط شريعة الغاب سلطتها على أنقاض القيم والمبادئ والأصول .
في مواجهة ذلك باتت تظهر حالات جريئة لرفع الصوت وإعلاء الحق رفضاً للباطل وكشفاً على المستور وإعلاناً للحقيقة، وفي طليعتها تجيء دعوة وزارة التربية إلى موقف تضامني على الصعيدين الوطني والإنساني، من أجل نصرة القدس، وحماية وجهها الديني العالمي والحد من تغيير معالمها، ووقف تهجير السكان المقدسيين من أرض أبائهم وأجدادهم.