آراء ومواقف

النزاع بين الهند وباكستان في نشرة معهد الأمم المتحدة للبحوث

أصدر معهد الأمم المتحدة للبحوث نشرة حول نزع السلاح في الفصل الثاني من العام 2004. وقد خصصت النشرة مقالات عدة للنزاع بين الهند والباكستان كما تناولت قضايا أخرى.
رئيسة التحرير كيرستن فينيار قالت في كلمتها: إن النزاع القائم بين دولتي الهند والباكستان اللتين تملكان سلاحاً نووياً، يسير تدريجياً نحو التسوية والحلول. فاللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الهندي والرئيس الباكستاني، لوّح بمؤشرات أمل لسلام أفضل في المنطقة، وبتطبيع العلاقات بين الدولتين لناحية إيجاد تعاون اقتصادي وتجاري ومكافحة الفساد والمخدرات... واشارت فينيار الى العلاقة بين أمن المواطن وحقوقه ومدى ارتباطهما بعملية نزع السلاح التي ترعاها الأمم المتحدة ومعهد الأمم المتحدة للبحوث حول والذي بدوره يقوم مع منظمات ومراكز أبحاث أخرى بأعمال ونشاطات تحول دون انتشار الأسلحة (UNIDIR نزع السلاح)
على أنواعها للمضي قدماً نحو مستقبل أفضل عنوانه السلام والتطوّر.
جاء في تعليق خاص للمفوض الأعلى للباكستان السيدة مليحة لدحي، ان الوضع القائم بين الهند والباكستان هو أفضل بكثير مما كان عليه في السابق، فالتاريخ يشهد على حروب عدة نشبت بين البلدين... إن المنطقة أصبحت تعرف بالأكثر خطورة على حد قول الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون، وذلك بفضل التشجيع الذي أقدم عليه كل من البلدين لتطوير برامجه النووية، لذلك يعتبر اتفاق كانون الثاني ¬ الذي نتج عن جهود المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وعن سلسلة إجراءات بناءة اتخذتها كلتا الدولتين ¬ إيجابياً. وعرضت لدحي للصيغة التي اقترحها الرئيس الباكستاني للوصول الى حل سلمي للنزاع.
 واهي غورو بال سينغ سيدهو، من معهد السلام الدولي في نيويورك تناول في كلمته النزاع الأميركي ¬ السوفياتي (أو ما يعرف بالحرب الباردة) خلال مرحلة الخمسينات أو الستينات الذي أدى الى تعقيد الأزمة الناشبة في المثلث الصيني الهندي الباكستاني، حول تطوير البرنامج النووي لكل من البلدان الثلاثة، حيث باتت كل دولة تعتمد على تطوير اسلحتها النووية خوفاً من خطر يمكن أن تسببه الأخرى.
 دافيد لوغان مدير مركز دراسات الأمن والديبلوماسية في جامعة برمنغهام قال بدوره: يبدي كل من الطرفين رغبته في عدم تصعيد وتيرة النزاع، لكنهما يفتقدان الى اتخاذ قرارات صارمة بسبب غياب الثقة، ولتخوفهما من الاصوليين داخل أراضيهما. واشار الى أن في كانون الثاني 2004، أظهرت دخول البلدين في مرحلة "النضج"، ولكنها مرحلة حساسة للغاية، فأي اعتداء “SAARC قمة "
من اي طرف يمكن أن يولد حرباً، وهنا تكمن خطورة الحرب إذا استخدم فيها السلاح النووي، لذا يجب التنبه لهذه المخاطر والمحافظة على مرحلة التفاوض، فالمجتمع الدولي يلعب دوراً بارزاً في هذا المجال للسير قدماً نحو مستقبل أفضل تنعم فيه المنطقة بالأمن.
(ISS راهول شادهوري الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية)
تناول دور الولايات المتحدة وتأثيرها على النزاع القائم بين الهند والباكستان، واشار الى ضرورة السير بخطوات مستقبلية أفضل مع تدخل الولايات المتحدة في حل النزاع، نظراً الى تفاوت حجم القوة بين الهند والباكستان اقتصادياً وعسكرياً، بالاضافة الى التفاوت العددي للسكان ومساحة البلاد. وقال: في حين ترفض الهند أي تدخل لطرف ثالث لحل النزاع حتى ولو كان هذا التدخل من قبل الأمم المتحدة، تفضل الباكستان تدخل دولة أجنبية لاعتقادها بأن كشمير هي سبب خلافها مع الهند.
 افتخار زمان المدير التنفيذي لمؤسسة السلام الأميركي تناول موضوع العيش في ظل منطقة جنوب آسيا النووية، والعمل على توفير الأمن ونزع السلاح فيها، وقال ان العالم بعد 11 أيلول 2001 دخل مرحلة صعبة ينبغي فيها محاربة السلاح النووي والعمل على إيجاد صيغة تخرج العالم من مأزقه الى عالم آخر ينعم بالسلام والأمن.
 روبن ادوارد بولتن وسنغ سون ونيل ويفورد بحثوا عن التعاون في سبيل ضبط الأسلحة الصغيرة والخفيفة في كمبوديا التي باشرت بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في آذار 2000 للحد من انتشار هذه الأسلحة. وتناول المقال عناصر البرنامج الذي يرعاه الاتحاد الأوروبي، وعمليات جمع السلاح. واختتمت النشرة بكلمة مايكل فراند من معهد الأمم المتحدة للبحوث حول تدعيم عملية نزع السلاح وعن عدم العثور على أسلحة محظورة في العراق. وقد تساءل فراند هل ان امتلاك البرامج النووية اصبح اتهاماً وهمياً يسهل لصقه على أي دولة يراد احتلالها؟ أم انه اصبح من الممكن للدول التي تمتلك فعلياً مثل هذا النوع من السلاح التخفي أو التستر أمام مفتشين اختصاصيين وخصوصاً من الامم المتحدة؟