قواعد التغذية

النظام الغذائي المناسب للوقاية من السكري (النوع الثاني)
إعداد: ليال صقر الفحل

من المعروف أنّ السكري نوعان: النوع الأول مرض وراثي يستهدف جهاز المناعة عند الكبار والصغار ويضرّ بالغدد المسؤولة عن إفراز الأنسولين في الجسم، ما يضعف قدرته على التحكم بمستويات السكر في الدم. ويقوم علاج هذا النوع على حقن المريض بالأنسولين، في موازاة التزام نظام غذائي محدد.
أما النوع الثاني، فيصيب بوجهٍ خاص من تخطّوا سن الـ 45، بسبب اجتماع عدة عوامل من بينها: زيادة الوزن، قلة النشاط البدني، ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، العامل الوراثي (إصابة أحد الوالدين أو الإخوة بالسكري من الدرجة الأولى)، والتعرّض السابق لسكري الحمل (عند النساء).

 

أعراض السكري هي: العطش المستمر، الحاجة إلى التبوّل بشكلٍ متكرر، الرجفة عند الجوع، عدم وضوح الرؤية، عدم التئام الجروح، خسارة الوزن بصورةٍ غير مبرّرة، والشعور الدائم بالتعب والإرهاق.
ينصح الاختصاصيون من تتوافر لديهم عوامل الخطورة ويعانون الأعراض السابق ذكرها، خصوصًا إذا كان عمرهم يزيد عن 45 عامًا بمراجعة طبيبهم المختص، والقيام بالتحاليل بشكلٍ دوري لتشخيص المرض باكرًا ولتجنّب مضاعفاته.
تتيح الممارسات الغذائية والصحية تجنّب السكري من النوع الثاني بنسبةٍ تفوق 60%. وفي هذا السياق ينصح الاختصاصيون باعتماد نظام غذائي يراعي ما يأتي:
 

• اعتماد النشويات المعقّدة:
تُعد النشويات أهم مصادر السكر الذي يحتاج إليه الجسم للحصول على الطاقة، ويُنصح من يريدون اعتماد حمية للسكري باستهلاك النشويات المعقّدة كالخضار والحبوب الكاملة، لأنّ هضمها يتطلّب وقتًا طويلًا، وبالتالي فهي تبعث على الشعور بالشبع لمدةٍ أطول. في المقابل يجب الابتعاد قدر المستطاع عن النشويات البسيطة التي تزيد نسبة السكر في الدم، وأهمها: العنب، قصب السكر، والشمندر.

 

• التركيز على الألياف:
تساعد الألياف في إتمام عملية الهضم، وفي تخفيض نسبة السكر في الدم، فضرر تناول السكريات يكمن في سهولة امتصاصها، وإحدى وسائل منع هذا الامتصاص السريع هو مزج السكريات بالألياف. فالفاصوليا، العدس، المشمش، الخوخ، الشوفان، البروكولي، واللفت، تأتي في طليعة الأطعمة التي ينبغي التركيز عليها.
 

• تجنب الملح والدهون:
ينبغي على المعرّضين للإصابة بالسكري تفادي الدهون الحيوانية والزبدة والسمنة والمكسرات والأطعمة المقلية للتحكّم بضغط الدم ومستوى الكوليسترول، ولعدم إتاحة الفرصة أمام السكر في الدم بزيادة فرص الإصابة بأمراضٍ أخرى مرتبطة بالقلب، والعيون والكلى. وينصح الاختصاصيون باستبدال الدهون الحيوانية بزيت الزيتون، وزيت الكانولا، والأفوكا.
 

• الابتعاد عن التدخين والكحول:
يزيد التدخين من تعقيدات السكر في الدم، ويضاعف خطر الإصابة بأمراض الرئة والجلطات القلبية وتلف الجهاز العصبي. ويذكر الاختصاصيون في هذا الإطار أنّ المدخنين المصابين بالسكر في الدم معرّضون أكثر بثلاث مرات للموت بأمراض القلب من غير المدخنين المصابين بالسكري. أما في ما يخص الكحول، فهي ترفع نسبة السكر في الدم خصوصًا في حال شربها من دون تناول الطعام.
 

• حذارِ الضغط والتوتّر:
في مواجهة الضغط والتوتّر، ينتج الجسم هرمونات يمكن أن توقف عمل الأنسولين. لذلك، ينصح الاختصاصيون المعرّضين للإصابة بالسكر في الدم وحتى المصابين به، بالابتعاد عن الإجهاد والتوتر والغضب.
 

• تخفيض الوزن الزائد:
إنّ تخفيض الوزن الإجمالي للجسم ولو بنسبةٍ بسيطة، يمكن أن يخفض خطر الإصابة بالسكر في الدم. لذا، ينبغي أن نراعي هذا الأمر، مع التنبُّه لعدم إهمال أي وجبة طعام، فالجسم يرتبك في مواجهة الجوع، ويصبح إنتاج الأنسولين في الدم غير ثابت.
 

• ممارسة الرياضة والنوم بشكلٍ كافٍ:
تساعد الرياضة في نقل السكر من الدم إلى الخلايا، وتزيد من تحكّم الجسم بمادة الأنسولين الطبيعي. ومن هذا المنطلق، يشدِّد الاختصاصيون على ضرورة ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة والابتعاد عن الإجهاد. ويمكن للمشي لمدة نصف ساعة يوميًا أن يحل مكان هذه التمارين، يساعده في ذلك الحصول على قسط كافٍ من النوم لا يزيد ولا يقل عن ثماني ساعات يوميًّا. فعدم النوم بشكلٍ كافٍ يسهم في زيادة معدلات السكر في الدم وإجهاد الجسم وتلف الأعصاب والعضلات.