من المفكرة

في إطار متابعتها للمهمات التي تنفّذها الوحدات المنتشرة في جنوب لبنان، قامت نائب رئيس مجلس الوزراء وزيرة الدفاع في حكومة تصريف الأعمال زينة عكر بجولةٍ استطلاعية على الوحدات المتمركزة في عدة مناطق جنوبية.

كانت المحطة الأولى في الجولة ثكنة مرجعيون، حيث وضعت الوزيرة عكر إكليلًا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش قبل أن تتعرف إلى الثكنة والمهمات المنسّقة مع قوات اليونيفيل في المنطقة، لتقوم بعد ذلك بجولة شملت محيط بلدتَي كفركلا وعديسة. وقد اطّلعت من الضباط على الخط الأزرق والجدار الفاصل بين لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة، ثم تابعت جولتها وصولًا إلى آخر نقطة عند نهر الوزاني، واستمعت إلى شروحات تتعلق بالواقع الميداني ودور الجيش على الحدود.

كذلك شملت الزيارة مزرعة بسطرة التي استعادها لبنان من بين 13 من مزارع شبعا المحتلة. وهناك أكدت أمام الضباط والعسكريين أنّهم صمام الأمان للوطن، مشيرة إلى أنّ تضحياتهم وشجاعتهم ودفاعهم عن لبنان وضبط حدوده وتصديهم للعدو الإسرائيلي يؤكد أن لا أحد يمكنه النيل من سيادتنا ووحدتنا الوطنية. ثم انتقلت إلى بركة النقار حيث اطّلعت على مهمات اللفيف التكتي ومراكز العدو المنتشرة في مناطق رويسات العلم وتلال كفرشوبا وداخل مزارع شبعا المحتلة، ونوّهت بدور الكتيبة الهندية الموجودة لمؤازرة الجيش.

وزارت وزيرة الدفاع مقر قيادة القطاع الشرقي والكتيبة الإسبانية العاملة ضمن قوات اليونيفيل في إبل السقي، حيث كان في استقبالها قائد القوات الدولية الجنرال Stefano Del Col، وقائد القطاع الشرقي الجنرال لويس خوسيه فرنانديز هيريـرو وعـدد من قـادة الفِـرق العاملـة في القطـاع وضبـاط الكتيبـة الإسبانيـة. ووضعـت إكليـلًا من الزهر على النصـب التذكـاري لشهـداء الجيـش الإسبانـي.

وخلال الاجتماع الذي عُقد في مكتب الجنرال هيريرو، جرى عرض لمهمات قوات اليونيفيل وكيفية التنسيق مع الجيش اللبناني على طول الخط الأزرق، بالإضافة إلى التعاون مع المجتمعات المحلية. ولفت الجنرال ديل كول إلى أنّ التعاون مستمر لتطبيق القرار 1701 لحفظ الاستقرار في الجنوب مشيرًا إلى الخروقات الإسرائيلية لا سيما منها الطائرة المسيّرة التي أسقطها الجيش اللبناني مؤخرًا.

من جهتها، شدّدت الوزيرة عكر على أهمية دور اليونيفيل في لبنان، وأضافت: «إنّ التزامنا القرارات الدولية لا يعني أبدًا التخلي عن مبدأ الحق الطبيعي بالدفاع عن النفس ضد أي اعتداء على أرضنا وسيادتنا».

لقاء مع Del Col

على صعيد متّصل، قامت الوزيرة عكر بزيارةٍ تفقدية إلى مركز قيادة قوات اليونيفيل في الناقورة، حيث كان في استقبالها قائدها الجنرال Stefano Del Col وعدد من كبار الضباط. وعُقد اجتماع جرى خلاله بحث آخر التطورات في ظل التجديد لقوات اليونيفيل وخفض عديدها بالإضافة إلى الخروقات والانتهاكات الإسرائيلية اليومية للبنان.

لفتت الوزيرة عكر إلى أنّه على الرغم من خفض عديد القوات الدولية، إلا «أنّنا واثقون أنّ مهمات حفظ السلام ستبقى على حالها»، داعيةً إلى ضرورة التنسيق والتعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل لردع الاعتداءات.

من جهته، تناول الجنرال ديل كول قرار التجديد للقوات الدولية في الأمم المتحدة، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع الجيش اللبناني على طول الخط الأزرق. بعد ذلك، قامت الوزيرة عكر والجنرال ديل كول بجولةٍ على متن طوافة عسكرية فوق الخط الأزرق، حيث استمعت إلى شرح مفصل عن مهمات اليونيفيل والنقاط المتحفّظ عليها لبنانيًا.

الكتيبة الفرنسية

ثم زارت قيادة الكتيبة الفرنسية العاملة ضمن قوات اليونيفيل في ديركيفا واجتمعت مع قائدها العقيد غريغوري كولومباني الذي قدّم شرحًا مفصلًا عن عمل القوات الفرنسية في الجنوب لجهة تعزيز الاستقرار والاندماج في البيئة المحلية، والمساعدات المقدمة للأهالي بخاصةٍ في مجال التعليم وفي ظل الوضع الاقتصادي الصعب ووباء كورونا. وقد شكرت الوزيرة عكر القوات الفرنسية على مساهمتها في دعم لبنان والجيش اللبناني.

بعد ذلك، تفقدت وزيرة الدفاع قيادة فوج التدخل الخامس في بلدة كفردونين، وكان في استقبالها قائد الفوج وعدد من الضباط والعسكريين. واطّلعت على مهمات الفوج وكيفية تصدّيه لخروقات العدو الإسرائيلي، لا سيما إسقاطه طائرة مسيّرة للعدو. واعتبرت أنّ هذا الأمر يشكل إنجازًا جديدًا للجيش اللبناني الذي يتمتع بجهوزيةٍ عالية لمواجهة العدو وإحباط مخططاته الرامية إلى النيل من سيادة لبنان ووحدته.

وشملت جولة الوزيرة عكر مركزًا حدوديًا تابعًا للواء المشاة الخامس، فنوّهت بجهود اللواء وقالت «ثقتنا بكم كبيرة لأنّ مسيرة الحفاظ على الأمن والاستقرار طويلة، لكنّها ستتحقق بفضل عزمكم وإرادتكم وشجاعتكم وقدراتكم على مواجهة العدو الإسرائيلي والحفاظ على سيادة لبنان».

كما زارت الوزيرة عكر قيادة الكتيبة الإيطالية في بلدة شمع بحضور الجنرال Del Col، واجتمعت بقائد الكتيبة العميد أندريا ستاسيو.