- En
- Fr
- عربي
حدث
اعترافات الموقوفين الإرهابيين ومعلومات الأجهزة المعنية، كانت تشير إلى أن المجموعات الإرهابية، تحضّر لشرّ عظيم في لبنان هذا الصيف.
في السابع والعشرين من حزيران المنصرم، حلّ هذا الشرّ بكلّ أثقال حقده وتوحشه في القاع. لكنه تلقى في البلدة الآمنة ضربة نوعية، شكّلت سابقة في سجل التصدّي له، محليًا وخارجيًا.
وعي وسرعة تحرّك
انتحاريو الكفر والجهل والفكر الموبوء الذين تسلّلوا إلى البلدة بخطة جهنميّة، لم ينجحوا في تنفيذ خطتهم، فذهبوا إلى الجحيم بمتفجراتهم التي قتلت خمسة مواطنين وجرحت عددًا آخر، من دون أن تستطيع تحقيق أهدافها. وفي حين كانت الهجمات الانتحارية تسفر في كلّ مرة عن عدد كبير من الضحايا المستهدفين مقابل انتحاري أو اثنين، سقط انتحاريو القاع الثمانية في قعر خطة عطّلها الوعي وسرعة التحرك.
أما الدماء الزكية التي سالت من المواطنين والعسكريين، فقد ظلّت أمانة في الأرض المحروسة بعزم جيش الوطن ومواطنيه.
في الوقائع
وقائع الغزوة الإرهابية التي تعرّضت لها القاع، إن لجهة عدد الانتحاريين، أو لجهة مراحل التنفيذ، تظهر حجم الكارثة التي نجا منها لبنان، بفضل كشف الإرهابيين ومحاصرتهم ومنعهم من تنفيذ الخطة المرسومة.
فعند الساعة 4.20 من فجر 27 حزيران، أقدم أحد الإرهابيين على تفجير نفسه بحزام ناسف أمام منزل أحد المواطنين، وأعقب ذلك إقدام ثلاثة إرهابيين آخرين على تفجير أنفسهم بأحزمة ناسفة في أوقات متتالية، وفي الطريق المحاذي للمنزل المذكور. أدّت هذه العملية الإرهابية إلى استشهاد عدد من المواطنين (خمسة) وجرح عدد آخر بينهم أربعة عسكريين كانوا في عداد إحدى دوريات الجيش التي توجّهت إلى موقع الانفجار الأول.
فرضت قوى الجيش طوقًا أمنيًا حول المكان، وباشرت عملية تفتيش واسعة في البلدة ومحيطها بحثًا عن مشبوهين، فيما دعت قيادة الجيش المواطنين إلى التجاوب مع الإجراءات التي فرضتها.
العماد قهوجي يتفقد القاع والبلدة تستوعب الصدمة
تلقّفت القاع ومعها لبنان هول الصدمة، احتضنت أوجاعها، وأكّدت ثقتها بأن الجيش سيبقى سياجها، وأن أبناءها متشبّثون بأرضهم ومقدّساتهم. في هذا الوقت توجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي إلى البلدة، حيث تفقّد موقع التفجيرات الإرهابية، وأعطى توجيهاته للوحدات العسكرية بوجوب تشديد التدابير الأمنية على جميع المنافذ الحدودية، وتعقّب العناصر المشبوهة في الداخل، والعمل على توقيفهم فورًا.
وزار قائد الجيش مبنى البلدية، حيث التقى راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحّال، وعددًا من نوّاب المنطقة وفاعلياتها، وتوجّه بالتعازي إلى ذوي الشهداء معربًا عن تمنياته بالشفاء العاجل للجرحى، منوّهًا بما تمثّله القاع وسائر القرى الحدودية كخطّ دفاع أول عن لبنان في مواجهة الإرهاب.
ولفت العماد قهوجي إلى أنّ مسارعة الإرهابيين إلى تفجير أنفسهم قبل انتقالهم إلى مناطق أخرى، هي دليل واضح على يقظة الجيش والمواطنين التي أفشلت مخططاتهم، مطمئنًا أنّ لدى الجيش كامل الإرادة والقدرة على مواصلة محاربة هذا الإرهاب، الذي لا يميّز في جرائمه الوحشية بين طائفة وأخرى، ومشددًا على أنّ أيّ عمل إرهابي ومهما بلغ حجمه، لن يؤثر إطلاقًا على قرار الجيش الحاسم في محاربة الإرهاب، وحماية لبنان والحفاظ على استقراره. من جهته، شكر المطران رحال، العماد قهوجي على حضوره، موكدًا تمسّك أبناء المنطقة بأرضهم مهما كانت الأخطار، ووقوفهم إلى جانب الجيش صفًا واحدًا، داعيًا المواطنين إلى عدم الخوف، وإلى الثقة الكاملة بالجيش وقدرته على حمايتهم.
الاعتداء الثاني
مع حلول المساء، كرّر الإرهابيون استهدافهم للبلدة. فعند الساعة العاشرة والنصف، أقدم انتحاري يستقلّ دراجة نارية على رمي قنبلة يدوية باتجاه تجمّع للمواطنين أمام كنيسة البلدة، ثمّ فجّر نفسه بحزام ناسف، تلاه إرهابي ثانٍ يستقل أيضًا دراجة، على تفجير نفسه في المكان المذكور، ممّا أدّى إلى إصابة عدد من المواطنين بجروح مختلفة. في تلك الأثناء كان ثمة إرهابيان آخران: الأوّل طاردته وحدة من مخابرات الجيش، فاضطر إلى تفجير نفسه من دون أن يُصاب أحد بأذى، بينما حاول الآخر استهداف أحد المراكز العسكرية، فلاقى المصير الذي لاقاه الأوّل، بعد أن كشفه عناصر المركز.
استقدم الجيش تعزيزات إضافية إلى البلدة، ونفّذت وحداته عمليات دهم وتفتيش واسعة في المنطقة، وفي مختلف المناطق اللبنانية.
شملت عمليات الدهم والتفتيش مخيمات للنازحين السوريين وأماكن أخرى. أسفرت هذه الإجراءات عن توقيف مشتبه بهم فضلاً عن المئات من المتواجدين على الأراضي اللبنانية بصورة غير شرعية.
استنفار رسمي
أدّت الاعتداءات الإرهابية في القاع إلى استنفار رسمي في موازاة الاستنفار العسكري والأمني. فقد خصّص مجلس الوزراء جلسته التي انعقدت في 28 حزيران غداة الاعتداء، لبحث ما كشفته المواجهات الأخيرة مع الإرهابيين. واعتبر رئيس الحكومة تمام سلام أن لبنان يواجه شكلاً جديدًا من أشكال الصراع مع الإرهاب الذي يخوضه الجيش والقوى الأمنية اللبنانية منذ سنوات، وأن الأسلوب الذي اتبع في التنفيذ وفي عدد الانتحاريين، يطرح أسئلة كثيرة حول طبيعــة المرحلــة المقبلــة من المواجهــة.
وفي البيان الصادر عنه، جدّد مجلس الوزراء ثقته الكاملة بالجيش وبجميع القوى والأجهزة الأمنية التي تؤدي على أكمل وجه واجبها الوطني... وأعلن وضع جميع المؤسسات الحكومية بكل إمكاناتها في حال استنفار كامل لمواجهة تداعيات الأحداث.
ومساءً عقد رئيس الحكومة اجتماعًا أمنيًا موسعًا في السراي الحكومي، انتهى إلى تنبيه اللبنانيين إلى المخاطر المحتملة، وعدم استبعاد أن تكون عملية القاع فاتحـة لعمليــات أخــرى.
إضافة إلى ذلك، عقد في مكتب قائد الجيش العماد جان قهوجي اجتماع ضمّ وزير الداخلية نهاد المشنوق وقادة الأجهزة الأمنية، وتمّ التوافق على اتخاذ سلسلة تدابير أمنية وقائية في مختلف المناطق اللبنانية للحفاظ على الأمن والاستقرار وطمأنة اللبنانيين.
بدوره، تفقّد وزير الدفاع سمير مقبل بلده القاع، وأكّد أن زيارته هي لمشاركة البلدة حزنها، وأن جميع اللبنانيين متّحدون لدعم الجيش والوطن، مثمّنًا تضحيات الجيش الذي يقف على أهبة الاستعداد لمواجهة أي مخاطر وتحديات.
كل مواطن جندي
أخيرًا، يدرك اللبنانيون أنهم في معركة مفتوحة مع الإرهاب. وأن عين الجيش لم تغفل لحظة عن السهر، وإصبعه لم يحد عن الزناد. وإذا غابت عن اللبنانيين تفاصيل كثيرة حول هذه المعركة، فيجب إلاّ يغيب عن بال أحد، أن تحقيق الانتصار فيها يقتضي ارتفاع كل مواطن إلى مرتبــة الجنــدي.
في 30/6/2016 أصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه البيان الآتي:
أحبطت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم داعش الإرهابي قد خطّط لتنفيذهما، ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، حيث تمّ توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطّط، وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمالاً إرهابية ضدّ الجيش في أوقات سابقة.
لا يزال التحقيق مستمرًا باشراف القضاء المختص.
في 30 /6 /2016 أصدرت قيادة الجيش مديرية التوجيه البيان الآتي:
أحبطت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني عمليتين إرهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم داعش الإرهابي قد خطّط لتنفيذهما، ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان، حيث تمّ توقيف خمسة إرهابيين وعلى رأسهم المخطّط، وقد اعترف الموقوفون بتنفيذهم أعمالاً إرهابية ضدّ الجيش في أوقات سابقة.
لا يزال التحقيق مستمرًا باشراف القضاء المختص.