مؤتمر

اندحار الإرهاب في المنطقة وتأثيره على القارة الأفريقية
إعداد: جان دارك أبي ياغي

برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلًا بوزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والنائب محمد خواجة ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، والنائب سمير الجسر ممثلًا الرئيس المكلّف سعد الحريري، نظمت المديرية العامة للأمن العام مؤتمرًا بعنوان «اندحار الإرهاب في المنطقة وتأثيره على القارة الأفريقية»، وذلك على مدى يومين في فندق الـ Four Season في بيروت.
حضر المؤتمر وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، العميد الركن سعيد القزح ممثلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، وعدد كبير من السياسيين، أعضاء السلك الديبلوماسي والقضائي، القيادات العسكرية والأمنية، فضلًا عن الوفود الأجنبية والأكاديمية، رجال الأعمال، الإعلاميين، أساتذة جامعيين، طلاب الجامعات، ونخبة من المتخصصين والباحثين اللبنانيين والأجانب.


في كلمته، ذكّر الوزير المشنوق أنّه «ربما ينسى الواحد منّا أنّنا عشنا سنوات طويلة كانت طرابلس خلالها قندهار. وتبيّن أنّها طرابلس الاعتدال، والشمال كله شمال الاعتدال، وشمال الولاء للدولة وشمال التأكيد على وطنية كل مقيم فيه».
تخلل المؤتمر كلمات لكل من منظّم المؤتمر العميد رياض طه، ورئيس المجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم عباس فواز، قبل أن يتحدث مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم الذي لفت في كلمته إلى أنّ «ثمّة نقاطًا عدّة توجب التوقّف عندها مليًا لتحديد أسباب انتشار الإرهاب في أفريقيا كما في كل العالم، وأهمها: بدء اندثار الجماعات الإرهابية من الشرق الأوسط بعد صراع مرير امتد لسنوات، والتغير النوعي في طبيعة أنشطة الجماعات الإرهابية التي أصبحت عابرة لحدود الدول والقارات، ونجاح الحركات الإرهابية في توظيف الصناعة الإلكترونية في خدمة أغراضها الإرهابية على مستويات التجنيد والإعلام والخرق والتدريب».
وتابع: «من خلال عملي لسنوات طويلة في مكافحة الإرهاب، وعلى الرغم من الفخر بما حققناه، ظلّ هناك سؤال ملحّ يواجهنا ويقضّ مضاجعنا هو: لماذا يزداد الإرهاب انتشارًا وتعقيدًا؟ والوحش الإرهابي كانت أولى محطاته في ربوع وطني وتحديدًا شمال البلاد إذ سقط لنا رفاق نعتز بهم وبعائلاتهم... كما ازدادت هجمته كمًّا ونوعًا إلى أن كانت عملية «فجر الجرود» التي حرّرت الأرض وأعادت السيادة. كما نجحنا في الأمن العام وعبر الأمن الاستباقي في إحباط عشرات الهجمات الدامية التي كان لبعضها، لو نجح، أن يتسبب في نوع من الحروب الأهلية، ولاحقًا اعتمدنا الأمن الوقائي من خلال تتبّع شبكات التطرّف عملانيًا وعبر شبكات التواصل الإلكتروني، وكل ذلك تحت سقف القانون وضمان الحريات العامة والخاصة»...
وأكّد المدير العام للأمن العام أنّ المطلوب الآن هو تضافر الجهود للعمل على منع انتقال الإرهابيين، وقطع أوصالهم وخطوط تواصلهم وإمداداتهم، وحرمانهم من الموارد التي تعزز إيديولوجياتهم، وبعض هذه الموارد تقف خلفها جهات لا أفراد، وملاحقتهم عبر الشبكات الإلكترونية واعتماد إجراءات موحدة لتبادل المعلومات الاستخبارية. لكنّ الأهم هو وقف استثمار بعض الدول في الإرهاب في محطات من عملها السياسي ومحاربته في محطات الأخرى.
وختم قائلًا: «إنّ الإرهاب عابر للحدود ولا بد من مواجهة هذا الخطر الإقليمي والدولي باعتماد استراتيجية مقابلة عنوانها «سياسة الأمن العابر للحدود» وهذا لا يكون إلاّ بالتعاون الندّي والأخلاقي المنــزّه عــن الفوقيــة».

 

جلسات المؤتمر
تضمّن برنامج المؤتمر في اليوم الأول ثلاث جلسات تحت عناوين: «تطوّر الإرهاب في الشرق الأوسط»، «اندحار التنظيمات الإرهابية في المنطقة وعلاقتها بالقارة الأفريقية»، و«تجربة لبنان في دحر الإرهاب». في اليوم الثاني عقدت جلستان، الأولى بعنوان «نمو الإرهاب في أفريقيا، وأسبابه الداخلية والخارجية»، والثانية بعنوان «آفاق تسوية النزاعات ومكافحة الإرهاب في القارة الأفريقية».
في الخلاصة، أوصى المؤتمر بإرساء أسس العدالة الدولية وتجريم الإرهاب الإلكتروني، مؤكّدًا أهمية الأمن الاستباقي.