لبنان جيش خلف جيشه

بالصوت والصورة والحبر «تسلم يــا عسكر لبنان»

مواكبة وسائل الاعلام اللبنانية بمختلف انواعها وانتماءاتها لأحداث نهر البارد، ظهّرت نبض الناس، وعكست التفاف اللبنانيين حول جيشهم وعمق تقديرهم لدوره الوطني، وإجماعهم على اعتباره ضمانة الوطن.
وسائل الاعلام المرئي والمسموع التي لاحقت التطورات لحظة بلحظة، افردت مساحة كبيرة من البث للأناشيد العسكرية والاغاني الوطنية. وكانت تعليقات المذيعين والمراسلين المفعمة بالتقدير للجيش مؤشراً إلى عمق التضامن معه.
وعلى الرغم من ان الإجراءات التي حتمتها ضرورات المعركة جعلت المراسلين غير قادرين على ارضاء حشريتهم الصحافية، فإن هؤلاء تصرفوا بمسؤولية مقدرين الظروف الخطيرة، مثمنين حرص الجيش على سلامتهم.
بدورها وإلى تغطيتها للأحداث، افردت الصحافة المكتوبة حيزاً مهماً للتحقيقات التي عكست تعاطف اللبنانيين اللامحدود مع الجيش، وللمقالات التي تناولت دوره، والتي وان تخللتها مواقف سياسية مختلفة، فإن الاجماع على تقدير حكمة الجيش وشجاعته ظلّ القاسم المشترك بينها.

 

عزاء اهل الوطن
عقب اندلاع الاحداث في الشمال وتعرض العسكريين للعملية الغادرة، كتب عادل مالك في «النهار»: «إذا كان من عزاء لأهل الوطن من معمودية الدم لقواته المسلحة، فهو في التقاء جميع الاطراف حول الجيش، وتكريسه المرجعية التي اوجدت حالة اجماع وطني في بلد يستحيل فيه الاجماع على امر واحد». وعنون جورج ناصيف مقالته «لا لبنان من دون الجيش»، وقال: «لا مهمة تعلو اليوم على مهمة دعم الجيش اللبناني».

 

«تسلم يا عسكر لبنان»
ملحق «نهار الشباب» الصادر في 24 أيار تصدرته صورة معبرة تحت عنوان «تسلم يا عسكر لبنان».
ووجهت نايلة التويني «تحية إلى هؤلاء الجنود الشباب الذين نفتخر بهم ونعتز، وألف تحية إلى المؤسسة العسكرية التي تحمي وطننا وشعبنا». وتضمّن الملحق نفسه تحقيقاً لابراهيم دسوقي بعنوان «شباب لبنان يدعمون الجيش ضد المعتدي». أما منال شعيا فقالت في تحقيق من تخوم نهر البارد: «... إذا كان الجيش لا يفصح، فإن وجوه افراده تخبرك سر النضال من اجل الواجب الوطني، بتلك الابتسامة يعرفون كيف يزرعون الطمأنينة حولهم وبسلام عسكري يضبطون الوضع ويرفعون معنويات النازحين والقادمين من صحافيين واهالي..».

 

حتى بوَردة
حملت «النهار» في اليوم نفسه مقالة للمحامي مصطفى يوسف حمود اعتبر فيها أنه «إذا كان الوطن بمنزلة الام للجميع، فإن الجيش فيه هو بمنزلة الأب الحامي لشرف هذه الأم»... ودعا الجميع إلى الالتفاف حول الجيش ليحمي «البيت الوطني...».
سمير نعوم سلامة وجّه تحية إكبار وإجلال لأرواح هؤلاء الأبطال من جيشنا الأبي»، ودعا «كل مواطن مخلص وشريف أن يهب لنصرة الجيش وحمايته حتى من رشقه بالورود».

 

رمز وحدة الوطن ومصدر عزته
في اليوم التالي (25 أيار) تضمنت «النهار» العديد من المقالات في السياق نفسه. ففي مقالته الاسبوعية قال ادمون صعب:
«لم يشهد اللبنانيون ارباكاً مماثلاً لما شعروا به هذا الاسبوع إثر الغدر الذي تعرض له الجيش في الشمال بواسطة بنادق كان يفترض أن توجه إلى «همجية العدو الإسرائيلي وغطرسته على ما ورد في النشرة التوجيهية التي وجّهها الجيش إلى العسكريين متعالياً على الجروح الكثيرة التي اصابته في نهر البارد وقبله في بيروت والجنوب والجبل والبقاع وعمشيت وضهر الوحش ودير القلعة واليرزة... وهو الذي جعل حياة افراده ودماءهم وديعة لدى الوطن يأخذها متى يطلبها من دون تردد، مؤكداً بإستمرار أن بندقيته ستظل موجهة نحو العدو الإسرائيلي»...
وأضاف صعب: «ثمة سؤال يفرضه الألم الكبير الذي شعر به المؤمنون بأن جيش لبنان هو رمز وحدة الوطن، وعنوان كرامته ومصدر عزته وإفتخاره وبأن لا حياة للوطن من دون جيش: ألم يقصر حياله في السابق غير البعيد كثيرون؟».
الدكتور انطوان سالم رأى «أن اللبنانيين يتطلعون في هذه اللحظة الحرجة إلى الجيش ولا يتطلعون إلى غيره... هم حوله ووراءه لا يريدون حامياً لهم إلاّه...».
ورأى الدكتور فؤاد المولى أن حديث قائد الجيش هو «أمر اليوم» لـ 22 مليون لبناني (5 ملايين مقيم و17 مليون مغترب) يحيون جيشهم وقائده ويحتفلون معه بعرس جنوده الذين روت دماؤهم تراب لبنان...».

 

العملة الصعبة الاغلى
من جهته رأى جهاد الزين (النهار 2 حزيران) أن الجيش «الآن هو العملة الصعبة، الأغلى» وقال: «بدا الجيش في تلك الايام الأولى لمفاجأة نهر البارد الدموية وما زال، المؤسسة - الإحتياط الحقيقي لإرادة الوحدة بين اللبنانيين أياً تكن إختلافات السياسيين...».
الدكتور دريد بشراوي وجه بدوره عبر صفحات «المستقبل» «تحية إكبار وإجلال إلى شهداء الجيش اللبناني وجرحاه الذين رووا بدمائهم الطاهرة تربة الوطن، تحية إلى جيشنا الباسل الذي يدافع عن أمن الوطن ووحدته وإستقراره بشجاعة لا تضاهى...».

 

المواطنون يطلبون إنتشار الجيش في أحيائهم وشوارعهم
«البلد» (في عددها الصادر في 6 حزيران) نشرت تحقيقاً لفيديل سبيتي بعنوان «معارك الجيش اللبناني تؤكد هيبته وتوحد اللبنانيين حوله». وجاء في التحقيق «أن التفتيش الدقيق للسيارات والاغراض والحقائب لا يسبب أي إزعاج للمواطنين اللبنانيين الذين يضطرون إلى المرور على حواجز الجيش اللبناني في أثناء إنتقالهم من منطقة إلى أخرى ذهاباً وإياباً.
بل ويرى كثير من القاطنين في بيروت المزنّرة بحزام عسكري ضخم على أطرافها وفي شوارعها الداخلية، إن أعمال التفتيش التي يقوم بها الجيش اللبناني باعثة على الارتياح، كما هو منظر إنتشار الجنود المسلحين بلباسهم العسكري على الأرصفة وفي نواحي الشوارع وأركانها.
وحتى ولو أن العسكريين من الجيش اللبناني يقومون بأعمال التفتيش هذه بهدوء وروية وكثير من التهذيب الحضاري، إلاّ أن هذا كله ليس السبب الذي يدفع المواطنين إلى الشعور بالأمان، وإلى طلب التفتيش».
وأضاف سبيتي قائلاً:
«يطلب المدنيون إنتشار الجنود والعسكريين من الجيش اللبناني بين ظهرانهم وفي أحيائهم وشوارعهم وأماكن إنتقالهم من اعمالهم إلى المنازل والعكس، يطلبون هذا الإنتشار لأنهم يحتاجون إلى الحماية، والحماية هذه يطلبونها من السلطة الشرعية ومؤسستها العسكرية التابعة لها، وهم يطلبون الحماية من مؤسسة عسكرية تضمّ في صفوفها جميع أبنائهم من جميع المناطق اللبنانية ومن مختلف طوائف لبنان. أي الحماية  من فصيل منبثق من رحم الاجتماع اللبناني المتكامل، أي الإجتماع الذي على أساسه يقوم لبنان ويعيش، وهو ما يسمى في الأبيات السياسية بـ «الوفاق الوطني» و «السلم الاهلي...».


مشروع وطني من نهر البارد إلى الناقورة
في «الحياة» (10 حزيران) رأى الياس حرفوش أن الجيش ينفذ حالياً مشروعاً وطنياً يمتد من نهر البارد إلى الناقورة، ويطمح إلى إستعادة مقومات السيادة اللبنانية التي إنتزعت منه تحت ضغط الصراعات والمصالح الإقليمية».
ويذكر الكاتب بأنه «قبل نهر البارد كان الجيش قد خاض تجربة ناجحة في بيروت خلال التظاهرات التي خططت لها المعارضة في الشتاء الماضي وما اعقبها من مواجهات كان يمكن ان تنزلق إلى ما هو أسوأ لولا الدور الحكيم الذي لعبه قائد الجيش...
الموقـف نفسه كـان العمـاد سليمـان اتخـذه حيال التظـاهـرات التي نزلت إلى بيروت في 28 شباط 2005...

كان شعار قائد الجيش في سلوكه المحايد حيال الازمة الداخلية، ان القيادة التي لم تسمح بالتعرض للمقاومة في الجنوب... لا يمكنها أن تسمح بالتعرض لابناء شعبها أمام اندفاعهم العفوي للتعبير عن مشاعرهم الوطنية».
ويضيف: «غير أن الاهم من كل ذلك هو ما يقوم به الجيش على الحدود الجنوبية... والتاريخ سيذكر للعماد ميشال سليمان أنه أعاد الجيش الوطني إلى الحدود بعد 30 سنة من حرمانه ذلك، لدوافع وأسباب لم تكن لها علاقة بالمصلحة الوطنية وكلفت لبنان وأبناء الجنوب خصوصاً، الكثير».

 

عكار والجنود...
تحت عنوان «عكار تعيش هاجس أبنائها الجنود.. وتساند الجيش بما إستطاعت»، كتب عثمان عثمان في «السفير» (11 حزيران):
لم يكن يوم السبت الماضي يوماً عادياً بالنسبة للعكاريين الذين لطالما رفدوا المؤسسة العسكرية بأعداد كبيرة من شبانهم. فمع تقدم ساعات النهار، وعلى أثر معركة ضارية خاضها الجيش اللبناني ضد مسلحي «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد كثرت خلالها حركة سيارات الإسعاف بإتجاه مستشفيات المنطقة، هرع العشرات من أبناء عكار، بعضهم للإطمئنان على أبنائهم الجنود في جبهة البارد، والكثير منهم للتبرع بالدم وتقديم ما يمكن من مساعدة، وأعينهم تتطلع إلى نصر قريب يحققه الجيش على تنظيم «فتح الإسلام».
خالد عثمان الموظف في إحدى الشركات في حلبا يحضر يومياً بعد إنتهاء دوامه إلى مستشفيات عكار لتقديم ما يمكنه من مساعدة، معتبراً أن كل جندي لبناني هو أكثر من أخ.
ويجيب ضاهر أسعد الذي يناهز السبعين من العمر على سؤالنا عن سبب وجوده ليلاً أمام مركز اليوسف الطبي في حلبا:
ليس لدي هنا قريب شهيد أو جريح، بل جئنا لنقف إلى جانب جيشنا الباسل في مواجهة العصابات المرسلة إلى لبنان لإثارة الفوضى والإعتداء على أمن الوطن.

 

أبي بطل
بمناسبة عيد الأب (21 حزيران) نشر «نهار الشباب» تحقيقاً مؤثراً لمنال شعيا، عنوانه: في عيد الأب العسكري في عيون أولاده بطل في المعارك. ومشروع شهيد. التحقيق قدمت له كاتبته بالقول: «تجلس معهم فتدرك معنى الإلتزام العسكري، وتعشق ذلك الواجب الذي يدفع الانسان إلى التضحية بالذات ذوداً عن الوطن ووفاء لقسم الشرف الذي التزم به أمام نفسه أولاً ثم أمام جميع اللبنانيين...
وحين تنظر إلى عيونهم سرعان ما تشعر بحب لا يوصف وبفخر لا حدود له، الفخر بأنهم أولاد عسكريين».


عم يكبر لبنان!
مي منصور (عبر محطة تيلي لوميار)
عم يكبر يكبر لبنان،
جيشو متلّي ساحاتو..
إسمو والأرزه عنوان
بتخفق فينا راياتو..
ومن الله بياخذ حياتو!

يا جندي بلادي، وينك؟
ع الإعدا خلي عينك..
إيدك تصلي ع المدفع...
إستقلالو من دَينَك،
ومطالب توفي دَينَك!

لبسك رمز الحمايه..
وجودك سر الإستقلال..
وبُكرا، بالمجد الجايي
إنت بتكون المشعال...
وعزّ جبينك ما بينطال!

مغوارك سيفو ضارب
يحصدُ إعدا وما يرتدّ...
والبحريه أبطالك
كلما الويل علينا شتدّ،
نار بتحرُق.. وقت الجَدّ!

طالع طالع بالعالي
بيرق مجدك نيّالو..
لبنان علينا غالي
إنت وحدك رسمالو
ردّلو إستقلالو!!

يا جيش بلادي المسؤول،
عزمك فتفت صخر الصمّ..
لبنان بقلبك مشتول
و إنت لشعبك عرق الدم..
حولك كل الشعب لتمّ!!

 

غبرة بدلتن...
حبيب يونس - عبر إذاعة «صوت الغد»

جندي نْدَبَحْ؟
وشو بدَّك برفاقو...
هاك البيسمُّوهُن الصَّامت الأكبر.
صمتُن صار غضب،
قاماتن سيوف،
زنودن جبال،
قلوبن كَرَمْ،
جباهن سهول عنفوان.
ونحن اللي منتمرَّى بغبرة بَدْلِتُنْ المَرَقَّطا، سْمِعنا صوت سعيد عقل عم يصدح،
وقلنا معو:
لاقيهن، والغِرّا مان
عليها الرّيح وكَرّا
هنّي الردّو عن لبنان
ت يبقى عالي البنيان
وتضلاّ عالي الغِرّا.
عاليي... زيحولو الشَّمس والغيمات، صاحب الغِرّا بدو يمرق
تحت سما لبنان...
لكل بدلي عرقاني ومغّبرا خير،
لكل جبين ملوِّحتو الشَّمس عنفوان،
لكل وجّ عم يبتسم للشَّهادي،
لسيوف لبنان اللي ما نْكَسَرو، واللي سْتَلِّتُنْ البطولي تقهر فِيُن الشر، ورجعو ع غمدا فرحانين،
كل لبنان بيقول، بصوت شعبو،
جيش لبنان حكي بطولي وشهادي...
اسْكِتو إنتو.

 

«الأمر لك» وتعبيرات أخرى
إنتشرت على اللوحات الاعلانية في بيروت والمناطق «بوسترات» حيّت الجيش وعبرت عن مشاعر اللبنانيين تجاهه بأفكار متنوعة.
فمن «الأمر لك» إلى العلم اللبناني تتوسطه الارزة مرقطة وجندي في وضعية قتال وخوذته مكللة بالزيتون، إلى ملصقات على السيارات وسوى ذلك.

 

رسومات
رسامو الكاريكاتور كيف عبروا عما يجري؟ هنا بعض النماذج لكل من: بيار صادق وارمان حمصي (النهار) سعد حاجو (السفير) ستافرو جبرا (البلد) وحبيب حداد (النهار).