زيارة رسمية

بحث سبل تعزيز التعاون بين الجيشين الشقيقين والتقى مسؤولين كبار

 قائد الجيش في زيارة رسمية للكويت تخللتها جولات على قــوى البـر والبحـر والجـو

لبى قائد الجيش العماد ميشال سليمان دعوة رئيس الأركان العامة في الجيش الكويتي الشقيق، فزار الكويت ما بين 29 أيار الماضي و3 حزيران الجاري.
وقد التقى العماد سليمان خلال زيارته الكويت عدداً من كبار المسؤولين وجال مع الوفد المرافق له على قطاعات عسكرية عدة وشملت جولته قوى برية وجوية وبحرية. وفي ختام الزيارة التقى العماد سليمان بعدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية، حيث اقام سفير لبنان في الكويت حفل استقبال على شرفه. هنا تفاصيل الزيارة:
غـادر العـماد سليـمان قائد الجـيش مطار بيروت الدولي متوجهاً الى الكويت على رأس وفـد عسكري من كبار الضباط، في زيارة رسمـية تلـبية لدعوة وجـهها إليه رئيس أركان الجيش الكويتي، لبحث سبل تعزيز التعاون بين الجيشين الشقيقين. وقد كان في وداع قائد الجيش على أرض المطار سفير دولة الكويت علي سلمان السعيد، وعدد من ضباط القيادة. في الكويت كان الفريق الطيار ركن فهد أحمد الأمير رئيس الأركان العامة للجيش وعدد من كبار الضباط وسفير لبنان في الكويت جودت الحجار، في استقبال العماد سليمان والوفد المرافق. وقد التقى العماد سليمان في مستهل الزيارة، الفريق الأمير في مبنى الأركان العامـة وجرت مباحثات تناولت سبل تعـزيز العلاقات الأخوية بين الجيشين الشقيقين، وتبادل الخبرات في مجال التـدريب والتنـظيم، وأكد الجانبان على توطيـد روابـط الأخـوّة القـائمة بين شعـبي الكويت ولبنان وجيشيهما. وفـي اليـوم التالي التقى العماد سليمان النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزيـر الدفاع الشـيخ جابر المبـارك الحمد الصباح. وجرى خلال اللقاءين عرض لعلاقـات الأخوة والتعاون بين القوات المسلحة اللبنانية والكويتية، وسبل تعزيز التعاون وتبادل الخبرات.

 

جولات على القوى العسكرية

وتخـللت زيارة العماد سليمان الى الكويـت جولات على القوى المسلحة. فقد زار والوفد المرافـق القوة البرية حيث حضر إيجازاً عن تنظيمها وتجهيزها، ثم زار احدى القـطع البريـة حيث جرى عرض للدبابـات وناقـلات الجـند والأسلـحة المستخدمـة ووسائل التدريــب. كما زار قائد الجيش والوفد المرافق قيادة القوة الجوية، واطلع على تنظيمها، ثم انتقل الى قاعدة أحمد الجابر الجوية، حيث جال على سرب من طائرات ف 18، وعلى وحدات الدفاع الجوي وبطاريات صواريخ "باتريوت" المضادة للطائرات.


آخر الجولات التي قام بها العماد سليمان شملت القوى البحرية، حيث اطلع على تنظيمها ودورها في حماية الساحل الكويتي. كما زار المدرسة البحرية، واطلع على الدورات التدريبية التي تقام فيها، وامكاناتها في مجال تأهيل الضباط والعسكريين البحريين. وقام العماد سليمان بجولة على متن زورق دورية حربي، حيث جرى عرض للإمكانات القتالية والملاحية لدى الجيش الكويتي الشقيق.

 

 حفل استقبال وكلمة

ختام الزيارة كان حفل استقبال اقامه سفير لبنان في الكويت جودت الحجار على شرف العماد سليمان قائد الجيش. وقد حضر الحفل رئيس أركان الجيش الكويتي الفريق الطيار ركن فهد أحمد الأمير، ونائبه اللواء الركن أحمد خالد الصباح، وحضره عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية في الكويت. وألقى العماد سليمان خلال الحفل الكلمة الآتي نصها:
" سعادة الفريق الطيار ركن فهد أحمد الأمير، رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي سعادة سفير لبنان في الكويت جودت الحجار.

 

 أيها الحفل الكريم

بداية أتقدم منكم بالشكر الجزيل والخالص على دعوتكم الكريمة لنا الى هذا اللقاء الأخوي المزهو بروح المواطنية الحقيقية والمفعم بأريج المحبة الصادقة، هنا في رحاب دولة الكويت الشقيقة التي نعتز بها ونفتخر، حيث الأخوّة العربية الأصيلة تتجلى بأبهى معانيها وتسمو بأعلى قيمها النبيلة السامية، فكلمة الإغتراب هنا تفقد معناها الحقيقي بالنسبة لكم. والصحيح أن وجودكم في هذا الوطن هو وجود تواصل وتكامل وتفاعل بين أخوة في العروبة تجمع في ما بينهم هوية ثقافية مشتركة ووحدة في الإنتماء والمصير. أنتم أيها الأخوة الأعزاء نخبة متألقة من شعب لبنان، عهد فيكم الوطن روح التضحية والإخلاص، وشعلة متّقدة بالأمل والطموح، فأتيتم الى هذه الديار دعاة خير ورسل محبة لتساهموا في بنائها وتطورها وتنشروا ثقافة شعبكم قيماً ومعرفة وحضارة، فترفعون بذلك اسم وطنكم عالياً ويكون حصاد سعيكم وجهدكم في سبيل خدمة مصلحة لبنان وشعبه. في وجودكم هنا ومن خلال تعاونكم وتضامنكم وعطائكم الخلاق المميز، تجسدون صورة حية عن ثقافة المجتمع اللبناني ووعيه وانفتاحه، ورسالته الفريدة في هذا العالم كنموذج مشرق تتفاعل فيه الثقافات والحضارات في ظل العيش المشترك بين مختلف شرائح أبناء الوطن الواحد.


إن دوركم أيها الأحباء كبير جداً وأهميته تكمن في ما تقومون به من إيصال صوت لبنان والتعبير عن أحقية قضاياه العادلة، وفي نشر مبادئه وقيمه الثقافية والأخلاقية. فمن خلال إبداعكم وتفوّقكم في أعمالكم ومن خلال تفاعلكم وتعاونكم مع محيطكم ورفده بما لديكم من معارف وخبرات وعطاءات تتميزون بها، استطعتم أن تكونوا مثالاً في المواطنية السليمة ومصدر ثقة واعتزاز لشعبي لبنان والكويت على حد سواء.


إن منطقتنا العربية اليوم تمرّ بمرحلة ضبابية من تاريخها، فمن الأحداث الدامية الجارية في العراق، وتصاعد أعمال العنف وحدة التناقضات الداخلية التي يشهدها هذا البلد العزيز ومعاناته من إرباكات جمة على أكثر من صعيد، الى فلسطين حيث العدو الإسرائيلي يستبيح كل المحرمات، ويصعّد من أعماله القمعية الوحشية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل مستغلاً ما يجري في العراق، ليمضي قدماً في تنفيذ مخططاته ومشاريعه التوسعية، الى قانون محاسبة سوريا الذي أقرته الولايات المتحدة الأميركية مؤخراً والهادف للضغط على الموقف اللبناني ¬ السوري المواجه، وتسويق ما سمي بـ"مشروع الشرق الأوسط الكبير"، تحت شعار مكافحة الإرهاب عبر نشر الديموقراطية والتنمية في المنطقة، في محاولة مكشوفة تهدف الى القفز فوق حقيقة الصراع العربي ¬ الإسرائيلي ودوره الأساسي في فقدان التنمية في المنطقة وتصاعد ظاهرة العنف فيها، وتهدف أيضاً الى السيطرة على ثروات المنطقة وتغيير هويتها الثقافية. أما في لبنان فقد استطعنا بفعل وحدتنا والتفاف اللبنانيين جميعاً حول جيشهم ومقاومتهم وبالتعاون والتنسيق مع الشقيقة سوريا والأشقاء العرب، ونخص دولة الكويت التي ساهمت في إعادة بناء ما تهدم من لبنان وتأهيل البنى التحتية وإقامة مشاريع الطبابة في مختلف المناطق، استطعنا تجاوز السلبيات. ولبنان اليوم ينعم بحالة استقرار أمني قل نظيره وجيشكم الساهر على حدود الوطن جاهز أبداً لصد أي عدوان إسرائيلي محتمل، وهو في الوقت عينه ساهر على توفير الأمن والاستقرار في الساحة الداخلية، فأمن المواطن وحريته هما حقان مقدسان لا يمكن التفريط بهما مهما كانت الظروف.


وقد كان للجيش مؤخراً دور بارز في توفير الأمن أثناء الإنتخابات البلدية والاختيارية التي جرت في لبنان بأكمله، حيث تمكن جميع اللبنانيين من ممارسة حقوقهم والتعبير عن آرائهم بكل حرية وشفافية، مما حدا بالعديد من الأوساط المحلية والإقليمية والدولية الى الإشادة بنزاهة هذه الانتخابات وبالممارسة الديموقراطية والحضارية التي تجلت خلالها. أكرر شكري لكم أيها الأخوة الأعزاء متمنياً لكم مزيداً من التوفيق والنجاح في حياتكم الخاصة ولوطننا العزيز وشعبه مستقبلاً حافلاً بالخير والإزدهار. كما أشكر سعادة الفريق الطيار ركن فهد أحمد الأمير رئيس الأركان العامة للجيش الكويتي الشقيق ومساعديه على حضورهم هذه المناسبة، وأشكر دولة الكويت أميراً وحكومة وشعباً على احتضانها للبنانيين ووقوفها الى جانبهم، وهم الذين كانوا الى جانبها في أيام المحنة الأليمة".
ولدى عودته الى لبنان كان في استقبال العماد سليمان في مطار بيروت الدولي القائم بأعمال سفارة الكويت عصام النهّام ورئيس اركان الجيش اللواء الركن رمزي أبو حمزة ومدير المخابرات العـميد ريمون عازار.

 

 الوفد المرافق للعماد قائد الجيش

ضم الوفد المرافق للعماد قائد الجيش في زيارته الى الكويت كلاً من: العمـيد الركن نعيـم فـرح، نائـب رئيـس الأركان للتجهيز، العمـيد الركـن الياس فرحـات، مدير التوجيه، العمـيد الركـن الطيار نهاد ذبيـان، قائـد الـقوات الجـوية، العميد الطبيب نديم العاكـوم، رئيـس الطبابـة العسكريـة، العميد وفيق جزيني رئيس مكتب القائد، العميد الركن عدنان مرعب، رئيـس جـهاز المراسـم، العقـيد محمد فهمي، رئيـس فرع الأمن العسـكري فـي مـديرية المخـابرات، و الرائـد المهنـدس خازن القـاري، مـن مكـتب القـائد.