بحث عسكري

بحث مرجعي للواء الحرس الجمهوري
إعداد: روجينا خليل الشختورة

تنظيم الأمن في مؤتمر قمة

 

انعقاد مؤتمر قمة يحضره عشرات من رؤساء الدول والشخصيات العالمية، حدث غير اعتيادي تستعد له الدولة المضيفة وتواكبه بإجراءات خاصة ودقيقة، خصوصًا في ما يتعلق بالأمن.
لواء الحرس الجمهوري أعد بحثًا بعنوان «خطة تنظيم الأمن لمؤتمر قمة سيعقد في مركز بيروت للمؤتمرات ويحضره أكثر من 50 رئيس دولة وشخصية عالمية».


تكمن أهمية البحث في إمكان اعتماده مرجعًا أساسيًا في حال استضاف لبنان مؤتمر قمة على مستـوى رؤساء دول، أو اعتماده كمرجع تدريبي في الدورات المتخصِّصة (أمن وحماية شخصيات، تدخل سريع، تفتيش...).
وقد عرض في قاعة العماد نجيم – وزارة الدفاع الوطني، بحضور ضباط من لواء الحرس الجمهوري ومديرية التعليم بالإضافة إلى عدد من الضباط من مختلف القطع والوحدات العسكرية.
أما الهدف منه فهو تحضير دراسة حول كيفية إعداد الإجراءات التحضيرية والتنظيمية لعقد اجتماع قمة لأكثر من خمسين دولة، وتحديد الحاجات الواجب تأمينها من: تدريب، عديد، عتاد، آليات وأمكنة، بالإضافة إلى تحضير دراسة حول كيفية وضع الخطط الأمنية التنفيذية لهذه القمة بهدف اكتساب الجهوزية المسبقة.
يعتبر البحث أن عقد مؤتمر قمة لأكثر من خمسين دولة يتطلب تنظيمًا دقيقًا ومتكاملاً ليصار إلى تنفيذ الخطة الأمنية للمؤتمر بنجاح، فأي خطأ في هذا المجال مهما كان بسيطًا قد يؤدي إلى إشكالات إدارية، بروتوكولية وربما أمنية.
كذلك، هناك ترتيبات تحضيرية متعلقة بالمؤتمر، من بينها إنشاء لجان مختصَّة، فلجنة المال والإدارة تهتم بالشؤون الإدارية والمالية الخاصة بالمؤتمر، ولجنة الإعلان والإعلام تحدِّد العدد التقريبي للإعلاميين المرتقب حضورهم وكيفية إدارتهم، أما لجنة المراسم والارتباط فتنسِّق مع اللجنة التنظيمية للمؤتمر.
وهناك أيضًا الطبابة التي تنظِّم خطة شاملة للخدمات الطبية اللازمة للمؤتمرين في مختلف الظروف، واللجنة اللوجستية التي تهتم بإدارة وسائل النقل، نقل حقائب الوفود، ملصقات التعريف بالسيارات ووسائل النقل وتسليم السيارات المخصَّصة لكل وفد أو شخصية بالإضافة إلى إدارة شؤون الإقامة في المرحلة التحضيرية وتخصيص الفنادق. أما من الناحية الأمنية، فيتم استقبال المفارز السبَّاقة الخاصة بالوفود المشاركة قبل بدء المؤتمر وتنظيم وتنسيق الإجراءات الأمنية كلها الخاصة بكل وفد وتأمين سلامة رؤساء الوفود وأعضائها خلال النشاطات كافة، إضافة إلى حماية مطار بيروت ومكان انعقاد القمة (مركز Biel) ومقر الإقامة المفترض (فندق فينيسيا).
ومن الإجراءات التي حدَّدتها الخطة، إنشاء مركز تنسيق أو غرفة عمليات مشتركة للجنة المنظمة يضم مندوبين من باقي اللجان للتنسيق في ما بينها.
أما الإجراءات الأمنية للمؤتمر فتكون على عاتق الهيكلية الأمنية المنشأة لهذه الغاية والتي تضم قوى من الأجهزة الأمنية اللبنانية كافة.
إفتراض إنعقاد المؤتمر في مركز بيروت للمؤتمرات Biel حتّم انتقاء مقرات إقامة رؤساء الوفود في الفنادق الأقرب لمكان المؤتمر لتسهيل إحكام الطوق الأمني وحصر النشاطات والانتقالات في بقعة جغرافية محدَّدة يمكن عزلها بأقل ضرر على المواطنين في حياتهم اليومية.
في الختام، خلص البحث إلى جملة توصيات منها:
- التنسيق المسبق بين الأجهزة الأمنية المشاركة في حفظ أمن أي مؤتمر يعقد في لبنان، لناحية توزيع المهمات والمسؤوليات، وتنفيذ التمارين الخاصة بالمؤتمر.
- إنشاء مركز دائم في لبنان لإقامة المؤتمرات بعيدًا عن الأماكن التجارية والسكنية.
- إتخاذ الاجراءات الضرورية لعدم إقفال المؤسسات التجارية والسياحية الواقعة ضمن البقعة الأمنية في أثناء انعقاد المؤتمر.