- En
- Fr
- عربي
نصائح وإرشادات
تعتبر البدانة من أكثر أمراض التغذية انتشارًا حول العالم، وهي إذا كانت مشكلة عند الكبار،فإنّهاّ عند الأطفال مشكلة أكبر وأكثر تعقيدًا.
في يومنا هذا ترتفع نسبة البدانة عند الأطفال بصورة مطّردة لا يمكن تجاهلها لأن الشخص البالغ يمكنه التزام نظام غذائي معيّن بينما يصعب الأمر بالنسبة إلى الصّغار. ولقد ساهمت عدّة عوامل في انتشار هذه الظاهرة أبرزها الإكثار من تناول الوجبات السريعة، وتناول الطعام في أثناء مشاهدة التلفاز أو استخدام الألعاب الإلكترونية.
إختصاصيّة التغذية زينة أسود تحدّثت لمجلة «الجيش» عن مشكلة البدانة عند الأطفال ملقية الضوء على أسبابها ومخاطرها وسبل علاجها...
متى يُعتبر الطفل بديناً؟
يمكن اعتبار الطفل بدينًا عندما تتخطّى زيادة الوزن لديه نسبة تساوي أو تفوق 90% من معدّل النمو لطفل في مثل عمره. والمعروف أنّ مؤشّر كتلة الجسم BMI-Body Mass Index يتمّ احتسابه بحساب الوزن بالكيلوغرامات مقسومًا على الطول بالمتر المربّع.
ما هي أسباب البدانة؟
تسهم عدّة عوامل في زيادة الوزن عند الأطفال وبوتيرة مطّردة ويشارك نمط الحياة الحديثة في تضخيم نسب هذه المشكلة. فالأطفال يقضون أوقاتًا طويلة في مشاهدة التلفزيون، وفي ممارسة هواية الألعاب الإلكترونية ما يحدّ من حركتهم ونشاطهم البدني، ويشجّعهم في الوقت عينه على تناول الأطعمة السريعة المصنّفة غير صحيّة، والتي تكون عادة مشبّعة بالدهون والوحدات الحرارية، ولا تحتوي على البروتين والفيتامينات بمقدار ما تحويه منها الأطعمة المنزلية أو الصحيّة، ما يزيد من تجمّع الدهون الناتجة عن الزيادة في كميّة السعرات اللازمة لإمداد الطاقة عن النشاط المطلوب لتلك الطاقة. وغالبًا لا يكون الأهل مثالاً جيدًا في التغذية الصحية، فللأسف يعتقد بعض الأمهات أن اكتناز الطفل بالوزن هو دليل صحّة، ولا يعلمنَ أنّهنّ يضعن أولادهنَّ على أول درجة من سلّم السمنة.
هناك نسبة معيّنة أيضًا من أسباب البدانة تنتج عن عوامل وراثية وخلل هرموني يربط بين الجهاز الهضمي والجزء المتحكّم في الشهية بالدماغ، ويؤدّي إلى زيادة الشهيّة وبالتالي زيادة الإقبال على الأكل. ويشكّل نقص نشاط الغدّة الدرقيّة أيضًا سببًا إضافيًّا للبدانة يرافقه تسبّب بعض الأدوية كالكورتيزون بالمشكلة عينها.
هل تعتبر بدانة الأطفال أكثر خطورة
من بدانة الكبار؟
البدانة عند الأطفال لا تقلّ خطورة عمّا هي عليه عند الكبار إن لم تكن مشكلة أكبر، ويعتبر الطفل البدين عرضة لأن يكون راشدًا بدينًا بنسبة تقارب 90%، إلاّ إذا تمّ التحكّم بهذه الزيادة في الوزن ليُعمَل على جعلها قريبة من المعدّل الطبيعي منذ الطفولة مع التشدّد في المواظبة على نمط غذائي سليم. وتشير الإحصاءات في لبنان في هذا الخصوص إلى أنّ 22,5% من الأطفال الذكور يعانون زيادة الوزن بينما 7,5% منهم بدينون. أما عند الأطفال الإناث فتعاني 16,1% من الفتيات زيادة في الوزن بينما 3,2 % منهنّ بدينات.
يؤدّي تراكم الدهون إلى ضعف الإستجابة للأنسولين في أنسجة الكبد، وإلى زيادة الدهون الثلاثية في الجسم وقلّة الدهون العالية الكثافة ما يمهّد للإصابة بالكوليسترول وبالتالي أمراض القلب وضغط الدم في المستقبل.
كما نذكر في هذا الخصوص الصعوبة في التنفّس وتقوّس الساقين التي يمكن أن يعانيها الطفل، هذا من الناحية الجسدية، أما من الناحية النفسية فيواجه الطفل سخرية المحيطين به سواء في المجتمع أو في المدرسة ما يترك عنده أثرًا نفسيًا سيئًا.
هل من علاج للبدانة؟
إذا كانت البدانة ناتجة عن مرض أو خلل في بنية الجسم، ينبغي معالجة السبب الرئيس، أمّا في الحالات الأخرى فيُعتبر الدعم النفسي من الأسرة وعدم النقد أو السخرية من وزن الطفل وإدراك حالته النفسية من أهم العوامل التي ينبغي العمل عليها لعلاج البدانة.
يجدر بالإشارة في هذا الصدد، أن حمية الطفل الغذائية لا تعني بحال من الأحوال حرمانه من الطعام، إنما هي بشكل أساسي تعديل لنمط غذائه بشكل تدريجي ومن خلال رعاية الأسرة الدائمة، وذلك لتشجيع الطفل على الإقدام على هذه الخطوة من خلال تغيير العادات الغذائية للأسرة كلّها. فقد يكون صعبًا منع الطفل من تناول الحلويات أو الأطعمة الجاهزة والمشروبات الغازيّة والشوكولا والتشيبس، ولكنّه لن يكون صعبًا التخفيف من كمية هذه الأطعمة واستبدالها بتلك المفيدة، والتي تحافظ على نمو الطفل السليم وتقيه خطر البدانة والأمراض.
من هنا لا بدّ من اعتماد العادات الغذائية السليمة وتعويد الطفل عليها. هذه العادات يمكن اختصارها بما يأتي:
• تناول الطعام بكميات قليلة وفي وجبات متعدّدة.
• الابتعاد عن الوجبات السريعة الغنيَّة بالسكريّات والدهون.
• الابتعاد عن المشروبات الغازية.
• الابتعاد عن الحلوى والشوكولا والسكريّات.
• الإكثار من الخضار والفاكهة (طازجة، مجلّدة ومطبوخة).
• الإكثار من شرب الماء والحليب القليل الدسم.
• عدم جعل الحلوى أو الشوكولا مكافأة على عمل حسن.
• ممارسة الرياضة قدر المستطاع.
• فسح المجال أمام الطفل لممارسة هوايات من اختياره وبخاصـة البدنيـة منها، والتي تستهلك الشحوم الزائدة وتكسب الطفل الثقة والقدرة على تحقيق النجاح والتفوّق.
• متابعة وزن الطفل بشكل دوري لدى المختصّين.
وتشير أسود إلى أنّه من الأفضل أن يحمل الطفل الأكل المنزلي معه إلى المدرسة، بحيث تتمكّن الأم من مراقبة نوعيّة الطعام الذي يتناوله، وتتمكّن بالتالي من السيطرة عليه، لأن انعدام وجود رقابة داخل المدارس على أطعمة الأطفال هو خطر بحدّ ذاته، إذ يستطيعون تناول مختلف أنواع الأطعمة الغنية بالسعرات والتي تساعد على تراكم الدهون، من تشيبس وشوكولا وعصير فاكهة مشبعة بالسكريّات وحتى المثلّجات...