بطاقة ملونة

بطاقة ملونة
إعداد: محمد سلمان

ما كان لبنان دخيلًا على خارطة الأوطان أو طارئًا على التاريخ ولن يكون للمقايضة والمناقصة في لعبة الأمم الدولية والإقليمية، فهو أزلي الكيان، أبدي الوجود، وواحد في أرضه وشعبه ومؤسساته ومصيره، حيث لا تقسيم لأرضه وإنقسام لشعبه.

 

لبنان قرية في المساحة الكونية، والكون ساحة للطموح اللبناني.
الحرف أبحر من على شواطئنا، ليعلم الدنيا.

 

صحيح أنه من المستحيل القبض على الرياح بأيادينا، ولكن ليس مستحيلًا منع الرياح من اقتلاع وجودنا وجذورنا المغروزة في أرضنا.
وصحيح أيضًا، أنه من المستحيل علينا اعتماد الغمام سقفًا لبيوتنا ولكن ليس مستحيلًا أن نجعل الغمام موطنًا لأشعارنا وأحلامنا.

 

ما كنت لأنسى معاصر العنب والطواحين وبيادر الغلال في ضيعتنا الحاضنة لسهل يحرسه جبله، وجبلًا  يغنّيه ويُغنيه سهله.

 

عندما أجول في الذاكرة أسمع كلمات طفولتي الأولى مع أطفال حيّنا يوم كانت البراءة كتابنا والمودة لغتنا، والدروب العتيقة ملعبنا، وقطف العنب مواسمنا، وأعراس الضيعة وقنديل بيتنا الطيني منارتنا، وحب الوالدين صلاتنا.

 

الأقلام تحتضن الكلمات لتصبح علمًا.
والقلوب تحتضن المحبة لتصبح مودة.
هذه لغة أرضنا وذاكرتنا وسواعدنا وأقلامنا وقلوبنا: يا لبنان.

 

الطامحون: أهل نعمة والطامعون: أهل نقمة، ففي الطموح صعود، وفي الطمع هبوط.

 

الرزق: عمل وإنتاج، والإنزلاق: بطالة وكسل وإرتماء ففي الرزق مهابة، وفي الإرتزاق إنزلاق.

 

القصائد في أوزانها، والمقاصد في نواياها، فالإخلال بالأوزان فقدان للنغم، والسوء في النوايا فقدان للنعم.

 

إحذر إثنين: أهل البطانة في السكوت، وأصحاب الإزدواجية في السلوك ففي البطانة غدر نائم، وفي الإزدواجية خداع عائم.